تتمة تفسير قول الله تعالى: (( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات )) إلى قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا )). حفظ
الشيخ : ثم انتهى على قوله (( ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا )) وقال (( ويربي الصدقات )) يربيها أي ينميها ويزيدها فإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ( من تصدق بعدل تمرة ) أو ( بعدل تمرة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله تعالى يأخذها بيمينه ويربيها كما يربي أحدكم فلوه ) يعني فرسه الصغير حتى تكون مثل الجبل وقال تعالى (( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء )) فالصدقات إحسان وعبادة لله إذا تصدق الإنسان بشيء من ماله فإن الله تعالى يضاعف له هذه الصدقة في ثوابها وأجرها وينزل البركة فيما بقي من ماله كما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال ( ما نقصت صدقة من مال ) وإنما ذكر الله الصدقات بجانب الربا لأن الربا ظلم ظلم وأكل للمال بالباطل والصدقات إحسان وخير فقارن هذا بهذا لأجل أن يتبين للإنسان الفرق بين المحسنين وبين الظالمين أكلة الربا
ثم قال (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) حثا على الإيمان والعمل الصالح ثم قال عز وجل (( يا أيها الذين اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين )) اتقوا الله فأمر بتقوى الله ثم قال ذروا ما بقي من الربا يعني اتركوه لا تأخذونه فخص بعد أن عم لأن تقوى الله تعم اجتناب كل محرم وفعل كل واجب وفعل كل واجب فلما قال (( وذروا ما بقي من الربا )) صار تخصيصا بعد تعميم (( فإن لم تفعلوا )) يعني وتدعوا ما بقي من الربا (( فائذنوا بحرب من الله ورسوله )) وفي قراءة (( فآذنوا بحرب من الله )) والمعنى أعلنوا الحرب على الله ورسوله نسأل الله العافية (( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) إن تبتم عن الربا فلكم رؤوس أموالكم أنت أعطيت مئة بمئة وعشرين إذا صدقت بالتوبة لا تأخذ إلا مئة فقط لأن الله يقول (( لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) وقد ابتلي بعض الناس بالقياس الفاسد مع النص فقال إذا أودعت مالك في البنوك أجنبية في أمريكا في إنجلترا في فرنسا في أي بلد فإنك تأخذ الربا تأخذ الربا وتتصدق به سبحان الله يلطخ الإنسان يده بالدم ونجاسة ثم يذهب يغسلها لماذا لا يتجنب النجاسة من الأول هذا قياس فاسد مقابل للنص وفاسد الاعتبار أيضا إذا أعطوك فقل لا شرعنا يحرم علينا الربا
يقول بعض الناس إذا لم تأخذ منهم فإنهم يصرفونها في الكنائس وحرب المسلمين نقول من قال هذا يمكن أن صاحب البنك يأخذها لنفسه يأخذها لقرابته يأخذها لمصالحه من يقول إنها تصرف للكنائس ثم على فرض أنها صرفت في الكنائس هل دخلت في ملكك حتى يقال إنك أعنتهم لم تدخل في ملكك أصلا ولهذا لا يعطونك ربح مالك ربما يدخلون مالك في مالهم ويخسر وإنما يعطونك ربا واضح محدد من الأصل فليس هو فليس هو بلغ ربح مالك حتى تقول أعطيتهم شيئا من مالي يستعينون به على الحرام أبدا ثم على فرض أنه ربح مالك أو أن مالك ربح أكثر وأبيت أن تأخذه لأنه ربا وصرفوه في الكنائس وفي حرب المسلمين هل أنت أمرتهم بهذا أبدا انت اتق الله لك رأس مالك لا تظلم ولا تظلم أما أن تأخذه وتقول ابي أتصدق به ما مثل هذا إلا إنسان أخذ الغائط بيده وعصره ثم قال أين الماء لأطهر يدي هذا غير صحيح
ثم نقول من الذي يضمن أنه إذا جاءك مليون أو مليونين ربا أنك تتصدق بها ربما يغلبك الشح تقول والله هذي مليونين أتصدق بها لا خلها ننتظر نشوف ثم تدور بك ثم تمضي بك الأيام وتموت وتدعها لغيرك
ثم إذا فعلت ذلك صرت قدوة للناس يقولون فلان أخذ دخل ماله في البنك وأخذ الربا إذن مافي بأس فتكون قدوة ثم إننا إذا استمرأنا هذا الشيء وأخذنا الربا معناه أننا لن نحاول أن نوجد بنكا إسلاميا لأن إنشاء البنك الإسلامي مهو سهل صعب وفيه موانع وأناس يحولون بين المسلمين وبينه فإذا استمرأ الناس هذا سهل عليهم قال نأخذ ربا وهين حتى يجيب الله بنك إسلامي لكن لو قيل له هذا حرام عليك حينئذ يضطر المسلمون إلى أن ينشئوا بنوكا إسلامية تكفيهم هذه البنوك الربوية
والحاصل أن من قال خذ الربا وتصدق به فقد قابل النص بالقياس والله عز وجل وضح (( لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) وإذا كان عقد الربا الذي حصل في الجاهلية في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وضعه الرسول مع أنه قبل الشريعة وأهل الجاهلية يتعاطونه على أنه مباح ومع ذلك وضعه النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ربا الجاهلية موضوع ) فكيف بمسلم يعرف أن الربا حرام يقول باخذه أتصدق به
فالحاصل أن هذه مع الأسف اشتبهت على بعض العلماء الذين يشار إليهم بالأصابع وظنوا أنه لا بأس أن تأخذ هذا وتتصدق به ولو أنعموا النظر وفكروا لعرفوا أنهم مخطئون ما حجتنا عند الله يوم القيامة (( إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم )) ما قال إلا أن تتعاملوا مع الكفار إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ولم يقل إلا إذا تعاملتم مع الكفار فخذو الربا فالحقيقة أننا نأسف أن يوجد بعض من يشار إليهم يفتون بمثل هذا مع أنهم لو أمعنوا النظر ودققوا لوجدوا أنهم على خطأ أنا معك قال لي ربي لك رأس مالك لا تظلم ولا تظلم أقول سمعا لك يا ربي وطاعة آخذ رأس مالي والباقي ما علي منه خلهم يجعلونه فيما يريدون ثم هل هؤلاء ما بقي عليهم أن يعمروا الكنائس إلا بربح يأخذونه مني الكنائس معمورة وحرب المسلمين شعواء بدراهم وبغير دراهم هم المسألة متوقفة على دراهمي يأخذونها يصرفونها في الكنائس أو في حرب المسلمين هذا إذا قدرنا أنهم صرفوها في ذلك لكن هذا وهم وخيال تخييل يلبس به الشيطان يقول ترى إن تركتم هذا صرفوه في الكنائس وإلا في حرب المسلمين من قال هذا؟
فعلى كل حال نحن بيننا وبين الناس كتاب الله (( إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) وإذا اتبعنا الشرع جعل الله لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا أما إذا ذهبنا نقيس بعقولنا ونكون كالذين قالوا إنما البيع مثل الربا أو كالشيطان الذي قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فهذا غلط غلط عظيم
فالمهم أن هذا يا إخواني شيء واضح ما يحتاج إلى اجتهاد (( إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) إذا كان معسر وحل ديني وليس عنده شيء ألا أضيف عليه شيئا بدل إنظاره يقول ما يخالف أنت ما عندك شي الآن لكن هذا الألف نجعلها الف ومئة إلى سنة يقول لا اتل الآية التي بعدها (( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )) ما في حل الأجل على هذا الفقير وليس عنده ما يوفي يجب عليك إنظاره نظرة إلى ميسرة من الذي قال لك نظرة إلى ميسرة الله عز وجل هو الذي أعطاك المال ومن به عليك وأباح لك التصرف فيه وقال لك إذا كان المطلوب فقيرا فعليك أن تنظره تقول لا ما أنظر يلا الحبس وإلا إضافة ربا أين الإيمان أين العبادة؟ العبد حقا هو الذي يقول لله لأمر الله سمعنا وأطعنا أما الذي يعبد الدرهم والدينار وليس له هم إلا الدرهم والدينار من أي مصدر حصل فهذا عبد الدينار وعبد الدرهم وقد دعا عليه الرسول عليه السلام بالتعاسة والهلاك والانتكاس (( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وإن كان ذو عسرة فنظرة على ميسرة ))
ثم تأتي المرتبة العليا اللي هي أفضل من الإنظار وهي (( وأن تصدقوا خير لكم )) إذا كان معسر وعرفت أنه معسر تصدقت عليه قلت يا فلان أنت معسر وقد أبرأتك من دينك هذا خير خير لك إذا كان خيرا لك فافعله خرجت من بطن أمك ومعك ألف كيس درهم وألف ثوب وألف غترة وألف نعل صح
الطالب : لا
الشيخ : نعم صحيح لا خرجت من بطن أمك ما معك شي عريان ما عليك شي عريان ما عليك شيء من الذي أمدك وأعدك وأعطاك المال؟ الله عز وجل قال لك افعل كذا قل سمعا وطاعة (( وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ))
ثم ختم الآيات بقوله (( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) اتقوا هذا اليوم اليوم العظيم الذي ترجعون فيه إلى الله عز وجل حفاة عراة غرلا يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه اتقوا هذا اليوم وتقوى هذا اليوم وتقوى شره وبلائه تكون بطاعة الله عز وجل أسأل الله أن يمن علي وعليكم بالتقوى والبر والإحسان إنه على كل شيء قدير
السائل : ...
الشيخ : أي لا بأس سبق أن الله قال (( من جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف ))
السائل : ... مال خبيث اصرفه في ... الخبيث ...
الشيخ : أبدا أبدا وهذا أيضا من الغلط أنا إذا صرفت في مال خبيث مجاري وإلا أشياء نجسة وفرت مالي وفرت مالي والدرهم ... بخبيث إذا صرفت في أشياء خبيثة كل هذا من التصور القاصر أنت الآن إذا صرفته معناه إذا ... للمرحاض ... وصرفته من هذا المال الخبيث وفرت على نفسك من المال الطيب عشر دراهم إذن ما زينا شي وأصل الأخذ حرام أصل الأخذ حرام ما يجوز والله الموفق
ثم قال (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) حثا على الإيمان والعمل الصالح ثم قال عز وجل (( يا أيها الذين اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين )) اتقوا الله فأمر بتقوى الله ثم قال ذروا ما بقي من الربا يعني اتركوه لا تأخذونه فخص بعد أن عم لأن تقوى الله تعم اجتناب كل محرم وفعل كل واجب وفعل كل واجب فلما قال (( وذروا ما بقي من الربا )) صار تخصيصا بعد تعميم (( فإن لم تفعلوا )) يعني وتدعوا ما بقي من الربا (( فائذنوا بحرب من الله ورسوله )) وفي قراءة (( فآذنوا بحرب من الله )) والمعنى أعلنوا الحرب على الله ورسوله نسأل الله العافية (( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) إن تبتم عن الربا فلكم رؤوس أموالكم أنت أعطيت مئة بمئة وعشرين إذا صدقت بالتوبة لا تأخذ إلا مئة فقط لأن الله يقول (( لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) وقد ابتلي بعض الناس بالقياس الفاسد مع النص فقال إذا أودعت مالك في البنوك أجنبية في أمريكا في إنجلترا في فرنسا في أي بلد فإنك تأخذ الربا تأخذ الربا وتتصدق به سبحان الله يلطخ الإنسان يده بالدم ونجاسة ثم يذهب يغسلها لماذا لا يتجنب النجاسة من الأول هذا قياس فاسد مقابل للنص وفاسد الاعتبار أيضا إذا أعطوك فقل لا شرعنا يحرم علينا الربا
يقول بعض الناس إذا لم تأخذ منهم فإنهم يصرفونها في الكنائس وحرب المسلمين نقول من قال هذا يمكن أن صاحب البنك يأخذها لنفسه يأخذها لقرابته يأخذها لمصالحه من يقول إنها تصرف للكنائس ثم على فرض أنها صرفت في الكنائس هل دخلت في ملكك حتى يقال إنك أعنتهم لم تدخل في ملكك أصلا ولهذا لا يعطونك ربح مالك ربما يدخلون مالك في مالهم ويخسر وإنما يعطونك ربا واضح محدد من الأصل فليس هو فليس هو بلغ ربح مالك حتى تقول أعطيتهم شيئا من مالي يستعينون به على الحرام أبدا ثم على فرض أنه ربح مالك أو أن مالك ربح أكثر وأبيت أن تأخذه لأنه ربا وصرفوه في الكنائس وفي حرب المسلمين هل أنت أمرتهم بهذا أبدا انت اتق الله لك رأس مالك لا تظلم ولا تظلم أما أن تأخذه وتقول ابي أتصدق به ما مثل هذا إلا إنسان أخذ الغائط بيده وعصره ثم قال أين الماء لأطهر يدي هذا غير صحيح
ثم نقول من الذي يضمن أنه إذا جاءك مليون أو مليونين ربا أنك تتصدق بها ربما يغلبك الشح تقول والله هذي مليونين أتصدق بها لا خلها ننتظر نشوف ثم تدور بك ثم تمضي بك الأيام وتموت وتدعها لغيرك
ثم إذا فعلت ذلك صرت قدوة للناس يقولون فلان أخذ دخل ماله في البنك وأخذ الربا إذن مافي بأس فتكون قدوة ثم إننا إذا استمرأنا هذا الشيء وأخذنا الربا معناه أننا لن نحاول أن نوجد بنكا إسلاميا لأن إنشاء البنك الإسلامي مهو سهل صعب وفيه موانع وأناس يحولون بين المسلمين وبينه فإذا استمرأ الناس هذا سهل عليهم قال نأخذ ربا وهين حتى يجيب الله بنك إسلامي لكن لو قيل له هذا حرام عليك حينئذ يضطر المسلمون إلى أن ينشئوا بنوكا إسلامية تكفيهم هذه البنوك الربوية
والحاصل أن من قال خذ الربا وتصدق به فقد قابل النص بالقياس والله عز وجل وضح (( لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) وإذا كان عقد الربا الذي حصل في الجاهلية في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وضعه الرسول مع أنه قبل الشريعة وأهل الجاهلية يتعاطونه على أنه مباح ومع ذلك وضعه النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ربا الجاهلية موضوع ) فكيف بمسلم يعرف أن الربا حرام يقول باخذه أتصدق به
فالحاصل أن هذه مع الأسف اشتبهت على بعض العلماء الذين يشار إليهم بالأصابع وظنوا أنه لا بأس أن تأخذ هذا وتتصدق به ولو أنعموا النظر وفكروا لعرفوا أنهم مخطئون ما حجتنا عند الله يوم القيامة (( إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم )) ما قال إلا أن تتعاملوا مع الكفار إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ولم يقل إلا إذا تعاملتم مع الكفار فخذو الربا فالحقيقة أننا نأسف أن يوجد بعض من يشار إليهم يفتون بمثل هذا مع أنهم لو أمعنوا النظر ودققوا لوجدوا أنهم على خطأ أنا معك قال لي ربي لك رأس مالك لا تظلم ولا تظلم أقول سمعا لك يا ربي وطاعة آخذ رأس مالي والباقي ما علي منه خلهم يجعلونه فيما يريدون ثم هل هؤلاء ما بقي عليهم أن يعمروا الكنائس إلا بربح يأخذونه مني الكنائس معمورة وحرب المسلمين شعواء بدراهم وبغير دراهم هم المسألة متوقفة على دراهمي يأخذونها يصرفونها في الكنائس أو في حرب المسلمين هذا إذا قدرنا أنهم صرفوها في ذلك لكن هذا وهم وخيال تخييل يلبس به الشيطان يقول ترى إن تركتم هذا صرفوه في الكنائس وإلا في حرب المسلمين من قال هذا؟
فعلى كل حال نحن بيننا وبين الناس كتاب الله (( إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) وإذا اتبعنا الشرع جعل الله لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا أما إذا ذهبنا نقيس بعقولنا ونكون كالذين قالوا إنما البيع مثل الربا أو كالشيطان الذي قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فهذا غلط غلط عظيم
فالمهم أن هذا يا إخواني شيء واضح ما يحتاج إلى اجتهاد (( إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) إذا كان معسر وحل ديني وليس عنده شيء ألا أضيف عليه شيئا بدل إنظاره يقول ما يخالف أنت ما عندك شي الآن لكن هذا الألف نجعلها الف ومئة إلى سنة يقول لا اتل الآية التي بعدها (( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )) ما في حل الأجل على هذا الفقير وليس عنده ما يوفي يجب عليك إنظاره نظرة إلى ميسرة من الذي قال لك نظرة إلى ميسرة الله عز وجل هو الذي أعطاك المال ومن به عليك وأباح لك التصرف فيه وقال لك إذا كان المطلوب فقيرا فعليك أن تنظره تقول لا ما أنظر يلا الحبس وإلا إضافة ربا أين الإيمان أين العبادة؟ العبد حقا هو الذي يقول لله لأمر الله سمعنا وأطعنا أما الذي يعبد الدرهم والدينار وليس له هم إلا الدرهم والدينار من أي مصدر حصل فهذا عبد الدينار وعبد الدرهم وقد دعا عليه الرسول عليه السلام بالتعاسة والهلاك والانتكاس (( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وإن كان ذو عسرة فنظرة على ميسرة ))
ثم تأتي المرتبة العليا اللي هي أفضل من الإنظار وهي (( وأن تصدقوا خير لكم )) إذا كان معسر وعرفت أنه معسر تصدقت عليه قلت يا فلان أنت معسر وقد أبرأتك من دينك هذا خير خير لك إذا كان خيرا لك فافعله خرجت من بطن أمك ومعك ألف كيس درهم وألف ثوب وألف غترة وألف نعل صح
الطالب : لا
الشيخ : نعم صحيح لا خرجت من بطن أمك ما معك شي عريان ما عليك شي عريان ما عليك شيء من الذي أمدك وأعدك وأعطاك المال؟ الله عز وجل قال لك افعل كذا قل سمعا وطاعة (( وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ))
ثم ختم الآيات بقوله (( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) اتقوا هذا اليوم اليوم العظيم الذي ترجعون فيه إلى الله عز وجل حفاة عراة غرلا يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه اتقوا هذا اليوم وتقوى هذا اليوم وتقوى شره وبلائه تكون بطاعة الله عز وجل أسأل الله أن يمن علي وعليكم بالتقوى والبر والإحسان إنه على كل شيء قدير
السائل : ...
الشيخ : أي لا بأس سبق أن الله قال (( من جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف ))
السائل : ... مال خبيث اصرفه في ... الخبيث ...
الشيخ : أبدا أبدا وهذا أيضا من الغلط أنا إذا صرفت في مال خبيث مجاري وإلا أشياء نجسة وفرت مالي وفرت مالي والدرهم ... بخبيث إذا صرفت في أشياء خبيثة كل هذا من التصور القاصر أنت الآن إذا صرفته معناه إذا ... للمرحاض ... وصرفته من هذا المال الخبيث وفرت على نفسك من المال الطيب عشر دراهم إذن ما زينا شي وأصل الأخذ حرام أصل الأخذ حرام ما يجوز والله الموفق