تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما قوله : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) فإنه ليس في ظاهره أن القلب متصل بالأصابع ولا مماس لها ولا أنها في جوفه ولا في قول القائل هذا بين يدي ما يقتضي مباشرته ليديه وإذا قيل : السحاب المسخر بين السماء والأرض لم يقتض أن يكون مماسا للسماء والأرض ونظائر هذا كثيرة .". حفظ
الشيخ : طيب نبدأ الدرس الجديد اليوم . قال : " وَأَمَّا قَوْلُهُ : ( قُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ ) فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي ظَاهِرِهِ أَنَّ الْقَلْبَ مُتَّصِلٌ بِالْأَصَابِعِ " . نعم : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) هم يقولون : هذا المعنى باطل ، لأنه لا يمكن أن يصير القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن ، إذن فالمراد به معنى خلاف هذا الظاهر ، يجب أن يؤل فيقال : قلوب العباد ... كناية عن تصريف الخلق ، وليس معنى ذلك أن القلوب نفسها بين أصبعين من أصابع الرحمن .
فرد المؤلف عليهم بقوله : " لَيْسَ فِي ظَاهِرِهِ أَنَّ الْقَلْبَ مُتَّصِلٌ بِالْأَصَابِعِ وَلَا مُمَاسٌّ لَهَا وَلَا أَنَّهَا فِي جَوْفِهِ " هل فيه حديث يقول بين أصبعين من أصابع الرحمن متصلا بها .؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، أو مماس لها .؟ ما قال ذلك ، ولا أنها في جوفه .؟ ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن في جوف الرحمن ، ما قال هذا ، إذا نشوف لها نظير : " وَلَا فِي قَوْلِ الْقَائِلِ : هَذَا بَيْنَ يَدَيَّ مَا يَقْتَضِي مُبَاشَرَتَهُ لِيَدَيْهِ " الآن أنا أقول : هذا الكتاب بين يدي ، فإذا أبعدت يدي عنه ، هذا الكتاب بين يدي صحيح أو لا .؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : هل يقتضي أن يدي مسته .؟ لا ، ما يلزم أن يدي قد مسته ، ربما أقول كل الطلبة الذين أمامي بين يدي ، ومع ذلك فهذا لا يستلزم أن أكون مماسا لهم ، يعني أن يدي قد مستهم مثلا، ليس بلازم .
" وَإِذَا قِيلَ : السَّحَابُ الْمُسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " يعني إذا قال الإنسان هذا الكلام ، وهذا اللفظ أيضا موجود في القرآن (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دآبة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) إذا قيل السحاب المسخر بين السماء والأرض شف بين السماء والأرض ، هل يلزم أن يكون السماء والأرض قد ماست هذا السحاب .؟ لا أبدا ، هي ما مسته ، هو بينها لكن بعيد عنها .
قال كذلك أيضا : " وَإِذَا قِيلَ : السَّحَابُ الْمُسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمْ يَقْتَضِ أَنْ يَكُونَ مُمَاسًّا لِلسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَنَظَائِرُ هَذَا كَثِيرَةٌ " إذا تبين أن كلمة بين لا تقتضي المماسة ، فإن قول : ( إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) لا يقتضي أن تكون هذه القلوب مماسة للأصابع ...
طيب إذا كان لا يقبل أن يكون هذه القلوب مماسة للأصابع فيبقى الحديث على ظاهره أو يجب أن يحرف عن ظاهره .؟ يجب أن يبقى على ظاهره ويقال : إن هذه البينية التي تكون القلوب فيها بين أصابع الرحمن هي بينية حقيقية ، لا يلزم منها المماسة ، بل أقول أيضا : ولا يلزم أن تكون هذه البينية مشابهة لبينية المخلوق ، بل إنها ليست مشابهة بالتأكيد .
فرد المؤلف عليهم بقوله : " لَيْسَ فِي ظَاهِرِهِ أَنَّ الْقَلْبَ مُتَّصِلٌ بِالْأَصَابِعِ وَلَا مُمَاسٌّ لَهَا وَلَا أَنَّهَا فِي جَوْفِهِ " هل فيه حديث يقول بين أصبعين من أصابع الرحمن متصلا بها .؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، أو مماس لها .؟ ما قال ذلك ، ولا أنها في جوفه .؟ ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن في جوف الرحمن ، ما قال هذا ، إذا نشوف لها نظير : " وَلَا فِي قَوْلِ الْقَائِلِ : هَذَا بَيْنَ يَدَيَّ مَا يَقْتَضِي مُبَاشَرَتَهُ لِيَدَيْهِ " الآن أنا أقول : هذا الكتاب بين يدي ، فإذا أبعدت يدي عنه ، هذا الكتاب بين يدي صحيح أو لا .؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : هل يقتضي أن يدي مسته .؟ لا ، ما يلزم أن يدي قد مسته ، ربما أقول كل الطلبة الذين أمامي بين يدي ، ومع ذلك فهذا لا يستلزم أن أكون مماسا لهم ، يعني أن يدي قد مستهم مثلا، ليس بلازم .
" وَإِذَا قِيلَ : السَّحَابُ الْمُسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " يعني إذا قال الإنسان هذا الكلام ، وهذا اللفظ أيضا موجود في القرآن (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دآبة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) إذا قيل السحاب المسخر بين السماء والأرض شف بين السماء والأرض ، هل يلزم أن يكون السماء والأرض قد ماست هذا السحاب .؟ لا أبدا ، هي ما مسته ، هو بينها لكن بعيد عنها .
قال كذلك أيضا : " وَإِذَا قِيلَ : السَّحَابُ الْمُسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمْ يَقْتَضِ أَنْ يَكُونَ مُمَاسًّا لِلسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَنَظَائِرُ هَذَا كَثِيرَةٌ " إذا تبين أن كلمة بين لا تقتضي المماسة ، فإن قول : ( إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) لا يقتضي أن تكون هذه القلوب مماسة للأصابع ...
طيب إذا كان لا يقبل أن يكون هذه القلوب مماسة للأصابع فيبقى الحديث على ظاهره أو يجب أن يحرف عن ظاهره .؟ يجب أن يبقى على ظاهره ويقال : إن هذه البينية التي تكون القلوب فيها بين أصابع الرحمن هي بينية حقيقية ، لا يلزم منها المماسة ، بل أقول أيضا : ولا يلزم أن تكون هذه البينية مشابهة لبينية المخلوق ، بل إنها ليست مشابهة بالتأكيد .