قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. حفظ
الطالب : " وأما قوله : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن )، فإنه ليس في ظاهره أن القلب متصل بالأصابع ولا مماس لها ، ولا أنها في جوفه ، ولا في قول القائل هذا بين يدي ما يقتضي مباشرته ليديه ، وإذا قيل : السحاب المسخر بين السماء والأرض لم يقتض أن يكون مماسا للسماء والأرض ونظائر هذا كثيرة .
ومما يشبه هذا القول أن يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما قيل في قوله : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) ؟ فقيل هو مثل قوله : (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )) ؟ فهذا ليس مثل هذا ; لأنه هنا أضاف الفعل إلى الأيدي ; فصار شبيها بقوله : (( فبما كسبت أيديكم )) وهنا أضاف الفعل إليه فقال : (( لما خلقت )) ثم قال : (( بيدي )) وأيضا : فإنه هنا ذكر نفسه المقدسة بصيغة المفرد وفي اليدين ذكر لفظ التثنية كما في قوله : (( بل يداه مبسوطتان )) وهناك أضاف الأيدي إلى صيغة الجمع فصار كقوله : (( تجري بأعيننا )) . وهذا في الجمع نظير قوله : (( بيده الملك )) و (( بيده الخير )) في المفرد ، فالله سبحانه وتعالى يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد مظهرا أو مضمرا وتارة بصيغة الجمع كقوله : (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا )) وأمثال ذلك . ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية قط ; لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه ; وربما تدل على معاني أسمائه ، وأما صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور وهو مقدس عن ذلك ، فلو قال : ما منعك أن تسجد لما خلقت يديّ ، لما كان كقوله : (( مما عملت أيدينا )) وهو نظير قوله : (( بيده الملك ))و (( بيده الخير )) ، ولو قال خلقت بصيغة الإفراد لكان مفارقا له ; فكيف إذا قال خلقت بيدي ؟ بصيغة التثنية ، هذا مع دلالات الأحاديث المستفيضة بل المتواترة وإجماع السلف على مثل ما دل عليه القرآن كما هو مبسوط في موضعه مثل قوله : ( المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) وأمثال ذلك .".
ومما يشبه هذا القول أن يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما قيل في قوله : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) ؟ فقيل هو مثل قوله : (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )) ؟ فهذا ليس مثل هذا ; لأنه هنا أضاف الفعل إلى الأيدي ; فصار شبيها بقوله : (( فبما كسبت أيديكم )) وهنا أضاف الفعل إليه فقال : (( لما خلقت )) ثم قال : (( بيدي )) وأيضا : فإنه هنا ذكر نفسه المقدسة بصيغة المفرد وفي اليدين ذكر لفظ التثنية كما في قوله : (( بل يداه مبسوطتان )) وهناك أضاف الأيدي إلى صيغة الجمع فصار كقوله : (( تجري بأعيننا )) . وهذا في الجمع نظير قوله : (( بيده الملك )) و (( بيده الخير )) في المفرد ، فالله سبحانه وتعالى يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد مظهرا أو مضمرا وتارة بصيغة الجمع كقوله : (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا )) وأمثال ذلك . ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية قط ; لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه ; وربما تدل على معاني أسمائه ، وأما صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور وهو مقدس عن ذلك ، فلو قال : ما منعك أن تسجد لما خلقت يديّ ، لما كان كقوله : (( مما عملت أيدينا )) وهو نظير قوله : (( بيده الملك ))و (( بيده الخير )) ، ولو قال خلقت بصيغة الإفراد لكان مفارقا له ; فكيف إذا قال خلقت بيدي ؟ بصيغة التثنية ، هذا مع دلالات الأحاديث المستفيضة بل المتواترة وإجماع السلف على مثل ما دل عليه القرآن كما هو مبسوط في موضعه مثل قوله : ( المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) وأمثال ذلك .".