تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فأما الأصلان : فأحدهما أن يقال : القول في بعض الصفات كالقول في بعض , فإن كان المخاطب ممن يقول : بأن الله حي بحياة عليم بعلم قدير بقدرة سميع بسمع بصير ببصر متكلم بكلام مريد بإرادة , ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهيته , فيجعل ذلك مجازا ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات ". حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
المؤلف رحمه الله ذكر بعد المقدمة أن هذا يتضح بأصلين ومثلين وخاتمة ، أما الأصلان فالمؤلف بدأ بالأصل الأول الذي يخاطب به من يثبت بعض الصفات وينفي بعضا ، وهم الأشاعرة ، فننظر يقول رحمه الله أن يقال : " القول في بعض الصفات كالقول في بعض " مثل ما أن القول في الصفات كالقول في الذات كذلك القول في بعض الصفات كالقول في بعض .
فإذا كان المخاطب ممن يقول بأن الله حي بحياة ، عليم بعلم ، قدير بقدرة ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، متكلم بكلام ، مريد بإرادة ، كم هذه من صفة .؟
الطالب : سبعة .
الشيخ : فهذه سبع صفات وهي التي يثبتها الأشاعرة .
حي بحياة ، عليم بعلم ، قدير بقدرة ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، متكلم بكلام ، مريد بإرادة ، هذه سبع صفات وهي التي يثبتها الأشاعرة ، يقولون هذه الصفات السبع صفات ثابتة لله حقيقة ، أفهمتم .؟ يقولون متكلم بكلام ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، مريد بإرادة إلى آخره ، لكنهم يفسرون الكلام بغير معناه ، إذ إنهم يقولون : إن الكلام هو المعنى القائم بنفس الله ، وأن هذه الحروف خلقت خلقاً لتعبر عن ما في نفس الله ، فهمتم .
ليسوا يقولون إن الكلام على ما يفهمه أهل السنة والجماعة ، إن الكلام كلام الله لفظاً ومعنى بحرف وصوت . لا ، يقولون إنه يتكلم بكلام ، لكن عندما تسأله ما هو كلام الله .؟ يقول لك هو المعنى القائم بنفس الله ، وليس هو هذه الحروف والأصوات التي سمعت ، وإنما الحروف والأصوات خلقت لتعبر عن ما في نفس الله ، أفهمتم الكلام عند الأشاعرة .؟ ما هو الكلام عند الأشاعرة .؟
هو المعنى القائم بنفسه دون هذه الحروف ، ودون الصوت الذي سمعه جبريل ونزل به على محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذا الصوت الذي سمعه جبريل وهذه الحروف مخلوقة لتعبر عما في نفس الله .
طيب هذا التفسير للكلام ليس بصحيح ، وأظن هذا مر عليكم وأنتم في الثانوي .؟ مر عليكم هذا ليس بصحيح ، ولا يمكن أن يفسر الكلام به ، إنما على كل حال هم يقولون أن الله متكلم بكلام ، ويثبتون هذه الصفات السبع ،
يقول المؤلف رحمه الله : " ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهيته ، فيجعل ذلك مجازا " يعني بقية الصفات التي غير السبع عند الأشاعرة وش حكمها .؟ من باب المجاز ، وليست حقيقة ، يعني أن الله لم يتصف بها حقيقة وإنما هي مجاز . ويفسر ذلك بأي شيء .؟
" ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات " يعني مثلاً عندما يأتي إلى صفة المحبة ، يقول المحبة ليست صفة ثابتة لله ، لا ، الله ما يحب ، ولكن معنى المحبة الإثابة الثواب ، ولهذا تجدون في الجلاليين : (( يحبهم ويحبونه )) قال : " يثيبهم " فيفسر المحبة بالثواب ، الثواب كما يقول المؤلف رحمه الله مخلوق أو غير مخلوق .؟ الثواب مخلوق ، فيفسرون هذا الصفة المحبة ببعض المخلوقات ، يعني بشيء مخلوق ، أو يفسرون المحبة بالإرادة ، لأنهم هم يثبتون الإرادة ، فيكون معنى يحبهم يعني يريد ثوابهم .
الغضب ، وش الغضب عند الأشاعرة .؟ الغضب لا يفسرونه بالغضب حقيقة ، يقول المراد بالغضب الانتقام ، فيفسرونه بالعقاب مثل ما قال المؤلف : " من النعم والعقوبات " فيفسرونه بالعقاب ، أو يقولون الغضب إرادة الانتقام ، فيفسرونه بالإرادة .
فصار هؤلاء الأشاعرة لهم فيما نفوه من الصفات طريقان : يعني اتفقوا على أنها مجاز ولكن بماذا تفسر .؟
إما بالإرادة وإما بشيء مخلوق ، الإرادة ما هي بصفة .؟ إرادة لله للشيء صفة ، لكنهم يفسرونه بالإرادة لأنهم يثبتونها ، يثبتون هذه الصفة حقيقة ، ويقولون أن الله مريد بإرادة حقيقية ، لكنه ليس يغضب بغضب حقيقي ، طيب وش معنى يغضب .؟ يعني ينتقم إن فسروه بشيء مخلوق ، أو يريد الانتقام إذا فسروه بالإرادة . أفهمتم يا جماعة .؟ هذه طريقة الأشاعرة ، إذا طريقة الأشاعرة بالنسبة للصفات يثبتون لله سبع صفات حقيقية ، والباقي يجعلونه مجازا ، ما هو تفسير المجاز عندهم .؟ إما أن يفسروه بالإرادة ، وإما بشيء مخلوق ، واضح .؟ ونحن ضربنا مثلا بالرضا والغضب ، أو بالمحبة والغضب كله واحد ، لكن الرضا مقابل الغضب أحسن .
الرضا وش يقولون .؟ (( رضي الله عنهم )) ما يقولون رضا حقيقي، يقولون معنى رضي عنهم أراد إثباتهم ، أو أنه أثابهم ، عندما يفسرون الغضب وش يقولون في الغضب .؟ الغضب ليس غضبا حقيقيا ، لأنهم لا يقرون بأن شيئا من صفات الله حقيقة سوى هذه الصفات السبع ، فيفسرون الغضب إما بالانتقام الذي هو العقوبة ، وإما بإرادة الانتقام ، والإرادة يثبتونها حقيقة .
الطالب : ...
الشيخ : لا ، الباقي موافقون لأهل السنة والجماعة ، لأن أهل السنة والجماعة كلها ، هذه السبعة وغيرها ، بس قلنا الكلام هو الذي أخطؤوا في تفسيره ، الكلام عندهم غير الكلام عند أهل السنة والجماعة ، والبقية معروف ... فأهل السنة والجماعة يقولون الله عليم وقدير إلى آخره .
الطالب : ... .
الشيخ : ما يقرون بهذه الصفة على أنها حقيقة أبدا ، كل يفسر بالمجاز عندهم .
الطالب : ... .
الشيخ : هذه الطريقة ، إما أن يفسر بالإرادة إرادة الشيء أو بالشيء المخلوق ، المهم ذكرنا يا جماعة شف يقول : " ويفسره إما بالإرادة " هذه واحدة " وإما ببعض المخلوقات من النعم " إن كان الشيء محبوبا " والعقوبات " إن كان الشيء مكروها . واضح يا جماعة .؟ خلينا نمشي . زين .
المؤلف رحمه الله ذكر بعد المقدمة أن هذا يتضح بأصلين ومثلين وخاتمة ، أما الأصلان فالمؤلف بدأ بالأصل الأول الذي يخاطب به من يثبت بعض الصفات وينفي بعضا ، وهم الأشاعرة ، فننظر يقول رحمه الله أن يقال : " القول في بعض الصفات كالقول في بعض " مثل ما أن القول في الصفات كالقول في الذات كذلك القول في بعض الصفات كالقول في بعض .
فإذا كان المخاطب ممن يقول بأن الله حي بحياة ، عليم بعلم ، قدير بقدرة ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، متكلم بكلام ، مريد بإرادة ، كم هذه من صفة .؟
الطالب : سبعة .
الشيخ : فهذه سبع صفات وهي التي يثبتها الأشاعرة .
حي بحياة ، عليم بعلم ، قدير بقدرة ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، متكلم بكلام ، مريد بإرادة ، هذه سبع صفات وهي التي يثبتها الأشاعرة ، يقولون هذه الصفات السبع صفات ثابتة لله حقيقة ، أفهمتم .؟ يقولون متكلم بكلام ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، مريد بإرادة إلى آخره ، لكنهم يفسرون الكلام بغير معناه ، إذ إنهم يقولون : إن الكلام هو المعنى القائم بنفس الله ، وأن هذه الحروف خلقت خلقاً لتعبر عن ما في نفس الله ، فهمتم .
ليسوا يقولون إن الكلام على ما يفهمه أهل السنة والجماعة ، إن الكلام كلام الله لفظاً ومعنى بحرف وصوت . لا ، يقولون إنه يتكلم بكلام ، لكن عندما تسأله ما هو كلام الله .؟ يقول لك هو المعنى القائم بنفس الله ، وليس هو هذه الحروف والأصوات التي سمعت ، وإنما الحروف والأصوات خلقت لتعبر عن ما في نفس الله ، أفهمتم الكلام عند الأشاعرة .؟ ما هو الكلام عند الأشاعرة .؟
هو المعنى القائم بنفسه دون هذه الحروف ، ودون الصوت الذي سمعه جبريل ونزل به على محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذا الصوت الذي سمعه جبريل وهذه الحروف مخلوقة لتعبر عما في نفس الله .
طيب هذا التفسير للكلام ليس بصحيح ، وأظن هذا مر عليكم وأنتم في الثانوي .؟ مر عليكم هذا ليس بصحيح ، ولا يمكن أن يفسر الكلام به ، إنما على كل حال هم يقولون أن الله متكلم بكلام ، ويثبتون هذه الصفات السبع ،
يقول المؤلف رحمه الله : " ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهيته ، فيجعل ذلك مجازا " يعني بقية الصفات التي غير السبع عند الأشاعرة وش حكمها .؟ من باب المجاز ، وليست حقيقة ، يعني أن الله لم يتصف بها حقيقة وإنما هي مجاز . ويفسر ذلك بأي شيء .؟
" ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات " يعني مثلاً عندما يأتي إلى صفة المحبة ، يقول المحبة ليست صفة ثابتة لله ، لا ، الله ما يحب ، ولكن معنى المحبة الإثابة الثواب ، ولهذا تجدون في الجلاليين : (( يحبهم ويحبونه )) قال : " يثيبهم " فيفسر المحبة بالثواب ، الثواب كما يقول المؤلف رحمه الله مخلوق أو غير مخلوق .؟ الثواب مخلوق ، فيفسرون هذا الصفة المحبة ببعض المخلوقات ، يعني بشيء مخلوق ، أو يفسرون المحبة بالإرادة ، لأنهم هم يثبتون الإرادة ، فيكون معنى يحبهم يعني يريد ثوابهم .
الغضب ، وش الغضب عند الأشاعرة .؟ الغضب لا يفسرونه بالغضب حقيقة ، يقول المراد بالغضب الانتقام ، فيفسرونه بالعقاب مثل ما قال المؤلف : " من النعم والعقوبات " فيفسرونه بالعقاب ، أو يقولون الغضب إرادة الانتقام ، فيفسرونه بالإرادة .
فصار هؤلاء الأشاعرة لهم فيما نفوه من الصفات طريقان : يعني اتفقوا على أنها مجاز ولكن بماذا تفسر .؟
إما بالإرادة وإما بشيء مخلوق ، الإرادة ما هي بصفة .؟ إرادة لله للشيء صفة ، لكنهم يفسرونه بالإرادة لأنهم يثبتونها ، يثبتون هذه الصفة حقيقة ، ويقولون أن الله مريد بإرادة حقيقية ، لكنه ليس يغضب بغضب حقيقي ، طيب وش معنى يغضب .؟ يعني ينتقم إن فسروه بشيء مخلوق ، أو يريد الانتقام إذا فسروه بالإرادة . أفهمتم يا جماعة .؟ هذه طريقة الأشاعرة ، إذا طريقة الأشاعرة بالنسبة للصفات يثبتون لله سبع صفات حقيقية ، والباقي يجعلونه مجازا ، ما هو تفسير المجاز عندهم .؟ إما أن يفسروه بالإرادة ، وإما بشيء مخلوق ، واضح .؟ ونحن ضربنا مثلا بالرضا والغضب ، أو بالمحبة والغضب كله واحد ، لكن الرضا مقابل الغضب أحسن .
الرضا وش يقولون .؟ (( رضي الله عنهم )) ما يقولون رضا حقيقي، يقولون معنى رضي عنهم أراد إثباتهم ، أو أنه أثابهم ، عندما يفسرون الغضب وش يقولون في الغضب .؟ الغضب ليس غضبا حقيقيا ، لأنهم لا يقرون بأن شيئا من صفات الله حقيقة سوى هذه الصفات السبع ، فيفسرون الغضب إما بالانتقام الذي هو العقوبة ، وإما بإرادة الانتقام ، والإرادة يثبتونها حقيقة .
الطالب : ...
الشيخ : لا ، الباقي موافقون لأهل السنة والجماعة ، لأن أهل السنة والجماعة كلها ، هذه السبعة وغيرها ، بس قلنا الكلام هو الذي أخطؤوا في تفسيره ، الكلام عندهم غير الكلام عند أهل السنة والجماعة ، والبقية معروف ... فأهل السنة والجماعة يقولون الله عليم وقدير إلى آخره .
الطالب : ... .
الشيخ : ما يقرون بهذه الصفة على أنها حقيقة أبدا ، كل يفسر بالمجاز عندهم .
الطالب : ... .
الشيخ : هذه الطريقة ، إما أن يفسر بالإرادة إرادة الشيء أو بالشيء المخلوق ، المهم ذكرنا يا جماعة شف يقول : " ويفسره إما بالإرادة " هذه واحدة " وإما ببعض المخلوقات من النعم " إن كان الشيء محبوبا " والعقوبات " إن كان الشيء مكروها . واضح يا جماعة .؟ خلينا نمشي . زين .