تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ومما يشبه هذا القول أن يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما قيل في قوله : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) ؟ فقيل هو مثل قوله : (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )) ؟ فهذا ليس مثل هذا ; لأنه هنا أضاف الفعل إلى الأيدي ; فصار شبيها بقوله : (( فبما كسبت أيديكم )) وهنا أضاف الفعل إليه فقال : (( لما خلقت )) ثم قال : (( بيدي )) , وأيضا : فإنه هنا ذكر نفسه المقدسة بصيغة المفرد وفي اليدين ذكر لفظ التثنية كما في قوله : (( بل يداه مبسوطتان ))وهناك أضاف الأيدي إلى صيغة الجمع فصار كقوله : (( تجري بأعيننا )) . ". حفظ
الشيخ : " وَمِمَّا يُشْبِهُ هَذَا الْقَوْلَ أَنْ يُجْعَلَ اللَّفْظُ نَظِيرًا لِمَا لَيْسَ مِثْلَهُ"
مما يشبه هذا القول ، وش هذا القول .؟ يعني القول بأن ظاهر النص باطل فيجب أن يحرف .
" كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ تعالى : (( مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )) ".
الخطاب للشيطان والمراد بـ ( ما ) في قوله : (( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ))من .؟ آدم ، أن تسجد لما خلقت ، أي لآدم الذي خلقته بيدي ، وهنا نسأل الأخ لماذا قال : (( لما خلقت بيدي )) ولم يقل : لمن خلقت ، مع أن آدم عاقل ، والمعروف أن ( من ) للعاقل و ( ما ) لغير العاقل .؟
الطالب : ... .
الشيخ : ... المعهد فيه هذا ، أحد منكم يعرف الجواب .؟ أو ما فهمتم حتى الإشكال .؟
السؤال : (( أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )) من المراد بـما خلقت بيدي .؟
الطالب : آدم .
الشيخ : طيب آدم عاقل أو لا .؟
الطالب : عاقل .
الشيخ : طيب لماذا لم يقل لمن خلقت .؟ لأن من للعاقل وما لغير العاقل هذا السؤال .؟
الطالب : لأن آدم خلق من تراب ... .
الشيخ : لكن هذا خروج عن الأصل ، ولا يمكن أن تخرج عن الأصل إلا بفائدة ، وهذا هو المسؤول عنه ، ليس المسؤول أنه هل تستعمل أو لا تستعمل ، هذا معروف ، هذا القرآن أعرف شيء ، لكن يجب أن تعرفوا نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : يجب أن تعرفوا أنها تكون للعاقل إذا قصد مجرد الشخص لا إذا قصدت المعاني التي اتصف بها الشخص . فإذا قصد بها مجرد الشخص تقول ( من ) وإذا قصد المعاني التي اتصف بها الشخص تقول ( ما ) كقوله : (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء )) ما طاب بأي شيء .؟ بالصفات ، لأن المرأة تطيب بصفاتها ( تنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ... ) لا لمجرد أنها امرأة ولكن لصفاتها .
(( لما خلقت بيدي )) هنا المقصود تغليب المعنى على الشخصية ، لأن كون الله خلقه بيده أمر لا يشاركه فيه أحد ، لكن مجرد أنه مخلوق يشاركه أحد أو لا .؟ كل الخلق يشارك ، آدم مخلوق والكلب مخلوق والحمار مخلوق إلى آخره ، أو لا .؟ لكن المعنى الذي تميز به آدم عليه الصلاة والسلام هو أن الله خلقه بيده ، فكونه خلقه بيده معنى زائد على مجرد الشخصية العاقلة ، ولهذا قال : (( لما خلقت )).
جواب إبليس : (( قال أأسجد لمن خلقت طينا )) فلم يقل : لما خلقت طيناً ، بل : (( لمن خلقت )) لماذا .؟ إنكاراً للفضائل والمعاني التي تميز بها آدم ، وجعلا له كأنه خلق خلقاً عادياً كغيره ، مراعا فيها الشخصية دون الصفات والمعاني ، فإذا ( ما ) تأتي لغير العاقل إلا ملاحظا فيها معنى غير العقلية ، وهي المعاني والصفات سواء كانت حميدة أو غير حميدة .
الطالب : ... .
الشيخ : ... (( أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )) .
يقول : " مما يشبه هذا القول أن يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما قيل في قوله : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) فَقِيلَ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ : (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا )) فَهَذَا لَيْسَ مِثْلَ هَذَا " .
لو قال قائل : إن آدم لم يخلق بيد الله لأن الله قال : (( لما خلقت بيدي )) فهو كقوله : (( مما عملت أيدينا أنعاماً )) .
ومن المعلوم أن هذه الأنعام وهي الأبل لم يخلقها الله بيده ، ومع ذلك قال : (( مما عملت أيدينا )) وش قصده يقول هذا مثل هذا .؟ لأجل أن ينكر اليد الحقيقة ، لأنه من المعلوم أن الله خلق الإبل بقدرته أو بيده . ؟ بقدرته ، فهو يقول : أنا سأجعل : (( لما خلقت بيدي )) بقدرتي ، وأجعلها مثل قوله : (( مما عملت أيدينا )) لأننا نعلم أن الله ما خلق هذه البهائم بيده ، لكنها من عمل يده ، فهم يقولون اللفظ : (( لما خلقت بيدي )) مثل قوله : (( مما عملت أيدينا )) لماذا .؟ لأجل أن يقولوا هذا : (( لما خلقت بيدي )) لا يستلزم إثبات اليد الحقيقية لله عز وجل ، وإنما المراد بها القدرة والقوة .
يقول شيخ الإسلام : " فَهَذَا لَيْسَ مِثْلَ هَذَا " معلوم ، فهذا أيهم .؟ الأخير ، ليس مثل هذا مثل الأول " لِأَنَّهُ هُنَا أَضَافَ الْفِعْلَ إلَى الْأَيْدِي ". وين هذا : (( مما عملت أيدينا )) ما قال : مما عملنا ، لكن (( مما خلقت بيدي )) أضاف الخلق إليه ، وجعل اليدين مخلوقاً بهما ، وهو الخالق . أما هنا فجعل الأنعام مفعولاً وهو الفاعل ، ولم يجعل هناك واسطة بين فعله ومفعوله .
قال : " فصار شبيها بقوله : بمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهمْ " هل في القرآن أيديهم .؟
الطالب : في نسخة ... .
الشيخ : لا قصدي هل في القرآن هذا اللفظ .؟ بمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهمْ ، بما كسبت أيدي الناس ، صحيح موجود : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس )) . على كل حال راجعوها ، عندكم المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ، يمكن تراجعونها وتعلموني عنها غدا.
طيب يقول : " وَهُنَا أَضَافَ الْفِعْلَ إلَيْهِ فَقَالَ : (( لِمَا خَلَقْتُ )) ثُمَّ قَالَ : (( بِيَدَيَّ )) ".
نعم لو قال : ما منعك أن تسجد لما خلقت أيدينا ، لكان مثل : مما عملت أيدينا ، أما هنا فأضاف الخلق إليه ، لما خلقت ، ثم جعل اليدين مخلوقاً بهما .
مثال ذلك ليتضح الأمر : قطعت اللحم بالسكين ، هذه فهمنا الآن أن السكين غير نفسي أو هي نفسي .؟ غيرها .
(( لما خلقت بيدي )) فهمنا أن اليدين غير ذات الله ، فليست هي ذات الله ، بل هي معنى آخر زائد .
لكن : (( مما عملت أيدينا )) ما المراد .؟ أي مما عملنا ، كما في قوله بما كسبت أيديهم ، إن كانت هذه من القرآن ، أي بما كسبوا ، وإنما أضيف الفعل إلى الأيدي لأنها آلة الفعل غالبا .
قال المؤلف : " وَأَيْضًا : فَإِنَّهُ هُنَا ذَكَرَ نَفْسَهُ الْمُقَدَّسَةَ بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ وَفِي الْيَدَيْنِ ذَكَرَ لَفْظَ التَّثْنِيَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ : (( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ )) وَهُنَاكَ أَضَافَ الْأَيْدِيَ إلَى صِيغَةِ الْجَمْعِ فَصَارَ كَقَوْلِهِ : (( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا )) ".
هنا يقول المؤلف : " فإنه هنا ذكر نفسه المقدسة بصيغة المفرد " وين بصبغة المفرد .؟ ( بيدي ) أصلها ( يدين لي ) ، فحذفت اللام ثم أضيفت اليدين إلى ضمير المفرد ( بيدي ) .
و ( بأيدينا ) مثلها أو لا .؟ (( مما عملت أيدينا )) .؟
( بيدي ) أضاف الهاء إلى المفرد ، وهناك أضيفت إلى الجمع ، كذلك المضاف في قوله (( بيدي )) مثنى ، والمضاف في قوله (( أيدينا )) جمع ، فكيف يجعل هذا مثل هذا .؟ فصار الفرق الآن :
أولا : (( مما عملت أيدينا )) أضاف الفعل إلى الأيدي .
و : (( لما خلقت بيدي )) أضاف الفعل إلى نفسه .
ثانيا : (( مما عملت أيدينا )) أضاف الأيدي إلى ضمير الجمع
و : (( لما خلقت بيدي )) أضافها إلى مفرد . هذين فرقين .
الفرق الثالث : (( لما خلقت بيدي )) مثنى ، المضاف مثنى ، و : (( مما عملت أيدينا )) المضاف جمع . فكيف مع هذه الفروق الثلاثة نجعل هذه مثل هذه ، ما يمكن هذا ، والله الموفق.
مما يشبه هذا القول ، وش هذا القول .؟ يعني القول بأن ظاهر النص باطل فيجب أن يحرف .
" كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ تعالى : (( مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )) ".
الخطاب للشيطان والمراد بـ ( ما ) في قوله : (( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ))من .؟ آدم ، أن تسجد لما خلقت ، أي لآدم الذي خلقته بيدي ، وهنا نسأل الأخ لماذا قال : (( لما خلقت بيدي )) ولم يقل : لمن خلقت ، مع أن آدم عاقل ، والمعروف أن ( من ) للعاقل و ( ما ) لغير العاقل .؟
الطالب : ... .
الشيخ : ... المعهد فيه هذا ، أحد منكم يعرف الجواب .؟ أو ما فهمتم حتى الإشكال .؟
السؤال : (( أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )) من المراد بـما خلقت بيدي .؟
الطالب : آدم .
الشيخ : طيب آدم عاقل أو لا .؟
الطالب : عاقل .
الشيخ : طيب لماذا لم يقل لمن خلقت .؟ لأن من للعاقل وما لغير العاقل هذا السؤال .؟
الطالب : لأن آدم خلق من تراب ... .
الشيخ : لكن هذا خروج عن الأصل ، ولا يمكن أن تخرج عن الأصل إلا بفائدة ، وهذا هو المسؤول عنه ، ليس المسؤول أنه هل تستعمل أو لا تستعمل ، هذا معروف ، هذا القرآن أعرف شيء ، لكن يجب أن تعرفوا نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : يجب أن تعرفوا أنها تكون للعاقل إذا قصد مجرد الشخص لا إذا قصدت المعاني التي اتصف بها الشخص . فإذا قصد بها مجرد الشخص تقول ( من ) وإذا قصد المعاني التي اتصف بها الشخص تقول ( ما ) كقوله : (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء )) ما طاب بأي شيء .؟ بالصفات ، لأن المرأة تطيب بصفاتها ( تنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ... ) لا لمجرد أنها امرأة ولكن لصفاتها .
(( لما خلقت بيدي )) هنا المقصود تغليب المعنى على الشخصية ، لأن كون الله خلقه بيده أمر لا يشاركه فيه أحد ، لكن مجرد أنه مخلوق يشاركه أحد أو لا .؟ كل الخلق يشارك ، آدم مخلوق والكلب مخلوق والحمار مخلوق إلى آخره ، أو لا .؟ لكن المعنى الذي تميز به آدم عليه الصلاة والسلام هو أن الله خلقه بيده ، فكونه خلقه بيده معنى زائد على مجرد الشخصية العاقلة ، ولهذا قال : (( لما خلقت )).
جواب إبليس : (( قال أأسجد لمن خلقت طينا )) فلم يقل : لما خلقت طيناً ، بل : (( لمن خلقت )) لماذا .؟ إنكاراً للفضائل والمعاني التي تميز بها آدم ، وجعلا له كأنه خلق خلقاً عادياً كغيره ، مراعا فيها الشخصية دون الصفات والمعاني ، فإذا ( ما ) تأتي لغير العاقل إلا ملاحظا فيها معنى غير العقلية ، وهي المعاني والصفات سواء كانت حميدة أو غير حميدة .
الطالب : ... .
الشيخ : ... (( أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )) .
يقول : " مما يشبه هذا القول أن يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما قيل في قوله : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) فَقِيلَ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ : (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا )) فَهَذَا لَيْسَ مِثْلَ هَذَا " .
لو قال قائل : إن آدم لم يخلق بيد الله لأن الله قال : (( لما خلقت بيدي )) فهو كقوله : (( مما عملت أيدينا أنعاماً )) .
ومن المعلوم أن هذه الأنعام وهي الأبل لم يخلقها الله بيده ، ومع ذلك قال : (( مما عملت أيدينا )) وش قصده يقول هذا مثل هذا .؟ لأجل أن ينكر اليد الحقيقة ، لأنه من المعلوم أن الله خلق الإبل بقدرته أو بيده . ؟ بقدرته ، فهو يقول : أنا سأجعل : (( لما خلقت بيدي )) بقدرتي ، وأجعلها مثل قوله : (( مما عملت أيدينا )) لأننا نعلم أن الله ما خلق هذه البهائم بيده ، لكنها من عمل يده ، فهم يقولون اللفظ : (( لما خلقت بيدي )) مثل قوله : (( مما عملت أيدينا )) لماذا .؟ لأجل أن يقولوا هذا : (( لما خلقت بيدي )) لا يستلزم إثبات اليد الحقيقية لله عز وجل ، وإنما المراد بها القدرة والقوة .
يقول شيخ الإسلام : " فَهَذَا لَيْسَ مِثْلَ هَذَا " معلوم ، فهذا أيهم .؟ الأخير ، ليس مثل هذا مثل الأول " لِأَنَّهُ هُنَا أَضَافَ الْفِعْلَ إلَى الْأَيْدِي ". وين هذا : (( مما عملت أيدينا )) ما قال : مما عملنا ، لكن (( مما خلقت بيدي )) أضاف الخلق إليه ، وجعل اليدين مخلوقاً بهما ، وهو الخالق . أما هنا فجعل الأنعام مفعولاً وهو الفاعل ، ولم يجعل هناك واسطة بين فعله ومفعوله .
قال : " فصار شبيها بقوله : بمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهمْ " هل في القرآن أيديهم .؟
الطالب : في نسخة ... .
الشيخ : لا قصدي هل في القرآن هذا اللفظ .؟ بمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهمْ ، بما كسبت أيدي الناس ، صحيح موجود : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس )) . على كل حال راجعوها ، عندكم المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ، يمكن تراجعونها وتعلموني عنها غدا.
طيب يقول : " وَهُنَا أَضَافَ الْفِعْلَ إلَيْهِ فَقَالَ : (( لِمَا خَلَقْتُ )) ثُمَّ قَالَ : (( بِيَدَيَّ )) ".
نعم لو قال : ما منعك أن تسجد لما خلقت أيدينا ، لكان مثل : مما عملت أيدينا ، أما هنا فأضاف الخلق إليه ، لما خلقت ، ثم جعل اليدين مخلوقاً بهما .
مثال ذلك ليتضح الأمر : قطعت اللحم بالسكين ، هذه فهمنا الآن أن السكين غير نفسي أو هي نفسي .؟ غيرها .
(( لما خلقت بيدي )) فهمنا أن اليدين غير ذات الله ، فليست هي ذات الله ، بل هي معنى آخر زائد .
لكن : (( مما عملت أيدينا )) ما المراد .؟ أي مما عملنا ، كما في قوله بما كسبت أيديهم ، إن كانت هذه من القرآن ، أي بما كسبوا ، وإنما أضيف الفعل إلى الأيدي لأنها آلة الفعل غالبا .
قال المؤلف : " وَأَيْضًا : فَإِنَّهُ هُنَا ذَكَرَ نَفْسَهُ الْمُقَدَّسَةَ بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ وَفِي الْيَدَيْنِ ذَكَرَ لَفْظَ التَّثْنِيَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ : (( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ )) وَهُنَاكَ أَضَافَ الْأَيْدِيَ إلَى صِيغَةِ الْجَمْعِ فَصَارَ كَقَوْلِهِ : (( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا )) ".
هنا يقول المؤلف : " فإنه هنا ذكر نفسه المقدسة بصيغة المفرد " وين بصبغة المفرد .؟ ( بيدي ) أصلها ( يدين لي ) ، فحذفت اللام ثم أضيفت اليدين إلى ضمير المفرد ( بيدي ) .
و ( بأيدينا ) مثلها أو لا .؟ (( مما عملت أيدينا )) .؟
( بيدي ) أضاف الهاء إلى المفرد ، وهناك أضيفت إلى الجمع ، كذلك المضاف في قوله (( بيدي )) مثنى ، والمضاف في قوله (( أيدينا )) جمع ، فكيف يجعل هذا مثل هذا .؟ فصار الفرق الآن :
أولا : (( مما عملت أيدينا )) أضاف الفعل إلى الأيدي .
و : (( لما خلقت بيدي )) أضاف الفعل إلى نفسه .
ثانيا : (( مما عملت أيدينا )) أضاف الأيدي إلى ضمير الجمع
و : (( لما خلقت بيدي )) أضافها إلى مفرد . هذين فرقين .
الفرق الثالث : (( لما خلقت بيدي )) مثنى ، المضاف مثنى ، و : (( مما عملت أيدينا )) المضاف جمع . فكيف مع هذه الفروق الثلاثة نجعل هذه مثل هذه ، ما يمكن هذا ، والله الموفق.