تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " لقوة العلة الغائية ; ولهذا كان ما في القرآن من بيان ما في مخلوقاته من النعم والحكم أعظم مما في القرآن من بيان ما فيها من الدلالة على محض المشيئة ". حفظ
يقول : " لقوى العلة الغائية " وش معنى لقوى العلة الغائية .؟ يعني قوة دلالتها ، فإن العلة الغائبة التي ينتهي إليها المفعول أو المأمور تأثيرها أبلغ من تأثير الإرادة بالتخصيص ، أبلغ ولهذا يقول المؤلف :
" ولهذا كان ما في القرآن من بيان ما في مخلوقاته من النعم والحكم أعظم مما في القرآن من بيان ما فيها من الدلالة على محض المشيئة " صحيح انظر مثلا القرآن كله مملوء بلام التعليل : (( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ )) كذلك قوله : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) كثير جداً في القرآن إثبات العلة ، سواء باللام أو بإنّ أو بالفاء أو بالشرط أو بغيرها مما يحصل به التعليل .
كل شيء فيه تعليل بالقرآن هو دال على أي شيء .؟ دال على الحكمة ، لأن العلة هي الحكمة ، والله تبارك وتعالى ما يسمي الحكمة علة ، وإنما يسميها حكمة ، لكن العلة هذه جاءت من قبل اصطلاح أهل الأصول ، وإلا فكل علة فهي حكمة .
إذا يا جماعة لنا إذا قال الأشعري أنا أثبت الصفات السبع بأي شيء .؟ بدلالة العقل ، وأنفي ما سواها ، لماذا .؟ لأن العقل لا يدل عليها ، عرفتم أو لا .؟ نقول لهذا الكلام جوابان :
أحدهما : أن نقول له : إن عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول، فهب أن العقل لا يدل على إثبات هذه الصفات التي نفيت ، فإنه لا ينفي هذه الصفات ، وإذا كان لا ينفيها فإنه يلزمك الدليل على نفيها ، مثل ما أن المثبت عليه الدليل فالنافي أيضا عليه الدليل ، وإذا لم يكن دليل فإن السمع إيش .؟ قد دل عليها ، فإن السمع قد دل عليها ، وليس للسمع هنا معارض لا من السمع ولا من العقل ، وإذا ثبت من طريق السمع ولا معارض فإنه يجب علينا إثباتها ، أنتم ماشيين معي زين .؟ المهم افهموا المعنى ، ولا يلزم التعبير بعبارات المؤلف ، المعنى هذا أهم شيء ، والمعنى واضح .
الجواب الثاني : أن نقول بل إن العقل دل على ما نفيت كما دل على ما أثبت ، ولنمثل بذلك بأربعة أمثلة ... .
أقول مثل المؤلف بأربعة أمثل ، المثال الأول الرحمة ، والثاني المحبة ، والثالث البغض ، والرابع الحكمة ... .
أقول لاحظوا يا جماعة مثل المؤلف بكم مثال .؟ بأربعة أمثلة : وهي الرحمة والمحبة والبغض والحكمة ، قال المؤلف هذه ، يعني مثال ليس كل الصفات ، هذه الأمثلة الأربعة تنفيها أنت أيها الأشعري مع أن العقل دل عليها ، الرحمة دلالة العقل عليها ما نشاهده من نفع العباد بالإحسان إليهم ودفع الضرر ، أو لا .؟ هذا مشاهد ، وكلنا نعرف ما يجلب الله من النفع للعباد وما يدفع عنهم من الضرر ، هذا يدل على الرحمة .
طيب الطائعون يكرمهم الله ، وإكرام الطائعين معلوم بالمشاهدة والخبر ، هذا الإكرام وش يدل عليه .؟ على المحبة ، هذا الإكرام يدل على المحبة ، لأن إكرام من يكرم إما محبة وإما خوفا ، والله تعالى لا يكرم أحدا خوفا منه أبدا ، لزم من هذا أن يكون إكرامه بمحبته ، فهذا دليل على إثبات المحبة .
عقاب العاصي دليل على البغض ، لأن الله لولا يبغضه ما عاقبهم ، فهذا دليل عقلي على البغض .
طيب الغايات الحميدة ، يعني معناه الأشياء التي تصل إلينا ، المفعولات والمأمورات غايات حميدة ، كلنا نحمدها ، تدل على أي شيء .؟ على الحكمة التي لم يفعل لها الشيء ولم يأمر به إلا لحكمة، ولولا هذه الغايات الحميدة ما أمر بها أو ما فعلها ، فهذا دليل على الحمة ، بل نقول إن دلالة هذه الغايات الحميدة على الحكمة أبلغ من دلالة التخصيص على الإرادة ، ليش .؟ لأننا نجد أن الله تعالى يذكر هذا في القرآن كثيرا ، يذكر الحكم المترتبة على مأموراته وعلى محظوراته ، بل إن الله ذكر عبارة عامة تشمل كل شيء : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا )) إذا معناه بناء على هذه القاعدة من الآيتين ، نقول كل شيء فإنه لحكمة ، وليس بباطل ولا لعب ، أي نعم .
" ولهذا كان ما في القرآن من بيان ما في مخلوقاته من النعم والحكم أعظم مما في القرآن من بيان ما فيها من الدلالة على محض المشيئة " صحيح انظر مثلا القرآن كله مملوء بلام التعليل : (( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ )) كذلك قوله : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) كثير جداً في القرآن إثبات العلة ، سواء باللام أو بإنّ أو بالفاء أو بالشرط أو بغيرها مما يحصل به التعليل .
كل شيء فيه تعليل بالقرآن هو دال على أي شيء .؟ دال على الحكمة ، لأن العلة هي الحكمة ، والله تبارك وتعالى ما يسمي الحكمة علة ، وإنما يسميها حكمة ، لكن العلة هذه جاءت من قبل اصطلاح أهل الأصول ، وإلا فكل علة فهي حكمة .
إذا يا جماعة لنا إذا قال الأشعري أنا أثبت الصفات السبع بأي شيء .؟ بدلالة العقل ، وأنفي ما سواها ، لماذا .؟ لأن العقل لا يدل عليها ، عرفتم أو لا .؟ نقول لهذا الكلام جوابان :
أحدهما : أن نقول له : إن عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول، فهب أن العقل لا يدل على إثبات هذه الصفات التي نفيت ، فإنه لا ينفي هذه الصفات ، وإذا كان لا ينفيها فإنه يلزمك الدليل على نفيها ، مثل ما أن المثبت عليه الدليل فالنافي أيضا عليه الدليل ، وإذا لم يكن دليل فإن السمع إيش .؟ قد دل عليها ، فإن السمع قد دل عليها ، وليس للسمع هنا معارض لا من السمع ولا من العقل ، وإذا ثبت من طريق السمع ولا معارض فإنه يجب علينا إثباتها ، أنتم ماشيين معي زين .؟ المهم افهموا المعنى ، ولا يلزم التعبير بعبارات المؤلف ، المعنى هذا أهم شيء ، والمعنى واضح .
الجواب الثاني : أن نقول بل إن العقل دل على ما نفيت كما دل على ما أثبت ، ولنمثل بذلك بأربعة أمثلة ... .
أقول مثل المؤلف بأربعة أمثل ، المثال الأول الرحمة ، والثاني المحبة ، والثالث البغض ، والرابع الحكمة ... .
أقول لاحظوا يا جماعة مثل المؤلف بكم مثال .؟ بأربعة أمثلة : وهي الرحمة والمحبة والبغض والحكمة ، قال المؤلف هذه ، يعني مثال ليس كل الصفات ، هذه الأمثلة الأربعة تنفيها أنت أيها الأشعري مع أن العقل دل عليها ، الرحمة دلالة العقل عليها ما نشاهده من نفع العباد بالإحسان إليهم ودفع الضرر ، أو لا .؟ هذا مشاهد ، وكلنا نعرف ما يجلب الله من النفع للعباد وما يدفع عنهم من الضرر ، هذا يدل على الرحمة .
طيب الطائعون يكرمهم الله ، وإكرام الطائعين معلوم بالمشاهدة والخبر ، هذا الإكرام وش يدل عليه .؟ على المحبة ، هذا الإكرام يدل على المحبة ، لأن إكرام من يكرم إما محبة وإما خوفا ، والله تعالى لا يكرم أحدا خوفا منه أبدا ، لزم من هذا أن يكون إكرامه بمحبته ، فهذا دليل على إثبات المحبة .
عقاب العاصي دليل على البغض ، لأن الله لولا يبغضه ما عاقبهم ، فهذا دليل عقلي على البغض .
طيب الغايات الحميدة ، يعني معناه الأشياء التي تصل إلينا ، المفعولات والمأمورات غايات حميدة ، كلنا نحمدها ، تدل على أي شيء .؟ على الحكمة التي لم يفعل لها الشيء ولم يأمر به إلا لحكمة، ولولا هذه الغايات الحميدة ما أمر بها أو ما فعلها ، فهذا دليل على الحمة ، بل نقول إن دلالة هذه الغايات الحميدة على الحكمة أبلغ من دلالة التخصيص على الإرادة ، ليش .؟ لأننا نجد أن الله تعالى يذكر هذا في القرآن كثيرا ، يذكر الحكم المترتبة على مأموراته وعلى محظوراته ، بل إن الله ذكر عبارة عامة تشمل كل شيء : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا )) إذا معناه بناء على هذه القاعدة من الآيتين ، نقول كل شيء فإنه لحكمة ، وليس بباطل ولا لعب ، أي نعم .