شرح حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة؛ وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين تحرسهما، فينزل بالسبخة، فترجف المدينة ثلاث رجفات، يخرج الله منها كل كافر ومنافق ). رواه مسلم. وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة ). رواه مسلم. وعن أم شريك رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لينفرن الناس من الدجال في الجبال ). رواه مسلم. وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال ). رواه مسلم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فيتلقاه المسالح: مسالح الدجال، فيقولون له: إلى أين تعمد ؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج، فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا ؟ فيقول: ما بربنا خفاء ! فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه، فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس إن هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأمر الدجال به فيشبح؛ فيقول: خذوه وشجوه، فيوسع ظهره وبطنه ضربا، فيقول: أو ما تؤمن بي ؟ فيقول: أنت المسيح الكذاب ! فيؤمر به، فيؤشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه، ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم، فيستوي قائما. ثم يقول له: أتؤمن بي ؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة. ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس، فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل الله ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا، فلا يستطيع إليه سبيلا، فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ). رواه مسلم. وروى البخاري بعضه بمعناه. وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: ما سأل أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مما سألته؛ وإنه قال لي: ( ما يضرك ؟) قلت: إنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء ؟ قال: ( هو أهون على الله من ذلك ). متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور، مكتوب بين عينيه ك ف ر ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ما حدث بن نبي قومه ؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار ). متفق عليه. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال: ( إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية ). متفق عليه. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
" عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس مِن بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، وليس نقب من أنقابهما إلا عليه الملائكة صافين تحرسهما، فينزل بالسَّبَخة، فترجف المدينة ثلاث رجفات، يخرج الله منها كل كافر ومنافق ) رواه مسلم.
وعنه رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة ) رواه مسلم.
وعن أم شريك رضي الله عنها : أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لينفرن الناس من الدجال في الجبال ) رواه مسلم.
وعن عمران بن حُصين رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمرٌ أكبر من الدجال ) رواه مسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين، فيتلقاه المسالح: مسالح الدجال، فيقولون له: إلى أين تعمِد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج، فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء! فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحداً دونه، فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس إن هذا الدجال الذي ذكر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فيأمر الدجال به فيشبَّح، فيقول: خذوه وشُجوه، فيوسع ظهره وبطنه ضرباً، فيقول: أو ما تؤمن بي؟ فيقول: أنت المسيح الكذاب! فيؤمر به، فينشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه، ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم، فيستوي قائماً. ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة. ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس، فيأخذه الدجال لِيَذبحه، فيجعل الله ما بين رقبته إلى تَرقوته نحاساً، فلا يستطيع إليه سبيلاً، فيأخذه بيديه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس أنه قذفه إلى النار، وإنما أُلقي في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ) رواه مسلم، وروى البخاري بعضه .
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : ( ما سأل أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مما سألتُه، وإنه قال لي: ما يضرك؟ قلت: إنهم يقولون: معه جبل خبز ونهر ماء ؟ قال: هو أهون على الله من ذلك ) متفق عليه.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب، ألَا إنه أعور، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور، مكتوب بين عينيه ك ف ر ) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أحدثكم حديثًا عن الدجال ما حدث به نبي قومه ؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار ) متفق عليه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال : إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عِنَبة طافية ) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر : يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل بالقبر ) "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث الكثيرة التي ساقها المؤلف -رحمه الله تعالى- في بيان الدجال هي جديرة بأن تساق وتُذكر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما بين خلق آدم وقيام الساعة أمر أكبر من الدجال ) ، ولذلك ما مِن نبي من الأنبياء إلا أنذر قومه به ، مع أنه لا يأتي إلا في آخر الزمان ، والله عز وجل يعلم أن محمداً خاتم الأنبياء ، ومع ذلك أنذر به الأنبياء السابقون ، والحكمة من هذا : هو التنويه بفتنته وبيانها وأنها عظيمة ، وإن كان لن يأتي إلا في آخر الدنيا ، ففتنته عظيمة .
وبين النبي عليه الصلاة والسلام أن الدجال يدخل كل بلد ، كلُ بلد يدخله الدجال ، يدعو الناس والعياذ بالله إلى عبادته، ويفتنهم ، إلا مكة والمدينة فإنه لا يدخلهما ، لأن عليهما الملائكة على كل باب منهما ، ملائكة يذودون عنهما عن مكة وعن المدينة .
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه يتبعه من يهود أصفهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة ) : نوع رفيع من الثياب، المعنى : أنه يتبعه من أصفهان : وهي معروفة في مدن إيران ، يتبعه منها سبعون ألف واحد يتبع هذا الدجال الخبيث .
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه أعور وأن الرب عز وجل ليس بأعور ) ، لأن العور نقص ، والله عز وجل منزه عن كل نقص ، واستدل أهل السنة والجماعة بهذا الحديث على أن ربنا جل وعلا له عينان ، لكنهما لا تشبهان أعين المخلوقين ، لقوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) .
وذكر أيضا في هذه الأحاديث : أن رجلا شابا مسلماً يخرج إذا سمع به لينظره ويبين للناس كذبه ، ( فيتلقاه مسارح الدجال ) : يعني حرسه الذين هم متسلحون ، ( يتلقونه ويقولون أين تريد؟ قال: أريد هذا الرجل الذي خرج ، فيأخذونه ويقولون : أتؤمن بربنا فيقول: لا إنه الدجال، فيريدون أن يقتلوه ولكن بعضهم يقول لبعض : أليس قد قال ربنا لا تقتلوا أحداً دوني، فيتركونه ثم يأتون به إلى الدجال فيشهد هذا الرجل المسلم أنه هو الدجال الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فيغضب عليه ويأمر بالمنشار فينشر من رأسه إلى ما بين رجليه ) : يعني يشقه طولا يقطعه طولاً، ويجعل كل فرقة منه في جانب ، ( رمية الغرض ) : كما جاء في الحديث السابق ، ( ويمشي بينهما ثم يدعوه فيخرج فيقوم يتهلل ويقول : والله ما ازددت فيك إلا بصيرة ، يفعل هذا مرتين أو ثلاثة ثم يريد أن يقتله ويعجز ) : يجعل الله تعالى هذا الرجل حديداً لا يستطيع أن يقتله وهذا إما أن يكون حديدًا حقا والله على كل شيء قدير، وإما أن يكون صلبا لا يستطيع أن تنفذ فيه السيوف هذه كلها صفات الدجال .
ومنها أيضاً أن الرسول ذكر أن معه نارًا وجنة ، لكن ناره جنة وجنته نار ، ولما سأله المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : إنهم يقولون : إن معه جبل من خبز قال : ( إنه أهون على الله من ذلك ) : يعني حتى لو كان معه هذا الشيء فإنه أهون على الله من ذلك ، أو أن المعنى أنه لا يكون معه هذا لكنه مموه.
وعلى كل حال فإننا نؤمن بأنه سيكون في آخر الزمان رجل يخرج يسمى الدجال ، من أوصافه ما ذكر في هذا الباب وغيره أيضاً، ونستعيذ بالله منه في كل صلاة ، كل صلاة أَمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام : ( بعد التشهد الأخير أن نستعيذ بالله من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات ).