باب تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه وتوليه غير مواليه. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر ). متفق عليه. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه وتوليه إلى غير مواليه :
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر ) متفق عليه.
وعن يزيد بن شريك بن طارق قال : ( رأيت عليًا رضي الله عنه على المنبر يخطب، فسمعته يقول: لا والله ما عندنا من كتابٍ نقرؤه إلا كتاب الله، وما في هذه الصحيفة، فنشرها، فإذا فيها أسنان الإبل، وأشياء مِن الجراحات، وفيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المدينة حرام ما بين عَير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً، أو آوى مُحدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبلُ الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، ذمة المسلمين واحدة، يَسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلا، ومن ادَّعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ) متفق عليه.
وعن أبي ذر رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادَّعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه ) متفق عليه ، وهذا لفظ رواية مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه أو توليه غير مواليه " :
ذكر رحمه الله شيئين كلاهما لُحمة يلتحم الناس بعضهم ببعض به ، ويدنو بعضهم من بعض :
الأول : النسب . والثاني: الولاء ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الولاء لحمة كلحمة النسب ) .
أما النسب فإن الإنسان يجب عليه أن ينتسب إلى أهله ، إلى أبيه إلى جده إلى جد أبيه وما أشبه ذلك ، ولا يحل له أن ينتسب إلى غير أبيه وهو يعلم أنه ليس بأبيه ، فمثلاً إذا كان أبوه من القبيلة الفلانية ، ورأى أن هذه القبيلة فيها نقص عن القبيلة الأخرى ، وانتمى إلى قبيلة ثانية أعلى حسبًا لأجل أن يزيل عن نفسه مذمة حسب قبيلته ، فإن هذا والعياذ بالله ملعون ، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلًا ،
وأما إذا انتمى الإنسان إلى جده أو أبي جده وهو مشهور معروف دون أن ينتفي من أبيه فلا بأس بهذا ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) ، مع أنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، عبد المطلب جده لكنه عليه الصلاة والسلام قال ذلك في غزوة حنين ، لأن عبد المطلب أشهر من أبيه عبد الله ، وهو عند قريش في المكانة العليا ، فلهذا قال أنا ابن عبد المطلب ، لكنه من المعلوم أنه محمد بن عبد الله ، ولم ينتف من أبيه ولم يرغب عنه لكنه انتسب إلى جده لشهرته فقط .
وكذلك أيضاً الناس ينتسبون إلى اسم القبيلة ، فيقول مثلا أحمد بن تيمية وما أشبه ذلك مما ينتسب إلى القبيلة ، ويطوون ذكر الأب والجد وما أشبه ذلك ، لكن المهم الذي عليه الوعيد هو الذي ينتمي إلى غير أبيه ، لأنه غير راض بحسبه ونسبه فيريد أن يرفع نفسه ويدفع خسيسته بالانتماء إلى غير أبيه ، فهذا هو الذي عليه اللعنة والعياذ بالله ، يوجد والعياذ بالله من يفعل ذلك للدنيا ، يوجد أناس مثلاً ينتسبون إلى أعمامهم دون آبائهم للدنيا مثل ما يوجد الآن أناس معهم تابعيتين جنسيتين ينتسب إلى عمه أو إلى خاله أو ما أشبه ذلك لينال بذلك شيئا من الدنيا ، هذا أيضاً حرام عليه ولا يحل له ذلك ، والواجب على من كان كذلك أن يعدل تبعيته وجنسيته وكذلك بطاقته ولا يبقيها على ما هي عليه .
ومن اتقى الله عز وجل جعل له من أمره يسرا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ، أما حديث علي بن أبي طالب فلأهميته وكثرة ما فيه من المسائل والأحكام نرجئ الكلام عليه إن شاء الله إلى وقت آخر إن شاء الله تعالى ، والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه وتوليه إلى غير مواليه :
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر ) متفق عليه.
وعن يزيد بن شريك بن طارق قال : ( رأيت عليًا رضي الله عنه على المنبر يخطب، فسمعته يقول: لا والله ما عندنا من كتابٍ نقرؤه إلا كتاب الله، وما في هذه الصحيفة، فنشرها، فإذا فيها أسنان الإبل، وأشياء مِن الجراحات، وفيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المدينة حرام ما بين عَير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً، أو آوى مُحدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبلُ الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، ذمة المسلمين واحدة، يَسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلا، ومن ادَّعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ) متفق عليه.
وعن أبي ذر رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادَّعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه ) متفق عليه ، وهذا لفظ رواية مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه أو توليه غير مواليه " :
ذكر رحمه الله شيئين كلاهما لُحمة يلتحم الناس بعضهم ببعض به ، ويدنو بعضهم من بعض :
الأول : النسب . والثاني: الولاء ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الولاء لحمة كلحمة النسب ) .
أما النسب فإن الإنسان يجب عليه أن ينتسب إلى أهله ، إلى أبيه إلى جده إلى جد أبيه وما أشبه ذلك ، ولا يحل له أن ينتسب إلى غير أبيه وهو يعلم أنه ليس بأبيه ، فمثلاً إذا كان أبوه من القبيلة الفلانية ، ورأى أن هذه القبيلة فيها نقص عن القبيلة الأخرى ، وانتمى إلى قبيلة ثانية أعلى حسبًا لأجل أن يزيل عن نفسه مذمة حسب قبيلته ، فإن هذا والعياذ بالله ملعون ، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلًا ،
وأما إذا انتمى الإنسان إلى جده أو أبي جده وهو مشهور معروف دون أن ينتفي من أبيه فلا بأس بهذا ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) ، مع أنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، عبد المطلب جده لكنه عليه الصلاة والسلام قال ذلك في غزوة حنين ، لأن عبد المطلب أشهر من أبيه عبد الله ، وهو عند قريش في المكانة العليا ، فلهذا قال أنا ابن عبد المطلب ، لكنه من المعلوم أنه محمد بن عبد الله ، ولم ينتف من أبيه ولم يرغب عنه لكنه انتسب إلى جده لشهرته فقط .
وكذلك أيضاً الناس ينتسبون إلى اسم القبيلة ، فيقول مثلا أحمد بن تيمية وما أشبه ذلك مما ينتسب إلى القبيلة ، ويطوون ذكر الأب والجد وما أشبه ذلك ، لكن المهم الذي عليه الوعيد هو الذي ينتمي إلى غير أبيه ، لأنه غير راض بحسبه ونسبه فيريد أن يرفع نفسه ويدفع خسيسته بالانتماء إلى غير أبيه ، فهذا هو الذي عليه اللعنة والعياذ بالله ، يوجد والعياذ بالله من يفعل ذلك للدنيا ، يوجد أناس مثلاً ينتسبون إلى أعمامهم دون آبائهم للدنيا مثل ما يوجد الآن أناس معهم تابعيتين جنسيتين ينتسب إلى عمه أو إلى خاله أو ما أشبه ذلك لينال بذلك شيئا من الدنيا ، هذا أيضاً حرام عليه ولا يحل له ذلك ، والواجب على من كان كذلك أن يعدل تبعيته وجنسيته وكذلك بطاقته ولا يبقيها على ما هي عليه .
ومن اتقى الله عز وجل جعل له من أمره يسرا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ، أما حديث علي بن أبي طالب فلأهميته وكثرة ما فيه من المسائل والأحكام نرجئ الكلام عليه إن شاء الله إلى وقت آخر إن شاء الله تعالى ، والله الموفق.