تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأيضا فما لا يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعا من القابل للوجود والعدم ; بل ومن اجتماع الوجود والعدم , ونفيهما جميعا , فما نفيت عنه قبول الوجود والعدم كان أعظم امتناعا مما نفيت عنه الوجود والعدم , وإذا كان هذا ممتنعا في صرائح العقول فذاك أعظم امتناعا ; فجعلت الوجود الواجب الذي لا يقبل العدم هو أعظم الممتنعات وهذا غاية التناقض والفساد .". حفظ
الشيخ : نرجع الآن ، يقول المؤلف : " وأيضا فما لا يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعا من القابل للوجود والعدم " في الحقيقة أن كلام المؤلف رحمه الله فيه شيء من الإشكال أو النظر ، لا يوجد شيء لا يقبل الوجود والعدم ، لكن هذا على فرض أن يقدر هؤلاء ذهناً بأن شيئاً لا يقبل الوجود والعدم . وإلا فما من شيء إلا ويقبل الوجود والعدم ، كل شيء فهو إما موجود أو معدوم سواء كان عيناً أم صفة خليكم معي .
فقول المؤلف : " فما لا يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعا من القابل للوجود والعدم " المعنى أنكم أنتم إذا قلتم أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل أن يقال موجود ، ولا يقبل أن يقال معدوم ، فأيهما أعظم امتناعا من أن يكون قابلاً لهما ، ولكنهما لم يجتمعا .؟
الجواب : أن ما لا يقبل فهو أعظم امتناعا ، لأن ما لا يقبل أمر غير ممكن لا يفرضه إلا الذهن .
قال : " بل ومن اجتماع الوجود والعدم " شف لاحظ ، الذي ما يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعا من شيء مقول إنه موجود معدوم في آن واحد ، ولهذا قال : " ومن اجتماع الوجود والعدم " فذكر المؤلف ثلاثة أشياء قال :
ذكر شيئا لا يقبل الوجود والعدم ،واش معنى لا يقبل الوجود والعدم أي لا يصح أن تقول أنه موجود ولا أنه معدوم ، وهذا ممتنع أو غير ممتنع .؟ نعم ممتنع ، لأنه ليس هناك شيء نقول أنه لا موجود ولا معدوم .
ثانيا فيه شيء قابل للوجود والعدم لكنه ليس موجودا ولا معدوما ، أيهما أعظم امتناعا أو الذي لا يقبل أن يكون موجودا معدوما .؟
الذي لا يقبل أعظم امتناعا وهذه مسألة ثانية .
ثالثا أن نقول إنه يقبل الوجود والعدم ، وأنه موجود معدوم ، هذا ممتنع أو غير ممتنع ، يعني ممتنع أن نقول لشيء إنه موجود معدوم ، هذا ممتنع أليس كذلك .؟ لكن مع ذلك الصورة الأولى ، وهي الذي لا يقبل الوجود والعدم ، أعظم امتناعا من هاتين الصورتين ، مع أن كل الصور الثلاث كلها ممتنعة ، ولاحظوا أن الثلاثة هؤلاء يقولون إن الله لا موجود ولا معدوم ، ليس معناه يمكن أن يوجد أو يعدم ويتصف بالوجود والعدم ولكنه لم يكن كذلك ، بل يقول إنه ممتنع أن يكون موجودا ومعدوما ، وهم يرون أن الله لا يقبل أن يوصف بالوجود والعدم ، فهو لا موجود ولا معدوم فالصور ... ممتنعة .
وهذه المسألة في الحقيقة ، حين نقول الكتاب هذا صعب عليكم ، نحن نقول لا ليس بصعب ، يجب أن نكون متفاهمين ، هذا الآن عندنا بالنسبة للوجود والعدم ثلاثة صور أو لا :
الصورة الأولى : أن نقول هذا الشيء غير قابل للوجود والعدم ، غير قابل إطلاقا لأن يوصف بوجود أو عدم .
الصوورة الثانية أن نقول : قابل للوجود والعدم لكن لا يوصف بهما ، قابل أن يوجد أو أن يعدم لكن لا يوصف بهما ، أيهما أشد يعني عندكم .؟ الثاني ولا الأول .؟
الطالب : الثاني .
الشيخ : الثاني ، لأن الأول يقول غير قابل ، لكن هذا نقول قابل إلا أنه ليس موجودا ولا معدوما .
الثالث : أن نقول إنه قابل للوجود والعدم لكنه موجود معدوم ، هذا طبعا الذي خلاكم ما تفهمون شوي ، أن هذه صور ممتنعة ، وهي ممتنعة حقيقة ، لكن بعضها أعظم امتناعا من بعض .
هنا الشيخ يقول : موجود معدوم ممتنع ، لكن أهون من أن نقول لا موجود ولا معدوم وهو قابل لذلك ، وأعظم منهما أن نقول لا موجود ولا معدوم وليس قابلا للوجود والعدم ، وهذه الصورة الأولى التي قال إنها أعظم امتناعا مما بعدها .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم ، يريد أن يثبت أن قولهم أعظم ما يكون من الامتناعات ، لأنه هم يقولون الله لا موجود ولا معدوم ، يعني غير قابل لأن يوصف بالوجود أو العدم ، هذا معنى قوله لا موجود ولا معدوم .
طيب وأعظم أيضا من : " ونفيهما جميعا " وش نفي .؟ نفي الوجود والعدم لكن مع وجود القابلية ، ليس نفي الوجود مع عدم وجود القابلية ، لأن مع عدم وجود القابلية هي الصورة الأولى . " فما نفيت عنه قبول الوجود والعدم كان أعظم امتناعا مما نفيت عنه الوجود والعدم " وش السبب .؟ لأن ما نفيت عنه الوجود والعدم ، صحيح أنك أتيت بأمر ممتنع ، لكن إذا قلت هذا الشيء لا موجود ولا معدوم وهو قابل لأن يكون موجود ومعدوماً ، فهو أهون مما إذا قلت هذا الشيء لا موجود ولا معدوم ، وهو غير قابل للوجود والعدم .
ولهذا قال المؤلف : " فما نفيت عنه قبول الوجود والعدم كان أعظم امتناعا مما نفيت عنه " إيش .؟ " الوجود والعدم " بل كل منهما ممتنع " وإذا كان هذا ممتنعا في صرائح العقول " هذا الإشارة إلى أقرب شيء ، وش الذي هو ممتنع .؟ نفي الوجود والعدم " وإذا كان هذا ممتنعا في صرائح العقول فذاك " نفي قبول الوجود والعدم " أعظم امتناعا " أتصورتم المسألة الآن أو نمشي بالدرس ... ؟ الصورة الآن عندنا ثلاثة صور :
صورة يقول إن الله لا يقبل أن يوصف بالوجود والعدم ، هذه واحدة.
صورة ثانية : ما قالوها لكنها ... يقول إن الله ليس موجودا ولا معدوما ولكنه قابل لأن يكون موجودا أو معدوما ، قابل لكن الواقع ليس موجودا ولا معدوما .
الصورة الثالثة : أن يقول إنه قابل للوجود والعدم واجتمع فيه الوجود والعدم ، أو انتفى عنه الوجود والعدم وهو قابل له ، فهذه الصور الثلاث أيها أعظم امتناعا .؟
الطالب : الأولى .
الشيخ : الأولى أن نقول ليس قابلا للوجود والعدم ، طيب نفي الوجود والعدم ما هو ممتنع في العقل أو لا .؟ يعني أن تقول عن شيء إنه ليس موجودا ولا معدوما .؟
الطالب : ممتنع .
الشيخ : ممتنع عقلا ، إذا كان هذا ممتنعا عقلا فامتناع الأول وهو عدم قبول الوصف بالوجود والعدم يكون أشد امتناعا .
يقول : " فجعلت الوجود الواجب الذي لا يقبل العدم هو أعظم الممتنعات وهذا غاية التناقض والفساد " كلام المؤلف رحمه الله جيد وواضح ومعقول ، وهو أن هؤلاء الفلاسفة يقولون : إن الله سبحانه وتعالى ليس حياً ولا ميتاً ، وليس قادراً ولا عاجزاً ، وليس جاهلاً ولا عالماً ، هذا غريب وليس موجوداً ولا معدوماً ، كيف هذا .؟ لأنه ليس قابلاً أن يوصف بذلك ، مثل ما أن الجدار غير قابل أن يوصف أنه أعمى أو بصير كذلك الله تعالى ليس قابل أن يوصف أنه موجود أو غير موجود . فهمتم الآن .؟ كلامهم هذا ممكن أو غير ممكن .؟
غير ممكن ، ممتنع غاية الامتناع ، وذلك لأن سلب النقيضين ، أو اجتماع النقيضين ، أو عدم قبول الشيء لاجتماع النقيضين ، أو ارتفاعهما أمر ممتنع . سلب النقيضين ممتنع ، واجتماع النقيضين ممتنع ، وأعظم منه امتناعا أن نقول بأنه لا يمكن سلب النقيضين ولا جمع النقيضين ، أن نجعل الشيء الواجب شيئا مستحيلاً .
مثال ذلك : الوجود والعدم نقيضان أليس كذلك .؟ لو قلت هذا الشيء لا موجود ولا معدوم فهذا غير ممكن ، ولو قلت هذا الشيء موجود معدوم ممكن أو لا .؟ طيب لو قلت هذا الشيء معدوم موجود ممكن أو غير ممكن .؟ غير ممكن ، طيب لو قلت هذا الشيء لا يمكن أن يكون معدوماً موجوداً ، ولا يمكن أن يكون لا معدوما ولا موجودا ، يمكن أو لا يمكن .؟ هذا أعظم امتناعا ، إذا قلت أنه غير قابل أن يوصف بالوجود والعدم ، فهذا أعظم امتناعا مما يمكن أن يوصف ولكنه لم يوصف .
طيب الآن نقول لك مثال غيره يبين لك :
إذا قلنا مثلا فلان عالم هذا ممكن أو غير ممكن .؟
الطالب : ممكن .
الشيخ : طيب فلان جاهل .؟
الطالب : ممكن .
الشيخ : طيب فلان لا عالم ولا جاهل .
الطالب : غير ممكن .
الشيخ : لا يمكن كذا أو لا .؟ طيب فلان عالم جاهل .؟ لا يمكن أيضاً ، إذا جعنا الجهل هنا نفس العلم المثبت .
طيب إذا قلنا أن فلان لا يقبل أن يوصف بالجهل والعلم .؟ فهذا أشد من الأول ، نقول غير ممكن ، معناه أنك جعلت الشيء المستحيل واجب الوقوع ، وجعلت واجب الوقوع أمراً مستحيلاً .
فهؤلاء جعلوا أن الله سبحانه وتعالى ، وصفوه بأمر لا يمكن أن يوجد ، وهو أعظم الممتنعات ، وهو أنه لا يجوز أن يوصف بالوجود والعدم . نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : لا هذا جاهل نسبيا ، ولهذا قد أقول هذا عالم جاهل ، يعني عالم بالشرع جاهل بالعربية ، وهذا الذي أنا قلت لكم جاهل بما هو عالم به .
فقول المؤلف : " فما لا يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعا من القابل للوجود والعدم " المعنى أنكم أنتم إذا قلتم أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل أن يقال موجود ، ولا يقبل أن يقال معدوم ، فأيهما أعظم امتناعا من أن يكون قابلاً لهما ، ولكنهما لم يجتمعا .؟
الجواب : أن ما لا يقبل فهو أعظم امتناعا ، لأن ما لا يقبل أمر غير ممكن لا يفرضه إلا الذهن .
قال : " بل ومن اجتماع الوجود والعدم " شف لاحظ ، الذي ما يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعا من شيء مقول إنه موجود معدوم في آن واحد ، ولهذا قال : " ومن اجتماع الوجود والعدم " فذكر المؤلف ثلاثة أشياء قال :
ذكر شيئا لا يقبل الوجود والعدم ،واش معنى لا يقبل الوجود والعدم أي لا يصح أن تقول أنه موجود ولا أنه معدوم ، وهذا ممتنع أو غير ممتنع .؟ نعم ممتنع ، لأنه ليس هناك شيء نقول أنه لا موجود ولا معدوم .
ثانيا فيه شيء قابل للوجود والعدم لكنه ليس موجودا ولا معدوما ، أيهما أعظم امتناعا أو الذي لا يقبل أن يكون موجودا معدوما .؟
الذي لا يقبل أعظم امتناعا وهذه مسألة ثانية .
ثالثا أن نقول إنه يقبل الوجود والعدم ، وأنه موجود معدوم ، هذا ممتنع أو غير ممتنع ، يعني ممتنع أن نقول لشيء إنه موجود معدوم ، هذا ممتنع أليس كذلك .؟ لكن مع ذلك الصورة الأولى ، وهي الذي لا يقبل الوجود والعدم ، أعظم امتناعا من هاتين الصورتين ، مع أن كل الصور الثلاث كلها ممتنعة ، ولاحظوا أن الثلاثة هؤلاء يقولون إن الله لا موجود ولا معدوم ، ليس معناه يمكن أن يوجد أو يعدم ويتصف بالوجود والعدم ولكنه لم يكن كذلك ، بل يقول إنه ممتنع أن يكون موجودا ومعدوما ، وهم يرون أن الله لا يقبل أن يوصف بالوجود والعدم ، فهو لا موجود ولا معدوم فالصور ... ممتنعة .
وهذه المسألة في الحقيقة ، حين نقول الكتاب هذا صعب عليكم ، نحن نقول لا ليس بصعب ، يجب أن نكون متفاهمين ، هذا الآن عندنا بالنسبة للوجود والعدم ثلاثة صور أو لا :
الصورة الأولى : أن نقول هذا الشيء غير قابل للوجود والعدم ، غير قابل إطلاقا لأن يوصف بوجود أو عدم .
الصوورة الثانية أن نقول : قابل للوجود والعدم لكن لا يوصف بهما ، قابل أن يوجد أو أن يعدم لكن لا يوصف بهما ، أيهما أشد يعني عندكم .؟ الثاني ولا الأول .؟
الطالب : الثاني .
الشيخ : الثاني ، لأن الأول يقول غير قابل ، لكن هذا نقول قابل إلا أنه ليس موجودا ولا معدوما .
الثالث : أن نقول إنه قابل للوجود والعدم لكنه موجود معدوم ، هذا طبعا الذي خلاكم ما تفهمون شوي ، أن هذه صور ممتنعة ، وهي ممتنعة حقيقة ، لكن بعضها أعظم امتناعا من بعض .
هنا الشيخ يقول : موجود معدوم ممتنع ، لكن أهون من أن نقول لا موجود ولا معدوم وهو قابل لذلك ، وأعظم منهما أن نقول لا موجود ولا معدوم وليس قابلا للوجود والعدم ، وهذه الصورة الأولى التي قال إنها أعظم امتناعا مما بعدها .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم ، يريد أن يثبت أن قولهم أعظم ما يكون من الامتناعات ، لأنه هم يقولون الله لا موجود ولا معدوم ، يعني غير قابل لأن يوصف بالوجود أو العدم ، هذا معنى قوله لا موجود ولا معدوم .
طيب وأعظم أيضا من : " ونفيهما جميعا " وش نفي .؟ نفي الوجود والعدم لكن مع وجود القابلية ، ليس نفي الوجود مع عدم وجود القابلية ، لأن مع عدم وجود القابلية هي الصورة الأولى . " فما نفيت عنه قبول الوجود والعدم كان أعظم امتناعا مما نفيت عنه الوجود والعدم " وش السبب .؟ لأن ما نفيت عنه الوجود والعدم ، صحيح أنك أتيت بأمر ممتنع ، لكن إذا قلت هذا الشيء لا موجود ولا معدوم وهو قابل لأن يكون موجود ومعدوماً ، فهو أهون مما إذا قلت هذا الشيء لا موجود ولا معدوم ، وهو غير قابل للوجود والعدم .
ولهذا قال المؤلف : " فما نفيت عنه قبول الوجود والعدم كان أعظم امتناعا مما نفيت عنه " إيش .؟ " الوجود والعدم " بل كل منهما ممتنع " وإذا كان هذا ممتنعا في صرائح العقول " هذا الإشارة إلى أقرب شيء ، وش الذي هو ممتنع .؟ نفي الوجود والعدم " وإذا كان هذا ممتنعا في صرائح العقول فذاك " نفي قبول الوجود والعدم " أعظم امتناعا " أتصورتم المسألة الآن أو نمشي بالدرس ... ؟ الصورة الآن عندنا ثلاثة صور :
صورة يقول إن الله لا يقبل أن يوصف بالوجود والعدم ، هذه واحدة.
صورة ثانية : ما قالوها لكنها ... يقول إن الله ليس موجودا ولا معدوما ولكنه قابل لأن يكون موجودا أو معدوما ، قابل لكن الواقع ليس موجودا ولا معدوما .
الصورة الثالثة : أن يقول إنه قابل للوجود والعدم واجتمع فيه الوجود والعدم ، أو انتفى عنه الوجود والعدم وهو قابل له ، فهذه الصور الثلاث أيها أعظم امتناعا .؟
الطالب : الأولى .
الشيخ : الأولى أن نقول ليس قابلا للوجود والعدم ، طيب نفي الوجود والعدم ما هو ممتنع في العقل أو لا .؟ يعني أن تقول عن شيء إنه ليس موجودا ولا معدوما .؟
الطالب : ممتنع .
الشيخ : ممتنع عقلا ، إذا كان هذا ممتنعا عقلا فامتناع الأول وهو عدم قبول الوصف بالوجود والعدم يكون أشد امتناعا .
يقول : " فجعلت الوجود الواجب الذي لا يقبل العدم هو أعظم الممتنعات وهذا غاية التناقض والفساد " كلام المؤلف رحمه الله جيد وواضح ومعقول ، وهو أن هؤلاء الفلاسفة يقولون : إن الله سبحانه وتعالى ليس حياً ولا ميتاً ، وليس قادراً ولا عاجزاً ، وليس جاهلاً ولا عالماً ، هذا غريب وليس موجوداً ولا معدوماً ، كيف هذا .؟ لأنه ليس قابلاً أن يوصف بذلك ، مثل ما أن الجدار غير قابل أن يوصف أنه أعمى أو بصير كذلك الله تعالى ليس قابل أن يوصف أنه موجود أو غير موجود . فهمتم الآن .؟ كلامهم هذا ممكن أو غير ممكن .؟
غير ممكن ، ممتنع غاية الامتناع ، وذلك لأن سلب النقيضين ، أو اجتماع النقيضين ، أو عدم قبول الشيء لاجتماع النقيضين ، أو ارتفاعهما أمر ممتنع . سلب النقيضين ممتنع ، واجتماع النقيضين ممتنع ، وأعظم منه امتناعا أن نقول بأنه لا يمكن سلب النقيضين ولا جمع النقيضين ، أن نجعل الشيء الواجب شيئا مستحيلاً .
مثال ذلك : الوجود والعدم نقيضان أليس كذلك .؟ لو قلت هذا الشيء لا موجود ولا معدوم فهذا غير ممكن ، ولو قلت هذا الشيء موجود معدوم ممكن أو لا .؟ طيب لو قلت هذا الشيء معدوم موجود ممكن أو غير ممكن .؟ غير ممكن ، طيب لو قلت هذا الشيء لا يمكن أن يكون معدوماً موجوداً ، ولا يمكن أن يكون لا معدوما ولا موجودا ، يمكن أو لا يمكن .؟ هذا أعظم امتناعا ، إذا قلت أنه غير قابل أن يوصف بالوجود والعدم ، فهذا أعظم امتناعا مما يمكن أن يوصف ولكنه لم يوصف .
طيب الآن نقول لك مثال غيره يبين لك :
إذا قلنا مثلا فلان عالم هذا ممكن أو غير ممكن .؟
الطالب : ممكن .
الشيخ : طيب فلان جاهل .؟
الطالب : ممكن .
الشيخ : طيب فلان لا عالم ولا جاهل .
الطالب : غير ممكن .
الشيخ : لا يمكن كذا أو لا .؟ طيب فلان عالم جاهل .؟ لا يمكن أيضاً ، إذا جعنا الجهل هنا نفس العلم المثبت .
طيب إذا قلنا أن فلان لا يقبل أن يوصف بالجهل والعلم .؟ فهذا أشد من الأول ، نقول غير ممكن ، معناه أنك جعلت الشيء المستحيل واجب الوقوع ، وجعلت واجب الوقوع أمراً مستحيلاً .
فهؤلاء جعلوا أن الله سبحانه وتعالى ، وصفوه بأمر لا يمكن أن يوجد ، وهو أعظم الممتنعات ، وهو أنه لا يجوز أن يوصف بالوجود والعدم . نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : لا هذا جاهل نسبيا ، ولهذا قد أقول هذا عالم جاهل ، يعني عالم بالشرع جاهل بالعربية ، وهذا الذي أنا قلت لكم جاهل بما هو عالم به .