شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ). رواه مسلم. وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه من قوله قال: لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته. رواه مسلم .
ورواه البرقاني في صحيحه عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تكن أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها. فيها باض الشيطان وفرخ ). وعن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله غفر الله لك، قال: ولك قال عاصم: فقلت له: استغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم ولك، ثم تلا هذه الآية: (( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )). رواه مسلم. وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ). رواه البخاري. حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
"عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ) رواه مسلم.
وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه مِن قوله أنه قال : ( لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته ) رواه مسلم .
ورواه البَرقاني في صحيحه عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكن أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فيها باض الشيطان وفرخ ) .
وعن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال : ( قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله غفر الله لك، قال: ولك، قال عاصم: فقلت له: استغفرَ لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: نعم ولك، ثم تلا هذه الآية : (( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) ) رواه مسلم .
وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري .
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث من الأحاديث المنثورة التي ختم النووي -رحمه الله- كتابه بها :
منها حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب البقاع إلى الله مساجدها ، وأبغض البقاع إلى الله أسواقها ) ، أو قال : ( البلاد ) . فالمساجد مساجد الله عز وجل ، ولهذا أضافها الله تعالى إلى نفسه في قوله : (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) ، وقال تعالى : (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإتياء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )) .
فالمساجد أحب البقاع إلى الله لأنها محل ذكره وعبادته وقراءة شرعه وغير ذلك من المصالح الدينية والدنيوية .
ولهذا كان بذل المال فيها من أفضل أنواع البذل ، والبذل فيها من الصدقة الجارية ، وهي أفضل من أن يجعل الإنسان ثلثه في أضحية أو عشاء أو ما أشبه ذلك ، فإذا جعل ثلثه في بناء المساجد وعمارتها كان ذلك أفضل ، وذلك لأن المساجد صدقة جارية باقية ، صدقة عامة ، كل المسلمين ينتفعون بها المصلون والدارسون والمتعلمون والمعلمون والذين آواهم البرد أو الحر إلى المساجد إلى غير ذلك .
أما الأسواق فإنها مأوى الشياطين ، فيها باض الشيطان وفرخ والعياذ بالله ونصب رايته وخيمته ، لأن الأسواق أسواق البيع والشراء الغالب فيها إلا ما شاء الله الكذب والغش والخيانة والحلف وما أشبه ذلك ، فلهذا كانت أبغض البلاد إلى الله عز وجل .
وفي هذا الحديث إثبات البغض والحب لله عز وجل ، أي : أن الله يحب ويبغض ، ومن أصول أهل السنة والجماعة أننا نؤمن بذلك ونقول : " إن الله تعالى يحب ويبغض وهو سبحانه وتعالى موصوف بصفات الكمال وهو لا يحب إلا ما فيه الخير والصلاح ولا يبغض إلا الشر والخبائث " .
وينبغي أيضاً كما جاء في حديث سلمان : ( ألا يكون أول من يدخل إليها ولا آخر من يخرج منها ) : بل يدخل إليها ويقضي حاجته وينصرف ، لأنها أبغض البلاد إلى الله ويحصل فيها الاختلاط بين الرجال والنساء غالباً، يحصل فيها أن بعض الذين في الأسواق لا يتحاشون من النظر المحرم والكلام المحرم وما أشبه ذلك ، نعم .
أما حديث عبد الله بن سرجس رضي الله عنه : فهو أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له ، فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام ، ( قال : استغفر لي يا رسول الله فأجابه ) : وفي هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس كغيره يعني يسأل منه الدعاء أن الإنسان يقول : يا رسول الله استغفر لي وهذا في حياته ، أما بعد موته فلا يجوز ، من سأل الرسول أن يستغفر له فهو مشرك كافر ، لكن في حياته لا بأس ، وقد أمر الله نبيه أن يستغفر لنفسه لذنبه وللمؤمنين والمؤمنات فقال : (( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )) .
والمغفرة هي : " أن الله تعالى يستر العبد ، ولا يطلع الناس على ذنبه ، ويعفو عنه ويتجاوز عنه ، لأنها مأخوذة من الستر والوقاية وهو المغفر " .
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
"عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ) رواه مسلم.
وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه مِن قوله أنه قال : ( لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته ) رواه مسلم .
ورواه البَرقاني في صحيحه عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكن أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فيها باض الشيطان وفرخ ) .
وعن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال : ( قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله غفر الله لك، قال: ولك، قال عاصم: فقلت له: استغفرَ لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: نعم ولك، ثم تلا هذه الآية : (( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) ) رواه مسلم .
وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري .
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث من الأحاديث المنثورة التي ختم النووي -رحمه الله- كتابه بها :
منها حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب البقاع إلى الله مساجدها ، وأبغض البقاع إلى الله أسواقها ) ، أو قال : ( البلاد ) . فالمساجد مساجد الله عز وجل ، ولهذا أضافها الله تعالى إلى نفسه في قوله : (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) ، وقال تعالى : (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإتياء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )) .
فالمساجد أحب البقاع إلى الله لأنها محل ذكره وعبادته وقراءة شرعه وغير ذلك من المصالح الدينية والدنيوية .
ولهذا كان بذل المال فيها من أفضل أنواع البذل ، والبذل فيها من الصدقة الجارية ، وهي أفضل من أن يجعل الإنسان ثلثه في أضحية أو عشاء أو ما أشبه ذلك ، فإذا جعل ثلثه في بناء المساجد وعمارتها كان ذلك أفضل ، وذلك لأن المساجد صدقة جارية باقية ، صدقة عامة ، كل المسلمين ينتفعون بها المصلون والدارسون والمتعلمون والمعلمون والذين آواهم البرد أو الحر إلى المساجد إلى غير ذلك .
أما الأسواق فإنها مأوى الشياطين ، فيها باض الشيطان وفرخ والعياذ بالله ونصب رايته وخيمته ، لأن الأسواق أسواق البيع والشراء الغالب فيها إلا ما شاء الله الكذب والغش والخيانة والحلف وما أشبه ذلك ، فلهذا كانت أبغض البلاد إلى الله عز وجل .
وفي هذا الحديث إثبات البغض والحب لله عز وجل ، أي : أن الله يحب ويبغض ، ومن أصول أهل السنة والجماعة أننا نؤمن بذلك ونقول : " إن الله تعالى يحب ويبغض وهو سبحانه وتعالى موصوف بصفات الكمال وهو لا يحب إلا ما فيه الخير والصلاح ولا يبغض إلا الشر والخبائث " .
وينبغي أيضاً كما جاء في حديث سلمان : ( ألا يكون أول من يدخل إليها ولا آخر من يخرج منها ) : بل يدخل إليها ويقضي حاجته وينصرف ، لأنها أبغض البلاد إلى الله ويحصل فيها الاختلاط بين الرجال والنساء غالباً، يحصل فيها أن بعض الذين في الأسواق لا يتحاشون من النظر المحرم والكلام المحرم وما أشبه ذلك ، نعم .
أما حديث عبد الله بن سرجس رضي الله عنه : فهو أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له ، فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام ، ( قال : استغفر لي يا رسول الله فأجابه ) : وفي هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس كغيره يعني يسأل منه الدعاء أن الإنسان يقول : يا رسول الله استغفر لي وهذا في حياته ، أما بعد موته فلا يجوز ، من سأل الرسول أن يستغفر له فهو مشرك كافر ، لكن في حياته لا بأس ، وقد أمر الله نبيه أن يستغفر لنفسه لذنبه وللمؤمنين والمؤمنات فقال : (( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )) .
والمغفرة هي : " أن الله تعالى يستر العبد ، ولا يطلع الناس على ذنبه ، ويعفو عنه ويتجاوز عنه ، لأنها مأخوذة من الستر والوقاية وهو المغفر " .