مناقشة الشيخ إذا كان المخاطب من الغلاة , الذين ينفون الأسماء والصفات , فما هو جوابنا عليهم .؟ حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، تقدم لنا أنه إذا كان المخاطب من الغلاة ، الذين ينفون الأسماء والصفات فما هو جوابنا عليهم .؟ إذا كان الإنسان المخاطب من الغلاة الذين ينكرون الأسماء والصفات جميعا .؟
الطالب : ما فهمت السؤال .
الشيخ : أنت ما فهمت فيما سبق أنه فيه ناس ينكرون بعض الصفات ويثبتون بعض ، مع إقرارهم بالأسماء مثل الأشعرية .؟
الطالب : نعم .
الشيخ : وناس يقرون بالأسماء وينكرون الصفات ، كل هؤلاء سبق شرحهم ، وكذلك مناقشتهم فيما ينكرون ، فيه ناس ينكرون الأسماء والصفات جميعا ، فما جوابنا عليهم إذا كان المخاطب من الذين ينكرون الأسماء والصفات .؟
الطالب : ... .
الشيخ : هم إذا نفوا الأسماء والصفات واش يقولون .؟ يقولون إن الله .؟
الطالب : لا موجود ولا معوم .
الشيخ : ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل وهكذا ، فماذا نقول لهم .؟
الطالب : ... .
الشيخ : إنسان يقول إن الله لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا قادر ولا عالم ولا جاهل ... نقول أنتم الآن .؟
الطالب : ... .
الشيخ : رفعتم النقيضين أو لا .؟ ورفع النقيضين ممتنع غاية الامتناع، إذا قلتم مثلا ليس عالما ولا جاهلا ولا حيا ولا ميتا ولا معدوما ولا موجودا فقد سلبتم عنه النقيضين ، وسلب النقيضين ممتنع كما أن اجتماع النقيضين ممتنع ، فالآن أنتم شبهتموه بالممتنع ، ليس بالمعدوم فقط ، شبهوه بالممتنع غاية الامتناع ، يعني جعلوا واجب الوجود ، أليس الله واجب الوجود .؟ جعلوه ممتنع غاية الامتناع ، واضح .؟ طيب استرح .
إذا قالوا مثلا هذا الذي قلتم إنه رفع النقيضين أو سلب النقيضين إنما يكون فيما يقبل ذلك الشيء ، أما ما لا يقبل النقيضين فإنه يجوز سلبهما عنه ، لوجود عدم الملكة ، وش تقول .؟
السؤال : هم يقولون سلب النقيضين ممتنع عما يكون قابلا لهما ، أما ما لا يكون قابلا لهما فإن سلبهما عنه ليس بممتنع .
الطالب : ... .
الشيخ : ما فيه شيء مرتبة قبل هذه .؟
الطالب : ... .
الشيخ : ... وصفه مرة بهذا الشيء معناه الامتناع ما يمكن يوجد لا يوجد ولا يرتفع أنتم فاهمين السؤال الآن ،
الطالب : ... .
الشيخ : طيب زين ، فيه مرتبة قبل هذه .
الطالب : ...
الشيخ : هذه نقطة مهمة يا جماعة ، نقول لهم : هب أن العلم والجهل والحياة والموت مثلا إنما يمتنع سلبهما عما يكون قابلا لهما وأما سلبهما عما لا يكون قابلا فهو ممكن ، نعم يعني هب وافقناكم على ذلك وقلنا إن تقابل الحياة والموت والعلم والجهل من باب تقابل العدم والملكة ، لكن الوجود والعدم تقابلهما تقابل سلب وإيجاب باتفاق العقلاء في كل شيء ، يعني حتى الذي ما يقبل الحياة أو ما يقبل السّمع أو ما يقبل العلم لابد أن يقبل الوجود والعدم ، فأنتم الآن تقولون إن الله لا نصفه ولا نقول موجود ولا معدوم ، فقد سلبتم عنه النقيضين المتقابلين تقابل السلب والإيجاب، وهذا ممتنع ، هذا واحدة .
الطالب : اصطلاحات الفلاسفة ... كما قال الله تعالى : (( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون )) .
الشيخ : فوصف الجماد ... .
الطالب : أقبح من وصفه ... .
الشيخ : طيب هذا الثالث نقول إذا كنتم تقولون إن الله لا يقبل السمع والبصر مثلا ولا ضدهما ، فهذا أقبح مما يقبلهما . لأنكم وصفتموه بما لا يقبل الصفات الكاملة ، وهذا أقبح . استرح.
إذا نجيبهم بثلاثة أجوبة يا جماعة :
أولا نقول : هب أن العلم والجهل لا يمتنع سلبهما إلا عما كان قابلا لهما ، ولكن ما رأيكم في الوجود والعدم ، الوجود والعدم أنتم سلبتم الوجود والعدم عن الله ، فقلتم لا موجود ولا معدوم ، وهذا شيء لا يمكن ، لأن تقابل الوجود والعدم تقابل سلب وإيجاب ، أليسا متقابلان أو لا .؟ هذا وجود وهذا عدم ، سلب وإيجاب بمعنى أنه إذا سلب أحدهما لزم وجود الآخر ، هذا معنى السلب والإيجاب ، فإذا أنتم الآن وصفتم الله تعالى بشيء ممتنع أو ممكن .؟ ممتنع ، لأنه كونه لا موجود ولا معدوم لا يصح هذا ، لا في الذي يقبل ولا في الذي لا يقبل ، هذه واحدة .
الشيء الثاني : أن قولكم إن تقابل الحياة والموت من باب العدم والملكة هذا اصطلاح فلسفي ليس حقيقيا ، بدليل أن الله سبحانه وتعالى وصف الجماد بالحياة والموت فقال : (( أموات غير أحياء )) في الأوثان وهي جماد .
الشيء الثالث : أنكم إذا قلتم إنه لا يمكن أن تكون ذات الله قابلة لهذا الشيء ، فقد شبهتموها بما هو أقبح مما يمكن أن يقبل الكمال ، لأن الرجل الأعمى الذي لا يبصر خير من الجدار الذي لا يمكن أن يوصف بعمى ولا بصر أو لا .؟
لأن الرجل الأعمى قابل لأن يكون بصيرا ، فيتصف بصفات الكمال، والجدار ليس قابلا أن يكون بصيرا فيتصف بصفات الكمال، فأنتم الآن شبهتم الله تعالى بما هو أنقص ، حيث جعلتم أن الصفات غير قابل لأن يتصف الله تعالى بها إطلاقا ، فعلى كل حال هذه وجوه ثلاثة .