تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإن قال نفاة الصفات : إثبات العلم والقدرة والإرادة مستلزم تعدد الصفات وهذا تركيب ممتنع قيل : وإذا قلتم : هو موجود واجب وعقل وعاقل ومعقول وعاشق ومعشوق ولذيذ وملتذ ولذة . أفليس المفهوم من هذا هو المفهوم من هذا ؟ فهذه معان متعددة متغايرة في العقل وهذا تركيب عندكم وأنتم تثبتونه وتسمونه توحيدا , فإن قالوا : هذا توحيد في الحقيقة وليس هذا تركيبا ممتنعا قيل لهم : واتصاف الذات بالصفات اللازمة لها توحيد في الحقيقة ; وليس هو تركيبا ممتنعا .وذلك أنه من المعلوم في صريح العقول أنه ليس معنى كون الشيء عالما هو معنى كونه قادرا ولا نفس ذاته هو نفس كونه عالما قادرا ; فمن جوز أن تكون هذه الصفة هي الموصوف فهو من أعظم الناس سفسطة " . حفظ
الشيخ : " وَإِنْ قَالَ نفاة الصِّفَاتِ : إثْبَاتُ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَالْإِرَادَةِ مُسْتَلْزِمٌ تَعَدُّدَ الصِّفَاتِ وَهَذَا تَرْكِيبٌ مُمْتَنِعٌ " لاحظوا أيضا هذا طريق آخر لنفاة الصفاة ، الطريق الأول الذي ذكره المؤلف أنه تشبيه وتمثيل ، طريق ثان يقولون إثبات العلم والقدرة والإرادة ، يعني وغيرها من الصفات ، مستلزم تعدد الصفات، أن يكون الموصوف له علم وقدرة وإرادة وسمع وبصر وحياة ، وما أشبه ذالك ، وهذا تركيب ممتنع ، وش معنى تركيب ، يعني معناه أنك الآن لما أثبت ثلاث صفات ركبت كل صفة مع الأخرى في موصوف واحد ، قالوا : وهذا يستلزم تعدد القدماء ، بناء على أن تعدد الصفات يلزم منه تعدد الموصوف ، فيلزم من هذا تعدد الآلهة ، وهذا ضد التوحيد .
يقول المؤلف : نقول لهم " قِيلَ : وَإِذَا قُلْتُمْ : هُوَ مَوْجُودٌ وَاجِبٌ "
أليس يصفون الله بأنه موجود ، ويصفونه بأنه واجب الوجود ،كذالك بعضهم يصف الله بأنه : " وَعَقْلٌ وَعَاقِلٌ وَمَعْقُولٌ " يقول إن الله عقل ، لهذا يرون الذي يدبر الخلق هو العقل ، بعد ما قالوا الالكتروني لأن الالكتروني ما ظهر إلا أخيرا ، لكن عندهم الذي يدبر الخلق عقل ، ويقولون أيضا مع ذالك هو عاقل ، عقل عاقل ، ومعقول بالنسبة لغير ، عقل عاقل معقول ، وهذا تركيب أو لا .؟ تركيب ، وبعضهم يقول : " وَعَاشِقٌ وَمَعْشُوقٌ " وهؤلاء غلاة الصوفية الذين يصفون الله بالعشق ، يقولون إنه عاشق يعني لأوليائه ، ومعشوق من أوليائه " وَلَذِيذٌ وَمُلْتَذٌّ وَلَذَّةٌ " هذا أيضا ًعند بعض الصوفية ، يعني كلمة العشق واللذة وما إلى ذلك هذا من غلاة الصوفية ، يقولون إن الله تعالى موصوف بهذا الصفات .
يقول شيخ الإسلام : نقول لكم إذا قلتم هذا : " أَفَلَيْسَ الْمَفْهُومُ مِنْ هَذَا هُوَ الْمَفْهُومُ مِنْ هَذَا ؟ " المفهوم مما قلتم هو مفهوم مما نفيتم ، وش الجواب .؟ بلى الجواب أن المفهوم هذا أنتم الآن ركبتم واجب الوجود من كونه موجودا وش بعد .؟ واجب الوجود ، من كونه عقلا وعاقلا ومعقولا ، من كونه عاشقا ومعشوقا ، ومن كونه لذيذا وملتذا ولذة ، هذه تركيبات ومع ذلك أنتم مقرون بها ، فالذي يفهم من هذا الذي ذكرتم هو الذي يفهم مما ذكرنا ، فإن كان ما ذكرتم حقا لازم التركيب ، فما ذكرنا كذالك ، وإن كان ما ذكرناه موجبا للتركيب وليس بحق ، فما ذكرتموه أيضا موجب للتركيب وليس بحق .
" فَهَذِهِ مَعَانٍ مُتَعَدِّدَةٌ مُتَغَايِرَةٌ فِي الْعَقْلِ وَهَذَا تَرْكِيبٌ عِنْدَكُمْ وَأَنْتُمْ تُثْبِتُونَهُ وَتُسَمُّونَهُ تَوْحِيدًا " في الحقيقة هذا كلام المؤلف ورده عليهم بما يقولونه وما يعتقدونه ، وبالنسبة للرد المعقول البسيط أن نقول من المعلوم أن تعدد الصفات لا يستلزم التركيب ، ولا يستلزم التعدد ، فأنتم بأنفسكم نصف الواحد منكم بأنه حي ، وبأنه عالم ، وبأنه مبصر ، وبأنه قادر وبأنه سامع ، فهل إذا قلنا لواحد منكم بهذه الصفات يلزم أن يكون شخصا مركبا من أشخاص أو لا .؟ عقلا لا ، عقلا وواقعا ، فإذن إذا كان تعدد الصفات في المخلوق لا يلزم منه تعدد الذات ولا التركيب ، فالخالق من باب أولى ، وكل إنسان يعرف أننا نصف الإنسان بأنه طويل أو قصير ، أبيض أو أسود ، وبأنه قوي أو ضعيف وقادر أو عاجز إلى آخره ، ومع ذلك لا يلزم منه تعدد ولا تركيب هذا الجواب الذي ذكرناه الآخير ، هذا جواب معقول بسيط ، لكن عدل المؤلف عنه لماذا .؟ ليخاطبهم بما يثبتونه ، فيقول أنتم الآن تثبتون للخالق صفات متعددة ، ومع ذلك تسمونه توحيدا لا تركيبا .
" فَإِنْ قَالُوا : هَذَا تَوْحِيدٌ فِي الْحَقِيقَةِ وَلَيْسَ هَذَا تَرْكِيبًا مُمْتَنِعًا قِيلَ لَهُمْ : وَاتِّصَافُ الذَّاتِ بِالصِّفَاتِ اللَّازِمَةِ لَهَا تَوْحِيدٌ فِي الْحَقِيقَةِ ، وَلَيْسَ هُوَ تَرْكِيبًا مُمْتَنِعًا " أليس كذلك .؟ فجوابنا عليهم كجوابهم علينا أو لنا .
" وَذَلِكَ أَنَّهُ مِنْ الْمَعْلُومِ فِي صَرِيحِ الْعُقُولِ أَنَّهُ لَيْسَ مَعْنَى كَوْنِ الشَّيْءِ عَالِمًا هُوَ مَعْنَى كَوْنِهِ قَادِرًا " صح أو لا .؟ العالم متصف بالعلم ، والقادر متصف بالقدرة ، وكم من إنسان قادر وهو جاهل و، كم من إنسان عالم وهو عاجز ، وأيضا : " وَلَا نَفْسُ ذَاتِهِ هُوَ نَفْسُ كَوْنِهِ عَالِمًا قَادِرًا " صحيح ، لأن كونه عالماً قادراً حال زائدة على الذات أو لا، لأننا نفرض بل هو الواقع ، أن توجد ذات لا عالما ولا قادرا ، فليس كون الشيء هو الشيء هو نفس كونه عالماً قادراً ، إذ أن كونه عالماً قادراً حال أو إن شئتم قلتم وصف زائد على مجرد الذات .
قال : " فَمَنْ جَوَّزَ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الصِّفَةُ هِيَ الْمَوْصُوفَ فَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ سَفْسَطَةً " الذي يقول أن الصفة هي عين الموصوف ، هذا مسفسط ، لأنه أنكر الحقائق ، وقلت لكم فيما سبق أن السفسطائية هم الذين ينكرون الحقائق المعلومة بالحس ، حتى إن الواحد منهم ربما ينكر نفسه ، فالذي يزعم أن الصفة هي الموصوف وش نقول هذا الرجل .؟ مسفسط في العقليات التي ليس أوضح منها ، والسبب هو أنهم قالوا إن تعدد الصفات يستلزم التركيب وهو ضد التوحيد ، لأنهم يرون أن الصفة هي عين الموصوف ، إذا قلنا عالم هذه ذات ، قادر هذه ذات ، سميع هذه ذات ، بصير هذه ذات ، إذا كم يصير إذا وصفنا الخالق بأربع صفات .؟ كم يصير من واحد .؟ أربعة ، وهذا القول الذي قالوه لاشك أنه باطل ... وهو كما قال المؤلف سفسطة، إنكار للحقائق المعلومة بالحس .
يقول المؤلف : نقول لهم " قِيلَ : وَإِذَا قُلْتُمْ : هُوَ مَوْجُودٌ وَاجِبٌ "
أليس يصفون الله بأنه موجود ، ويصفونه بأنه واجب الوجود ،كذالك بعضهم يصف الله بأنه : " وَعَقْلٌ وَعَاقِلٌ وَمَعْقُولٌ " يقول إن الله عقل ، لهذا يرون الذي يدبر الخلق هو العقل ، بعد ما قالوا الالكتروني لأن الالكتروني ما ظهر إلا أخيرا ، لكن عندهم الذي يدبر الخلق عقل ، ويقولون أيضا مع ذالك هو عاقل ، عقل عاقل ، ومعقول بالنسبة لغير ، عقل عاقل معقول ، وهذا تركيب أو لا .؟ تركيب ، وبعضهم يقول : " وَعَاشِقٌ وَمَعْشُوقٌ " وهؤلاء غلاة الصوفية الذين يصفون الله بالعشق ، يقولون إنه عاشق يعني لأوليائه ، ومعشوق من أوليائه " وَلَذِيذٌ وَمُلْتَذٌّ وَلَذَّةٌ " هذا أيضا ًعند بعض الصوفية ، يعني كلمة العشق واللذة وما إلى ذلك هذا من غلاة الصوفية ، يقولون إن الله تعالى موصوف بهذا الصفات .
يقول شيخ الإسلام : نقول لكم إذا قلتم هذا : " أَفَلَيْسَ الْمَفْهُومُ مِنْ هَذَا هُوَ الْمَفْهُومُ مِنْ هَذَا ؟ " المفهوم مما قلتم هو مفهوم مما نفيتم ، وش الجواب .؟ بلى الجواب أن المفهوم هذا أنتم الآن ركبتم واجب الوجود من كونه موجودا وش بعد .؟ واجب الوجود ، من كونه عقلا وعاقلا ومعقولا ، من كونه عاشقا ومعشوقا ، ومن كونه لذيذا وملتذا ولذة ، هذه تركيبات ومع ذلك أنتم مقرون بها ، فالذي يفهم من هذا الذي ذكرتم هو الذي يفهم مما ذكرنا ، فإن كان ما ذكرتم حقا لازم التركيب ، فما ذكرنا كذالك ، وإن كان ما ذكرناه موجبا للتركيب وليس بحق ، فما ذكرتموه أيضا موجب للتركيب وليس بحق .
" فَهَذِهِ مَعَانٍ مُتَعَدِّدَةٌ مُتَغَايِرَةٌ فِي الْعَقْلِ وَهَذَا تَرْكِيبٌ عِنْدَكُمْ وَأَنْتُمْ تُثْبِتُونَهُ وَتُسَمُّونَهُ تَوْحِيدًا " في الحقيقة هذا كلام المؤلف ورده عليهم بما يقولونه وما يعتقدونه ، وبالنسبة للرد المعقول البسيط أن نقول من المعلوم أن تعدد الصفات لا يستلزم التركيب ، ولا يستلزم التعدد ، فأنتم بأنفسكم نصف الواحد منكم بأنه حي ، وبأنه عالم ، وبأنه مبصر ، وبأنه قادر وبأنه سامع ، فهل إذا قلنا لواحد منكم بهذه الصفات يلزم أن يكون شخصا مركبا من أشخاص أو لا .؟ عقلا لا ، عقلا وواقعا ، فإذن إذا كان تعدد الصفات في المخلوق لا يلزم منه تعدد الذات ولا التركيب ، فالخالق من باب أولى ، وكل إنسان يعرف أننا نصف الإنسان بأنه طويل أو قصير ، أبيض أو أسود ، وبأنه قوي أو ضعيف وقادر أو عاجز إلى آخره ، ومع ذلك لا يلزم منه تعدد ولا تركيب هذا الجواب الذي ذكرناه الآخير ، هذا جواب معقول بسيط ، لكن عدل المؤلف عنه لماذا .؟ ليخاطبهم بما يثبتونه ، فيقول أنتم الآن تثبتون للخالق صفات متعددة ، ومع ذلك تسمونه توحيدا لا تركيبا .
" فَإِنْ قَالُوا : هَذَا تَوْحِيدٌ فِي الْحَقِيقَةِ وَلَيْسَ هَذَا تَرْكِيبًا مُمْتَنِعًا قِيلَ لَهُمْ : وَاتِّصَافُ الذَّاتِ بِالصِّفَاتِ اللَّازِمَةِ لَهَا تَوْحِيدٌ فِي الْحَقِيقَةِ ، وَلَيْسَ هُوَ تَرْكِيبًا مُمْتَنِعًا " أليس كذلك .؟ فجوابنا عليهم كجوابهم علينا أو لنا .
" وَذَلِكَ أَنَّهُ مِنْ الْمَعْلُومِ فِي صَرِيحِ الْعُقُولِ أَنَّهُ لَيْسَ مَعْنَى كَوْنِ الشَّيْءِ عَالِمًا هُوَ مَعْنَى كَوْنِهِ قَادِرًا " صح أو لا .؟ العالم متصف بالعلم ، والقادر متصف بالقدرة ، وكم من إنسان قادر وهو جاهل و، كم من إنسان عالم وهو عاجز ، وأيضا : " وَلَا نَفْسُ ذَاتِهِ هُوَ نَفْسُ كَوْنِهِ عَالِمًا قَادِرًا " صحيح ، لأن كونه عالماً قادراً حال زائدة على الذات أو لا، لأننا نفرض بل هو الواقع ، أن توجد ذات لا عالما ولا قادرا ، فليس كون الشيء هو الشيء هو نفس كونه عالماً قادراً ، إذ أن كونه عالماً قادراً حال أو إن شئتم قلتم وصف زائد على مجرد الذات .
قال : " فَمَنْ جَوَّزَ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الصِّفَةُ هِيَ الْمَوْصُوفَ فَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ سَفْسَطَةً " الذي يقول أن الصفة هي عين الموصوف ، هذا مسفسط ، لأنه أنكر الحقائق ، وقلت لكم فيما سبق أن السفسطائية هم الذين ينكرون الحقائق المعلومة بالحس ، حتى إن الواحد منهم ربما ينكر نفسه ، فالذي يزعم أن الصفة هي الموصوف وش نقول هذا الرجل .؟ مسفسط في العقليات التي ليس أوضح منها ، والسبب هو أنهم قالوا إن تعدد الصفات يستلزم التركيب وهو ضد التوحيد ، لأنهم يرون أن الصفة هي عين الموصوف ، إذا قلنا عالم هذه ذات ، قادر هذه ذات ، سميع هذه ذات ، بصير هذه ذات ، إذا كم يصير إذا وصفنا الخالق بأربع صفات .؟ كم يصير من واحد .؟ أربعة ، وهذا القول الذي قالوه لاشك أنه باطل ... وهو كما قال المؤلف سفسطة، إنكار للحقائق المعلومة بالحس .