تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فمن قال : لا هو مباين للعالم ولا مداخل للعالم فهو بمنزلة من قال : لا هو قائم بنفسه ولا بغيره ولا قديم ولا محدث ولا متقدم على العالم ولا مقارن له . ومن قال : إنه ليس بحي ولا ميت ولا سميع ولا بصير ولا متكلم لزمه أن يكون ميتا أصم أعمى أبكم . فإن قال : العمى عدم البصر عما من شأنه أن يقبل البصر وما لم يقبل البصر كالحائط لا يقال له أعمى ولا بصير قيل له : هذا اصطلاح اصطلحتموه , وإلا فما يوصف بعدم الحياة والسمع والبصر والكلام يمكن وصفه بالموت والعمى والخرس والعجمة , وأيضا فكل موجود يقبل الاتصاف بهذه الأمور ونقائضها , فإن الله قادر على جعل الجماد حيا كما جعل عصى موسى حية ابتلعت الحبال والعصي ؛ " . حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف : " فَمَنْ قَالَ : لَا هُوَ مُبَايِنٌ لِلْعَالَمِ وَلَا مُدَاخِلٌ لِلْعَالَمِ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ قَالَ : لَا هُوَ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ وَلَا بِغَيْرِهِ " .
يعني لو قالوا إن الله ليس قائم بنفسه ولا بغيره ، وش معنى ذلك .؟ أنه معدوم ، لأن ما من موجود إلا وهو قائم بنفسه أو قائم بغيره ، المخلوقات كلها قائمة بغيرها ، قائمة بالله (( أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ )) يعني وهو الله ، والمقابل محذوف والتقدير : كمن لا يملك ذلك ، طيب إذا قلنا إن الله ليس قائما بنفسه ولا بغيره ، المعنى أن الله .؟
الطالب : معدوم .
الشيخ : أنه ليس ثمة إله .
" فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ قَالَ : لَا هُوَ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ وَلَا بِغَيْرِهِ وَلَا قَدِيمٌ وَلَا مُحْدَثٌ وَلَا مُتَقَدِّمٌ عَلَى الْعَالَمِ وَلَا مُقَارِنٌ لَهُ " صحيح هذا ، هذا كلام المؤلف واقع جدا ، أن الذي يقول إن الله لا داخل العالم ولا خارجه مثل الذي يقول إن الله ليس قديما ولا محدثا ولا قائما بنفسه ولا قائما بغيره ، وهذا بلا شك وصف له بالعدم تماماً . وهذا أي الطوائف التي يشير إليها المؤلف بهذا الكلام .؟ الغلاة الذين سلبوا عنه النفي والإثبات .
" وَمَنْ قَالَ : إنَّهُ لَيْسَ بِحَيِّ وَلَا مَيِّتٍ وَلَا سَمِيعٍ وَلَا بَصِيرٍ وَلَا مُتَكَلِّمٍ" وهؤلاء الذين نفوا عنه الصفات دون الأسماء وهم الجهمية والمعتزلة .
يقول المؤلف : " لَزِمَهُ أَنْ يَكُونَ مَيِّتًا " وش مقابل .؟ ليس بحي .
" أَصَمَّ " مقابل ولا سميع " أَعْمَى " مقابل ولا بصير " أَبْكَمَ " مقابل ولا متكلم " فَإِنْ قَالَ : الْعَمَى عَدَمُ الْبَصَرِ عَمَّا مَنْ شَأْنُهُ أَنْ يَقْبَلَ الْبَصَرَ وَمَا لَمْ يَقْبَلْ الْبَصَرَ كَالْحَائِطِ لَا يُقَالُ لَهُ أَعْمَى وَلَا بَصِير"
يعني زعم أن هذا من باب تقابل العدم والملكة " قِيلَ لَهُ : هَذَا اصْطِلَاحٌ اصْطَلَحْتُمُوهُ " وأنتم تقولون إن الجماد لا يوصف بالحياة والموت والله تعالى قد وصفه بالحياة والموت (( أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء )) واصطلاحكم هذا لا يغني عن الحقائق ولا يغير الألفاظ عن مدلولها .
" وَإِلَّا فَمَا يُوصَفُ بِعَدَمِ الْحَيَاةِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْكَلَامِ يُمْكِنُ وَصْفُهُ بِالْمَوْتِ وَالْعَمَى وَالْخَرَسِ وَالْعُجْمَةِ " . إذا هذا الاصطلاح هل يغير الحقائق ، لا ، ولهذا يقول الذي يوصف بعدم الحياة والسمع والبصر يقال هذا ليس بحي يمكن أن نقول إنه ميت ، الجدار ليس بحي ، الحديد ليس بحي ، يصح أن نصف ما ليس بحي بأنه ميت .
قال تعالى : (( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ )) .
كنتم أمواتاً متى هذا .؟ نطفاً قبل أن تنفخ فيهم الروح ، فسمى ما ليس بحيّ سماه ميتاً ، مع أن الموت كما هو معروف يرد على الحياة ، ومع ذلك سمى الله تعالى ما ليس ترده الحياة أي ما لم تحله الحياة ميت . فيقول المؤلف : " فَمَا يُوصَفُ بِعَدَمِ الْحَيَاةِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْكَلَامِ يُمْكِنُ وَصْفُهُ بِالْمَوْتِ وَالْعَمَى وَالْخَرَسِ وَالْعُجْمَةِ " واضح .؟ فاصطلاحكم ملغي .
الطالب : ما هي العجمة ؟
الشيخ : العجمة أي عدم الكلام .
الطالب : ... .
الشيخ : اصطلاح الفلاسفة هذا ، اصطلحوا على أن الشيء الذي ليس قابلا للاتصاف بهذا الوصف ، يجوز أن يسلب عنه الوصف وعدمه ، هذا اصطلاحهم .
قال المؤلف رحمه الله : " وَأَيْضًا " هذا جواب ثالث " فَكُلُّ مَوْجُودٍ يَقْبَلُ الِاتِّصَافَ بِهَذِهِ الْأُمُورِ وَنَقَائِضِهَا " من حيث قدرة الله ، قال : " فَإِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى جَعْلِ الْجَمَادِ حَيًّا " وإن كان في العادة ليس بحي لكن أليس الله قادر على أن يجعله حيا .؟ نعم ، والمثال على ذالك " كما جعل عصا موسى حية ابتلعت الحبال والعصي " أو لا يعني أنه جماد صار حيأ يتحرك ويريد ويقصد (( فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ )) . فبهذا تبين أن كل موجود يكن أن يكون حيا بإذن الله ، بالنسبة لقدرة الله يمكن أن يكون حيا ، الأرض يومئذ تحدث أخبارها ، فجعلها الله ناطقة ، والحصى سمع تسبيحه بيد النبي عليه الصلاة والسلام ، وسلّم عليه الحجر ، ومع هذا نقول أنه لا يقبل الكلام، صحيح أنه في الأصل لا يقبل الكلام لكن الله قادر على أن يجعله متكلماً ، هذان جوابان :
الجواب الأول : أن نقول إن التفريق يبين كون هذا يقبل ولا يقبل ، ما هو إلا اصطلاح منكم ، والاصطلاح لا يغير الحقيقة ، بدليل بأن ما زعمتم غير ممكن ولا قابل قد جعله الله ممكنا وقابلاً ، فوصف ما ليس بحي وصفه بالموت ، وصف الجمادات بالموت ، ووصف الإنسان قبل أن تنفخ فيه الروح بالموت .
الجواب الثاني : أن نقول حتى الشيء الذي لا تحله الحياة فإن الله قادر على أن يجعله حياً ، فيصح نفي الحياة عنه وإن كان لا يقبلها بحسب العادة باعتبار أن الله قادر على أن يجعله حيا .
يعني لو قالوا إن الله ليس قائم بنفسه ولا بغيره ، وش معنى ذلك .؟ أنه معدوم ، لأن ما من موجود إلا وهو قائم بنفسه أو قائم بغيره ، المخلوقات كلها قائمة بغيرها ، قائمة بالله (( أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ )) يعني وهو الله ، والمقابل محذوف والتقدير : كمن لا يملك ذلك ، طيب إذا قلنا إن الله ليس قائما بنفسه ولا بغيره ، المعنى أن الله .؟
الطالب : معدوم .
الشيخ : أنه ليس ثمة إله .
" فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ قَالَ : لَا هُوَ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ وَلَا بِغَيْرِهِ وَلَا قَدِيمٌ وَلَا مُحْدَثٌ وَلَا مُتَقَدِّمٌ عَلَى الْعَالَمِ وَلَا مُقَارِنٌ لَهُ " صحيح هذا ، هذا كلام المؤلف واقع جدا ، أن الذي يقول إن الله لا داخل العالم ولا خارجه مثل الذي يقول إن الله ليس قديما ولا محدثا ولا قائما بنفسه ولا قائما بغيره ، وهذا بلا شك وصف له بالعدم تماماً . وهذا أي الطوائف التي يشير إليها المؤلف بهذا الكلام .؟ الغلاة الذين سلبوا عنه النفي والإثبات .
" وَمَنْ قَالَ : إنَّهُ لَيْسَ بِحَيِّ وَلَا مَيِّتٍ وَلَا سَمِيعٍ وَلَا بَصِيرٍ وَلَا مُتَكَلِّمٍ" وهؤلاء الذين نفوا عنه الصفات دون الأسماء وهم الجهمية والمعتزلة .
يقول المؤلف : " لَزِمَهُ أَنْ يَكُونَ مَيِّتًا " وش مقابل .؟ ليس بحي .
" أَصَمَّ " مقابل ولا سميع " أَعْمَى " مقابل ولا بصير " أَبْكَمَ " مقابل ولا متكلم " فَإِنْ قَالَ : الْعَمَى عَدَمُ الْبَصَرِ عَمَّا مَنْ شَأْنُهُ أَنْ يَقْبَلَ الْبَصَرَ وَمَا لَمْ يَقْبَلْ الْبَصَرَ كَالْحَائِطِ لَا يُقَالُ لَهُ أَعْمَى وَلَا بَصِير"
يعني زعم أن هذا من باب تقابل العدم والملكة " قِيلَ لَهُ : هَذَا اصْطِلَاحٌ اصْطَلَحْتُمُوهُ " وأنتم تقولون إن الجماد لا يوصف بالحياة والموت والله تعالى قد وصفه بالحياة والموت (( أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء )) واصطلاحكم هذا لا يغني عن الحقائق ولا يغير الألفاظ عن مدلولها .
" وَإِلَّا فَمَا يُوصَفُ بِعَدَمِ الْحَيَاةِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْكَلَامِ يُمْكِنُ وَصْفُهُ بِالْمَوْتِ وَالْعَمَى وَالْخَرَسِ وَالْعُجْمَةِ " . إذا هذا الاصطلاح هل يغير الحقائق ، لا ، ولهذا يقول الذي يوصف بعدم الحياة والسمع والبصر يقال هذا ليس بحي يمكن أن نقول إنه ميت ، الجدار ليس بحي ، الحديد ليس بحي ، يصح أن نصف ما ليس بحي بأنه ميت .
قال تعالى : (( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ )) .
كنتم أمواتاً متى هذا .؟ نطفاً قبل أن تنفخ فيهم الروح ، فسمى ما ليس بحيّ سماه ميتاً ، مع أن الموت كما هو معروف يرد على الحياة ، ومع ذلك سمى الله تعالى ما ليس ترده الحياة أي ما لم تحله الحياة ميت . فيقول المؤلف : " فَمَا يُوصَفُ بِعَدَمِ الْحَيَاةِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْكَلَامِ يُمْكِنُ وَصْفُهُ بِالْمَوْتِ وَالْعَمَى وَالْخَرَسِ وَالْعُجْمَةِ " واضح .؟ فاصطلاحكم ملغي .
الطالب : ما هي العجمة ؟
الشيخ : العجمة أي عدم الكلام .
الطالب : ... .
الشيخ : اصطلاح الفلاسفة هذا ، اصطلحوا على أن الشيء الذي ليس قابلا للاتصاف بهذا الوصف ، يجوز أن يسلب عنه الوصف وعدمه ، هذا اصطلاحهم .
قال المؤلف رحمه الله : " وَأَيْضًا " هذا جواب ثالث " فَكُلُّ مَوْجُودٍ يَقْبَلُ الِاتِّصَافَ بِهَذِهِ الْأُمُورِ وَنَقَائِضِهَا " من حيث قدرة الله ، قال : " فَإِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى جَعْلِ الْجَمَادِ حَيًّا " وإن كان في العادة ليس بحي لكن أليس الله قادر على أن يجعله حيا .؟ نعم ، والمثال على ذالك " كما جعل عصا موسى حية ابتلعت الحبال والعصي " أو لا يعني أنه جماد صار حيأ يتحرك ويريد ويقصد (( فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ )) . فبهذا تبين أن كل موجود يكن أن يكون حيا بإذن الله ، بالنسبة لقدرة الله يمكن أن يكون حيا ، الأرض يومئذ تحدث أخبارها ، فجعلها الله ناطقة ، والحصى سمع تسبيحه بيد النبي عليه الصلاة والسلام ، وسلّم عليه الحجر ، ومع هذا نقول أنه لا يقبل الكلام، صحيح أنه في الأصل لا يقبل الكلام لكن الله قادر على أن يجعله متكلماً ، هذان جوابان :
الجواب الأول : أن نقول إن التفريق يبين كون هذا يقبل ولا يقبل ، ما هو إلا اصطلاح منكم ، والاصطلاح لا يغير الحقيقة ، بدليل بأن ما زعمتم غير ممكن ولا قابل قد جعله الله ممكنا وقابلاً ، فوصف ما ليس بحي وصفه بالموت ، وصف الجمادات بالموت ، ووصف الإنسان قبل أن تنفخ فيه الروح بالموت .
الجواب الثاني : أن نقول حتى الشيء الذي لا تحله الحياة فإن الله قادر على أن يجعله حياً ، فيصح نفي الحياة عنه وإن كان لا يقبلها بحسب العادة باعتبار أن الله قادر على أن يجعله حيا .