شرح حديث عن جندب بن عبد الله بن سفيان رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به ). متفق عليه. وعن أبي هيرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ). يعني: ريحها. رواه أبو داود بإسناد صحيح. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب تحريم الرياء
عن جُندب بن عبدالله بن سفيان رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من سمَّعَ سَمَّعَ الله به، ومن راءي رَاءي الله به ) متفقٌ عليه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من تعلم علماً مما يُبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمهُ إلا ليُصيب به عرضاً من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ) يعني ريحها. رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح "

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
نقل المؤلف رحمه الله ما بقي من احاديث الرياء التي ساقها عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( من سمَّعَ سَمَّعَ الله به، ومن رآى رآى الله به ) يعني من قال قولا يتعبد به لله ورفع صوته بذلك حتى يسمعه الناس ويقولون فلان كثير الذكر كثير القراءة وما أشبه ذلك فإن هذا قد سمع عباد الله يرائي بذلك نسأل الله العافية
( سمع الله به ) أي فضحه وكشف أمره وبين عيبه للناس وتبين لهم أنه مرائي والحديث لم يقيد هل هو في الدنيا أو في الآخرة فيمكن أن يسمع الله به في الدنيا ويكشف عيبه عند الناس ويمكن أن يكون ذلك في الآخرة وهو أشد والعياذ بالله وأخزى كما قال تعالى (( ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ))
وكذلك من رآى رآى الله به يعني من عمل عملا ليراه الناس ويمدحوه عليه فإن الله تعالى يرائي به ويبين عيبه للناس ويفضحه والعياذ بالله حتى يتبين أنه مرائي
وفي هذا الحديث التحذير العظيم من الرياء وأن المرائي مهما كان مهما اختفى لا بد أن يتبين والعياذ بالله لأن الله تعالى تكفل بهذا من سمع سمع الله به ومن رآى رآى الله به
أما حديث أبي هريرة فهو فيمن طلب علما يبتغى فيه وجه الله وذلك هو العلم الشرعي علم الكتاب والسنة إذا طلب الإنسان علما من علم الكتاب والسنة لا يريد إلا أن ينال به عرضا من أعراض الدنيا إلا أن يريد عرضا من الدنيا لم يرح عرف الجنة يعني ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا فمثلا لو أن إنسان تعلم علم العقائد لأجل أن يقال فلان جيد في العقيدة أو لأجل أن يوظف أو ما أشبه ذلك أو علم الفقه أو علم التفسير أو علم الحديث ليرائي به الناس فإنه لا يجد ريح الجنة والعياذ بالله يعني يحرم دخولها وأما العلوم العلوم التي ليست مما يبتغى به وجه الله كعلوم الدنيا كعلم الحساب والهندسة والبنا لو تعلمها الإنسان يريد عرضا من الدنيا فلا بأس عليه لأن هذا علم دنيوي يراد للدنيا والحديث الذي فيه الوعيد مقيد بالعلم الذي يبتغى به وجه الله
فإن قال قائل كثير من الطلبة الآن يدرسون في الكليات يريدون الشهادة الشهادة العالية فيقال إنما الأعمال بالنيات إذا كان يريد بالشهادة العالية أن ينال الوظيفة والمرتبة فهذا أراد به عرضا من الدنيا وإن أراد بذلك أن يتبوأ مكانا ينفع الناس ليكون مدرسا ليكون مديرا ليكون موجها فهذا خير ولا بأس به لأن الناس أصبحوا الآن لا يقدرون الإنسان بعلمه وإنما يقدرونه بشهادته فإذا قال ... لو أبقى بدون شهادة مهما بلغ من العلم لن يجعلوني معلما لكني أتعلم وآخذ الشهادة لأجل أن أكون معلما أنفع المسلمين فهذه نية طيبة وليس فيها شيء والله الموفق