تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقال تعالى : (( فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون * أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون * ألا إنهم من إفكهم ليقولون * ولد الله وإنهم لكاذبون *أصطفى البنات على البنين *ما لكم كيف تحكمون * أفلا تذكرون * أم لكم سلطان مبين* فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين * وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون * سبحان الله عما يصفون * إلا عباد الله المخلصين )) إلى قوله : (( سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين )). فسبح نفسه عما يصفه المفترون المشركون وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من الإفك والشرك وحمد نفسه ; إذ هو سبحانه المستحق للحمد بما له من الأسماء والصفات وبديع المخلوقات ". حفظ
الشيخ : " وقال تعالى : (( فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ )) " والاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ " (( أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ )) " واش هذا الحكم عدل أو جائر .؟ ضيزى " (( أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأنْثَى. تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى )) (( ألربك البنات ولهم البنون * أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ )) " نعم أو لا .؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا !!
" (( أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ )) " ولد فعل ماضي والله فاعل ، أي اتخذ ولداً " (( وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ )) " : أصطفى أصله أأصطفى ، فالهمزة هنا للاستفهام ، وهمزة الفعل سقطت لالتقاء الساكنين ، لأن الصاد ساكنة ، وهمزة الوصل ساكنة فسقطت الهمزة ، فالهمزة في " قوله : (( أصطفى )) " ما نقول الهمزة هذه من الفعل ، بل نقول هذه همزة استفهام .
" (( أَصْطَفَى الْبَنَاتِ )) " يعني اختار البنات (( على البنين )) وش الجواب .؟ لا .
" (( مَا لَكُم )) " جملة مستقلة ، ولهذا ينبغي الوقوف عليها ، يعني أي شيء لكم بهذا الحكم الجائز ،" (( كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَفَلا تَذَكَّرُونَ )) " يعني ولو تذكرتم لعلمتم أن الله سبحانه وتعالى لم يتخذ ولداً ، ولعلمتم أن من القسمة الضيزى الجائرة أن تجعلوا لله البنات ولكم البنين .
" (( أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ )) " سلطان بمعنى حجة ، ومبين بمعنى بين موضح (( فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين )) سبحان الله جمل عظيمة هذه ، (( فأتوا )) الأمر هذا وش دوره .؟
الطالب : للإعجاز .
الشيخ : نعم ، للإعجاز والتحدي ، فإن كان لكم سلطان وحجة (( فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين )) .
" (( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُون )) " ما هي الجنة .؟ الجن ، وقيل المراد بالجنة هنا الملائكة ، وأنهم سموا جناً بالمعنى الأعم في استتارهم عن العيون ، ولكن هذا القول ضعيف فإطلاقات القرآن كلها تدل على خلاف ذلك .
ولعل أحدا من العرب أو المشركين يعتقدون أن بين الجن وبين الله تعالى نسباً ، يعني قرابة ، ولكن الله أبطل ذلك بقوله : (( وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُون )) يحضرون لأي شيء .؟
الطالب : للحساب .
الشيخ : للحساب يوم القيامة .
" (( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ )) " تنزيه الله عما يصفون به من اتخاذ الولد ، والنسب الذي بينه وبين الجنة ، وغير ذلك مما وصف الله به.
" (( إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ )) " الاستثناء هنا يبدوا أنه منقطع ، يعني لكن عباد الله المخلصين لم يصفوه بما وصفه به هؤلاء .
" إلى قوله (( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) "
قال المؤلف شارحا لهذا : " فسبح نفسه عما يصفه المفترون المشركون وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من الإفك والشرك ، وحمد نفسه إذ هو سبحانه المستحق للحمد بما له من الأسماء والصفات وبديع الخلوقات ".
والخلاصة : المؤلف رحمه الله أتى بهذه الآيات العديدة لإثبات ما أبطله ، ما هو الذي أبطل .؟ النفي المجمل والإثبات المفصل .
أرجو الانتباه ، الصفحة التي قبل هذه فيها بيان عقيدة سلف الأمة وأئمتها ، وهم أنهم يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه ، ويثبتون ما أثبت لنفسه من الصفات إثباتاً بلا تشبيه وتنزيهاً بلا تعطيل ، هذه قاعدة .
القاعدة الثانية : الرسل عليهم الصلاة والسلام جاؤوا بأي شيء بالنسبة للأسماء والصفات .؟ بإثبات مفصل ونفي مجمل ، ما فيه تفصيل ، إلا أني قلت لكم إن النفي قد يفصل فيه متى .؟ إذا كان رداً لوصف وصف به أو قصد به المقابلة أو بيان الكمال ، كما العدل .