باب النهي عن سب الريح وبيان ما يقال عند هبوبها. عن أبي المنذر أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها ). رواه أبو داود بإسناد حسن. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: ( اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به ). رواه مسلم. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب النهي عن سب الريح ، وبيان ما يقال عند هبوبها :
عن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أُمرت به ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الريح من رَوح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسَلوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها ) رواه أبو داود بإسناد حسن.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال : اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أُرسلت به ) رواه مسلم "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب النهي عن سب الريح " ، وسبق في الدرس الماضي النهي عن سب الحمى .
الرياح من آيات الله عز وجل ، من آيات الله تعالى في تصريفها وفي إرسالها وفي كيفيتها ، إذ لا يقدر أحد على أن يُصرف هذه الرياح إلا خالقها عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى : (( إنَّ في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون )) ، وقال الله تبارك وتعالى : (( وهو الذي يرسل الرياح بُشرًا بين يدي رحمته )) ، وقال تعالى : (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِه )) ، والآيات في هذا كثيرة .
هذه الريح التي خلقها الله عز وجل وصرفها تنقسم إلى قسمين :
قسم : ريح عادية لا تخيف فهذه لا يسن لها ذكر معين .
وريح أخرى عاصفة هذه تخيف ، لأن عادا عذبهم الله تعالى بالريح العقيم والعياذ بالله ، فإذا عصفت الريح فإنه لا يجوز لك أن تسبها ، لأن الريح إنما أرسلها الله عز وجل ، فسبك إياها سب لله تبارك وتعالى ، ولكن قل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( اللهم إني أسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أُرسلت به ) : وبهذا الدعاء يحصل لك خيرها ، ويزول عنك شرها .
( أسألك خير هذه الريح ) : لأن هذه الريح قد تكون عاصفة شديدة تُقلع الأبواب وتجث الأشجار وتهدم الديار .
( وخير ما فيها ) : ما فيها : أي ما تحمله من أمور قد تكون نافعة وقد تكون ضارة .
( وخير ما أرسلت به ) : لأنها تارة ترسل بالخير وتارة ترسل بالشر فتسأل الله خير ما أرسلت به .
( وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ) : فإذا استعاذ الإنسان من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به وسأل الله خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، كفاه الله شرها .
واعلم أن لا يجوز للإنسان أن يتعلق بالريح في حصول المطر والغيث والصحو وما أشبه ذلك ، لأن هذا من جنس الاستسقاء بالأنواء الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، كثير من الناس يعلق رجاءه بالريح الجنوب ، يقول : إذا هبت الجنوب حصل الغيث ، وتجد قلبه متعلقا بها ، وهذا لا يجوز ، لأنها قد تهب ريح الجنوب كثيرا ولا يأتي أمطار ولا غيوم ، وقد يكون بالعكس تأتي الأمطار والغيوم من الريح الشمالي ، فالأمر كله بيد الله عز وجل ، فعليك أن تعلق قلبك بربك تبارك وتعالى ، وألا تسب ما خلقه من الرياح ، واسأل الله خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، واستعذ بالله من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ، والله الموفق .