خلاصة الكلام على بعث الرسل بإثبات مفصل ونفي مجمل . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالممين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد فقد سبق أن الله تبارك وتعالى بعث الرسل بإثبات مفصل ونفي مجمل ، يعني أن ما أثبته الله لنفسه فإنه يفصله ويذكره على التفصيل والتعيين ، لأن ذلك أكثر إثباتا لصفات الكمال مما لو اقتصر على الإجمال ، فإذا قلنا إن الله سميع بصير قدير عليم إلى آخره ، أبلغ مما لو قلنا إن الله تعالى له الكمال المطلق ، أليس كذلك .؟
الطالب : بلى .
الشيخ : لأن الإنسان يدرك من صفات الله تبارك وتعالى بالتفصيل ما لا يدركه بالإجمال . أما في باب النفي فإن طريقة الرسل ما هي.؟ الإجمال في النفي (( ليس كمثله شيء )) وما أشبه ذلك (( هل تعلم له سميا )) (( لم يكن له كفوا أحدا )) ولا للتفصيل في النفي إلا في نفي ما ادّعي على الله من صفة عيب ، هذه واحد ، أو لبيان كمال صفة ثبوتية ، نعم فمثلا : (( ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )) وش معنى لغوب .؟
تعب ، قوله : (( وما مسنا من لغوب )) هذا تفصيل أو إجمال .؟
الطالب : تفصيل .
الشيخ : تفصيل ، ولكنه لبيان كمال الصفة الثبوتية وهي قوله : (( ولقد خلقنا )) يعني خلقناها بقوة ولم يمسّنا تعب ، فهو لبيان إيش.؟ كما الصفة الثبوتية ، كذلك قد يكون التفصيل لنفي ما ادّعي على الله من صفة عيب ، مثل قول تعالى : (( لم يلد ولم يولد )) هذه الصفة تفصيل أو إجمال .؟
الطالب : تفصيل .
الشيخ : تفصيل ، لكن لنفي ما ادّعي على الله عزّ وجل من صفات النقص ، وإلا الإجمال أكمل ، لأننا لو ضربنا مثلا ولله المثل الأعلى، إنسان وقف أمام ملك ، وقال أيها الملك الجليل الذي لست بزبال ولا كناس تراب ولا كساح ولا حجام ولا شحات بالأبواب ، نعم وقام يجيب من صفات العيب المفصلة وينفي عنه ، ما رأيكم في شعور الملك بهذا الرحل .؟ يمدح أو يستهزئ .؟
الطالب : يستهزئ .
الشيخ يستهزئ ، ... أن يعاقبه ، فصفات النقص الإتيان بها على سبيل التفصيل غير لائق في مقام التعظيم وإلا ما جاءت في طريقة الرسل إلا على سبيل الإجمال إلا في الحالين الذين أشرنا إليهما ، وهو أن يكون هذا الوصف المنفي قد ادّعي لله عز وجل ، أو هذا الوصف المنفي لبيان صفة كمال قرن بها .