قراءة من رياض الصالحين. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب كراهية الخروج من بلد وقع فيها الوباء فراراً منه وكراهة القدوم عليه :
قال الله تعالى : (( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة )) .
وقال تعالى : (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) .
عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام ، حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد : أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أنَّ الوباء قد وقع بالشام ، قال ابن عباس : فقال لي عمر : ادع لي المهاجرين الأولين فدعوتهم ، فاستشارهم ، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا : فقال بعضهم : خرجتَ لأمرٍ ولا نرى أن ترجع عنه .
وقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء .
فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي الأنصار فدعوتهم ، فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي من كان هاهنا مِن مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعوتهم فلم يختلف عليه منهم رجلان فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء ،
فنادى عمر رضي الله عنه في الناس : إني مصبّح على ظهرٍ فأصبحوا عليه ، فقال أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه : أفرارًا من قدر الله ؟! فقال عمر رضي الله عنه : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ، وكان عمر يكره خلافه : نعم نفر مِن قدر الله إلى قدر الله ، أرأيت لو كان لك إبل فهبطت وادياً له عدوتان إحداهما خَصبة والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله !!
قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، وكان متغيباً في بعض حاجته ، فقال : إن عندي من هذا علماً ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم به بأرض فلا تقدَموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه ، فحمد الله تعالى عمر رضي الله عنه وانصرف ) متفق عليه .
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ) متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا الباب باب عظيم عقده المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتاب *رياض الصالحين* : وهو كراهة أن يقدم الإنسان على أرض نزل فيها البلاء .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب كراهية الخروج من بلد وقع فيها الوباء فراراً منه وكراهة القدوم عليه :
قال الله تعالى : (( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة )) .
وقال تعالى : (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) .
عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام ، حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد : أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أنَّ الوباء قد وقع بالشام ، قال ابن عباس : فقال لي عمر : ادع لي المهاجرين الأولين فدعوتهم ، فاستشارهم ، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا : فقال بعضهم : خرجتَ لأمرٍ ولا نرى أن ترجع عنه .
وقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء .
فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي الأنصار فدعوتهم ، فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي من كان هاهنا مِن مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعوتهم فلم يختلف عليه منهم رجلان فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء ،
فنادى عمر رضي الله عنه في الناس : إني مصبّح على ظهرٍ فأصبحوا عليه ، فقال أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه : أفرارًا من قدر الله ؟! فقال عمر رضي الله عنه : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ، وكان عمر يكره خلافه : نعم نفر مِن قدر الله إلى قدر الله ، أرأيت لو كان لك إبل فهبطت وادياً له عدوتان إحداهما خَصبة والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله !!
قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، وكان متغيباً في بعض حاجته ، فقال : إن عندي من هذا علماً ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم به بأرض فلا تقدَموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه ، فحمد الله تعالى عمر رضي الله عنه وانصرف ) متفق عليه .
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ) متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا الباب باب عظيم عقده المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتاب *رياض الصالحين* : وهو كراهة أن يقدم الإنسان على أرض نزل فيها البلاء .