تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما الحديث الآخر : فهو في الصحيح مفسرا : { يقول الله عبدي ! جعت فلم تطعمني فيقول : رب ! كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلانا جاع فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي عبدي ! مرضت فلم تعدني فيقول : رب ! كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلو عدته لوجدتني عنده } وهذا صريح في أن الله سبحانه لم يمرض ولا يجع ولكن مرض عبده وجاع عبده فجعل جوعه جوعه ومرضه مرضه مفسرا ذلك بأنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ولو عدته لوجدتني عنده ; فلم يبق في الحديث لفظ يحتاج إلى تأويل ". حفظ
الشيخ : " وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْآخَرُ : فَهُوَ فِي الصَّحِيحِ مُفَسَّرًا : ( يَقُولُ اللَّهُ عَبْدِي جُعْت فَلَمْ تُطْعِمْنِي فَيَقُولُ : رَبِّ كَيْفَ أُطْعِمُك وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ فَيَقُولُ : أَمَا عَلِمْت أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا جَاعَ فَلَوْ أَطْعَمْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي ، عَبْدِي مَرِضْت فَلَمْ تَعُدْنِي فَيَقُولُ : رَبِّ كَيْفَ أَعُودُك وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ فَيَقُولُ : أَمَا عَلِمْت أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَوْ عُدْته لَوَجَدْتنِي عِنْدَهُ ) وَهَذَا صَرِيحٌ فِي أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَمْرَضْ وَلَا يَجُعْ " لأن الله سبحانه وتعالى نفس الذي قال جعت ومرضت ، فسر المراد ، وأن المراد بجوع الله سبحانه وتعالى هو جوع هذا العبد الذي من أولياء الله ، وأن المراد أيضا بمرضه مرض هذا العبد من عبيد الله ، الذي هو من أوليائه ، فهنا فسر الله مراده بنفسه ، فلا نحتاج نحن أن نفسر أو أن نقول أن المراد بجعت يعني الله جاع ، مرضت يعني أن الله مرض ، كلا ليس هذا هو المراد بنص الحديث ، وحينئذ نحتاج نحن أن نأوله بأنفسنا ، أو ما نحتاج .؟ ما دام أن المتكلم وهو أعلم بكلامه من غير هو الذي فسره ، فحينئذ ما يحتاج إلى تأويل ولا يحتاج أن نقول ظاهره غير مراد ، لأن الظاهر هذا ليس هو المقصود .
الأخ لو تفسر لي المثل الأول .؟ ما هو المثال الأول .؟
الطالب : ... .
الشيخ : جعت فلم تطعمني ... والثاني .؟
الطالب : ... .
الشيخ : والثالث .؟ الحجر الأسود يمين الله في الأرض ، فمن صافحه أو قبَّله فكأنما صافح الله أو قبل يمينه ، قلنا في حديث ابن عباس هذا أنه لا يدل على ما ذكروه من أن الحجر هو نفس يمين الله ، السبب .؟ لأنه قال أولا : ( يمين الله في الأرض ) ويمين الله ليست في الأرض ، والثاني : أنه قال : ( فكأنما صافح يمين الله أو قبله يمينه ) والمشبه ليس المشبه به .
وأما المثال الثاني : ( جعت فلم تطعمني ومرضت فلم تعدني ... ) نقول هذا فسره الله تبارك وتعالى بنفسه ، فلا نحتاج إلى أن نفسره نحن ونأوله ، بل ولا يجوز أن نقول إن ظاهره أن الله هو الذي جاع ، أو الذي مرض ، والسبب لأنه ما يجوز أن نقول أن الله هو الذي جاع أو مرض .؟ لأن الله نفسه ... .
الطالب : ... .
الشيخ : لا نريد أن نخرج من اللفظ لا من المعنى .
لأن الله نفسه بين ذلك ، وأن المراد جوع هذا العبد ومرض هذا العبد .
يقول المؤلف رحمه الله : " وَلَكِنْ مَرِضَ عَبْدُهُ وَجَاعَ عَبْدُهُ فَجَعَلَ جُوعَهُ جُوعَهُ وَمَرَضَهُ مَرَضَهُ مُفَسِّرًا ذَلِكَ بِأَنَّك لَوْ أَطْعَمْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي وَلَوْ عُدْته لَوَجَدْتنِي عِنْدَهُ ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْحَدِيثِ لَفْظٌ يَحْتَاجُ إلَى تَأْوِيلٍ " والله أعلم .