تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره ; فإذا جاز القبول وجب ; وإذا جاز وجود القبول وجب وقد بسط هذا في موضع آخر وبين وجوب اتصافه بصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه ". حفظ
الشيخ : " وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن ، وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره " المعنى أن نفي هذه الأشياء المتقابلة عن الموصوف ، مع كونه قابلا لهما ، أقرب إلى الوجود والممكن من تقدير أنه ليس بقابل لهما ، لأن حقيقة الأمر أن كون الشيء ليس قابلا للشيء ، أعظم امتناعا من أن يكون قابلا ثم تنفى عنه ، وترى هذا الكلام إنما هو في أي شيء .؟ في الوجود والعدم ، أما في الجهل والعلم والحياة والموت والسمع والصمم فهذه ليست كالوجود والعدم يا جماعة ، لأنه يوجد أشياء غير موصوفة بهذه الصفات لأنها لا تملكه ، وليس من ملكتها أن تكون جميعا سميعا بصيرا .
قال المؤلف رحمه الله : " وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن ، وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له " يعني كلام المؤلف رحمه الله أن ما جاز لواجب الوجود ، واعلموا أنه ليس عندنا شيء واجب الوجود إلا الله ، إذ كان الشيء ممكنا وهو قابل له ، صار واجبا في حقه ، ولهذا قال المؤلف : " وجب له " كل شيء ممكن في حق الله ، طبعا من صفات الكمال ، يكون حينئذ واجبا له ، فالحياة إذا قلنا إنها ممكنة في حق الخالق ، وش تكون .؟ واجبة ، السمع إذا قلنا أنه ممكن واجب ، نحن فهمنا مما سبق أن كلام الفلاسفة وشبههم يقولون إن السمع ممكن في حق الله أو غير ممكن .؟ غير ممكن قطعا ، يسلبون عنه صفاته ، لكن نحن نقول قرر المؤلف أن هذا أمر ممكن ، وإذا كان ممكنا وهو صفة كمال كان واجبا له .
قال : " لِعَدَمِ تَوَقُّفِ صِفَاتِهِ عَلَى غَيْرِهِ " المعنى أن صفات الله عز وجل إذا كان قابلا لها وهي كمال ، فإنها تتعين له ، ليش .؟ قال : لعدم توفق صفاته على غيره ، يعني أن صفاته من لوازم ذاته ، بخلاف غير الخالق غير واجب الوجود ، فإن صفاته تتوقف على غيره فالإنسان حي لكن من جعل الحياة فيه .؟ الله ، إذا حياته حادثة متوقفة على محدث لها ، لكن حياة واجب الوجود وسمع واجب الوجود وبصر واجب الوجود تتوقف على غيره أو لا .؟ ما تتوقف ، فإذا كان واجب الوجود لزم أن تكون صفاته كذلك واجبة الوجود .
" فَإِذَا جَازَ الْقَبُولُ " طبعا بالنسبة لواجب الوجود " وَجَبَ " أي وجب القبول " وَإِذَا جَازَ وُجُودُ الْقَبُولِ وَجَبَ " كيف إذا جاز القبول وإذا جاز وجود القبول .؟ أليس بينهما فرق .؟ أي نعم ، إذا جاز القبول ولكن ما وجد ، لأن الشيء قد يكون قابلا لهذه الصفة لكن لا توجد فيه ، لكن بالنسبة لواجب الوجود إذا جاز القبول وجب ، وإذا جاز وجود القبول وجب أيضا .
" وَقَدْ بُسِطَ هَذَا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ وَبٌيِّنَ وُجُوبِ اتِّصَافِهِ " أي الخالق ، وهو واجب الوجود " بِصِفَاتِ الْكَمَالِ الَّتِي لَا نَقْصَ فِيهَا بِوَجْهِ مِنْ الْوُجُوهِ " في الحقيقة أم كلام المؤلف هذا الأخير ، فيه نوع من التناقض مع ما قبله ، ولهذا أنا رأيي أننا نلغي هذه المسألة ، ونمشي على المسألة التي عندنا ، " وهؤلاء الباطنية ... " إلى آخره ، لأنه فيها من التناقض لما قبله ، ونقتصر على قوله : " وهذا غاية التناقض والفساد " ثم نقول : " وَقِيلَ لَهُ أَيْضًا ". واضح .؟ زين .
الطالب : ... .
الشيخ : لا حطوه بين قوسين عشان يتضح .