تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل والأول يتضمن التوحيد في العلم والقول , كما دل على ذلك سورة : (( قل هو الله أحد )) ودل على الآخر سورة : (( قل يا أيها الكافرون )) وهما سورتا الإخلاص وبهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك .
فأما الأول وهو التوحيد في الصفات فالأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتا ; فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه " . حفظ
الشيخ : قال المؤلف : " وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل والأول يتضمن التوحيد في العلم والقول " يقول " وهذا " أيهم .؟ الأخير الذي هو الإنشاء ، يتضمن التوحيد في عبادته ، لأن العبادة يا جماعة هي من باب النفي والإثبات والتصديق والتكذيب ، أو من باب القصد والإرادة .؟ عندنا تعبدوا الله ، يعني مقامك هذا تصديق وتكذيب ولا إرادة وقصد .؟
الطالب : إرادة وقصد .
الشيخ : إرادة وقصد ، إذا من باب الإنشاء أو لا .؟ ولهذا قال : " وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له وهو التوحيد في القصد والإرادة " ترى شوف المؤلف ، تعرفون أنه يكتب الكتاب وفي الغالب لا يرجع إليه ، ولهذا يكثر فيه كلامه الترادف " القصد والإرادة " معناهما واحد .
وقوله : " وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل " يعني معناه عندما تصلي توحد الله ، الصلاة عبادة أو لا .؟ توحد الله في قصدك ، ما تقصد بصلاتك إلا الله ، وفي عملك الذي هو الصلاة ما تقصده به إلا الله .
" والأول " الذي هو الخبر " يتضمن التوحيد في العلم والقول " يعني أن تعلم بأن الله واحد في أسمائه ، وواحد في صفاته ، وواحد في أفعاله وهي الربوبية ، فأنت الآن توحد لا في القصد والطلب ، ولكنك توحِّد كما قال المؤلف : " في العلم والقول " يعني علمك الآن في قلبك أن الله واحد في صفاته ما له شريك .
وكذلك أيضا قولك : " توحيد الله في القول " ليس المراد بالقول الذي هو الذكر والعبادة ، لا ، القول الخبر عن الله بأن توحيد الله تبارك وتعالى كما وحد نفسه بذلك .
يقول المؤلف : " كما دل على ذلك سورة : (( قل هو الله أحد )) ودل على الآخر سورة : (( قل يا أيها الكافرون )) "
(( قل هو الله أحد )) من باب الخبر أو من باب الإنشاء .؟
الطالب : الخبر .
الشيخ : الخبر الذي يطلب منا العلم والقول ، أن نعلم أن الله أحد وصمد ونقول ذلك بألسنتنا ، لكن (( قل يا أيها الكافرون )).
" ودل على الآخر سورة الكافرون " (( قل يا أيها الكافرون )) تجد أن الإخلاص فيها هو إخلاص الله بصفاته أو إخلاص عملك أنت .؟ شف (( قل يا أيها الكافرون * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين )) تجد أن الإخلاص في سورة (( قل يا أيها الكافرون )) إخلاص القصد والإرادة أو لا .؟ (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد )) فأنت أخلصت لله تبارك وتعالى فيمن تعبده ، لا تعبد إلا الله ولا تعبد الأصنام . لكن (( قل هو الله أحد )) ما فيها عبادة ولكن فيها خبر ، يطلب منا نحوه التصديق ، نعم .
قال : " وهما سورتا الإخلاص وبهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك "
كما كان يقرأ بهما في الوتر في الركعة الثانية والثالثة ، وفي الركعة الأولى يقرأ (( سبح اسم ربك الأعلى )) ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في ابتداء العمل ، ابتداء العمل متى .؟ المؤلف وش يقول .؟ في ركعتي الفجر ، وفي انتهاء العمل في الوتر، ويقرأ بهما أيضا في ركعتي الطواف ، لأن الحج يطلب فيه الإخلاص ، خلافاً لقريش الذين يلبون ويقولون : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك .
الخلاصة يا جماعة الآن نقول : خلاصة الكلام هذا كله ، أن الكلام عموما إما خبر وإما إنشاء ، والخبر دائر بين النفي والإثبات ، مقابل بأي شيء .؟ بالتصديق أو التكذيب ، والإنشاء دائر بين الأمر والنهي والإباحة ، مقابل بالإرادة والمحبة أو الكراهة والبغض .
يعني أن المأمور أو المنهي إما أن يقبل ويحب ويريد ويعمل أو يرفض العمل ، ما فيه تصديق أو تكذيب .
نسأل الآن الكلام في الشرع والقدر من أي النوعين .؟ هو من باب الخبر أو من باب الإنشاء .؟ من باب الإنشاء ، ولذلك هو دائر بين الإرادة والمحبة ، تريد فتحب فتعمل بشرع الله ، أو تكره وتبغض فلا تعمل . لكن توحيد الله وصفاته من باب الخبر ، ولهذا الناس فيه إما مصدق وإما مكذب ، إما مصدق أو مكذب .
طيب المؤلف يقول إن سورتي الإخلاص (( قل يا أيها الكافرون )) ،(( قل هو الله أحد )) تضمنت النوعين ، فأيهما الذي تضمن الخبر .؟ (( قل هو الله أحد )) . (( قل يا أيها الكافرون )) تضمنت الإنشاء ، لأنها عبادة ، إخلاص وقصد (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) يعني وإنما أعبد الله (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد )) وإنما تعبدون الأصنام (( َلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُم )) يعني لا أعبد عبادتكم و، إنما أعبد عبادة شرعها الله (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) كذلك (( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين )) هذه البراءة الكاملة . نعم .؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، القدر بالنسبة لفعل الله من باب الخبر لأنه فعله ، لكن بالنسبة لفعل العبد من باب الطلب ، لأنك مأمور بالعقيدة أن الله تعالى خلفه شامل لكل شيء ومشيئة شاملة لكل شيء .
طيب نقرأ الآن ، نبدأ بالنتيجة : " فأما الأول وهو التوحيد في الصفات فالأصل في هذا الباب " أيّ باب .؟ يعني توحيد الصفات " أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسله نفيا وإثباتا ، فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه " إلى آخره .
الطالب : ... .
الشيخ : عندي أنا رسله : " وبما وصفه به رسله " التأنيث ما يضر .
طيب أرجو الانتباه ، الأصل في باب التوحيد والصفات وش الأصل.؟ هنا السؤال يتوجه ، ما هو الأصل في توحيد الصفات .؟ " أن يوصف الله بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسله نفياً وإثباتا ".
مثال النفي ، وش مثال النفي الذي وصفه به الرسل .؟ (( ليس كمثله شيء )) ، وإثباتا .؟ (( وهو السميع البصير )) الآية الكريمة جمعت بين النوعين ، النفي والإثبات .
الطالب : إرادة وقصد .
الشيخ : إرادة وقصد ، إذا من باب الإنشاء أو لا .؟ ولهذا قال : " وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له وهو التوحيد في القصد والإرادة " ترى شوف المؤلف ، تعرفون أنه يكتب الكتاب وفي الغالب لا يرجع إليه ، ولهذا يكثر فيه كلامه الترادف " القصد والإرادة " معناهما واحد .
وقوله : " وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل " يعني معناه عندما تصلي توحد الله ، الصلاة عبادة أو لا .؟ توحد الله في قصدك ، ما تقصد بصلاتك إلا الله ، وفي عملك الذي هو الصلاة ما تقصده به إلا الله .
" والأول " الذي هو الخبر " يتضمن التوحيد في العلم والقول " يعني أن تعلم بأن الله واحد في أسمائه ، وواحد في صفاته ، وواحد في أفعاله وهي الربوبية ، فأنت الآن توحد لا في القصد والطلب ، ولكنك توحِّد كما قال المؤلف : " في العلم والقول " يعني علمك الآن في قلبك أن الله واحد في صفاته ما له شريك .
وكذلك أيضا قولك : " توحيد الله في القول " ليس المراد بالقول الذي هو الذكر والعبادة ، لا ، القول الخبر عن الله بأن توحيد الله تبارك وتعالى كما وحد نفسه بذلك .
يقول المؤلف : " كما دل على ذلك سورة : (( قل هو الله أحد )) ودل على الآخر سورة : (( قل يا أيها الكافرون )) "
(( قل هو الله أحد )) من باب الخبر أو من باب الإنشاء .؟
الطالب : الخبر .
الشيخ : الخبر الذي يطلب منا العلم والقول ، أن نعلم أن الله أحد وصمد ونقول ذلك بألسنتنا ، لكن (( قل يا أيها الكافرون )).
" ودل على الآخر سورة الكافرون " (( قل يا أيها الكافرون )) تجد أن الإخلاص فيها هو إخلاص الله بصفاته أو إخلاص عملك أنت .؟ شف (( قل يا أيها الكافرون * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين )) تجد أن الإخلاص في سورة (( قل يا أيها الكافرون )) إخلاص القصد والإرادة أو لا .؟ (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد )) فأنت أخلصت لله تبارك وتعالى فيمن تعبده ، لا تعبد إلا الله ولا تعبد الأصنام . لكن (( قل هو الله أحد )) ما فيها عبادة ولكن فيها خبر ، يطلب منا نحوه التصديق ، نعم .
قال : " وهما سورتا الإخلاص وبهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك "
كما كان يقرأ بهما في الوتر في الركعة الثانية والثالثة ، وفي الركعة الأولى يقرأ (( سبح اسم ربك الأعلى )) ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في ابتداء العمل ، ابتداء العمل متى .؟ المؤلف وش يقول .؟ في ركعتي الفجر ، وفي انتهاء العمل في الوتر، ويقرأ بهما أيضا في ركعتي الطواف ، لأن الحج يطلب فيه الإخلاص ، خلافاً لقريش الذين يلبون ويقولون : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك .
الخلاصة يا جماعة الآن نقول : خلاصة الكلام هذا كله ، أن الكلام عموما إما خبر وإما إنشاء ، والخبر دائر بين النفي والإثبات ، مقابل بأي شيء .؟ بالتصديق أو التكذيب ، والإنشاء دائر بين الأمر والنهي والإباحة ، مقابل بالإرادة والمحبة أو الكراهة والبغض .
يعني أن المأمور أو المنهي إما أن يقبل ويحب ويريد ويعمل أو يرفض العمل ، ما فيه تصديق أو تكذيب .
نسأل الآن الكلام في الشرع والقدر من أي النوعين .؟ هو من باب الخبر أو من باب الإنشاء .؟ من باب الإنشاء ، ولذلك هو دائر بين الإرادة والمحبة ، تريد فتحب فتعمل بشرع الله ، أو تكره وتبغض فلا تعمل . لكن توحيد الله وصفاته من باب الخبر ، ولهذا الناس فيه إما مصدق وإما مكذب ، إما مصدق أو مكذب .
طيب المؤلف يقول إن سورتي الإخلاص (( قل يا أيها الكافرون )) ،(( قل هو الله أحد )) تضمنت النوعين ، فأيهما الذي تضمن الخبر .؟ (( قل هو الله أحد )) . (( قل يا أيها الكافرون )) تضمنت الإنشاء ، لأنها عبادة ، إخلاص وقصد (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) يعني وإنما أعبد الله (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد )) وإنما تعبدون الأصنام (( َلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُم )) يعني لا أعبد عبادتكم و، إنما أعبد عبادة شرعها الله (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) كذلك (( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين )) هذه البراءة الكاملة . نعم .؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، القدر بالنسبة لفعل الله من باب الخبر لأنه فعله ، لكن بالنسبة لفعل العبد من باب الطلب ، لأنك مأمور بالعقيدة أن الله تعالى خلفه شامل لكل شيء ومشيئة شاملة لكل شيء .
طيب نقرأ الآن ، نبدأ بالنتيجة : " فأما الأول وهو التوحيد في الصفات فالأصل في هذا الباب " أيّ باب .؟ يعني توحيد الصفات " أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسله نفيا وإثباتا ، فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه " إلى آخره .
الطالب : ... .
الشيخ : عندي أنا رسله : " وبما وصفه به رسله " التأنيث ما يضر .
طيب أرجو الانتباه ، الأصل في باب التوحيد والصفات وش الأصل.؟ هنا السؤال يتوجه ، ما هو الأصل في توحيد الصفات .؟ " أن يوصف الله بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسله نفياً وإثباتا ".
مثال النفي ، وش مثال النفي الذي وصفه به الرسل .؟ (( ليس كمثله شيء )) ، وإثباتا .؟ (( وهو السميع البصير )) الآية الكريمة جمعت بين النوعين ، النفي والإثبات .