تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فإن قال : تلك الصفات أثبتها بالعقل لأن الفعل الحادث دل على القدرة والتخصيص دل على الإرادة والإحكام دل على العلم وهذه الصفات مستلزمة للحياة والحي لا يخلو عن السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك ". حفظ
الشيخ : " فإن قال ‏:‏ تلك الصفات أثبتها بالعقل ، لأن الفعل الحادث دل على القدرة ، والتخصيص دل على الإرادة ، والإحكام دل على العلم ، وهذه الصفات مستلزمة للحياة ، والحي لا يخلو عن السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك ".
" فإن قال " الضمير يعود على من .؟ على الأشعري الذي يثبت بعض الصفات دون بعض " تلك الصفات " يعني .؟ الصفات السبعة " أثبتها العقل " وجه دلالة العقل عليها .؟ " لأن الفعل الحادث دل علي القدرة " والمراد بالفعل هنا المفعول ، المفعول يدل على قدرة الفاعل ، لأن من لا يقدر لا يفعل ، ونحن نشاهد حدوث المطر ، نشاهد حدوث الإنسان ، نشاهد طلوع الشمس ، غروب الشمس ، إلى آخره ، هذا الفعل الحادث وش يدل عليه .؟ على القدرة ، أليس كذلك .؟ لأن من لا يقدر لا يحدث .
" والتخصيص دل على الإرادة " يعني تخصيص الشي بما هو عليه دال على الإرادة ، عندما يخلق الله من هذه النطفة ذكراً ومن النطفة الآخر أنثى ، فهذا يدل على أنه أراد أن تكون هذه النطفة ذكرا ، وأراد أن تكون النطفة الأخرى أنثى . فتخصيص كل شي بوقته يدل على الإرادة ، لأنه لولا الإرادة ما كان هذا ذكر وهذه أنثى ، فتخصيص المخلوق بما هو عليه دليل على الإرادة ... .
أقول الفعل الحادث دل على القدرة ، وجه الدلالة .؟ أحسنت الذي ما يقدر ما يخلق . التخصيص كون هذا على شكل وهذا على شكل وش يدل عليه .؟ الإرادة ، نطفة واحدة يتكون منها أحيانا ذكر ، وأحيانا يتكون منها أنثى ، بإرادة أو بغير إرادة .؟ نعم بإرادة ، لولا الإرادة ما حصل هذا التغير فإذا دل على ...
" والإحكام دل على العلم " إحكام الشيء يعني إتقانه ، ونحن نشاهد الآن المخلوقات محكمة متقنة : (( وجعلنا السماء سقفا محفوظا )) هذا الإحكام وش يدل عليه .؟ على العلم ، لأن الذي ما يعلم كيف يحكم شيئا وهو لا يدري عنه ، عندما تضع أي آلة إذا كان ما عندك علم ما يمكنك أن تحكمها ، صح أو لا .؟ بل عندما تخرب السيارة تقدر تصلحها .؟ إذا كان ما عندك علم .؟ ما تقدر تصلحها ، نعم .طيب .
كذلك أيضا " هذه الصفات " وش هي الصفات التي يذكرها الآن.؟ القدرة والإرادة والعلم " مستلزمة للحياة " لأنه ما يمكن أن يصير عالم أو قادر أو مريد إلا من كان حيا ، الميت ما يمكن أن يصير عالما أو لا .؟ الميت ما يمكن أن يصير قادرا ، الميت ما يمكن أن يصير مريدا، إذا فهو حي ، هذه أربع صفات .
" والحي لا يخلو عن السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك " صح .؟ على كل حال التعبير الأخير فيه دلالة للعقل أكثر مما قاله المؤلف ، لأن قوله الحي لا يخلو عن السمع والبصر قد ينازع فيه ، قد يكون حيا بلا سمع يكون أصم أو أعمى ، كذلك الكلام ربما يكون أخرس.
لكن لما أقول إن السمع والبصر دليل على عدم الصلاحية للربوبية ، ما يمكن أن يصير ربا وهو لا يسمع ولا يبصر ، ولهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وش قال لأبيه .؟ (( لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ )) فلا يمكن أن يكون ربا ، فإذا قال بأن الله ربه ، خالق لا بد أن يسمع ويبصر .
الكلام أيضا لابد منه للرب ليش .؟ نعم ، ليبلغ ما يريد لخلقه ، نحن لا ندري ما يريد الله إلا بواسطة الكلام ، لولا أن الله تكلم بالوحي ونزل به جبريل على الرسل فإننا ما ندري وش يريد الله منا ، واضح .
على كل حال هذان طريقان لإثبات السمع والبصر والكلام .
الطريقة الأول : ما ذكرناه لكم .
والطريقة الثاني : قولهم أن الحي لا يخلو من السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك ، طيب ضد ذلك .؟ ضد السمع الصمم ، وضد البصر العمى ، وضد الكلام الخرس ، وهذا لا يليق بالله عزّ وجل ، أستغفر الله ... معان عقلية جيدة تحتاج إلى انتباه .