تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " والفريق الثاني : الذين أثبتوا ما أخبر الله به في الآخرة من الثواب والعقاب ونفوا كثيرا مما أخبر به من الصفات ; مثل طوائف من أهل الكلام والفريق الثالث : نفوا هذا وهذا كالقرامطة والباطنية والفلاسفة أتباع المشائين ونحوهم من الملاحدة الذين ينكرون حقائق ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر , ثم إن كثيرا منهم يجعلون الأمر والنهي من هذا الباب ; فيجعلون الشرائع المأمور بها والمحظورات المنهي عنها لها تأويلات باطنة تخالف ما يعرفه المسلمون منها كما يتأولون من الصلوات الخمس وصيام شهر رمضان وحج البيت فيقولون : إن الصلوات الخمس معرفة أسرارهم, وأن صيام رمضان كتمان أسرارهم , وأن حج البيت السفر إلى شيوخهم ونحو ذلك من التأويلات التي يعلم بالاضطرار أنها كذب وافتراء على الرسل - صلوات الله عليهم - وتحريف لكلام الله ورسوله عن مواضعه وإلحاد في آيات الله , وقد يقولون الشرائع تلزم العامة دون الخاصة فإذا صار الرجل من عارفيهم ومحققيهم وموحديهم رفعوا عنه الواجبات وأباحوا له المحظورات ".
حفظ
الشيخ : طيب " وَالْفَرِيقُ الثَّانِي : الَّذِينَ أَثْبَتُوا مَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَنَفَوْا كَثِيرًا مِمَّا أَخْبَرَ بِهِ مِنْ الصِّفَاتِ ، مِثْلُ طَوَائِفَ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ ".
الأشعرية يقولون : ما أخبر الله به من الثواب والعقاب هذا حق ، ففي الدنيا نار وفي الآخرة نار ، وفي الدنيا فاكهة ونخل ورمان وعسل وماء وذهب وفضة ولؤلؤ ، وفي الجنة كذلك ... ، لكنهم يؤمنون هؤلاء الأشعرية وأهل الكلام الذين أشار إليهم المؤلف بأن ذلك حق في هذا وفي هذا ، وأنهما لا يتمثالان ، يؤمنون بأنهما لا يتماثلان لكن ما أخبر الله به عن نفسه يؤمنون به أو لا .؟ ينفون كثيراً منه ، ولهذا قال : " نفوا كثيراً مما أخبر به من الصفات ".
فنقول فالحكمة كما سبق والرحمة والعزة بل أكثر صفات الله نفوها ، ما أثبتوا من الصفات سوى سبع صفات ، ... هؤلاء أخطأوا في شيء وأصابوا في شيء . بالنسبة لما أثبتوه من الثواب والعقاب في الآخرة وأنه حق على حقيقته ، وأنه لا يماثل مافي الدنيا ، صواب أو خطأ ... فهذا صواب .
وبالنسبة لما نفوه من صفات الله هذا خطأ ، والواجب عليهم إذا أقروا بذلك أن يقروا بهذا أيضا ، لأن البابين واحد ، بل المفارقة بين الخالق والخلوق أعظم من المفارقة بين المخلوقات بعضها مع بعض . لماذا .؟ لأن التشابه بين المخلوق والمخلوق أقرب من التشابه بين الخالق والمخلوق .
" وَالْفَرِيقُ الثَّالِثُ : نَفَوْا هَذَا وَهَذَا كَالْقَرَامِطَةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ وَالْفَلَاسِفَةِ أَتْبَاعِ الْمَشَّائِينَ " .
كيف نفوا هذا وهذا .؟ قالوا لا حقيقة للجنة ولا ما فيها من النعيم ولا حقيقة لأسماء الله وصفاته ، كل هذا ليس له أصل ولا حقيقة . طيب : الرسل أخبرت بالجنة والنار ، والوعد والوعيد ، قالوا : نعم هذا المقصود به إصلاح الخلق ، كذبوا على الخلق لأجل المصلحة ، لأن الخلق إذا لم يقل لهم إن فيه نارا يعاقب بها من خالف وجنة يثاب بها من وافق ، إذا لم يقل لهم ذلك ، هل يوافقون ولا ما يوافقون ... ما يوافقون . إذا لم يخوفوا ولم يرغبوا ما خافوا وما رغبوا . قالوا : فالرسل كذبوا على الناس للمصلحة وإلا هم يعلمون الرسل والعياذ بالله ، وهذا كذب أيضا منهم ، الرسل تعلم بأن ما أخبرت به عن اليوم الآخر لا حقيقة له . وأظن هذا درستموه فيما سبق معنا ، هم يقولون ، هؤلاء نفوا حقيقة ما أخبر الله به عن نفسه ، ونفوا حقيقة ما أخبر الله به عن اليوم الآخر و وقالوا : كل ذلك ليس له أصل وليس له حقيقة .
يقول : " وَنَحْوِهِمْ مِنْ الْمَلَاحِدَةِ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ حَقَائِقَ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ الْيَوْمِ الْآخِرِ " يقولون كل هذا ما له حقيقة إطلاقا ، وإنما جاءت به الرسل لأجل التمويه على الناس وإصلاح طرقهم .
" ثُمَّ إنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَجْعَلُونَ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ مِنْ هَذَا الْبَابِ ، فَيَجْعَلُونَ الشَّرَائِعَ الْمَأْمُورَ بِهَا وَالْمَحْظُورَاتِ الْمَنْهِيَّ عَنْهَا لَهَا تَأْوِيلَاتٌ بَاطِنَةٌ تُخَالِفُ مَا يَعْرِفُهُ الْمُسْلِمُونَ مِنْهَا " مثاله " كَمَا يَتَأَوَّلُونَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ فَيَقُولُونَ : إنَّ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ مَعْرِفَةُ أَسْرَارِهِمْ " .
الصلوات ليست أنك تركع وتسجد ، ولكنك تعرف أسرارهم التي عندهم ، لأنهم هم باطنية كما عرفتم ، يرون أن الدين له ظاهر وباطن . فالظاهر لعوام الناس ، والباطن لخواص الناس ، طيب الصلاة التي أمر الله بها ، قالوا الصلاة التي أمر الله بها أن تعرف أسرار هذه الطائفة ، لا أن تصلي لله مستقبل القبلة في اليوم خمس مرات .
" وأن صيام رمضان كتمان أسرارهم " الصلاة أن تعلم ، والصيام أن تكتم ، لأنهم يقولون إن الصلاة من الصلة ، وكلما كان الإنسان أقوى صلة بالشخص كان أدرى بأسرارهم ، فالصلاة إذا معرفة الأسرار . الصيام لغة الإمساك ، فكونك تمسك عن الكلام فيما علمت من أسرارهم هذا هو الصيام .
طيب الحج : " وأن حج البيت السفر إلى شيوخهم " لأن الحج معناه القصد ، فيقولون معنى الحج أنك تقصد المشايخ تسافر إليهم، لا تقصد الكعبة وتحج إليها ، لا ، تقصد هؤلاء .
" وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ التَّأْوِيلَاتِ الَّتِي يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ أَنَّهَا كَذِبٌ وَافْتِرَاءٌ عَلَى الرُّسُلِ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - وَتَحْرِيفٌ لِكَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَإِلْحَادٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ ، وَقَدْ يَقُولُونَ الشَّرَائِعُ تَلْزَمُ الْعَامَّةَ دُونَ الْخَاصَّةِ ، فَإِذَا صَارَ الرَّجُلُ مِنْ عَارِفِيهِمْ وَمُحَقِّقِيهِمْ وَمُوَحِّدِيهِمْ رَفَعُوا عَنْهُ الْوَاجِبَاتِ وَأَبَاحُوا لَهُ الْمَحْظُورَاتِ " .
يقولون الآن وصلت إلى الغاية ، والعبادات والشرائع إنما هي وسائل، ... عندما تذهب من هنا إلى الرياض تمشي مع الطريق ، إذا وصلت إلى الرياض ألقيت العصا وانتهيت ، ما حاجة لك في الطريق الآن ، لأنك وصلت إلى الغاية ، هم يقولون إذا وصلت إلى هذه الغاية المعينة سقطت عنك الواجبات ، وأبيحت لك جميع المحظورات ، حتى إنهم يجوزون للرجل أن يتزوج ابنته وأمه والعياذ بالله ، لأنهم يقولون ما عليه حرام ، يجوزون للرجل أن يتزوج ما شاء من النساء .
وقد سمعت من الحجاج القادمين من إفريقيا وما أكثر المتصوفة فيهم، أن بعض مشايخهم يتزوج من بنات الحي ما شاء ، وبدون إملاك وبدون مهر وبدون أي شيء ، قالوا عندنا شيخ عنده خمسون امرأة تزوجها ، يعني تعدى الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكل هذا من الكفر الصريح الواضح ، كما قال المؤلف : " وإلحاد في آيات الله " وإلا من الذي تسقط عنه الشرائع ، الشرائع ما تسقط عن أحد أبدا ، ما تسقط إلا عن إنسان مستكبر أسقطها عن نفسه ، وأما أن تسقط بشرع من الله فلا .
ويذكر أن عبد القادر الجيلاني رحمه الله وهو من علماء الحنابلة وهو صوفي أيضاً ، لكنه صوفيته معتدلة ، يقول إنه رأى ليلة من الليالي نوراً ، فخوطب من هذا النور بأني ربك ، ثم قال هذا المخاطب : وقد أسقطت عنك الصوات ، طيب الله يقول هكذا .؟ ما يقول ،فلما قال هذا ، قال له : كذبت ولكنك شيطان ، يقول : فلما قلت ذلك تبدد النور ولم أر شيئا ، وهذا صحيح لأن الشيطان ألقى هذا الضوء وتكلم بهذا الخطاب . وقد يلقي الشيطان خطابا حتى في كلام الله (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ )) . حينئذ عرف أنه لا يمكن أن يكون الله تعالى يضع عنه الصلوات . والله أعلم .
الأشعرية يقولون : ما أخبر الله به من الثواب والعقاب هذا حق ، ففي الدنيا نار وفي الآخرة نار ، وفي الدنيا فاكهة ونخل ورمان وعسل وماء وذهب وفضة ولؤلؤ ، وفي الجنة كذلك ... ، لكنهم يؤمنون هؤلاء الأشعرية وأهل الكلام الذين أشار إليهم المؤلف بأن ذلك حق في هذا وفي هذا ، وأنهما لا يتمثالان ، يؤمنون بأنهما لا يتماثلان لكن ما أخبر الله به عن نفسه يؤمنون به أو لا .؟ ينفون كثيراً منه ، ولهذا قال : " نفوا كثيراً مما أخبر به من الصفات ".
فنقول فالحكمة كما سبق والرحمة والعزة بل أكثر صفات الله نفوها ، ما أثبتوا من الصفات سوى سبع صفات ، ... هؤلاء أخطأوا في شيء وأصابوا في شيء . بالنسبة لما أثبتوه من الثواب والعقاب في الآخرة وأنه حق على حقيقته ، وأنه لا يماثل مافي الدنيا ، صواب أو خطأ ... فهذا صواب .
وبالنسبة لما نفوه من صفات الله هذا خطأ ، والواجب عليهم إذا أقروا بذلك أن يقروا بهذا أيضا ، لأن البابين واحد ، بل المفارقة بين الخالق والخلوق أعظم من المفارقة بين المخلوقات بعضها مع بعض . لماذا .؟ لأن التشابه بين المخلوق والمخلوق أقرب من التشابه بين الخالق والمخلوق .
" وَالْفَرِيقُ الثَّالِثُ : نَفَوْا هَذَا وَهَذَا كَالْقَرَامِطَةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ وَالْفَلَاسِفَةِ أَتْبَاعِ الْمَشَّائِينَ " .
كيف نفوا هذا وهذا .؟ قالوا لا حقيقة للجنة ولا ما فيها من النعيم ولا حقيقة لأسماء الله وصفاته ، كل هذا ليس له أصل ولا حقيقة . طيب : الرسل أخبرت بالجنة والنار ، والوعد والوعيد ، قالوا : نعم هذا المقصود به إصلاح الخلق ، كذبوا على الخلق لأجل المصلحة ، لأن الخلق إذا لم يقل لهم إن فيه نارا يعاقب بها من خالف وجنة يثاب بها من وافق ، إذا لم يقل لهم ذلك ، هل يوافقون ولا ما يوافقون ... ما يوافقون . إذا لم يخوفوا ولم يرغبوا ما خافوا وما رغبوا . قالوا : فالرسل كذبوا على الناس للمصلحة وإلا هم يعلمون الرسل والعياذ بالله ، وهذا كذب أيضا منهم ، الرسل تعلم بأن ما أخبرت به عن اليوم الآخر لا حقيقة له . وأظن هذا درستموه فيما سبق معنا ، هم يقولون ، هؤلاء نفوا حقيقة ما أخبر الله به عن نفسه ، ونفوا حقيقة ما أخبر الله به عن اليوم الآخر و وقالوا : كل ذلك ليس له أصل وليس له حقيقة .
يقول : " وَنَحْوِهِمْ مِنْ الْمَلَاحِدَةِ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ حَقَائِقَ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ الْيَوْمِ الْآخِرِ " يقولون كل هذا ما له حقيقة إطلاقا ، وإنما جاءت به الرسل لأجل التمويه على الناس وإصلاح طرقهم .
" ثُمَّ إنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَجْعَلُونَ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ مِنْ هَذَا الْبَابِ ، فَيَجْعَلُونَ الشَّرَائِعَ الْمَأْمُورَ بِهَا وَالْمَحْظُورَاتِ الْمَنْهِيَّ عَنْهَا لَهَا تَأْوِيلَاتٌ بَاطِنَةٌ تُخَالِفُ مَا يَعْرِفُهُ الْمُسْلِمُونَ مِنْهَا " مثاله " كَمَا يَتَأَوَّلُونَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ فَيَقُولُونَ : إنَّ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ مَعْرِفَةُ أَسْرَارِهِمْ " .
الصلوات ليست أنك تركع وتسجد ، ولكنك تعرف أسرارهم التي عندهم ، لأنهم هم باطنية كما عرفتم ، يرون أن الدين له ظاهر وباطن . فالظاهر لعوام الناس ، والباطن لخواص الناس ، طيب الصلاة التي أمر الله بها ، قالوا الصلاة التي أمر الله بها أن تعرف أسرار هذه الطائفة ، لا أن تصلي لله مستقبل القبلة في اليوم خمس مرات .
" وأن صيام رمضان كتمان أسرارهم " الصلاة أن تعلم ، والصيام أن تكتم ، لأنهم يقولون إن الصلاة من الصلة ، وكلما كان الإنسان أقوى صلة بالشخص كان أدرى بأسرارهم ، فالصلاة إذا معرفة الأسرار . الصيام لغة الإمساك ، فكونك تمسك عن الكلام فيما علمت من أسرارهم هذا هو الصيام .
طيب الحج : " وأن حج البيت السفر إلى شيوخهم " لأن الحج معناه القصد ، فيقولون معنى الحج أنك تقصد المشايخ تسافر إليهم، لا تقصد الكعبة وتحج إليها ، لا ، تقصد هؤلاء .
" وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ التَّأْوِيلَاتِ الَّتِي يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ أَنَّهَا كَذِبٌ وَافْتِرَاءٌ عَلَى الرُّسُلِ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - وَتَحْرِيفٌ لِكَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَإِلْحَادٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ ، وَقَدْ يَقُولُونَ الشَّرَائِعُ تَلْزَمُ الْعَامَّةَ دُونَ الْخَاصَّةِ ، فَإِذَا صَارَ الرَّجُلُ مِنْ عَارِفِيهِمْ وَمُحَقِّقِيهِمْ وَمُوَحِّدِيهِمْ رَفَعُوا عَنْهُ الْوَاجِبَاتِ وَأَبَاحُوا لَهُ الْمَحْظُورَاتِ " .
يقولون الآن وصلت إلى الغاية ، والعبادات والشرائع إنما هي وسائل، ... عندما تذهب من هنا إلى الرياض تمشي مع الطريق ، إذا وصلت إلى الرياض ألقيت العصا وانتهيت ، ما حاجة لك في الطريق الآن ، لأنك وصلت إلى الغاية ، هم يقولون إذا وصلت إلى هذه الغاية المعينة سقطت عنك الواجبات ، وأبيحت لك جميع المحظورات ، حتى إنهم يجوزون للرجل أن يتزوج ابنته وأمه والعياذ بالله ، لأنهم يقولون ما عليه حرام ، يجوزون للرجل أن يتزوج ما شاء من النساء .
وقد سمعت من الحجاج القادمين من إفريقيا وما أكثر المتصوفة فيهم، أن بعض مشايخهم يتزوج من بنات الحي ما شاء ، وبدون إملاك وبدون مهر وبدون أي شيء ، قالوا عندنا شيخ عنده خمسون امرأة تزوجها ، يعني تعدى الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكل هذا من الكفر الصريح الواضح ، كما قال المؤلف : " وإلحاد في آيات الله " وإلا من الذي تسقط عنه الشرائع ، الشرائع ما تسقط عن أحد أبدا ، ما تسقط إلا عن إنسان مستكبر أسقطها عن نفسه ، وأما أن تسقط بشرع من الله فلا .
ويذكر أن عبد القادر الجيلاني رحمه الله وهو من علماء الحنابلة وهو صوفي أيضاً ، لكنه صوفيته معتدلة ، يقول إنه رأى ليلة من الليالي نوراً ، فخوطب من هذا النور بأني ربك ، ثم قال هذا المخاطب : وقد أسقطت عنك الصوات ، طيب الله يقول هكذا .؟ ما يقول ،فلما قال هذا ، قال له : كذبت ولكنك شيطان ، يقول : فلما قلت ذلك تبدد النور ولم أر شيئا ، وهذا صحيح لأن الشيطان ألقى هذا الضوء وتكلم بهذا الخطاب . وقد يلقي الشيطان خطابا حتى في كلام الله (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ )) . حينئذ عرف أنه لا يمكن أن يكون الله تعالى يضع عنه الصلوات . والله أعلم .