تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقاربهم طائفة من الفلاسفة وأتباعهم فوصفوه بالسلوب والإضافات دون صفات الإثبات , وجعلوه هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق , وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن لا فيما خرج عنه من الموجودات , وجعلوا الصفة هي الموصوف , فجعلوا العلم عين العالم مكابرة للقضايا البديهات , وجعلوا هذه الصفة هي الأخرى فلم يميزوا بين العلم والقدرة والمشيئة جحدا للعلوم الضروريات . ". حفظ
الشيخ : يقول المؤلف : " وقاربهم طائفة من الفلاسفة وأتباعهم " قاربهم ، قال : وهؤلاء الغلاة الذين أنكروا أن يكون الله موجوداً أو معدوماً ، قاربهم طائفة من الفلاسفة وأتباعهم " فوصفوه بالسلوب والإضافات ، دون صفات الإثبات " يعني قالوا إن الله تعالى موصوف بالسلب ، وصفاته إما سلبية أو إضافية ، وأما أن تكون ثبوتية وجودية فلا ، أرجو الانتباه أقول هؤلاء قالوا إن الله تعالى موصوف بالسلوب والإضافات ، السلوب جمع سلب وهو النفي ، يعني إنما يوصف بالنفي فقط ، وإذا وجدت صفة مثبتة لله فهي على سبيل الإضافة لا على سبيل الإثبات والوجود .
فمثلاً يقولون ما تصف الله بأن له سمعا ، ولكن قل إن الله ليس بأصم ، فإن أثبت أن له سمعا وجعلتها صفة ثبوتية فهي إضافية ، ومعنى سمعه خلق السمع في غيره ، فإذا قلت سمع الله يعني السمع الذي خلقه الله في غيره ، في الإنسان ، الإنسان له سمع ، في الحيوان وما أشبه ذلك .
فهم يقولون ليس لله صفة ثبوتية أبدا ، صفاته إما سلبية ، وش معنى سلبية .؟ يعني منفية ، وإما إضافية بمعنى أن إثباتها له بالإضافة إلى غيره . مفهوم الآن .؟
يعني ما يمكن أن يوصف الله عندهم بأنه سميع أي ذو سمع في نفسه، ما يمكن هذا ، لكن إذا أردت أن تصف أن الله بسميع ليس أصم ، أردت أنك تثبت أن الله سميع بمعنى ثبوت السمع له لا تقل أن السمع له ، ولكن قل أن السمع خلقه ، خلقه في من .؟ في غيره .
فإضافة السمع إلى الله إضافة مخلوق إلى خالق لا إضافة صفة إلى موصوفها .
طيب يقول : " دون صفات الإثبات " فلا يثبتون لله صفة .
" وجعلوه هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق " جعلوه أي جعلوا الله هو الوجود المطلق ، بشرط الإطلاق ، وش معنى بشرط الإطلاق .؟ يعني ليس مقيدا بصفة ، لكنهم يخالفون الأولين ، الأولين يقولون ليس مقيداً بصفة لا ثبوتية ولا سلبية ، وهؤلاء يقولون ليس مقيدا بصفة ثبوتية ، هذا هو الفرق بين الطائفتين ، وهؤلاء طبعا أهون من أولئك ، لأن أولئك يسلبون عنه يقولون لا هو موجوداً ولا معدوماً ولا سميع ولا أصم ولا عالم ولا جاهل ولا حي ولا ميت .
لكن هؤلاء لا ، يقولون ليس معدوماً ، صحيح ، ليس بأصم ليس بجاهل ، الصفات السلبية يقرون بها .
الصفات الثبوتية إذا أقروا بها وش يجعلونها .؟ مضافة يعني باعتبار المخلوق لا باعتبار أنها صفته ، فيقولون السمع إذا أثبتناه لله فالمعنى أنه خالق السمع في غيره ، أما صفة ثبوتية له فهذا لا ... .
إذا معناه يقول الله موجود لكنه وجود مطلق ، وش معنى مطلق .؟ يعني غير مقيد بصفة ثبوتية ، بصفة سلبية ممكن أو لا .؟ يمكن .
يقول ردا عليهم : " وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن لا فيما خرج عنه من الموجود " .
الطالب : من الموجودات .
الشيخ : أنا عندي من الموجود .؟ عندكم الموجودات .
" وقد علم بصريح العقل " نسمع دائماً كلمة صحيح النقل وصريح العقل، وش معنى صحيح النقل .؟ يعني النقل الصحيح الثابت ، وصريح العقل .؟ يعني العقل الصريح ، والصريح معناها الخالص من الشبهات والشهوات ، العقل الصريح الذي ما فيه شبهة ما عنده شبهه ، عنده علم ولا عنده إرادة سيئة ، فالعقل الصريح هو العقل الخالي من الشبهات ومن الشهوات ، و طبعا المراد بالعقل ذهن الإنسان لأن ذهن الإنسان يعتريه أحياناً شبهات ما يتبين له الحق ، وأحيانا يعتريه شهوات لا يريد الحق يشتهي غير الحق ، العقل الصريح إذا هو العقل السالم من الشبهات والشهوات ، بمعنى أنه عالم يعني عقل مبني على علم وعلى إرادة حسنة .
يقول : " علم بطريق العقل " يعني بالعقل الصريح الذي لم يخالطه الشبهات ولا الشهوات ،" أن هذا لا يكون إلا في الذهن " هذا الإشارة إلى الوجود المطلق بشرط الإطلاق ، يعني كون الإنسان بيتصور شيء موجود ما له صفة ، ممكن يتصور موجود لا صفة له ، لكن هل هذا باعتبار الموجود والحقيقة .؟ أسألكم الآن سؤال مباشر ، هل يمكن أن يوجد شيء مطلق من الصفة ليس له صفة أبدا ، ما يمكن أبدا ، إذا وجد إما أن يكون طويلا أو قصيرا ، أو ملونا أو غير ملون ، أو لينا أو يابسا ، المهم لا بد أن يكون له صفة ، أما أن تقول يوجد شيء ما له صفة هذا ما يمكن ، لكن قد تتخيل في ذهنك شيئا يوجد ولا صفة له ، يمكن تتخيل مثل الذي يحلم بالليل أنه يوجد شيء ما له صفة ، ولكنّما يفرضه الذهن هل يمكن أن يكون كل ما يرفضه الذهن يوجد في الخارج أو لا .؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما يمكن ، أنت ربما تفرض أنه يوجد إنسان له مائة رأس وهو واحد ، أليس كذلك .؟ أليس يمكن أن تفرض بذهنك رجلا ما له إلا رجل واحدة وله خمسون يد وله مئة رأس ، ما يمكن هذا .؟
لكن هل هو موجود في الخارج .؟ ليس بموجود ، واضح .؟ يمكن أنك تفرض إنسان يمشي على رأسه من القصيم إلى مكة ، ما يمكن تفرض هذا .؟ لكن هل يوجد .؟ يمكن أن تفرض أن نملة تقتلع جبلا من مكانه وتمشي به ، يمكن أو لا .؟ قد تفرض هذا ، نعم ، ويكون أيضا الرباط الذي بينها وبينه شعرات من أهداب العين ، كل هذا يمكن فرضه ، لكن هل يمكن أن يوجد هذا في الخارج .؟
إذا ما يفرضه الذهن لا يلزم أن يكون موجوداً في الخارج ، فهؤلاء إذا كانت أذهانهم تصور لهم أن الرب سبحانه وتعالى ليس له صفة ثبوتية وإنما هو موجود مطلق بدون صفات ، إذا كانت أذهانهم تفرض هذا ، فإننا نقول هذا ...
فمثلاً يقولون ما تصف الله بأن له سمعا ، ولكن قل إن الله ليس بأصم ، فإن أثبت أن له سمعا وجعلتها صفة ثبوتية فهي إضافية ، ومعنى سمعه خلق السمع في غيره ، فإذا قلت سمع الله يعني السمع الذي خلقه الله في غيره ، في الإنسان ، الإنسان له سمع ، في الحيوان وما أشبه ذلك .
فهم يقولون ليس لله صفة ثبوتية أبدا ، صفاته إما سلبية ، وش معنى سلبية .؟ يعني منفية ، وإما إضافية بمعنى أن إثباتها له بالإضافة إلى غيره . مفهوم الآن .؟
يعني ما يمكن أن يوصف الله عندهم بأنه سميع أي ذو سمع في نفسه، ما يمكن هذا ، لكن إذا أردت أن تصف أن الله بسميع ليس أصم ، أردت أنك تثبت أن الله سميع بمعنى ثبوت السمع له لا تقل أن السمع له ، ولكن قل أن السمع خلقه ، خلقه في من .؟ في غيره .
فإضافة السمع إلى الله إضافة مخلوق إلى خالق لا إضافة صفة إلى موصوفها .
طيب يقول : " دون صفات الإثبات " فلا يثبتون لله صفة .
" وجعلوه هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق " جعلوه أي جعلوا الله هو الوجود المطلق ، بشرط الإطلاق ، وش معنى بشرط الإطلاق .؟ يعني ليس مقيدا بصفة ، لكنهم يخالفون الأولين ، الأولين يقولون ليس مقيداً بصفة لا ثبوتية ولا سلبية ، وهؤلاء يقولون ليس مقيدا بصفة ثبوتية ، هذا هو الفرق بين الطائفتين ، وهؤلاء طبعا أهون من أولئك ، لأن أولئك يسلبون عنه يقولون لا هو موجوداً ولا معدوماً ولا سميع ولا أصم ولا عالم ولا جاهل ولا حي ولا ميت .
لكن هؤلاء لا ، يقولون ليس معدوماً ، صحيح ، ليس بأصم ليس بجاهل ، الصفات السلبية يقرون بها .
الصفات الثبوتية إذا أقروا بها وش يجعلونها .؟ مضافة يعني باعتبار المخلوق لا باعتبار أنها صفته ، فيقولون السمع إذا أثبتناه لله فالمعنى أنه خالق السمع في غيره ، أما صفة ثبوتية له فهذا لا ... .
إذا معناه يقول الله موجود لكنه وجود مطلق ، وش معنى مطلق .؟ يعني غير مقيد بصفة ثبوتية ، بصفة سلبية ممكن أو لا .؟ يمكن .
يقول ردا عليهم : " وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن لا فيما خرج عنه من الموجود " .
الطالب : من الموجودات .
الشيخ : أنا عندي من الموجود .؟ عندكم الموجودات .
" وقد علم بصريح العقل " نسمع دائماً كلمة صحيح النقل وصريح العقل، وش معنى صحيح النقل .؟ يعني النقل الصحيح الثابت ، وصريح العقل .؟ يعني العقل الصريح ، والصريح معناها الخالص من الشبهات والشهوات ، العقل الصريح الذي ما فيه شبهة ما عنده شبهه ، عنده علم ولا عنده إرادة سيئة ، فالعقل الصريح هو العقل الخالي من الشبهات ومن الشهوات ، و طبعا المراد بالعقل ذهن الإنسان لأن ذهن الإنسان يعتريه أحياناً شبهات ما يتبين له الحق ، وأحيانا يعتريه شهوات لا يريد الحق يشتهي غير الحق ، العقل الصريح إذا هو العقل السالم من الشبهات والشهوات ، بمعنى أنه عالم يعني عقل مبني على علم وعلى إرادة حسنة .
يقول : " علم بطريق العقل " يعني بالعقل الصريح الذي لم يخالطه الشبهات ولا الشهوات ،" أن هذا لا يكون إلا في الذهن " هذا الإشارة إلى الوجود المطلق بشرط الإطلاق ، يعني كون الإنسان بيتصور شيء موجود ما له صفة ، ممكن يتصور موجود لا صفة له ، لكن هل هذا باعتبار الموجود والحقيقة .؟ أسألكم الآن سؤال مباشر ، هل يمكن أن يوجد شيء مطلق من الصفة ليس له صفة أبدا ، ما يمكن أبدا ، إذا وجد إما أن يكون طويلا أو قصيرا ، أو ملونا أو غير ملون ، أو لينا أو يابسا ، المهم لا بد أن يكون له صفة ، أما أن تقول يوجد شيء ما له صفة هذا ما يمكن ، لكن قد تتخيل في ذهنك شيئا يوجد ولا صفة له ، يمكن تتخيل مثل الذي يحلم بالليل أنه يوجد شيء ما له صفة ، ولكنّما يفرضه الذهن هل يمكن أن يكون كل ما يرفضه الذهن يوجد في الخارج أو لا .؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما يمكن ، أنت ربما تفرض أنه يوجد إنسان له مائة رأس وهو واحد ، أليس كذلك .؟ أليس يمكن أن تفرض بذهنك رجلا ما له إلا رجل واحدة وله خمسون يد وله مئة رأس ، ما يمكن هذا .؟
لكن هل هو موجود في الخارج .؟ ليس بموجود ، واضح .؟ يمكن أنك تفرض إنسان يمشي على رأسه من القصيم إلى مكة ، ما يمكن تفرض هذا .؟ لكن هل يوجد .؟ يمكن أن تفرض أن نملة تقتلع جبلا من مكانه وتمشي به ، يمكن أو لا .؟ قد تفرض هذا ، نعم ، ويكون أيضا الرباط الذي بينها وبينه شعرات من أهداب العين ، كل هذا يمكن فرضه ، لكن هل يمكن أن يوجد هذا في الخارج .؟
إذا ما يفرضه الذهن لا يلزم أن يكون موجوداً في الخارج ، فهؤلاء إذا كانت أذهانهم تصور لهم أن الرب سبحانه وتعالى ليس له صفة ثبوتية وإنما هو موجود مطلق بدون صفات ، إذا كانت أذهانهم تفرض هذا ، فإننا نقول هذا ...