تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما ما نفيته فهو ثابت بالشرع والعقل وتسميتك ذلك تشبيها وتجسيما تمويه على الجهال الذين يظنون أن كل معنى سماه مسم بهذا الاسم يجب نفيه ; ولو ساغ هذا لكان كل مبطل يسمي الحق بأسماء ينفر عنها بعض الناس ليكذب الناس بالحق المعلوم بالسمع والعقل وبهذه الطريقة : أفسدت الملاحدة على طوائف الناس عقلهم ودينهم حتى أخرجوهم إلى أعظم الكفر والجهالة وأبلغ الغي والضلالة ". حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله ـ من هنا نبدأ أظن ـ: " وَأَمَّا مَا نَفَيْته فَهُوَ ثَابِتٌ بِالشَّرْعِ وَالْعَقْلِ وَتَسْمِيَتُك ذَلِكَ تَشْبِيهًا وَتَجْسِيمًا تَمْوِيهٌ عَلَى الْجُهَّالِ ".
الطالب : ... .
الشيخ : يقال للباطني ويقال لغيره أيضا ، كل من نفى شيئا يجب إثباته ، حتى الأشاعرة نقول لهم هذا الكلام ، وحتى المعتزلة نقول لهم هذا الكلام .
الشيخ : " وَأَمَّا مَا نَفَيْته " أيها المعطل أو أيها النافي ، أيًّا كان نفيه، سواء كان نفيا كليا أو نفيا جزئيا ، وسواء كان نفيا لما يمكن أو لا يمكن ، يقول : " فَهُوَ ثَابِتٌ بِالشَّرْعِ وَالْعَقْلِ " أما ثبوت هذه الصفات بالشرع ، وهذه الأسماء بالشرع فهذا أكثر من أن يحصر ، وما أكثر الأدلة الدالة على ثبوت أسماء الله وصفاته ، وأما ثبوت ذلك بالعقل ، فقد سبق أن الأشعرية يثبتون من الصفات سبعة بالعقل ، فيوافقون أهل السنة والجماعة في ذلك ،وثبت أيضا أن أهل السنة والجماعة يثبتون ما نفاه الأشعرية بالعقل أيضا ، فيقولون إن دلالة العقل على ما نفيتم أو على بعضه على الأقل أعظم من دلائل ما ذكرتم ، مثل الرحمة والحكمة وما أشبه ذالك .
يقول : " وَأَمَّا مَا نَفَيْته وَتَسْمِيَتُك ذَلِكَ تَشْبِيهًا وَتَجْسِيمًا تَمْوِيهٌ عَلَى الْجُهَّالِ " يعني كونك تقول الذي يثبت أن لله استوى على العرش مجسم ، الذي يثبت أن لله يدا حقيقة ممثل ، هذا في الحقيقة إذا سمعه جاهل عامي يظنه صحيحاً ، يموه عليه بهذا الكلام ، ولهذا من جملة العبارات المشهورة عندهم : " إن الله منزه عن الأغراض والأبعاض والأعراض " ، الذي يقرأ هذا الكلام يقول والله هذا الكلام حلو طيب، منزه عن الأغراض والأبعاض والأعراض ، الأبعاض يريدون بذلك اليد والوجه والعين وما أشبه ذلك ، والأغراض بالغين ، يريدون بذلك نفي الحكمة عن الله ، والأعراض جميع الصفات مثل النزول والاستواء على العرش والضحك والغضب والرضا ، وما إلى ذلك ، يقول هذه أعراض تحدث وتزول والله تعالى منزه عن هذه الأشياء ، عندما يقرأ العامي مثل هذا الكلام يقول هذا هو الحق ، لكنه تمويه كما قال المؤلف .
" تَمْوِيهٌ عَلَى الْجُهَّالِ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّ كُلَّ مَعْنًى سَمَّاهُ مُسَمٍّ بِهَذَا الِاسْمِ يَجِبُ نَفْيُهُ " .
الطالب : ... .
الشيخ : الأغراض بالغين ، والأعراض والأبعاض .
قال :" الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّ كُلَّ مَعْنًى سَمَّاهُ مُسَمٍّ بِهَذَا الِاسْمِ يَجِبُ نَفْيُهُ " بهذا الاسم يشير إلى .؟ التمثيل والتجسيم ، فهم يظنون أن كل معنى سماه الإنسان تمثيلاً أو سماه تجسيماً فإنه يجب نفيه .
" وَلَوْ سَاغَ هَذَا لَكَانَ كُلُّ مُبْطِلٍ يُسَمِّي الْحَقَّ بِأَسْمَاءِ يَنْفِرُ عَنْهَا بَعْضُ النَّاسِ لِيُكَذِّبَ النَّاسُ بِالْحَقِّ الْمَعْلُومِ بِالسَّمْعِ وَالْعَقْلِ " ولو ساغ هذا أي لو جاز ، لو جاز أن يقول كل شيء يخالف ما نرى نفيه بعينه ، لكان كل واحد أن ينفر الناس يصف قولهم بالعيب، الآن أهل السنة والجماعة عند أهل التعطيل يسمون مشبة ، وأهل السنة والجماعة عند أهل التشبيه يسمون معطلة ، يقولون أنتم عطلتم النصوص والواجب إثبات النصوص على ... .
قال : " وَبِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ أَفْسَدَتْ الْمَلَاحِدَةُ عَلَى طَوَائِفِ النَّاسِ عَقْلَهُمْ وَدِينَهُمْ حَتَّى أَخْرَجُوهُمْ إلَى أَعْظَمِ الْكُفْرِ وَالْجَهَالَةِ وَأَبْلَغِ الْغَيِّ وَالضَّلَالَةِ" بهذه الطريقة ، ما هي هذه الطريقة يا جماعة .؟ طريقة التمويه والدجل ، وتشويه الحقائق ، أفسدت الملاحدة على الناس عقولهم وأديانهم حتى صاروا متشككين في الدين وفي العقيدة السليمة ، وهذا لا يزال الآن موجودا بالنسبة للملل ، حتى الآن النصارى يشبهون على المسلمين فيما يتعلق بأحكام الإسلام ، وكذالك اليهود و، كذالك الملاحدة كلهم يشبهونه بمثل هذا التمويهات والعبارات التي يظنها الظان حقا .