كتاب المنثورات والملح : باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها. عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل. فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: ما شأنكم ؟ قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال: ( غير الدجال أخوفني عليكم؛ إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم؛ وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم ). حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* : " كتاب المنثورات والملح " :
المنثورات : يعني أنها من أبواب متفرقة ليست من باب واحد ، والمـُلح جمع ملحة وهي ما يُستملح ويُستعذب .
ثم ذكر الباب الأول : " باب الدجال وأشراط الساعة " : الدجال مبالغة من الدجل وهو الكذب ، والدجال : يعني كثير الكذب الذي لا يتصف إلا بالكذب .
وأما أشراط الساعة فهي علامات قربها ، كما قال الله تعالى : (( فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها )) : يعني علاماتها القريبة .
ثم ذكر حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه الطويل وفيه : ( أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال ذات غداة ) : يعني ذات صبح مِن يوم من الأيام ، ( فخفَّض فيه ورفَّع ) : يعني أنه تكلم بكلام طويل ، (حتى ظنوا أنه في طائفة النخل ) : يعني ظنوا أنه في طرف المدينة ، وأنه قد جاء وحضر ، ولكن لم يكن كذلك ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فيهم فسألهم فقالوا : ( إنك ذكرت الدجال الغداة وخفضت فيه ورفعت حتى ظننا أنه في النخل فقال : غيرُ الدجال أخوفني عليكم ) : يعني أخاف عليكم شيئا أشد من الدجال ، ومن ذلك الرياء ، حيث ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه فقال : الرياء ) : أن الإنسان يرائي في عباداته ، يصلي لأجل الناس ، يتصدق لأجل الناس ، يحسن الخلق لأجل الناس ، لأجل يمدحونه هذا رياء والعياذ بالله .
والمرائي حابط عمله ، والرياء من صفات المنافقين كما قال الله تبارك وتعالى : (( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يراءون الناس )) ، ما هو لله ، لكن : (( يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا )) .
واعلم أيها المرائي أن الله سيفضحك عن قرب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من راءى راءى اللهُ به ) : يعني أظهر مراءاته وعيوبه عند الناس ، ( ومن سمّع سمّع الله به ) .
ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ) : يعني كافيكم إياه، يعني لو خرج الدجال وأنا موجود فأنا أكفيكم إياه ، ( وإن يخرج ) : يعني وليس فيهم ، ( فامرؤ حجيج نفسه ) : يعني كل إنسان يحاج عن نفسه ، ( والله خليفتي على كل مؤمن ) : فاستخلف ربه عز وجل أن يكون مؤيدًا للمؤمنين واقياً لهم من فتن الدجال الذي ليس بين خلق آدم وقيام الساعة فتنة أشدُّ منها ، نسأل الله أن يقينا وإياكم فتنته ، والله الموفق .
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* : " كتاب المنثورات والملح " :
المنثورات : يعني أنها من أبواب متفرقة ليست من باب واحد ، والمـُلح جمع ملحة وهي ما يُستملح ويُستعذب .
ثم ذكر الباب الأول : " باب الدجال وأشراط الساعة " : الدجال مبالغة من الدجل وهو الكذب ، والدجال : يعني كثير الكذب الذي لا يتصف إلا بالكذب .
وأما أشراط الساعة فهي علامات قربها ، كما قال الله تعالى : (( فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها )) : يعني علاماتها القريبة .
ثم ذكر حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه الطويل وفيه : ( أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال ذات غداة ) : يعني ذات صبح مِن يوم من الأيام ، ( فخفَّض فيه ورفَّع ) : يعني أنه تكلم بكلام طويل ، (حتى ظنوا أنه في طائفة النخل ) : يعني ظنوا أنه في طرف المدينة ، وأنه قد جاء وحضر ، ولكن لم يكن كذلك ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فيهم فسألهم فقالوا : ( إنك ذكرت الدجال الغداة وخفضت فيه ورفعت حتى ظننا أنه في النخل فقال : غيرُ الدجال أخوفني عليكم ) : يعني أخاف عليكم شيئا أشد من الدجال ، ومن ذلك الرياء ، حيث ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه فقال : الرياء ) : أن الإنسان يرائي في عباداته ، يصلي لأجل الناس ، يتصدق لأجل الناس ، يحسن الخلق لأجل الناس ، لأجل يمدحونه هذا رياء والعياذ بالله .
والمرائي حابط عمله ، والرياء من صفات المنافقين كما قال الله تبارك وتعالى : (( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يراءون الناس )) ، ما هو لله ، لكن : (( يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا )) .
واعلم أيها المرائي أن الله سيفضحك عن قرب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من راءى راءى اللهُ به ) : يعني أظهر مراءاته وعيوبه عند الناس ، ( ومن سمّع سمّع الله به ) .
ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ) : يعني كافيكم إياه، يعني لو خرج الدجال وأنا موجود فأنا أكفيكم إياه ، ( وإن يخرج ) : يعني وليس فيهم ، ( فامرؤ حجيج نفسه ) : يعني كل إنسان يحاج عن نفسه ، ( والله خليفتي على كل مؤمن ) : فاستخلف ربه عز وجل أن يكون مؤيدًا للمؤمنين واقياً لهم من فتن الدجال الذي ليس بين خلق آدم وقيام الساعة فتنة أشدُّ منها ، نسأل الله أن يقينا وإياكم فتنته ، والله الموفق .