تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما الخاتمة الجامعة ففيها قواعد نافعة : القاعدة الأولى أن الله سبحانه موصوف بالإثبات والنفي فالإثبات كإخباره بأنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وأنه سميع بصير ونحو ذلك والنفي كقوله (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) وينبغي أن يعلم أن النفي ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتا وإلا فمجرد النفي ليس فيه مدح ولا كمال ; لأن النفي المحض عدم محض ; والعدم المحض ليس بشيء وما ليس بشيء فهو كما قيل : ليس بشيء ; فضلا عن أن يكون مدحا أو كمالا ولأن النفي المحض يوصف به المعدوم والممتنع والمعدوم والممتنع لا يوصف بمدح ولا كمال .". حفظ
الشيخ : الخاتمة ، يقول رحمه الله : " وأما الخاتمة الجامعة ففيها قواعد نافعة " الحقيقة أن هذا هو بين القصيد كما يقولون ، لأن الأول مقدمة تقريبا ، الخاتمة فيها قواعد نافعة .
الطالب : ... .
الشيخ : " وَأَمَّا الْخَاتِمَةُ الْجَامِعَةُ فَفِيهَا قَوَاعِدُ نَافِعَةٌ الْقَاعِدَةُ الْأُولَى " .
الطالب : عندنا عنوان الخاتمة الجامعة ، القاعدة الأولى .
الشيخ : لا ، عندي أنا الكلام من كلام المؤلف ، عندكم الخاتمة الجامعة .؟ طيب اكتب تحت العنوان الكبير " وَأَمَّا الْخَاتِمَةُ الْجَامِعَةُ فَفِيهَا قَوَاعِدُ نَافِعَةٌ ".
طيب : " وَأَمَّا الْخَاتِمَةُ الْجَامِعَةُ فَفِيهَا قَوَاعِدُ نَافِعَةٌ ، الْقَاعِدَةُ الْأُولَى أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ مَوْصُوفٌ بِالْإِثْبَاتِ وَالنَّفْيِ " هذه قاعدة أن الله موصوف بالإثبات والنفي ، فهمتم الثقاعدة " فَالْإِثْبَاتُ كَإِخْبَارِهِ بِأَنَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ وَنَحْوُ ذَلِك "
،
كل هذا إثبات أو نفي .؟ كل هذا إثبات ، واعلم أن جميع ما أثبته الله لنفسه ، نحن نضيف إلى هذا قاعدة ، إن كان المؤلف ما ذكرها ، نضيف إلى هذا أن كل ما أثبته الله لنفسه فهو صفة كمال ، لكن هذا الكمال لا يلزم أن يكون كمالا في حقنا . فمثلاً من صفات الله السمع والبصر والعلم والإرادة والقدرة ، صفة نفي أو إثبات .؟ إثبات ، هي كمال أو لا .؟ كمال ، هي بالنسبة لنا أيضا كمال ، فالإنسان الذي يسمع ويبصر ويعلم ويقدر أكمل ممن ليس كذالك ،
التكبر بالنسبة لله صفة كمال ، وبالنسبة لنا صفة نقص ، فليس كل صفة كمال للخالق تكون صفة كمال لنا .
الطالب : نكتب .؟
الشيخ : هذه نشرحها الآن ، اكتبوها أو لا تكتبوها ، المهم أننا نشرح . كل ما أثبت الله لنفسه فإنه صفة كمال ، كمال لمن .؟ كمال له ، ولا يلزم من صفة الكمال له أن تكون صفة كمال لنا ، والمثال على ذلك إيش .؟ المتكبر ، فإنها صفة كمال له وصفة نقص لنا .
طيب والثاني : " وَالنَّفْيُ كَقَوْلِهِ : (( لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ )) " لا تأخذه يعني لا تغلبه ، أخذي النوم يعني غلبني ، فالمعنى : لا يمكن أن ينام ، ولا أن يتصف بمقدمات النوم وهي السّنة (( لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ )) وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ) وش معنى لا ينبغي .؟ أي لا يصح ولا يمكن أن ينام ، لأن كلما جاءت كلمة لا ينبغي في القرآن والسنة فالمراد لا يمكن ولا يستقيم .
" (( لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ )) وَيَنْبَغِي " قاعدة في النفي يا جماعة ، مثل ما ذكرنا نحن قاعدة في الإثبات المؤلف ذكر قاعدة في النفي . نحن قلنا في قاعدة الإثبات : كل ما أثبته الله لنفسه فهو صفة كمال له ، طيب في النفي يقول المؤلف : " وَيَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ النَّفْيَ لَيْسَ فِيهِ مَدْحٌ وَلَا كَمَالٌ إلَّا إذَا تَضَمَّنَ إثْبَاتًا ، وَإِلَّا فَمُجَرَّدُ النَّفْيِ لَيْسَ فِيهِ مَدْحٌ وَلَا كَمَالٌ لأن النفي المحض عدم محض ، والعدم المحض ليس بشيء وما ليس بشيء ". وش بعد .؟
الطالب : " فهو كما قيل : ليس بشيء ; فضلا عن أن يكون مدحا أو كمالا ، ولأن النفي المحض يوصف به المعدوم والممتنع ".
الشيخ : بس ، صار عندي سقط " وما ليس بشيء فهو كما قيل ... " .
هذه القاعدة في النفي يقول المؤلف : " وَيَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ النَّفْيَ لَيْسَ فِيهِ مَدْحٌ وَلَا كَمَالٌ إلَّا إذَا تَضَمَّنَ إثْبَاتًا " يعني ما ذكر الله تعالى من صفات النفي التي وصف بها نفسه لا يمكن أن تكون مدحاً إلا إذا تضمنت إثباتا .