باب النهي عن الافتخار والبغي: قال الله تعالى: (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )). وقال تعالى: (( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم )). عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد ). رواه مسلم. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن الافتخار والبغي
قال الله تعالى (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ))
وقال تعالى (( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ))
عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد ) رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب النهي عن الافتخار والبغي "
الافتخار أن يتمدح الإنسان بنفسه ويفتخر بما أعطاه الله تعالى من نعمة سواء نعمة الولد سواء نعمة الولد أو المال أو العلم أو الجاه أو قوة البدن أو ما أشبه ذلك المهم أن يتمدح الإنسان بما أنعم الله عليه فخرا وعلوا على الناس
وأما التحدث بنعمة الله على وجه إظهار نعمة الله على العبد مع التواضع فإن هذا لا بأس به لقول الله تعالى (( وأما بنعمة ربك فحدث )) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ) فقال ولا فخر يعني لا أفتخر بذلك وأزهو وأزهو بنفسي وأما البغي فهو العدوان على الغير أن الإنسان يعتدي على غيره إما على ماله أو على بدنه أو على أهله أو على مقامه أو ما أشبه ذلك فالعدوان أنواع كثيرة لكن يضمها كلها أنه انتهاك لحرمة أخيه المسلم وهذا أيضا محرم
ثم استدل المؤلف بقول الله تبارك وتعالى (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) فنهى الله سبحانه وتعالى عباده أن يزكوا أنفسهم يعني أن يمدحوها افتخارا على الخلق فيقول مثلا لصاحبه أنا أعلم منك أنا أكثر منك طاعة أنا اكثر منك مالا وما أشبه ذلك فهذا نسأل الله العافية تزكية للنفس ونوع من الافتخار
ولا يعارض هذا قول الله تعالى (( قد أفلح من زكاها )) لأن من زكاها نعم لا يعارضه قول الله تعالى (( قد أفلح من زكاها )) وذلك لأن التزكية المنهي عنها هو أن الإنسان يفتخر ويعلو ويزهو بما أعطاه الله تعالى من خير ومن عبادة ومن علم وأما قد أفلح من زكاها فالمراد من سلك بها طريق الزكاة واجتنب طريق الردى ولهذا قال (( وقد خاب من دساها ))
وهذه الآيات المتشابهات في القرآن يتخذ منها اهل الباطل حجة في التلبيس على الناس يقول انظر القرآن تارة يقول لا تزكوا أنفسكم وتارة يمدح من زكى نفسه ولكن هؤلاء كما وصفهم الله تعالى هم الذين في قلوبهم زيغ نعوذ بالله كما قال الله تعالى (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله )) وإلا فالقرآن لا يمكن أبدا أن يكون فيه شيء متناقض كما قال تعالى (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) أما القرآن فلا اختلاف فيه
وقد أورد نافع ابن الأزرق الخارجي المشهور على ابن عباس رضي الله عنهما كثيرا من الآيات المتشابهات التي ظاهرها التعارض وأجاب عنها رضي الله عنه في آيات متعددة ذكرها السيوطي في الإتقان في علوم القرآن
ثم استدل على تحريم البغي بقول الله تعالى (( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق )) السبيل يعني التبعة واللوم والمذمة على هؤلاء الذين يظلمون الناس في أموالهم أو في أعراضهم أو في أنفسهم أو في أهليهم هؤلاء هم الذين عليهم السبيل والتبعة ويبغون في الأرض بغير حق يعني يعتدون بغير حق وإنما وصف الله البغي بغير الحق لأنه حقيقة ليس بحق كل البغي فهو بغير حق فالقيد هنا ليس للاحتراز بل هو لبيان الواقع وهو أن كل شيء كل شيء من البغي فإنه بغير حق وهذا يرد في القرآن كثيرا أن تجد قيدا يبين واقع وليس قيدا يخرج ما سواه مثل قوله تعالى (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون )) فهنا ليس هناك رب لم يخلقنا ورب خلقنا بل هو لبيان الواقع أن الرب هو الذي خلقنا وهو الذي رزقنا فالحاصل أن الله تعالى بين أن السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير حق
ثم ذكر حديث عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( إن الله أوحى إلي أن لا يبغي أحد على أحد ) هذا الشاهد من الحديث وهذا يدل على أن البغي أمر عظيم فيه عناية من الله سبحانه وتعالى يبين لعباده انه لا يبغي أحد على أحد وأن الإنسان يتواضع لله عز وجل ويتواضع للحق والله الموفق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن الافتخار والبغي
قال الله تعالى (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ))
وقال تعالى (( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ))
عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد ) رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب النهي عن الافتخار والبغي "
الافتخار أن يتمدح الإنسان بنفسه ويفتخر بما أعطاه الله تعالى من نعمة سواء نعمة الولد سواء نعمة الولد أو المال أو العلم أو الجاه أو قوة البدن أو ما أشبه ذلك المهم أن يتمدح الإنسان بما أنعم الله عليه فخرا وعلوا على الناس
وأما التحدث بنعمة الله على وجه إظهار نعمة الله على العبد مع التواضع فإن هذا لا بأس به لقول الله تعالى (( وأما بنعمة ربك فحدث )) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ) فقال ولا فخر يعني لا أفتخر بذلك وأزهو وأزهو بنفسي وأما البغي فهو العدوان على الغير أن الإنسان يعتدي على غيره إما على ماله أو على بدنه أو على أهله أو على مقامه أو ما أشبه ذلك فالعدوان أنواع كثيرة لكن يضمها كلها أنه انتهاك لحرمة أخيه المسلم وهذا أيضا محرم
ثم استدل المؤلف بقول الله تبارك وتعالى (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) فنهى الله سبحانه وتعالى عباده أن يزكوا أنفسهم يعني أن يمدحوها افتخارا على الخلق فيقول مثلا لصاحبه أنا أعلم منك أنا أكثر منك طاعة أنا اكثر منك مالا وما أشبه ذلك فهذا نسأل الله العافية تزكية للنفس ونوع من الافتخار
ولا يعارض هذا قول الله تعالى (( قد أفلح من زكاها )) لأن من زكاها نعم لا يعارضه قول الله تعالى (( قد أفلح من زكاها )) وذلك لأن التزكية المنهي عنها هو أن الإنسان يفتخر ويعلو ويزهو بما أعطاه الله تعالى من خير ومن عبادة ومن علم وأما قد أفلح من زكاها فالمراد من سلك بها طريق الزكاة واجتنب طريق الردى ولهذا قال (( وقد خاب من دساها ))
وهذه الآيات المتشابهات في القرآن يتخذ منها اهل الباطل حجة في التلبيس على الناس يقول انظر القرآن تارة يقول لا تزكوا أنفسكم وتارة يمدح من زكى نفسه ولكن هؤلاء كما وصفهم الله تعالى هم الذين في قلوبهم زيغ نعوذ بالله كما قال الله تعالى (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله )) وإلا فالقرآن لا يمكن أبدا أن يكون فيه شيء متناقض كما قال تعالى (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) أما القرآن فلا اختلاف فيه
وقد أورد نافع ابن الأزرق الخارجي المشهور على ابن عباس رضي الله عنهما كثيرا من الآيات المتشابهات التي ظاهرها التعارض وأجاب عنها رضي الله عنه في آيات متعددة ذكرها السيوطي في الإتقان في علوم القرآن
ثم استدل على تحريم البغي بقول الله تعالى (( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق )) السبيل يعني التبعة واللوم والمذمة على هؤلاء الذين يظلمون الناس في أموالهم أو في أعراضهم أو في أنفسهم أو في أهليهم هؤلاء هم الذين عليهم السبيل والتبعة ويبغون في الأرض بغير حق يعني يعتدون بغير حق وإنما وصف الله البغي بغير الحق لأنه حقيقة ليس بحق كل البغي فهو بغير حق فالقيد هنا ليس للاحتراز بل هو لبيان الواقع وهو أن كل شيء كل شيء من البغي فإنه بغير حق وهذا يرد في القرآن كثيرا أن تجد قيدا يبين واقع وليس قيدا يخرج ما سواه مثل قوله تعالى (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون )) فهنا ليس هناك رب لم يخلقنا ورب خلقنا بل هو لبيان الواقع أن الرب هو الذي خلقنا وهو الذي رزقنا فالحاصل أن الله تعالى بين أن السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير حق
ثم ذكر حديث عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( إن الله أوحى إلي أن لا يبغي أحد على أحد ) هذا الشاهد من الحديث وهذا يدل على أن البغي أمر عظيم فيه عناية من الله سبحانه وتعالى يبين لعباده انه لا يبغي أحد على أحد وأن الإنسان يتواضع لله عز وجل ويتواضع للحق والله الموفق