تعليق الشيخ على القاعدة التي هي : هل ظاهر النصوص في صفات الله مراد أو غير مراد .؟ حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
أظنكم في القاعدة التي هي : هل ظاهر النصوص في صفات الله مراد أو غير مراد .؟ والجواب على هذا أن نقول : إن كان القائل يريد بظاهر النصوص ظاهرا يليق بالله عز وجل، فهذا مراد ، ومن قال إنه غير مراد فقد أخطأ ، وإذا كان يعتقد أن ظاهر النصوص إثبات صفات تماثل صفات المخلوقين ، فإن هذا الظاهر غير مراد بلا شك ، ليس ظاهر النصوص أن تكون صفات الله كصفات المخلوقين ، لماذا .؟ لأن هذا الظاهر كفر وضلال ، كل من زعم أن الله مماثل للمخلوقين فإنه كافر وضال ، وكل من زعم أن دلالة النصوص على هذا فهو أيضا ضال وغير عالم بدلالات النصوص ، فإذا نقول له : إذا كنت تريد بالظاهر ـ من الأول نبدأ بالتفصيل ـ إذا كنت تريد بالظاهر إيش .؟ معنى يليق بالله فهذا مراد ، ولا يمكن لأحد أن يقول إنه غير مراد ، ولو قاله لرددنا عليه ، وإذا كان يريد بالظاهر معنى يشبه ما للمخلوق من ذلك ، قلنا له إن هذا الظاهر غير مراد بلا شك ، ولكننا ننقله من هذا الفهم إلى الفهم الصحيح ، فنقول له : ليس هذا هو ظاهر النصوص .
أرجو الانتباه لأن هذه نقطة مهمة ، هو كان يعتقد أن ظاهر النصوص إثبات صفات تشبه صفات المخلوقين ، نقول له إذا كنت تعتقد أن هذا هو الظاهر ، فهذا الظاهر غير مراد ، لكن يجب أن نعدل مفهومه ، فنقول ليس هذا هو ظاهر النصوص ، إذا ما هو ظاهر النصوص .؟ إثبات معنى يليق بالله ، هذا ظاهر النصوص عز وجل ، فكونك تفهم من النصوص معنى يشابه صفات المخلوقين، وتقول إن هذا هو ظاهر النصوص ، وأنه غير مراد ، هذا لا شك أنه ظن خطأ ، وأن ظاهر النصوص هو المعنى اللائق بالله عز وجل ، هذا هو ظاهر النصوص .
المؤلف ذكر لهذا أمثلة ، كم .؟ ثلاثة ، المثال الأول .؟ ( عبدي جعت فلم تطعمني ... ) والثاني : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض ... ) والثالث : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ... ).
وأظن سبق الجواب عن هذه الأمثلة ، سبق الجواب عن هذه الأمثلة ، لأنه هو وش فهم .؟ فهم من الأول الذي هو ( جعت فلم تطعمني ) فهم من النص هذا أن الله يجوع ، وأنه يحتاج إلى طعام ، فقال ظاهر النص غير مراد ، صحيح كلامه هذا أو لا .؟ ترى كلامه لا فهمه ، صحيح أن الظاهر هذا غير مراد ، هو فعلا ( جعت فلم تطعمني ) أن الله يجوع ويحتاج إلى طعام ، فقال ظاهر هذا غير مراد ، هذا إذا قال إن هذا غير مراد ، نقول صحيح الله لا يجوع ولا يحتاج إلى طعام ، لكن كونك تقول إن ظاهر هذا النص أن الله يجوع ويحتاج إلى طعام ، هذا غير صحيح ، لأن النص مفسر مبين من كلام الله ، وش معناه .؟ فسره الله بقوله : ( أما علمت أن عبدي فلانا جاع فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي ) واضح .؟
طيب المثال الثاني : يقول : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض )، وقلنا الجواب على هذا أولا : من حيث صحته وثبوته ،فهو لم يثبت عن الرسول عليه السلام الصلاة والسلام ، وإنما هو يروى عن ابن عباس ، ثم في صحته عن ابن عباس نظرا ، وعلى فرض وتقدير أنه صحيح ، يقول هو : إن ظاهر الحديث أن الحجر الأسود هو يمين الله نفسه ، يعني يد الله ، وهذا الظاهر غير مراد .
طيب الكلام الآن من جملتين : الحجر الأسود هو يمين الله حقيقة ، ظاهره غير مراد ، الجملة الأخيرة صحيحة أو لا .؟ الجملة الأخيرة صحيحة ، بناء على اعتقاده الأول أن الحجر يمين الله بالفعل ، فقوله إن ظاهره غير مراد و يكون الآن صحيحا ، لكننا نحن نقول له ، الجملة الأولى وهو قولك أنه يقتضي أن يمين الله هو نفس الحجر ، فهذا ليس بصحيح .
يا جماعة أرجو الانتباه ، لا تلخبطوا لي ، لأنكم ثقوا إن كان جوابكم في الامتحان النهائي على حسب جوابكم في هذا ، فالظاهر أنه لا ينجح منكم سوى خمسة في المئة ، لأنكم تسكتون ما تستبينون الأمر ، ويجب أنكم تستبينون الأمر ، ليس أن تسكتون وبس ، تقولون هذه إن شاء الله نراجعها ونفهم بعدين ، لازم ما تتعدون شيئا إلا وأنتم فاهموه .
( الحجر الأسود يمين الله في الأرض ) يقول هذا القائل : ظاهر الحديث أن الحجر هو نفس يد الله ، فظاهره غير مراد ، فاهمين هذا أو لا .؟
طيب نقول الآن : إذا كنت تفهم أن الحديث يدل على أن الحجر الأسود هو يمين الله التي هي يده ، فنحن نوافقك بأن ظاهره غير مراد ، ولكننا نقول لك قبل أن نجيبك على ذلك ، نقول إن فهمك أن الحديث يدل على أن الحجر هو يمين الله هذا فهم خطأ ، بل الحديث ما يدل على هذا ، الحديث يدل على أن الحجر ليس يمين الله ، فيكون ظاهره الآن مرادا أو غير مراد ، على فهمنا نحن .؟
الطالب : مراد .
الشيخ : أرجو الانتباه يا جماعة ، نقول الحديث يدل على أن الحجر ليس يمين الله ، ما يدل على أنه يمين الله ، إذا كان الحديث يدل على أن الحجر ليس يمين الله ، هل نقول ظاهره غير مراد أو مراد .؟ مراد ، لأنه لا شك أن الحجر ليس هو يمين الله ، فإذا ظاهره مراد ، فنقول هذا الحديث باق على ظاهره ، وظاهره أن الحجر الأسود ليس يمين الله ، لأنه قيد ( يمين الله في الأرض ) ويمين الله التي هي يده في السماء ، ولأنه قال : ( فمن صافحه أو قبله فكأنما صافح الله أو قبله ) فكأنما صافح ، والتشبيه مكون من مشبه ومشبه به وأداة تشبيه ووجه شبه ، فالمشبه به غير المشبه بلا شك ، وهنا فكأنما صافح الله ، يدل على أن اليد هذه ليست يد الله ، الحجر ليس يد الله ، لو كانت يدل الله لكان : فمن صافحه فقد صافح الله ، وليس كمن صافح الله .
فالحاصل الآن أن نقول أن هذا الحديث إذا ثبت فهو على ظاهره ، وليس ظاهره ما فهمه هذا الذي نفى أن يكون على ظاهره .
المثال الثالث : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) يقول هذا الرجل : هذا الحديث ظاهره أن القلب بين أصبعين يمسانه ، أن الأصبع بين أصبعين يمسانه ، الآن عندما أقول هذا القلم بين أصبعين ، وش صار .؟ يمسانه أو لا .؟ يمسانه ، هو يقول : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) هذا ليس على ظاهره ، لأننا نعلم أن أصبعي الرحمن لا يلمسان القلب ، ولا يمكن أن أصابع الرحمن يدخلن في صدر الواحد ويمسكن قلبه ، لا يمكن هذا صحيح هذا أو لا .؟ صحيح ، لكننا نقول له : ليس هذا ظاهر النص ، هو فهم هذا الفهم وراح يقول ليس على ظاهره ، نقول له ليس هذا هو ظاهر النص ، ليش .؟ لأن هذا الظاهر كفر وضلال ، كفر أن يكون صدرك الضيق واسعا لأصابع الرحمن التي يجعل الله الأرض بكاملها على أصبع ، وين أصابع الذي يدخل بجوفك ، هذا مستحيل أن يكون هذا ، مستحيل عقلا ، إذا كان مستحيلا ومن اعتقده فهو كافر ، هل يمكن أن يكون هو ظاهر النصوص .؟ لا ، لأن ظاهر النصوص حق لا باطل ، إذن إذا كان لم يكن هذا ظاهره فما ظاهره .؟ نقول البينية لا تقتضي المماسة .
طيب تقول مثلا : الطالب بين يدي المدرس ، ما أظن ولا رأسه حاطه بين يديه ، فكيف بجميع الطالب ، هل اقتضت المماسة عندما أقول الطالب بين يدي المدرس .؟ ما تضمنت ، أبلغ من ذلك وأبين قال الله تعالى : (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) اقتضى أن تكون الأرض والسماء ملاصقة للسحاب .؟
الطالب : لا ،
الشيخ : وش بينهم .؟ بين السحاب والسماء ما لا نعلمه ، وبين الأرض والسحاب مسافات بعيدة ، تختلف بحسب ارتفاع السحاب وانخفاضه ، فتبين من هذا أن البينية لا تقتضي المماسة ، إذا فالحديث على ظاهره ، ونقول هذه البينية الله تبارك وتعالى أعلم بكيفيتها ، لأن جميع صفات الله لا نحيط بكيفيتها ، والله تعالى أعلم كيف تكون قلوبنا بين أصبعين من أصابعه ، إنما نحن نعلم أنه ل يمكن أن تكون أصابع الرحمن قابضة على نفس القلب ، هذا لا يمكن .
طيب بهذا تبين يا جماعة أن هذه القاعدة مهمة جدا ، والسؤال هل ظاهر نصوص الصفات مراد أو غير مراد .؟ ما هو الجواب .؟ الجواب بالتفصيل : إن أراد بالظاهر المعنى اللائق بالله فهو مراد ، وإن أراد بالظاهر المعنى الذي لا يليق بالله ، فهذا غير مراد ، لكننا يجب أن نصحح فهمه أولا ، فنقول إن فهمك أن النصوص تقتضي ما لا يليق بالله ، هذا خطأ ، وإلا فلا شك أنه غير مراد لكنه ليس ظاهر النصوص ، فظاهر النصوص المعنى الأول ، وهو المعنى اللائق بالله وهو حق .
أظنكم في القاعدة التي هي : هل ظاهر النصوص في صفات الله مراد أو غير مراد .؟ والجواب على هذا أن نقول : إن كان القائل يريد بظاهر النصوص ظاهرا يليق بالله عز وجل، فهذا مراد ، ومن قال إنه غير مراد فقد أخطأ ، وإذا كان يعتقد أن ظاهر النصوص إثبات صفات تماثل صفات المخلوقين ، فإن هذا الظاهر غير مراد بلا شك ، ليس ظاهر النصوص أن تكون صفات الله كصفات المخلوقين ، لماذا .؟ لأن هذا الظاهر كفر وضلال ، كل من زعم أن الله مماثل للمخلوقين فإنه كافر وضال ، وكل من زعم أن دلالة النصوص على هذا فهو أيضا ضال وغير عالم بدلالات النصوص ، فإذا نقول له : إذا كنت تريد بالظاهر ـ من الأول نبدأ بالتفصيل ـ إذا كنت تريد بالظاهر إيش .؟ معنى يليق بالله فهذا مراد ، ولا يمكن لأحد أن يقول إنه غير مراد ، ولو قاله لرددنا عليه ، وإذا كان يريد بالظاهر معنى يشبه ما للمخلوق من ذلك ، قلنا له إن هذا الظاهر غير مراد بلا شك ، ولكننا ننقله من هذا الفهم إلى الفهم الصحيح ، فنقول له : ليس هذا هو ظاهر النصوص .
أرجو الانتباه لأن هذه نقطة مهمة ، هو كان يعتقد أن ظاهر النصوص إثبات صفات تشبه صفات المخلوقين ، نقول له إذا كنت تعتقد أن هذا هو الظاهر ، فهذا الظاهر غير مراد ، لكن يجب أن نعدل مفهومه ، فنقول ليس هذا هو ظاهر النصوص ، إذا ما هو ظاهر النصوص .؟ إثبات معنى يليق بالله ، هذا ظاهر النصوص عز وجل ، فكونك تفهم من النصوص معنى يشابه صفات المخلوقين، وتقول إن هذا هو ظاهر النصوص ، وأنه غير مراد ، هذا لا شك أنه ظن خطأ ، وأن ظاهر النصوص هو المعنى اللائق بالله عز وجل ، هذا هو ظاهر النصوص .
المؤلف ذكر لهذا أمثلة ، كم .؟ ثلاثة ، المثال الأول .؟ ( عبدي جعت فلم تطعمني ... ) والثاني : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض ... ) والثالث : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ... ).
وأظن سبق الجواب عن هذه الأمثلة ، سبق الجواب عن هذه الأمثلة ، لأنه هو وش فهم .؟ فهم من الأول الذي هو ( جعت فلم تطعمني ) فهم من النص هذا أن الله يجوع ، وأنه يحتاج إلى طعام ، فقال ظاهر النص غير مراد ، صحيح كلامه هذا أو لا .؟ ترى كلامه لا فهمه ، صحيح أن الظاهر هذا غير مراد ، هو فعلا ( جعت فلم تطعمني ) أن الله يجوع ويحتاج إلى طعام ، فقال ظاهر هذا غير مراد ، هذا إذا قال إن هذا غير مراد ، نقول صحيح الله لا يجوع ولا يحتاج إلى طعام ، لكن كونك تقول إن ظاهر هذا النص أن الله يجوع ويحتاج إلى طعام ، هذا غير صحيح ، لأن النص مفسر مبين من كلام الله ، وش معناه .؟ فسره الله بقوله : ( أما علمت أن عبدي فلانا جاع فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي ) واضح .؟
طيب المثال الثاني : يقول : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض )، وقلنا الجواب على هذا أولا : من حيث صحته وثبوته ،فهو لم يثبت عن الرسول عليه السلام الصلاة والسلام ، وإنما هو يروى عن ابن عباس ، ثم في صحته عن ابن عباس نظرا ، وعلى فرض وتقدير أنه صحيح ، يقول هو : إن ظاهر الحديث أن الحجر الأسود هو يمين الله نفسه ، يعني يد الله ، وهذا الظاهر غير مراد .
طيب الكلام الآن من جملتين : الحجر الأسود هو يمين الله حقيقة ، ظاهره غير مراد ، الجملة الأخيرة صحيحة أو لا .؟ الجملة الأخيرة صحيحة ، بناء على اعتقاده الأول أن الحجر يمين الله بالفعل ، فقوله إن ظاهره غير مراد و يكون الآن صحيحا ، لكننا نحن نقول له ، الجملة الأولى وهو قولك أنه يقتضي أن يمين الله هو نفس الحجر ، فهذا ليس بصحيح .
يا جماعة أرجو الانتباه ، لا تلخبطوا لي ، لأنكم ثقوا إن كان جوابكم في الامتحان النهائي على حسب جوابكم في هذا ، فالظاهر أنه لا ينجح منكم سوى خمسة في المئة ، لأنكم تسكتون ما تستبينون الأمر ، ويجب أنكم تستبينون الأمر ، ليس أن تسكتون وبس ، تقولون هذه إن شاء الله نراجعها ونفهم بعدين ، لازم ما تتعدون شيئا إلا وأنتم فاهموه .
( الحجر الأسود يمين الله في الأرض ) يقول هذا القائل : ظاهر الحديث أن الحجر هو نفس يد الله ، فظاهره غير مراد ، فاهمين هذا أو لا .؟
طيب نقول الآن : إذا كنت تفهم أن الحديث يدل على أن الحجر الأسود هو يمين الله التي هي يده ، فنحن نوافقك بأن ظاهره غير مراد ، ولكننا نقول لك قبل أن نجيبك على ذلك ، نقول إن فهمك أن الحديث يدل على أن الحجر هو يمين الله هذا فهم خطأ ، بل الحديث ما يدل على هذا ، الحديث يدل على أن الحجر ليس يمين الله ، فيكون ظاهره الآن مرادا أو غير مراد ، على فهمنا نحن .؟
الطالب : مراد .
الشيخ : أرجو الانتباه يا جماعة ، نقول الحديث يدل على أن الحجر ليس يمين الله ، ما يدل على أنه يمين الله ، إذا كان الحديث يدل على أن الحجر ليس يمين الله ، هل نقول ظاهره غير مراد أو مراد .؟ مراد ، لأنه لا شك أن الحجر ليس هو يمين الله ، فإذا ظاهره مراد ، فنقول هذا الحديث باق على ظاهره ، وظاهره أن الحجر الأسود ليس يمين الله ، لأنه قيد ( يمين الله في الأرض ) ويمين الله التي هي يده في السماء ، ولأنه قال : ( فمن صافحه أو قبله فكأنما صافح الله أو قبله ) فكأنما صافح ، والتشبيه مكون من مشبه ومشبه به وأداة تشبيه ووجه شبه ، فالمشبه به غير المشبه بلا شك ، وهنا فكأنما صافح الله ، يدل على أن اليد هذه ليست يد الله ، الحجر ليس يد الله ، لو كانت يدل الله لكان : فمن صافحه فقد صافح الله ، وليس كمن صافح الله .
فالحاصل الآن أن نقول أن هذا الحديث إذا ثبت فهو على ظاهره ، وليس ظاهره ما فهمه هذا الذي نفى أن يكون على ظاهره .
المثال الثالث : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) يقول هذا الرجل : هذا الحديث ظاهره أن القلب بين أصبعين يمسانه ، أن الأصبع بين أصبعين يمسانه ، الآن عندما أقول هذا القلم بين أصبعين ، وش صار .؟ يمسانه أو لا .؟ يمسانه ، هو يقول : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) هذا ليس على ظاهره ، لأننا نعلم أن أصبعي الرحمن لا يلمسان القلب ، ولا يمكن أن أصابع الرحمن يدخلن في صدر الواحد ويمسكن قلبه ، لا يمكن هذا صحيح هذا أو لا .؟ صحيح ، لكننا نقول له : ليس هذا ظاهر النص ، هو فهم هذا الفهم وراح يقول ليس على ظاهره ، نقول له ليس هذا هو ظاهر النص ، ليش .؟ لأن هذا الظاهر كفر وضلال ، كفر أن يكون صدرك الضيق واسعا لأصابع الرحمن التي يجعل الله الأرض بكاملها على أصبع ، وين أصابع الذي يدخل بجوفك ، هذا مستحيل أن يكون هذا ، مستحيل عقلا ، إذا كان مستحيلا ومن اعتقده فهو كافر ، هل يمكن أن يكون هو ظاهر النصوص .؟ لا ، لأن ظاهر النصوص حق لا باطل ، إذن إذا كان لم يكن هذا ظاهره فما ظاهره .؟ نقول البينية لا تقتضي المماسة .
طيب تقول مثلا : الطالب بين يدي المدرس ، ما أظن ولا رأسه حاطه بين يديه ، فكيف بجميع الطالب ، هل اقتضت المماسة عندما أقول الطالب بين يدي المدرس .؟ ما تضمنت ، أبلغ من ذلك وأبين قال الله تعالى : (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) اقتضى أن تكون الأرض والسماء ملاصقة للسحاب .؟
الطالب : لا ،
الشيخ : وش بينهم .؟ بين السحاب والسماء ما لا نعلمه ، وبين الأرض والسحاب مسافات بعيدة ، تختلف بحسب ارتفاع السحاب وانخفاضه ، فتبين من هذا أن البينية لا تقتضي المماسة ، إذا فالحديث على ظاهره ، ونقول هذه البينية الله تبارك وتعالى أعلم بكيفيتها ، لأن جميع صفات الله لا نحيط بكيفيتها ، والله تعالى أعلم كيف تكون قلوبنا بين أصبعين من أصابعه ، إنما نحن نعلم أنه ل يمكن أن تكون أصابع الرحمن قابضة على نفس القلب ، هذا لا يمكن .
طيب بهذا تبين يا جماعة أن هذه القاعدة مهمة جدا ، والسؤال هل ظاهر نصوص الصفات مراد أو غير مراد .؟ ما هو الجواب .؟ الجواب بالتفصيل : إن أراد بالظاهر المعنى اللائق بالله فهو مراد ، وإن أراد بالظاهر المعنى الذي لا يليق بالله ، فهذا غير مراد ، لكننا يجب أن نصحح فهمه أولا ، فنقول إن فهمك أن النصوص تقتضي ما لا يليق بالله ، هذا خطأ ، وإلا فلا شك أنه غير مراد لكنه ليس ظاهر النصوص ، فظاهر النصوص المعنى الأول ، وهو المعنى اللائق بالله وهو حق .