تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وذلك أنه قد علم بضرورة العقل أنه لا بد من موجود قديم غني عما سواه، إذ نحن نشاهد حدوث المحدثات، كالحيوان والمعدن والنبات، والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع، وقد علم بالاضطرار، أن المحدث لا بد له من محدث، والممكن لابد له من موجد، كما قال تعالى: (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) [الطور: 35]. فإذا لم يكونوا خلقوا من غير خالق، ولا هم الخالقون لأنفسهم، تعين أن لهم خالقا خلقهم ". حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، مما يرد به على هؤلاء النفاة الطوائف الثلاث ، يرد عليهم بما ذكره المؤلف رحمه الله : " وذلك أنه قد علم بضرورة العقل أنه لا بد من موجود قديم غني عما سواه " كلمة قديم كما ذكرنا فيما سبق ، الأخ حدثنا عنها على ضوء ما سمعت .؟ لابد من موجود قديم .
الطالب : ... .
الشيخ : ما حضرت .؟ أو الجسم حاضر والقلب غائب ، من يحدثنا عن ذلك .؟ لاحظوا يا جماعة كل كلمة أقولها معناه أنكم ملزمون بها ، لأن هذه مباحث ما هي هينة ، مباحث صعبة لابد من فهمها ... .
الطالب : ... .
الشيخ : ما تقدم غيره ، نعم .؟
الطالب : ...
الشيخ : فخاطبهم بما يفهمون ، مثل ما قال الله عن المشركين :
(( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء )) فأثبت الله أنها آلهة أو لا .؟ مع أنها حقا آلهة أو غير آلهة .؟ غير آلهة، لكن بناء على دعواهم ، استرح .
القديم في اللغة ما تقدم غيره وإن لم يكن أولا ، وليس من أسماء الله، ما هو الاسم والذي يكون بمعنى قديم وأولى منه .؟ نعم .
(( هو الأول )) مثلما أخبر الله به.
إذاً نقول قول المؤلف ابن تيمة رحمه الله : " لابد من موجود قديم " موجود صحيح ، فإن الوجود يعني يخبر به عن الله ، وإنما لا يسمى به ، ما يقال : يا موجود يا معبود ، كما يقوله بعض الناس ، وأن يا موجود ليس فيها صفة كاملة محمودة ، وإنما يخبر بها عن الله فيقال الله موجود " قديم " سبق الكلام عليه .
" غني عما سواه " هذا صحيح كما قال الله تعالى : (( والله هو الغني الحميد )) .
" إذ نحن نشاهد حدوث المحدثات ، كالحيوان والمعدن والنبات ، والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع " يقول المؤلف نحن نشاهد حدوث هذه المحدثات ، وهذا صحيح أو لا .؟ سواء الحيوان أو نبات أو معادن أو أشجار أو غيرها ، نشاهد حدوث هذه المحدثات بل نشاهد تغير هذه المحدثات فضلاً عن وجودها ، نحن نشاهد مثلاً أن الشمس تقرب منا أحياناً وتبعد ، وكذلك القمر والنجوم وغيرها ، هذه الأشياء وجودها بعد أن كانت معدومة يدل على أنها ليست واجبة الوجود ، ... .
وجودها بعد أن كانت معدومة يدل على أنها ليست واجبة الوجود، لأنها لو كانت واجبة الوجود ما كانت معدومة من قبل ، أليس كذلك .؟ ... يا جماعة ، واجب الوجود لا يمكن أن يكون معدوماً لأن واجب الوجود عند الفلاسفة أو المتكلمين هو ما لا يمكن عدمه .
فحدوث هذه الحوادث يدل على أنها ليست واجبة الوجود ، لماذا .؟ لأن واجب الوجود لا يمكن أن يكون معدوماً ، أو لا وحدوثها أيضاً يدل على أنها ليست من المستحيل لأنها لو كانت مستحيلة ما وجدت . واضح يا جماعة ، هذه الحوادث مخلوقات من إنسان وحيوان ونبات وغيرها ليست واجبة الوجود ولا ممتنعة الوجود .
لو كانت واجبة الوجود ما كانت معدومة من قبل ، ولو كانت ممتنعة الوجود ما وجدت ، إذاً فهي من الممكن الجائز الوقوع ، المؤلف يقول : " ليس بواجب ولا ممتنع ". أو لا طيب .
" وقد علم بالاضطرار، أن المحدث لا بد له من محدث، والممكن لابد له من موجد " علم بالاضطرار يعني علماً ضرورياً أن الحادث لابد له محدث ، كما قال الأعرابي : الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير . كل حادث لابد له من محدث . عندما أقول مثلاً هذا البناء حادث ، كان المكان بالأول فراغاً ثم كان بناء ، هذا البناء الحادث نحن نعلم بالضرورة أنه لا بد له من محدث ، من إنسان بناه أو من بان بناه سواء كان إنسانا أو آلات أو غيرها ، إذا كل حادث لابد له من محدث .
" والممكن " ويعنى بالممكن ما ليس بواجب ولا مستحيل ، هذا هو الممكن " لابد له من موجود كما قال الله تعالى : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) الطور " أم هنا منقطعة بمعنى بل وهمزة الإستفهام الإنكاري ، بمعنى بل أخلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ، وش الجواب .؟ ليسوا هم الخالقون ، أو لا .؟ الإنسان ما خلق نفسه لأنه قبل أن يوجد معدوم ، والمعدوم لا يخلق أليس كذلك .؟ وليس مخلوقاً بدون خالق ، من خلقك .؟ أبوك صنعه في رحم أمه .؟ أم هي صنعته في رحمها .؟ الطبيب صنعه في رحم أمك .؟ لا ، إذا لا بد له من خالق خلقه ، والبشر أو المخلوق كله نعلم أنه لم يخلقه فيكون الذي خلقه هو الله سبحانه وتعالى .
قال جبير بن مطعم رضي الله عنه وكان أسيراً من أسرى بدر في المدينة قال : " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ قوله تعالى : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ )) (الطور) قال : كاد قلبي يطير ووقر الإيمان في قلبي " .
الكلمة الأخيرة عندي فيها شك ، لكن الأول : كاد قلبي يطير ، يعني لأن هذه دلالة عقلية فطرية ، ما يمكن إبطالها : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) إذا الجواب على هذا ما هو .؟
لم يخلقوا من غير خالق ، وليسوا هم الخالقون ، تعيّن إذا أن يكون لهم خالق غير أنفسهم ، أليس كذلك .؟ لنبحث ونفتش ما نجد أحدا خلقهم من البشر ... إذا يكون الخالق هو الله ، ولهذا قال الله تبارك وتعالى : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) فإذا لم يكونوا خلقوا من غير خالق ولا هم الخلقون لأنفسهم تعين أن يكون لهم خالقا خلقهم ، أليس كذلك .؟
الطالب : بلى .
الشيخ : هذا الخالق هو الله ، وغيره لا يخلق ذبابة .
هذا أراد المؤلف إثبات وجود الله عزّ وجل بدلالة الحوادث عليه ، أثبت المؤلف وجود الله بدلالة أي شيء .؟ بدلالة الحوادث عليه ، لأن هذه الحوادث التي تحدث لابد لها من محدث ، هذا المحدث هو الله .
الطالب : ... .
الشيخ : ما حضرت .؟ أو الجسم حاضر والقلب غائب ، من يحدثنا عن ذلك .؟ لاحظوا يا جماعة كل كلمة أقولها معناه أنكم ملزمون بها ، لأن هذه مباحث ما هي هينة ، مباحث صعبة لابد من فهمها ... .
الطالب : ... .
الشيخ : ما تقدم غيره ، نعم .؟
الطالب : ...
الشيخ : فخاطبهم بما يفهمون ، مثل ما قال الله عن المشركين :
(( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء )) فأثبت الله أنها آلهة أو لا .؟ مع أنها حقا آلهة أو غير آلهة .؟ غير آلهة، لكن بناء على دعواهم ، استرح .
القديم في اللغة ما تقدم غيره وإن لم يكن أولا ، وليس من أسماء الله، ما هو الاسم والذي يكون بمعنى قديم وأولى منه .؟ نعم .
(( هو الأول )) مثلما أخبر الله به.
إذاً نقول قول المؤلف ابن تيمة رحمه الله : " لابد من موجود قديم " موجود صحيح ، فإن الوجود يعني يخبر به عن الله ، وإنما لا يسمى به ، ما يقال : يا موجود يا معبود ، كما يقوله بعض الناس ، وأن يا موجود ليس فيها صفة كاملة محمودة ، وإنما يخبر بها عن الله فيقال الله موجود " قديم " سبق الكلام عليه .
" غني عما سواه " هذا صحيح كما قال الله تعالى : (( والله هو الغني الحميد )) .
" إذ نحن نشاهد حدوث المحدثات ، كالحيوان والمعدن والنبات ، والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع " يقول المؤلف نحن نشاهد حدوث هذه المحدثات ، وهذا صحيح أو لا .؟ سواء الحيوان أو نبات أو معادن أو أشجار أو غيرها ، نشاهد حدوث هذه المحدثات بل نشاهد تغير هذه المحدثات فضلاً عن وجودها ، نحن نشاهد مثلاً أن الشمس تقرب منا أحياناً وتبعد ، وكذلك القمر والنجوم وغيرها ، هذه الأشياء وجودها بعد أن كانت معدومة يدل على أنها ليست واجبة الوجود ، ... .
وجودها بعد أن كانت معدومة يدل على أنها ليست واجبة الوجود، لأنها لو كانت واجبة الوجود ما كانت معدومة من قبل ، أليس كذلك .؟ ... يا جماعة ، واجب الوجود لا يمكن أن يكون معدوماً لأن واجب الوجود عند الفلاسفة أو المتكلمين هو ما لا يمكن عدمه .
فحدوث هذه الحوادث يدل على أنها ليست واجبة الوجود ، لماذا .؟ لأن واجب الوجود لا يمكن أن يكون معدوماً ، أو لا وحدوثها أيضاً يدل على أنها ليست من المستحيل لأنها لو كانت مستحيلة ما وجدت . واضح يا جماعة ، هذه الحوادث مخلوقات من إنسان وحيوان ونبات وغيرها ليست واجبة الوجود ولا ممتنعة الوجود .
لو كانت واجبة الوجود ما كانت معدومة من قبل ، ولو كانت ممتنعة الوجود ما وجدت ، إذاً فهي من الممكن الجائز الوقوع ، المؤلف يقول : " ليس بواجب ولا ممتنع ". أو لا طيب .
" وقد علم بالاضطرار، أن المحدث لا بد له من محدث، والممكن لابد له من موجد " علم بالاضطرار يعني علماً ضرورياً أن الحادث لابد له محدث ، كما قال الأعرابي : الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير . كل حادث لابد له من محدث . عندما أقول مثلاً هذا البناء حادث ، كان المكان بالأول فراغاً ثم كان بناء ، هذا البناء الحادث نحن نعلم بالضرورة أنه لا بد له من محدث ، من إنسان بناه أو من بان بناه سواء كان إنسانا أو آلات أو غيرها ، إذا كل حادث لابد له من محدث .
" والممكن " ويعنى بالممكن ما ليس بواجب ولا مستحيل ، هذا هو الممكن " لابد له من موجود كما قال الله تعالى : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) الطور " أم هنا منقطعة بمعنى بل وهمزة الإستفهام الإنكاري ، بمعنى بل أخلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ، وش الجواب .؟ ليسوا هم الخالقون ، أو لا .؟ الإنسان ما خلق نفسه لأنه قبل أن يوجد معدوم ، والمعدوم لا يخلق أليس كذلك .؟ وليس مخلوقاً بدون خالق ، من خلقك .؟ أبوك صنعه في رحم أمه .؟ أم هي صنعته في رحمها .؟ الطبيب صنعه في رحم أمك .؟ لا ، إذا لا بد له من خالق خلقه ، والبشر أو المخلوق كله نعلم أنه لم يخلقه فيكون الذي خلقه هو الله سبحانه وتعالى .
قال جبير بن مطعم رضي الله عنه وكان أسيراً من أسرى بدر في المدينة قال : " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ قوله تعالى : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ )) (الطور) قال : كاد قلبي يطير ووقر الإيمان في قلبي " .
الكلمة الأخيرة عندي فيها شك ، لكن الأول : كاد قلبي يطير ، يعني لأن هذه دلالة عقلية فطرية ، ما يمكن إبطالها : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) إذا الجواب على هذا ما هو .؟
لم يخلقوا من غير خالق ، وليسوا هم الخالقون ، تعيّن إذا أن يكون لهم خالق غير أنفسهم ، أليس كذلك .؟ لنبحث ونفتش ما نجد أحدا خلقهم من البشر ... إذا يكون الخالق هو الله ، ولهذا قال الله تبارك وتعالى : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) فإذا لم يكونوا خلقوا من غير خالق ولا هم الخلقون لأنفسهم تعين أن يكون لهم خالقا خلقهم ، أليس كذلك .؟
الطالب : بلى .
الشيخ : هذا الخالق هو الله ، وغيره لا يخلق ذبابة .
هذا أراد المؤلف إثبات وجود الله عزّ وجل بدلالة الحوادث عليه ، أثبت المؤلف وجود الله بدلالة أي شيء .؟ بدلالة الحوادث عليه ، لأن هذه الحوادث التي تحدث لابد لها من محدث ، هذا المحدث هو الله .