باب كراهة قول ما شاء الله وشاء فلان. عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. حفظ
القارئ : " عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان ) رواه أبو داود بإسناد صحيح " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب كراهة قول الإنسان ما شاء الله وشاء فلان " :
والكراهة هنا يراد بها التحريم ، يعني أنك إذا تقول : ما شاء الله وشاء فلان أو ما شاء الله وشئت أو ما أشبه ذلك ، وذلك لأن الواو تقتضي التسوية ، إذا قلت : ما شاء الله وشاء فلان ، كأنك جعلت فلانا مساويا لله عز وجل في المشيئة ، والله تعالى وحده له المشيئة التامة يفعل ما يشاء ، ولكن أرشد النبي عليه الصلاة والسلام لما نهى عن ذلك ، أرشد إلى قول مباح فقال : ( ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان ) ، لأن ثم تقتضي الترتيب بمهلة ، يعني أن مشيئة الله فوق مشيئة فلان ، وكذلك قول ما شاء الله وشئت ، ( فإن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت ، قال : أجعلتني لله ندا ) ينكر عليه ، ( بل قل ما شاء الله وحده ) : فهاهنا مراتب : المرتبة الأولى : أن يقول ما شاء الله وحده ، وهذه كلمة فيها تفويض الأمر إلى الله ، واتفق عليها المسلمون ، كل المسلمين يقولون : ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن .
الثانية : أن يقول : ما شاء الله ثم شاء فلان فهذه جائزة أجازها النبي صلى الله عليه وسلم وأرشد إليها .
والثالثة : أن يقول : ما شاء الله وشاء فلان فهذه محرمة ولا تجوز ، وذلك لأن الإنسان جعل المخلوق مساويا للخالق عز وجل في المشيئة .
الرابعة : أن يقول : ما شاء الله فشاء فلان ، بالفاء ، فهذه محل نظر ، لأن الترتيب فيها وارد ، بمعنى أنك إذا قلت : فشاء فالفاء تدل على الترتيب لكنها ليس كـ ثم ، لأن ثم تدل على الترتيب بمهلة ، وهذه تدل على الترتيب بتعقيب ، ولهذا فهي محل نظر ، ولذلك لم يرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا الحديث دليل على أن الإنسان إذا ذكر للناس شيئا لا يجوز ، فليبين لهم ما هو جائز ، لأنه قال : ( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان ) ، وهكذا ينبغي لمعلم الناس ، إذا ذكر لهم الأبواب الممنوعة فليفتح لهم الأبواب الجائزة حتى يخرج الناس من هذا إلى هذا .
بعض الناس يذكر الأشياء الممنوعة يقول : هذا حرام هذا حرام ولا يبين لهم الأبواب الجائزة ، وهذا سد للأبواب أمامهم دون فتح للأبواب ، وانظر إلى لوط عليه الصلاة والسلام قال لقومه : (( أتأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ )) : نهاهم عن الممنوع ، وأرشدهم إلى الجائز ، وهكذا النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان ) ، بل انظر إلى قول الله عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا )) : فنهاهم عن كلمة راعنا وأرشدهم إلى الكلمة الجائزة : (( وقولوا انظرنا )) ، ولما جيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر ، تمر طيب قال: ( أكل تمر خيبر هكذا؟ قالوا: لا ، لكننا نشتري الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بثلاثة قال: لا، بع التمر الرديء بالدراهم ، ثم اشتري بالدراهم تمراً طيبا ) .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب كراهة قول الإنسان ما شاء الله وشاء فلان " :
والكراهة هنا يراد بها التحريم ، يعني أنك إذا تقول : ما شاء الله وشاء فلان أو ما شاء الله وشئت أو ما أشبه ذلك ، وذلك لأن الواو تقتضي التسوية ، إذا قلت : ما شاء الله وشاء فلان ، كأنك جعلت فلانا مساويا لله عز وجل في المشيئة ، والله تعالى وحده له المشيئة التامة يفعل ما يشاء ، ولكن أرشد النبي عليه الصلاة والسلام لما نهى عن ذلك ، أرشد إلى قول مباح فقال : ( ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان ) ، لأن ثم تقتضي الترتيب بمهلة ، يعني أن مشيئة الله فوق مشيئة فلان ، وكذلك قول ما شاء الله وشئت ، ( فإن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت ، قال : أجعلتني لله ندا ) ينكر عليه ، ( بل قل ما شاء الله وحده ) : فهاهنا مراتب : المرتبة الأولى : أن يقول ما شاء الله وحده ، وهذه كلمة فيها تفويض الأمر إلى الله ، واتفق عليها المسلمون ، كل المسلمين يقولون : ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن .
الثانية : أن يقول : ما شاء الله ثم شاء فلان فهذه جائزة أجازها النبي صلى الله عليه وسلم وأرشد إليها .
والثالثة : أن يقول : ما شاء الله وشاء فلان فهذه محرمة ولا تجوز ، وذلك لأن الإنسان جعل المخلوق مساويا للخالق عز وجل في المشيئة .
الرابعة : أن يقول : ما شاء الله فشاء فلان ، بالفاء ، فهذه محل نظر ، لأن الترتيب فيها وارد ، بمعنى أنك إذا قلت : فشاء فالفاء تدل على الترتيب لكنها ليس كـ ثم ، لأن ثم تدل على الترتيب بمهلة ، وهذه تدل على الترتيب بتعقيب ، ولهذا فهي محل نظر ، ولذلك لم يرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا الحديث دليل على أن الإنسان إذا ذكر للناس شيئا لا يجوز ، فليبين لهم ما هو جائز ، لأنه قال : ( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان ) ، وهكذا ينبغي لمعلم الناس ، إذا ذكر لهم الأبواب الممنوعة فليفتح لهم الأبواب الجائزة حتى يخرج الناس من هذا إلى هذا .
بعض الناس يذكر الأشياء الممنوعة يقول : هذا حرام هذا حرام ولا يبين لهم الأبواب الجائزة ، وهذا سد للأبواب أمامهم دون فتح للأبواب ، وانظر إلى لوط عليه الصلاة والسلام قال لقومه : (( أتأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ )) : نهاهم عن الممنوع ، وأرشدهم إلى الجائز ، وهكذا النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان ) ، بل انظر إلى قول الله عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا )) : فنهاهم عن كلمة راعنا وأرشدهم إلى الكلمة الجائزة : (( وقولوا انظرنا )) ، ولما جيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر ، تمر طيب قال: ( أكل تمر خيبر هكذا؟ قالوا: لا ، لكننا نشتري الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بثلاثة قال: لا، بع التمر الرديء بالدراهم ، ثم اشتري بالدراهم تمراً طيبا ) .