تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما " . حفظ
الشيخ : ( من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ) هذا فيه تفويض الأمر إلى الله تبارك وتعالى في الهداية ، من يهده الله يعني من يقدر هدايته ، فلا مضل له ، ومن يهده بالفعل أيضاً فلا أحد يستطيع أن ينتشله من هذه الهداية .
فكلمة من يهده تقديراً أو فعلاً واقعاً ، خليكم معنا يا جماعة، فمن قدر الله أن يهديه يستطيع أحد أن يصرفه عن الصراط المستقيم .؟ لا، والذي هداه الله بالفعل ما يستطيع أحد أن ينتشله من هذه الهدايه ، فهو شامل للأمرين .
( ومن يضلل ) من يقدر الله له الإضلال أو الضلال فإنه لا أحد يهديه وكذلك من أضله فعلاً فلا أحد ينتشله من هذا الضلال لأن الله تعالى هو الذي له الأمر وحده ، سؤالك يا أخ.؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ما هي موجودة عندنا، لعلها سقطت من المؤلف، يمكن فيها روايات بالإسقاط.
طيب في هذه الجملة لا حجة فيها للعصاة ، العصاة الضلال إذا قالوا والله من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، ليس فيها حجة لهم ، لأننا نقول إن الله تعالى قد جعل للهداية أسبابا وللضلال أسبابا وأعلمك بها وأقدرك عليها ، حطوا بالكم يا جماعة، إذا قال قائل : إذا كان من يضلل الله فلا هادي له واش أسوي قدر الله عليّ الضلال .؟ نقول له جعل الله للضلال أسبابا ، وجعل للهداية أسبابا ، وبيّن لك هذه الأسباب : (( إنا هديناه النجدين )) طريقي الخير والشر . (( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا )) يعني سواء كان شاكراً أو كفوراً فقد هداه الله السبيل وبينه له ، ولهذا يقول الله عز وجل في الضالين : (( فلما زاغوا أزاع الله قلوبهم )) إذا هم السبب في أن الله تعالى يضلهم .
ولهذا تجد هؤلاء العصاة الذين يحتجون بالقدر مثلا يقولون ( من يضلل الله فلا هادي له ) تجدهم في مصالح دنياهم يحتجون بالقدر أو لا .؟ في مصالح دنياهم يحتجون بالقدر أو يفعلون ما يرونه مصالح .؟
الطالب : ما يرونه مصالح.
الشيخ : يفعلون ما يرونه مصالح، ما يقول : والله أبروح أسلك هذا الطريق التي فيها قطاع طرق وفيها عطش وفيها موت ... هذا مقدر عليّ ، لا يروح يسلك الطريق الأسلم المعبد الآمن، الآن لو فيه طريقان إلى الرياض، واحد كله قطاع طرق وكله مطاب وكله أشواك، نعم مخوف ومتعب، وفيه طريق آمن ومعبد، وقفنا عند سور البلد هنا، وقلنا يالله : اللي يحب السلامة يروح مع ذا، واللي يحب الهلاك يروح مع ذاك، وين يروح الناس، الضالون وين يروحون، الذين كانوا ضالين في الشرع ، يروحون من طريق السلامة أو يروحون مع طريق العطب .؟ ما يروحون أبدا، ولا يقولون بنروح مع هذا لأنه مقدر ، طيب الشرع نفس الشيء، قيل لك اسلك هذا تصل إلى الجنة، واسلك هذا تصل إلى النار، فأنت الآن بين طريقين اسلك اللي تبي منهم، طبعا المؤمن بيسلك طريق الخير وطريق الجنة ، وذاك بيسلك طريق النار ثم ... وهذا الاحتجاج باطل بلا شك ، لأننا نقول أنت في نفسك في أمور دنياك تختار لنفسك ما تراه أسلم وأصلح،
إذا فيجب عليك أن تختار لدينك ما تراه أسلم وأصلح ، نعم.
قوله ( وأشهد أن لا إله إلا الله ) فيه النسخة التي عندكم تقول: نشهد، والرواية ثبتت: ( أشهد ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " والسبب أنه في الأول يقول نحمده ونستعينه ، وهنا قال: أشهد، لأن مقام التوحيد الأنسب فيه توحيد الفعل " الأنسب في التوحيد أن نوحد الفعل ،فأنت إذا قلت:أشهد، هذا فعل توحيد أو لا.؟ أو جماعة.؟ إذا قلت : نشهد يكون جماعة . فلذلك جاءت الرواية بأشهد دون نشهد. ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ).
الطالب : دون الواو ( أشهد )
الشيخ : لا ، ( وأشهد ) .
( أن لا إله إلا الله ) واش معنى ( لا إله إلا الله ) .؟ إله بمعنى معبود، فهو فعال بمعنى مفعول ، وهل تأتي فعال في اللغة العربية بمعنى مفعول.؟ السؤال للجميع، اللي يعرف يرفع أصبعه، هل تأتي فعال بمعنى مفعول في اللغة العربية .؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا تأتي، ما تأتي فعال بمعنى مفعول، طيب فيه واحد ... .
طيب أقول لكم، إذا قلت عندي غراس من النخل، وش معناه .؟
الطالب : مغروس.
الشيخ : مغروس، طيب هذا فراش، هذا بناء تشير إلى بيت، بمعنى مبني، إذا فعال تأتي بمعنى مفعول كثيرا في اللغة العربية، إله بمعنى مألوه، وما معنى مألوه .؟ معبود، طيب لا إله إلا الله لا معبود إلا الله .
طبعا الحصر هنا على رأي أكثر المقدرين حصر إضافي ، وأنتم تعرفون قرأتم في البلاغة الفرق بين الحصر الإضافي و الحصر الحقيقي ، قرأتم هذا أو لا.؟
الطالب : ... .
الشيخ : قرأتم الفرق بين الحصر الحقيقي والإضافي.؟ نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : طيب، الحصر الحقيقي بمعناه أن يقصد المحصور حقا بحسب الواقع، أن يكون الحصر بحسب الواقع والحقيقة ، والإضافي بالعكس ، فمثلاً إذا قلت: لا شمس إلا هذه ، صحيح أو لا.؟ حقيقي أو إضافي.؟
الطالب : حقيقي.
الشيخ : حقيقي ما فيه شمس إلا هذه، هذا حقيقي . إذا قلت : لا شجاع إلا خالد بن الوليد ، حقيقي أو إضافي .؟
الطالب : إضافي.
الشيخ : واش السبب.؟ لأنه فيه ناس شجعان غيره ، لكن هذا الحصر إضافي بالنسبة إلى شيء معين، بالنسبة إلى وقعة اليرموك، ما فيه شجاع غيره مثلا. فالإضافي معناه مثل الإضافة إلى شيء معين.
مثل لا إله إلا الله قلنا لا معبود إلا الله، أليست الأشجار تعبد.؟
الطالب : نعم.
الشيخ : بلى أو نعم.؟
الطالب : بلى.
الشيخ : بلى، نعم تعبد، وكذلك الأصنام تعبد والملائكة تعبد، والرسل يعبدون والأولياء يعبدون، إلى آخره . كيف نقول لا معبود إلا الله.؟ الحصر إذا ليس حقيقيا أو لا .؟ أي نعم يعني إضافي.
ما نوع الإضافة هنا .؟ أي : لا معبود يستحق العبادة إلا الله ، كل المعبودات هذه وإن سميت آلهة فإنها ليست إلا كما قال الله: (( إن هي إلا أسماء سميتموها ... )) [النجم:23].
وإلا فليست آلهة ، لأنها لا تستحق أن تكون آلهة ، لو قلت لك هذا الكتاب من حديد، واش تقولون.؟ صح أو لا.؟ ليس بصحيح، هذا الرجل المشرك يقول هذه الشجرة إله، صحيح أو لا.؟ لا، ليست إله يستحق العبادة ، أنت ولو سميتها إله فهي ما هي بإله، الإله هو الذي يستحق أن يسمى إله، فليست إله حقيقة هي.
إذا لا إله حقيقة إلا من.؟ إلا الله، نعم.
( أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له )
الطالب : ... .
الشيخ : إذا اكتبوها أحسن لأنه فيها تأكيد، وحده لا شريك له، لا شريك له تأكيد لوحده، ووحده تأكيد للنفي، يعني معناه أن الله سبحانه وتعالى لا يوجد إله إلا هو ، وحده لا شريك له تحقيق للتوحيد .
الشيخ :( وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي، ( عبده ورسوله ) هذه العبودية خاصة أو عامة.؟ هذه عبودية خاصة، وهي أيضاً متضمنة للعبودية العامة ، لأن كل ذي عبودية خاصة ففيه عبودية العامة ولا عكس .
فعندما نقول مثلاً هذا الرجل الكافر هو عبد لله أو لا.؟
الطالب : عبد الله.
الشيخ : بالمعنى العام ، بالمعنى العام عبد لله (( إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا )) [مريم : 88].
ولكن بالمعنى الخاص ليس عبد الله ، عندما نقول هذا المؤمن عبد الله هو عبده بالمعنى الخاص والعام ، وقوله ( ورسوله ) أي مرسله أرسله الله تعالى إلى جميع الخلق ( صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم ).
هذه الخطبة ينبغي للإنسان أن يقدمها بين يدي حاجاته ، عندما يريد أن يتكلم بكلمة في محفل ينبغي أن يقول هذه الخطبة ، كذلك عندما يريد أن يعقد نكاح فإنه يقول هذه الخطبة ، ويقرأ أيضاً ثلاث آيات المؤلف ما ذكرها ، وهي : (( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) [آل عمران: 102] .
(( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) [النساء: 1] .
(( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) [الأحزاب: 70، 71].
الطالب : هذه تابعة.؟
الشيخ : أي نعم تابعة لها.
الطالب : ... .
الشيخ : فيها رواية ( الحمد لله ) و ( إن الحمد لله ) كلها صحيحة.
الطالب : الآية الثالثة.؟
الشيخ : الآية الثالثة : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ... )).
الطالب : ... .
الشيخ : (( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ... )) هذه في سورة آل عمران. (( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ... )) هذه أول آية في سورة النساء. (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديد ... )) في آخر سورة الأحزاب. بس ما يحضرني رقم الآيات.