تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهؤلاء الباطنية منهم من يصرح برفع النقيضين الوجود والعدم , ورفعهما كجميعهما , ومنهم من يقول لا أثبت واحدا منهما , فامتناعه عن إثبات أحداهما في نفس الأمر لا يمنع تحقق واحد منهما في نفس الأمر وإنما هو كجهل الجاهل وسكوت الساكت الذي لا يعبر عن الحقائق , وإذا كان ما لا يقبل الوجود ولا العدم أعظم امتناعا مما يقدر قبوله لهما - مع نفيهما عنه - فما يقدر لا يقبل الحياة ولا الموت ولا العلم ولا الجهل ولا القدرة ولا العجز ولا الكلام ولا الخرس ولا العمى ولا البصر ولا السمع ولا الصمم أقرب إلى المعدوم الممتنع مما يقدر قابلا لهما - مع نفيهما عنه - وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره ; فإذا جاز القبول وجب ; وإذا جاز وجود القبول وجب وقد بسط هذا في موضع آخر وبين وجوب اتصافه بصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه ". حفظ
الشيخ : طيب قال " وهؤلاء الباطنية منهم من يصرح برفع النقيضين الوجود والعدم " شلون برفع النقيضين .؟ كيف يكون .؟ يقول لا موجود ولا معدوم " ورفعهما كجمعهما " يعني مثلا إذا قلت لا موجود ولا معدوم مثل قولك هو موجود ومعدوم .
" ومنهم من يقول لا أثبت واحدا منهما " يقول لا أقول لا موجود ولا معدوم ، ولا أقول موجود معدوم ، لا يصف لا الإثبات ولا النفي ... منهم من يصرح برفع النقيضين ، مثاله : لا موجود ولا معدوم ، ويقول المؤلف : " ورفعهما كجمعهما " وش مثال جمعهما .؟ موجود معدوم ، هذا الشيء موجود معدوم ، كلاهما ممتنع ، ومنهم من يقول لا أثبت واحدا منهما ... شلون لا أثبت واحدا منهما .؟ يعني ما أقول لا موجود ولا معدوم ولا أقول موجود معدوم ، أسكت ما أقول شيئا .
قال المؤلف : " فامتناعه عن إثبات أحداهما في نفس الأمر لا يمنع تحقق واحد منهما في نفس الأمر ، وإنما هو كجهل الجاهل وسكوت الساكت الذي لا يعبر عن الحقائق " يعني كونه يسكت ، فيقول ما أقول هذا ولا هذا ، امتناعه هل يمنع تحقق واحد منهما .؟ لا ، يكون مثل الإنسان الجاهل الذي يقول لا أدري أو مثل الإنسان الساكت ، فكونه يقول بأمر لابد أن يقول به ما يمنع الحقيقة ، ولهذا قال : " الساكت الذي لا يعبر عن الحقائق " فصار عندنا الآن الباطنيين يقول انقسموا إلى قسمين :
منهم من يصرح برفع النقيضين ، ويقول ابن تيمية رحمه الله : إنّ رفعهما كجمعهما ، بما أنه ممتنع .
ومنهم من يقول : أنا لا أثبت واحدا منهما ، وش معنى لا أثبت واحدا منهما .؟ يعني لا أقول برفع النقيضين ولا بجمع النقيضين ، فلا أقول لا موجود ولا معدوم ، ولا أقول موجود معدوم ،
قال رحمه الله : " فامتناعه عن إثبات أحداهما في نفس الأمر لا يمنع تحقق واحد منهما في نفس الأمر " يعني كونه يمنع ، يقول أنا ما أقول هذا ولا هذا ، ما يلزم منه أن يكون نافيا للجميع ، بمعنى يمكن أن يتحقق ... .
يقول : " وإنما هو كجهل الجاهل وسكوت الساكت الذي لا يعبر عن الحقائق ، وإذا كان ما لا يقبل الوجود ولا العدم أعظم امتناعا مما يقدّر قبوله لهما - مع نفيهما عنه - فما يقدّر لا يقبل الحياة ولا الموت ولا العلم ولا الجهل ولا القدرة ولا العجز ولا الكلام ولا الخرس ولا العمى ولا البصر ولا السمع ولا الصمم ، أقرب إلى المعدوم الممتنع مما يقدر قابلا لهما مع نفيهما عنه " الظاهر أن صواب العبارة : فما يقدر أنه ، أو فما يقدر ألا يقبل ، أي نعم يقول لعلها: ألا يقبل .
يقول المؤلف : " وإذا كان ما لا يقبل الوجود ولا العدم أعظم امتناعا مما يقدر قبوله لهما مع نفيهما عنه " شلون مع نفيهما عنه .؟ لأنهم يقولون لا موجود ولا معدوم " فما يقدر ألا يقبل الحياة ولا الموت ولا العلم ولا الجهل ولا القدرة ولا العجز ولا الكلام ولا الخرس ولا العمى ولا البصر ولا السمع ولا الصمم " ما يقدر مما يقبل هذه الأشياء " أقرب إلى المعدوم الممتنع مما يقدر قابلا لهما مع نفيهما عنه " .
الطالب : ... .
الشيخ : ... لا ، لأن هؤلاء غير الوجود والعدم ، الحياة والموت عند الفلاسفة غير الوجود والعدم ، لأنه عندهم الحياة والموت ما يوصف بهما إلا من كان قابلا ، وعندهم أنه يجوز أنك تفارق الحياة والموت عن الجدار مثلا ، لأنه لا يحل الاتصاف بهما بخلاف الوجود والعدم ، كذلك العلم والجهل ، العلم والجهل يمكن ارتفاعهما أو ما يمكن .؟ نعم بالنسبة لله لا يمكن ارتفاعهما ، لكن بالنسبة لما لا يكون قابلا لهما يمكن ارتفاعهما ، ولا القدرة ولا العجز مثله أيضا .؟ نعم ، هذه بالنسبة لله لا يمكن لكن بالنسبة لما لا يقدر قابلا لهما يمكن ، ما تقول الجدار عاجز ولا قادر ، كذلك أيضا الكلام والخرس ، هذا بالنسبة لما لا يكون قابلا ، يعني لما يكونان فيه متقابلين تقابل العدم والملكة ، ممكن أن يرتفعا ، ممكن تقول الجدار لا يتكلم ، ليس بأخرس ولا متكلم ، لكن بالنسبة لله لا يمكن ، العمى والبصر نفس الشيء ، السمع والصمم نفس الشيء ، فالمؤلف ما أعاد ، لأن كلامه بالأول ما هو .؟ بالوجود والعدم ، والوجود والعدم باتفاق العقلاء أنه لا يمكن ارتفاعهما ولا اجتماعهما .
لكن مسألة الحياة والموت والعلم والجهل يمكن أن يأتي شخص ويقول أن تقابل هذه الأشياء وش تقابل سلب وإيجاب أو عدم وملكه .؟
الطالب : عدم وملكه .
الشيخ : تقابل عدم وملكه ، فعلى هذا إذا كان تقابلهما تقابل عدم وملكه يمكن أن يرتفعان عما ليس بقابل لهما .
طيب يقول رحمه الله : " فما يقدر لا يقبل الحياة ولا الموت ... أقرب إلى المعدوم الممتنع مما يقدر قابلا لهما مع نفيهما عنه " أرجو الانتباه يا جماعة .
إذا قلنا الجدار لا يقبل الموت والحياة ما يمكن نصفه بأنه حي ولا ميت ، لماذا .؟ غير قابل لهذا الوصف ، طيب لكن الإنسان يمكن أن أن يوصف بالحياة والموت ، فأيهما أعظم امتناعا .؟ من شيء تقول هذا غير قابل لهذا الشيء ، أو هذا قابل له ولكن يرتفع عنه .؟ يقول المؤلف إذا قلت أنه غير قابل أشد امتناعا بالنسبة لله مما إذا قلت أنه قابل ولكن مرتفعان .
" وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن ، وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره " المعنى أن نفي هذه الأشياء المتقابلة عن الموصوف ، مع كونه قابلا لهما ، أقرب إلى الوجود والممكن من تقدير أنه ليس بقابل لهما ، لأن حقيقة الأمر أن كون الشيء ليس قابلا ... .