تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : "وقال تعالى : (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ))وقال تعالى : (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله )) وقال تعالى : (( وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون * بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم )) وقال تعالى : (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا * الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك )) ". حفظ
الشيخ : " وقال تعالى : (( فلا تجعلوا لله أندادا )) " جمع ند وهو الشبيه والنظير " (( وأنتم تعلمون )) " وش معنى وأنتم تعلمون .؟ تعلمون أنه لاند له ، لأن من يخالف معلومة أقبح ممن يقول عن جهل ، فأنتم كيف تجعلون لله أنداداً في العبادة ، تعبدونهم مع الله وأنتم تعلمون أن الله تعالى لا ند له ، لأنكم إذا سئلتهم من خلق السموات والأرض .؟ وش يقولون .؟ الله .
" وقال تعالى : (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّه )) " من الناس من يتخذ ، من الناس من هذه يسمونها للتبعيض ، (( مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ )) شف والعياذ بالله أنداد في المحبة ، ومن أحب شيئاً أطاعه ، أليس كذلك .؟
الطالب : بلى .
الشيخ : نعم ، إذاً هم يحبون هذه الأنداد ويطيعونها لأنهم يعبدونها ، لكن يقول الله تعالى : " (( والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّه )) " أشد حباً لله من هؤلاء لله ، أو من هؤلاء لأندادهم .؟
الطالب : لأندادهم .
الشيخ : من هؤلاء لله ، أشد حبا لله من هؤلاء لله ، يعني هؤلاء يحبون الله لكن يحبون الأصنام أيضاً كحب الله ، إذاً فمحبة الله عندهم مشروكة ، (( والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّه )) لأن محبتهم لله .؟
الطالب : خالصة .
الشيخ : ليست مشروكة خالصة ، وقيل ما معناه : والذين آمنوا أشد حباً لله من هؤلاء الأنداد ، لأنهم يحبون الله عن رهبة ورغبة ، وأولئك لا يحبون أندادهم عن رغبة ورهبة .
على كل حال هنا ذكر الله تعالى أن من الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ، على سبيل المدح أو على سبيل الذم .؟
(( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله )) هل تحدث عن هؤلاء مادحا لهم أو ذاما لهم .؟
الطالب : ذاما لهم .
الشيخ : طبعا ذاما لهم .
" وقال تعالى : (( وجعلوا لله شركاء )) " من هؤلاء الشركاء .؟
" (( الجن )) " ولهذا الجن تعتبر عطف بيان لشركاء ، يعني بينت هؤلاء الشركاء " (( شركاء الجن وخلقهم )) " الجملة هذه جملة حالية على تقدير قد ، يعني وقد خلقهم ، خلق من .؟ الجن ، فإذا كان الجن مخلوقين فكيف يصح أن يكونوا شركاء للخالق ، (( وجعلوا لله شركاء الجن )) ، وش قلنا (( وخلقهم )) .؟ جملة حالية على تقدير قد ، يعني وقد خلقهم ، أي خلق الجن ، والمخلوق لا يصح أن يكون شريكا للخالق . " (( وخرقوا له بنين وبنات بغير علم )) " خرقوا معطوف على جعلوا ، يعني وكذلك أيضاً خرقوا لله بنين وبنات بغير علم ، وخرقوا مثل خلقوا ، بل هي أشد ، المعنى اختلقوا وقالوا كذباً ، أيهم أشد خلق أو خرق .؟
الطاالب : خرق .
الشيخ : الأخيرة أشد حتى على اللسان أشد ، اللام خفيفة مثل الريشة ، لكن خرقوا الراء شديدة ، تخلي اللسان يتكرر .
إذا هي أعظم لأن هذا الاختلاق والعياذ بالله من أعظم الاختلاقات ولهذا قال : (( وخرقوا له )) يعني اختلقوا له بنين وبنات ، الذين اختلقوا البنين من هم .؟
الطالب : المشركون .
الشيخ : لا ، اليهود والنصارى ... (( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّه )) . والذين اختلقوا بنات .؟ المشركون ، قالوا الملائكة بنات الله .
" (( بغير علم )) " ما عندهم علم بهذا ، بل العلم على خلاف ما اختلقوا " (( سبحانه وتعالى عما يصفون )) " سبحانه مرت علينا من قبل أو لا .؟
الطالب : مرت .
الشيخ : وقلنا أن سبحان اسم مصدر ، وهي منصوبة على أنها مفعول مطلق ، وهي ملازمة لإيش .؟ للنصب والإضافة ... ومعنى سبحانه تنزيه الله تعالى عما يصفونه به ، من الشريك ، ومن اتخاذ الولد .
ثم أبطل الله تبارك وتعالى هذه الدعاوى الكاذبة قال : " (( بديع السموات والأرض )) " ومعنى بديع .؟ مبدع ، ومعنى مبدع الخالق على غير مثال سبق ، لأن الأرض البديعة هي التي ليس لها شيء سابق ، فمعنى بديع السموات والأرض خلقها على غير مثال سبق ، كما قال المفسرون ، (( بديع السموات والأرض )) يعني خالقهما على غير مثال سبق ، يعني ما سبق لهما نظير .
" (( أني يكون له ولد ولم تكن له صاحبة )) " يمكن هذا أو لا يمكن.؟ يعني كيف يصير له ولد وهو ما له صاحبة ، والصاحبة من هي .؟ الزوجة ، لأن الولد لا يتكون إلا بين زوجين أو من أنثى فقط ، نعم مثل ما حصل من ابن مريم ، مع أنه من ابن مريم ما حصل منه إلا بعد نفخ الروح فيها .
وقوله : " (( وخلق كل شيء )) " هذا دليل آخر أيضاً على امتناع أن يكون له ولد أنه خالق كل شيء ، ومن جملة ما خلق من زعموهم أبناء وبنات لله ، فكيف يكون المخلوق ابناً للخالق .
ثم قال : " (( وهو بكل شيء عليم )) " وعلمه بكل شيء مع نفيه أن يكون له ولد يدل على امنتاع الولد ، وإلا لوقع الخبر على خلاف المعلوم وهذا شيء مستحيل .
المهم الشاهد من هذا أن الله تعالى ذكر هذه الأشياء وأبطلها ، فليس له شريك لا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا في حقوقه ، نعم وليس له ابن لأنه ليس له ... .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، يعني العلم بصفة معينة ، لكن متعلقها عام ، متعلق العلم عام ، وإلا العلم فهو معين .
الطالب : ... .
الشيخ : إذا كانت المحبة صادقة لابد أن يطيعه ، ليش .؟ لأن المحب يريد الوصول إلى حبيبه ، فإذا أمره وخالفه فهذا مما يبعده عنه ، فإذا كان محبا صادقا فلا بد أن يطيع ، ولهذا فنحن نقول ، من أحب الله محبة صادقة فلا بد أن يكون ممتثلا لأمره .
يقول : " وقال تعالى : (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا * الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك )) ".
(( تبارك الذي نزل ))، المراد بالفرقان القرآن ، ووصف بذلك لأنه يفرق بين الحق والباطل ، (( على عبده )) من .؟ محمد صلى الله عليه وسلم (( ليكون )) الضمير يعود على الرسول أو القرآن .؟
الطالب : الاثنين .
الشيخ : للجميع ، والظاهر أنه عائد على الرسول لأنه أقرب ، وقد قيل إن الضمير يعود على أقرب مذكور ، وقوله : (( نذيراً )) أي منذرا .
وقوله : (( الذي له ملك السماوات والأرض )) صفة للذي نزل الفرقان (( له ملك السماوات والأرض ))، كل هذا إثبات ، (( ولم يتخذ ولدا )) هذا نفي مفصل ، لماذا .؟ لأنه لإبطال من وصفه به . طيب .
(( ولم يكن له شريك في الملك )) هذا عام ، أي لا أحد يشركه في الملك ، لا في العبادة ولا في الخلق ولا في الرزق ولا في الإحياء ولا في الإماتة .
الطالب : ... .
الشيخ : الأخير أي نعم نفي عام .