مراجعة إطلاق القول أن ظاهر النصوص مراد أو غير مراد .؟ حفظ
الطالب : " تارة يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ حتى يجعلوه محتاجا إلى تأويل يخالف الظاهر ولا يكون كذلك " .
الشيخ : ولا يكون كذلك ، ولا يكون المعنى كذلك ، وإنما يكون ظاهرها حق يليق بجلاله .
الطالب : " وتارة يردون المعنى الحق الذي هو ظاهر اللفظ لاعتقادهم أنه باطل " .
الشيخ : يعني معنى ذلك الآن ، الثاني أنهم يردون ظاهر اللفظ وإن كان ظاهره صحيحا ، لكن هم يعتقدون أنه باطل فيردونه .
الطالب : " فالأول كما قالوا في قوله : ( عبدي جعت فلم تطعمني ) الحديث ، وفي الأثر الآخر : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه أو قبّله فكأنما صافح الله أو قبل يمينه ) " .
طالب : ( وقبل يمينه ).
الشيخ : لا ، ألم يقل أولا : ( فمن صافحه أو قبله ) ... .
الطالب : " وقوله : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) " .
الشيخ : بين أصبعين .؟ أنا عندي همزة قطع .
الطالب : " ( ... بين أصبعين من أصابع الرحمن ) ".
الشيخ : كم فيها من لغة .؟ يقول فيها عشر لغات ، وجمعت مع لغات أنملة في بيت واحد ، يقول فيه :
" وهَمْزَ أَنْمَلَةٍ ثَلِّثْ وثَالِثَهُ *** التِّسْعُ فِي إِصْبَعٍ واخْتِمْ بِأُصْبُوعِ "
وهَمْزَ أَنْمَلَةٍ ثَلِّثْ ، وش معنى ثلث .؟ يعني يجوز فيه ثلاث حركات ، أَنملة وأُنملة وإنملة ، وثالثه : ثالث أنملة أيضا ثلثه ، وين ثالثه .؟ الميم ، أَنمَلة وأَنمُلة وأَنمِلة ، إذا إذا ضربت ثلاثة التي في الأول في ثلاثة التي في الثالث ، كم يصير .؟ ثلاثة في ثلاثة تسعة .
يقول في الشطر الثاني : التِّسْعُ فِي إِصْبَعٍ ، يعني ثلث أوله وثلث ثالثه ، واخْتِمْ بِأُصْبُوعِ : فتكون عشر ، عشر لغات . معناه أنه ما يغلط الواحد ... يعني كل الحركات الثلاث جاءت في الهمزة والباء .
الطالب : " فقالوا : قد علم أن ليس في قلوبنا أصابع الحق ، فيقال لهم : لو أعطيتم النصوص حقها من الدلالة لعلمتم أنها لم تدل إلا على حق . أما الواحد فقوله : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبّل يمينه ) صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة لله ولا هو نفس يمينه ; لأنه قال : ( يمين الله في الأرض ) وقال : ( فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه) ومعلوم أن المشبه ليس هو المشبه به ".
الشيخ : ... فدل على أنه ليس المراد بالحجر منه حقيقة ...
الطالب : " ففي نفس الحديث بيان أن مستلمه ليس مصافحا لله ; وأنه ليس هو نفس يمينه ، فكيف يجعل ظاهره كفرا لأنه محتاج إلى التأويل . مع أن هذا الحديث إنما يعرف عن ابن عباس ؟ .
وأما الحديث الآخر : فهو في الصحيح مفسرا : ( يقول الله عبدي ! جعت فلم تطعمني فيقول : رب ! كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلانا جاع فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي عبدي ! مرضت فلم تعدني فيقول : رب ! كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلو عدته لوجدتني عنده ) وهذا صريح في أن الله سبحانه لم يمرض ولا يجع ولكن مرض عبده وجاع عبده ، فجعل جوعه جوعه ومرضه مرضه مفسرا ذلك بأنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، ولو عدته لوجدتني عنده ; فلم يبق في الحديث لفظ يحتاج إلى تأويل .".
الشيخ : يقول : لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، ما قال : لو أطعمتني ، كذلك قال : لو عدته لوجدتني عنده ، ولم يقل : لو عدته لعدتني ، فدل هذا على أنه ليس الجوع والمرض مضافا إلى الله .
الطالب : " وأما قوله : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) فإنه ليس في ظاهره أن القلب متصل بالأصابع ولا مماس لها ولا أنها في جوفه ولا في قول القائل هذا بين يدي ما يقتضي مباشرته ليديه وإذا قيل : السحاب المسخر بين السماء والأرض لم يقتض أن يكون مماسا للسماء والأرض ونظائر هذا كثيرة .".
الشيخ : ... لكننا نقول أن هذا لا يقتضي المماسة ، لأن الشيء قد يكون بين الشيء بدون مماسة ، مثل أن تقول هذا بين يدي ... (( السحاب المسخر بين السماء والأرض )) وليس هو مماسا للسماء ولا الأرض .
الطالب : ومما يشبه هذا القول أن يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما قيل في قوله : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) ؟ فقيل هو مثل قوله : (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )) ؟ فهذا ليس مثل هذا ; لأنه هنا أضاف الفعل إلى الأيدي ; فصار شبيها بقوله : بما كسبت أيديهم .".
الشيخ : ... نقصد : بما كسبت أيديهم ، ما فيه هذا اللفظ في القرآن ، أو : (( فبما كسبت أيديكم )) ... .
الطالب : " وهنا أضاف الفعل إليه فقال : (( لما خلقت )) ثم قال : (( بيدي )) وأيضا : فإنه هنا ذكر نفسه المقدسة بصيغة المفرد وفي اليدين ذكر لفظ التثنية .
الشيخ : ولا يكون كذلك ، ولا يكون المعنى كذلك ، وإنما يكون ظاهرها حق يليق بجلاله .
الطالب : " وتارة يردون المعنى الحق الذي هو ظاهر اللفظ لاعتقادهم أنه باطل " .
الشيخ : يعني معنى ذلك الآن ، الثاني أنهم يردون ظاهر اللفظ وإن كان ظاهره صحيحا ، لكن هم يعتقدون أنه باطل فيردونه .
الطالب : " فالأول كما قالوا في قوله : ( عبدي جعت فلم تطعمني ) الحديث ، وفي الأثر الآخر : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه أو قبّله فكأنما صافح الله أو قبل يمينه ) " .
طالب : ( وقبل يمينه ).
الشيخ : لا ، ألم يقل أولا : ( فمن صافحه أو قبله ) ... .
الطالب : " وقوله : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) " .
الشيخ : بين أصبعين .؟ أنا عندي همزة قطع .
الطالب : " ( ... بين أصبعين من أصابع الرحمن ) ".
الشيخ : كم فيها من لغة .؟ يقول فيها عشر لغات ، وجمعت مع لغات أنملة في بيت واحد ، يقول فيه :
" وهَمْزَ أَنْمَلَةٍ ثَلِّثْ وثَالِثَهُ *** التِّسْعُ فِي إِصْبَعٍ واخْتِمْ بِأُصْبُوعِ "
وهَمْزَ أَنْمَلَةٍ ثَلِّثْ ، وش معنى ثلث .؟ يعني يجوز فيه ثلاث حركات ، أَنملة وأُنملة وإنملة ، وثالثه : ثالث أنملة أيضا ثلثه ، وين ثالثه .؟ الميم ، أَنمَلة وأَنمُلة وأَنمِلة ، إذا إذا ضربت ثلاثة التي في الأول في ثلاثة التي في الثالث ، كم يصير .؟ ثلاثة في ثلاثة تسعة .
يقول في الشطر الثاني : التِّسْعُ فِي إِصْبَعٍ ، يعني ثلث أوله وثلث ثالثه ، واخْتِمْ بِأُصْبُوعِ : فتكون عشر ، عشر لغات . معناه أنه ما يغلط الواحد ... يعني كل الحركات الثلاث جاءت في الهمزة والباء .
الطالب : " فقالوا : قد علم أن ليس في قلوبنا أصابع الحق ، فيقال لهم : لو أعطيتم النصوص حقها من الدلالة لعلمتم أنها لم تدل إلا على حق . أما الواحد فقوله : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبّل يمينه ) صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة لله ولا هو نفس يمينه ; لأنه قال : ( يمين الله في الأرض ) وقال : ( فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه) ومعلوم أن المشبه ليس هو المشبه به ".
الشيخ : ... فدل على أنه ليس المراد بالحجر منه حقيقة ...
الطالب : " ففي نفس الحديث بيان أن مستلمه ليس مصافحا لله ; وأنه ليس هو نفس يمينه ، فكيف يجعل ظاهره كفرا لأنه محتاج إلى التأويل . مع أن هذا الحديث إنما يعرف عن ابن عباس ؟ .
وأما الحديث الآخر : فهو في الصحيح مفسرا : ( يقول الله عبدي ! جعت فلم تطعمني فيقول : رب ! كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلانا جاع فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي عبدي ! مرضت فلم تعدني فيقول : رب ! كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلو عدته لوجدتني عنده ) وهذا صريح في أن الله سبحانه لم يمرض ولا يجع ولكن مرض عبده وجاع عبده ، فجعل جوعه جوعه ومرضه مرضه مفسرا ذلك بأنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، ولو عدته لوجدتني عنده ; فلم يبق في الحديث لفظ يحتاج إلى تأويل .".
الشيخ : يقول : لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، ما قال : لو أطعمتني ، كذلك قال : لو عدته لوجدتني عنده ، ولم يقل : لو عدته لعدتني ، فدل هذا على أنه ليس الجوع والمرض مضافا إلى الله .
الطالب : " وأما قوله : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) فإنه ليس في ظاهره أن القلب متصل بالأصابع ولا مماس لها ولا أنها في جوفه ولا في قول القائل هذا بين يدي ما يقتضي مباشرته ليديه وإذا قيل : السحاب المسخر بين السماء والأرض لم يقتض أن يكون مماسا للسماء والأرض ونظائر هذا كثيرة .".
الشيخ : ... لكننا نقول أن هذا لا يقتضي المماسة ، لأن الشيء قد يكون بين الشيء بدون مماسة ، مثل أن تقول هذا بين يدي ... (( السحاب المسخر بين السماء والأرض )) وليس هو مماسا للسماء ولا الأرض .
الطالب : ومما يشبه هذا القول أن يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما قيل في قوله : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) ؟ فقيل هو مثل قوله : (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )) ؟ فهذا ليس مثل هذا ; لأنه هنا أضاف الفعل إلى الأيدي ; فصار شبيها بقوله : بما كسبت أيديهم .".
الشيخ : ... نقصد : بما كسبت أيديهم ، ما فيه هذا اللفظ في القرآن ، أو : (( فبما كسبت أيديكم )) ... .
الطالب : " وهنا أضاف الفعل إليه فقال : (( لما خلقت )) ثم قال : (( بيدي )) وأيضا : فإنه هنا ذكر نفسه المقدسة بصيغة المفرد وفي اليدين ذكر لفظ التثنية .