تتمة مراجعة إطلاق القول أن ظاهر النصوص مراد أو غير مراد .؟ حفظ
الطالب : كما في قوله : (( بل يداه مبسوطتان )) وهناك أضاف الأيدي إلى صيغة الجمع فصار كقوله : (( تجري بأعيننا )) . وهذا في الجمع نظير قوله : (( بيده الملك )) و (( بيده الخير )) في المفرد ، فالله سبحانه وتعالى يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد مظهرا أو مضمرا وتارة بصيغة الجمع كقوله : (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا )) وأمثال ذلك . ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية قط ; لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه ; وربما تدل على معاني أسمائه .
الشيخ : إذا هذا الفرق بين : (( لما خلقت بيديّ )) و : (( مما عملت أيدينا )) ذكرنا أمس فروقا ، وهي أخ .؟ يعني بعض الناس جعل : (( لما خلقت بيديّ )) مثل قوله : (( مما عملت أيدينا )) ونحن ذكرنا بينهما فروقا .؟
طالب : ... .
الشيخ : ... الثالث أن اليد المضافة في قوله (( لما خلقت بيديّ )) مضافة إلى مفرد ، وهنا مضافة إلى جمع (( مما عملت أيدينا )) .
طالب : ... .
الشيخ : هذا فرق آخر ، أنه تعدى بالباء في قوله : (( لما خلقت بيديّ )) وهنا تعدى بالفعل ... .
طالب : ... .
الشيخ : كونه أتى بلفظ الجمع للتعظيم (( مما عملت أيدينا )) أي ليس متعددا الله لكن من باب التعظيم ، والمؤلف يقول هنا : " وربما تدل على معاني أسمائه " لأنه التعظيم لعظمته ، وللإشارة إلى معاني أسمائه التي لا يحصيها إلى الله .
فهمتم الفرق الآن .؟ إذا كان هذه الفروق بين العبارتين ، فهل يمكن أن نقول هذه مثل هذه .؟ لا ، الفرق أيضا الذي ذكره الأخ ... .
(( لما خلقت بيديّ )) جعلها مخلوقاً بها لا خالقة ، وأما (( مما عملت أيدينا )) فجعلها أي اليد عاملة لا معمولا بها ، فرق بين أن تكون معمولا بها ، يعني كالوسيلة للشيء ، وفرق بين أن تكون هي الفاعلة .
الطالب : " وأما صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور ، وهو مقدس عن ذلك ، فلو قال : ما منعك أن تسجد لما خلقت يدي ، لما كان كقوله : (( مما عملت أيدينا )) وهو نظير قوله : (( بيده الملك )) و (( بيده الخير )) ، ولو قال خلقت بصيغة الإفراد لكان مفارقا له " .
الشيخ : لو قال خلقت بيدي .
الطالب : " وأما صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور ، وهو مقدس عن ذلك ، فلو قال : ما منعك أن تسجد لما خلقت يدي ، لما كان كقوله : (( مما عملت أيدينا )) وهو نظير قوله : (( بيده الملك )) و (( بيده الخير )) " .
الشيخ : وهو أي خلقت بيدي نظير قوله : (( بيده الملك )).
الطالب : " ولو قال خلقت بصيغة الإفراد لكان مفارقا له ، فكيف إذا قال خلقت بيدي ؟ بصيغة التثنية ، هذا مع دلالات الأحاديث المستفيضة بل المتواترة وإجماع السلف على مثل ما دل عليه القرآن".
الشيخ : ... بين (( بيده الملك )) وقوله : لما خلقت بيدي .
الطالب : " هذا مع دلالات الأحاديث المستفيضة بل المتواترة وإجماع السلف على مثل ما دل عليه القرآن كما هو مبسوط في موضعه ".
الشيخ : على مثل ما دل عليه القرآن يعني إثبات اليد الحقيقية لله . نعم هذا الموافق . الذين يريدون أن يجعلوا : (( لما خلقت بيديّ )) مثل (( مما عملت أيدينا )) لأجل أن ينفوا اليد الحقيقية ، ويقولون إن المراد باليد هنا النفس ، مثل : (( مما عملت أيدينا )) أي مما عملنا هذا المعنى ، فهو يقول : (( لما خلقت بيدي )) أي لما خلقت ، ولكن المؤلف بيّن الفرق ... على أنه لو قال : مما عملت يداي ، ما صارت مثل مما عملت أيدينا ، لظهور الفرق بين التثنية والجمع ، فهو يصف نفسه بصيغة الجمع ، ولا يصف نفسه بصيغة التثنية .
الطالب : " مثل قوله : ( المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين : الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) وأمثال ذلك . وإن كان القائل يعتقد أن ظاهر النصوص المتنازع في معناها من جنس ظاهر النصوص المتفق على معناها .".
الشيخ : الآن هذا معطوف على قوله : إن كان يريد بظاهر النصوص معنى لا يليق بالله ، وإن كان يعتقد أن ظاهر النصوص معنى يوافق ما اتفق الجميع عليه ، فسيذكره .
الطالب : وقالوا : " والظاهر هو المراد في الجميع فإن الله لما أخبر أنه بكل شيء عليم وأنه على كل شيء قدير واتفق أهل السنة وأئمة المسلمين على أن هذا على ظاهره وأن ظاهر ذلك مراد : كان من المعلوم أنهم لم يريدوا بهذا الظاهر أن يكون علمه كعلمنا وقدرته كقدرتنا ".