تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكذلك لفظ التحيز : إن أراد به أن الله تحوزه المخلوقات فالله أعظم وأكبر ; بل قد وسع كرسيه السموات والأرض , وقد قال الله تعالى : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه )) . وقد ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يقبض الله الأرض ويطوي السموات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ )وفي حديث آخر : ( وإنه ليدحوها كما يدحو الصبيان بالكرة ) وفي حديث ابن عباس : ) ما السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم ). وإن أراد به أنه منحاز عن المخلوقات ; أي مباين لها منفصل عنها ليس حالا فيها فهو سبحانه كما قال أئمة السنة : فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه .". حفظ
الشيخ : ويقول " وَكَذَلِكَ لَفْظُ التَّحَيُّزِ " هذا المثال الثاني " إنْ أَرَادَ بِهِ أَنَّ اللَّهَ تَحُوزُهُ الْمَخْلُوقَاتُ فَاَللَّهُ أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ ، بَلْ قَدْ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ " هذه واحدة .
" وَإِنْ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ مُنْحَازٌ عَنْ الْمَخْلُوقَاتِ ، أَيْ مُبَايِنٌ لَهَا مُنْفَصِلٌ عَنْهَا لَيْسَ حَالًّا فِيهَا : فَهُوَ سُبْحَانَهُ كَمَا قَالَ أَئِمَّةُ السُّنَّةِ : فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ . "
أيضا في مسألة التحيز تفصيل ، فنقول إن أراد أن الله تبارك وتعالى في حيز بحيث تحيط به المخلوقات فهذا لا يجوز ، لأن الله تعالى أعظم وأجل من أن تحوزه المخلوقات ، فإنه كما قال المؤلف : " (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ )) ".
والكرسي كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( موضع القدمين ) فإذا كان موضع القدمين قد وسع السموات والأرض ، يعني أحاط بهما السماوات والأرض جميعاً ، فما بالك بالعرش ، وما بالك بالخالق . نعم .
" وقد قال الله تعالى : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه )) " كل السموات السبع مطويات بيمينه ، كما قال تعالى : (( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ )) فمن هذا شأنه ، هل يمكن أن تحيط به المخلوقات .؟ لا ، لا يمكن .
طيب : " وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ ؟ ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : ( وَإِنَّهُ لَيَدْحُوهَا كَمَا يَدْحُو الصِّبْيَانَ بِالْكُرَةِ ) ". يعني أن الله سبحانه وتعالى يقبض السموات مثل ما يقبض الصبي الكرة ويدحوها بيده ، وتعالى الله أن يشبه .
"َ وفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ( مَا السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُونَ السَّبْعُ وَمَا فِيهِنَّ فِي يَدِ الرَّحْمَنِ إلَّا كَخَرْدَلَةِ فِي يَدِ أَحَدِكُمْ ) ". الخردلة معروفة ، حبة صغيرة يضرب بها المثل في الصغر ، السموات والأرضون في يد الرب سبحانه وتعالى كخردلة في يد أحدكم ، وهذا أيضاً على سبيل التقريب لا التحقيق ، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء ، بل هي أصغر من ذلك .
" وَإِنْ أَرَادَ " هذا قسيم قوله : " إن أراد ... " .
" وَإِنْ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ مُنْحَازٌ عَنْ الْمَخْلُوقَاتِ ، أَيْ مُبَايِنٌ لَهَا مُنْفَصِلٌ عَنْهَا لَيْسَ حَالًّا فِيهَا : فَهُوَ سُبْحَانَهُ كَمَا قَالَ أَئِمَّةُ السُّنَّةِ : فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ . ".
خلاصة القاعدة هذه أن ما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته وغيرها من أمور الغيب ، وش الواجب علينا .؟ أن نؤمن به وإن لم نفهم معناه ، إن فهمنا معناه فهذا خير ، وإن لم نفهم فعلينا أن نسلم .
وأما ما تنازع فيه الناس المتأخرون من هذه الكلمات ، فما هو الواجب نحوها .؟
واحد : بالنسبة للفظ .؟ نتوقف فيه ، ما نثبته ولا ننفيه ، لأنه لم يرد نفيه ولا إثباته ، فموقفنا نحن أن نتوقف .
وبالنسبة لمعناه : وش الواجب .؟ أن نستفصل ، نسأل الذي أوردها، إن أراد به حقا يليق بالله سبحانه وتعالى ، فالواجب قبوله ، وإن لم يرد حقا بل أراد ما ينافي كمال الله ، فالواجب علينا أن نرده ، هذه القاعدة ، مثل المؤلف للقاعدة بأي شيء .؟
بمثالين : المثال الأول الجهة ، وتحت هذا المثال شيئان ، والمثال الثاني الحيز .
الحيز نقزل له ماذا تريد أن الله في حيز .؟ إن أردت أن المخلوقات تحوزه فهذا باطل ، لأن الله أعظم من أن تحوزه المخلوقات ، وإن أردت بأنه منحاز ، بحيث في مكان بائن من الخلق عالٍ عليهم ، فالله سبحانه وتعالى كما قال أهل السنة : ( بائن من خلقه ) والمعنى أننا نقر بذلك لأن هذا طريقة أئمة السنة .
" وَإِنْ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ مُنْحَازٌ عَنْ الْمَخْلُوقَاتِ ، أَيْ مُبَايِنٌ لَهَا مُنْفَصِلٌ عَنْهَا لَيْسَ حَالًّا فِيهَا : فَهُوَ سُبْحَانَهُ كَمَا قَالَ أَئِمَّةُ السُّنَّةِ : فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ . "
أيضا في مسألة التحيز تفصيل ، فنقول إن أراد أن الله تبارك وتعالى في حيز بحيث تحيط به المخلوقات فهذا لا يجوز ، لأن الله تعالى أعظم وأجل من أن تحوزه المخلوقات ، فإنه كما قال المؤلف : " (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ )) ".
والكرسي كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( موضع القدمين ) فإذا كان موضع القدمين قد وسع السموات والأرض ، يعني أحاط بهما السماوات والأرض جميعاً ، فما بالك بالعرش ، وما بالك بالخالق . نعم .
" وقد قال الله تعالى : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه )) " كل السموات السبع مطويات بيمينه ، كما قال تعالى : (( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ )) فمن هذا شأنه ، هل يمكن أن تحيط به المخلوقات .؟ لا ، لا يمكن .
طيب : " وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ ؟ ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : ( وَإِنَّهُ لَيَدْحُوهَا كَمَا يَدْحُو الصِّبْيَانَ بِالْكُرَةِ ) ". يعني أن الله سبحانه وتعالى يقبض السموات مثل ما يقبض الصبي الكرة ويدحوها بيده ، وتعالى الله أن يشبه .
"َ وفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ( مَا السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُونَ السَّبْعُ وَمَا فِيهِنَّ فِي يَدِ الرَّحْمَنِ إلَّا كَخَرْدَلَةِ فِي يَدِ أَحَدِكُمْ ) ". الخردلة معروفة ، حبة صغيرة يضرب بها المثل في الصغر ، السموات والأرضون في يد الرب سبحانه وتعالى كخردلة في يد أحدكم ، وهذا أيضاً على سبيل التقريب لا التحقيق ، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء ، بل هي أصغر من ذلك .
" وَإِنْ أَرَادَ " هذا قسيم قوله : " إن أراد ... " .
" وَإِنْ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ مُنْحَازٌ عَنْ الْمَخْلُوقَاتِ ، أَيْ مُبَايِنٌ لَهَا مُنْفَصِلٌ عَنْهَا لَيْسَ حَالًّا فِيهَا : فَهُوَ سُبْحَانَهُ كَمَا قَالَ أَئِمَّةُ السُّنَّةِ : فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ . ".
خلاصة القاعدة هذه أن ما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته وغيرها من أمور الغيب ، وش الواجب علينا .؟ أن نؤمن به وإن لم نفهم معناه ، إن فهمنا معناه فهذا خير ، وإن لم نفهم فعلينا أن نسلم .
وأما ما تنازع فيه الناس المتأخرون من هذه الكلمات ، فما هو الواجب نحوها .؟
واحد : بالنسبة للفظ .؟ نتوقف فيه ، ما نثبته ولا ننفيه ، لأنه لم يرد نفيه ولا إثباته ، فموقفنا نحن أن نتوقف .
وبالنسبة لمعناه : وش الواجب .؟ أن نستفصل ، نسأل الذي أوردها، إن أراد به حقا يليق بالله سبحانه وتعالى ، فالواجب قبوله ، وإن لم يرد حقا بل أراد ما ينافي كمال الله ، فالواجب علينا أن نرده ، هذه القاعدة ، مثل المؤلف للقاعدة بأي شيء .؟
بمثالين : المثال الأول الجهة ، وتحت هذا المثال شيئان ، والمثال الثاني الحيز .
الحيز نقزل له ماذا تريد أن الله في حيز .؟ إن أردت أن المخلوقات تحوزه فهذا باطل ، لأن الله أعظم من أن تحوزه المخلوقات ، وإن أردت بأنه منحاز ، بحيث في مكان بائن من الخلق عالٍ عليهم ، فالله سبحانه وتعالى كما قال أهل السنة : ( بائن من خلقه ) والمعنى أننا نقر بذلك لأن هذا طريقة أئمة السنة .