تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وبيان هذا أن صفاتنا منها ما هي أعيان وأجسام منها ما هي أعيان وأجسام وهي أبعاض لنا كالوجه واليد : ومنها ما هو معان وأعراض وهي قائمة بنا : كالسمع والبصر والكلام والعلم والقدرة . ثم إن من المعلوم أن الرب لما وصف نفسه بأنه حي عليم قدير : لم يقل المسلمون إن ظاهر هذا غير مراد لأن مفهوم ذلك في حقه مثل مفهومه في حقنا ; فكذلك لما وصف نفسه بأنه خلق آدم بيديه لم يوجب ذلك أن يكون ظاهره غير مراد لأن مفهوم ذلك في حقه كمفهومه في حقنا بل صفة الموصوف تناسبه . فإذا كانت نفسه المقدسة ليست مثل ذوات المخلوقين فصفاته كذاته ليست كصفات المخلوقين ونسبة صفة المخلوق إليه كنسبة صفة الخالق إليه وليس المنسوب كالمنسوب ولا المنسوب إليه كالمنسوب إليه ; كما قال صلى الله عليه وسلم : ( ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر ) فشبه الرؤية بالرؤية ولم يشبه المرئي بالمرئي .". حفظ
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله تعالى : " وَبَيَانُ هَذَا أَنَّ صِفَاتِنَا مِنْهَا مَا هِيَ أَعْيَانٌ وَأَجْسَامٌ وَهِيَ أَبْعَاضٌ لَنَا " أعيان يعني عين قائمة ، الصفات إما أعيان وأجسام مثل اليد صفة لنا ولكنها عين ، العين صفة لنا لكنه معنى ، فالمراد بالعين ما يقابل المعنى ، إما " أَعْيَانٌ وَأَجْسَامٌ وَهِيَ أَبْعَاضٌ لَنَا كَالْوَجْهِ وَالْيَدِ : وَمِنْهَا مَا هُوَ مَعَانٍ وَأَعْرَاضٌ " معان ضد أعيان ، وأعراض ضد أجسام " وَهِيَ قَائِمَةٌ بِنَا : كَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْكَلَامِ وَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ . " أصحيح هذا أم لا .؟ تقسيم المؤلف صفات الإنسان بالنسبة لصفات الله ، إلى الآن يبين أن صفاتنا شيء منها أعيان وأجسام هو أبعاض لنا ، مثل اليد والوجه والعين والرأس الرجل ، إلخ أليس كذلك .؟ وشيء من صفاتنا أعيان وأغراض ، يعني معان وأغراض ، مثل العلم ، أنا مثلاً عندي علم وعندي قدرة ، هل أنتم تشاهدون علمي وقدرتي شيء متميز كما تميز اليد ؟! لا ، إذن صارت صفاتنا تنقسم إلى قسمين :
الطالب : السمع والبصر .؟
الشيخ : السمع والبصر معنى وليس عينا . البصر معنى فالعين هذه وسيلة ، يعني إناء والبصر فيها ، يعني هي في الحقيقة وسيلة إلى الرؤية ، وليس البصر هو العين .
طيب فهمتم هذا الآن أو لا .؟
" ثُمَّ إنَّ مِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ الرَّبَّ لَمَّا وَصَفَ نَفْسَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ عَلِيمٌ ، لَمْ يَقُلْ الْمُسْلِمُونَ إنَّ ظَاهِرَ هَذَا غَيْرُ مُرَادٍ لِأَنَّ مَفْهُومَ ذَلِكَ فِي حَقِّهِ مِثْلُ مَفْهُومِهِ فِي حَقِّنَا فَكَذَلِكَ " شف الآن المؤلف رحمه الله يريد أن يقيس الصفات التي هي غير معاني إلى الصفات التي هي معاني ، فالآن صفاتنا معاني وأجسام ، صفات الله تعالى معاني وشيء يشترك في الاسم مع ما هو أبعاض لنا ، ولا نستطيع أن نقول إنه بعض لله ، لكن نقول يشارك في الاسم ما هو من أبعاضنا مثل اليد .
يقول : " ثُمَّ إنَّ مِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ الرَّبَّ لَمَّا وَصَفَ نَفْسَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ عَلِيمٌ ، لَمْ يَقُلْ الْمُسْلِمُونَ إنَّ ظَاهِرَ هَذَا غَيْرُ مُرَادٍ لِأَنَّ مَفْهُومَ ذَلِكَ فِي حَقِّهِ مِثْلُ مَفْهُومِهِ فِي حَقِّنَا ، فَكَذَلِكَ لَمَّا وَصَفَ نَفْسَهُ بِأَنَّهُ خَلَقَ آدَمَ بِيَدَيْهِ لَمْ يُوجِبْ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ ظَاهِرُهُ غَيْرَ مُرَادٍ ، لِأَنَّ مَفْهُومَ ذَلِكَ فِي حَقِّهِ كَمَفْهُومِهِ فِي حَقِّنَا ، بَلْ صِفَةُ الْمَوْصُوفِ تُنَاسِبُهُ . فَإِذَا كَانَتْ نَفْسُهُ الْمُقَدَّسَةُ لَيْسَتْ مِثْلَ ذَوَاتِ الْمَخْلُوقِينَ ، فَصِفَاتُهُ كَذَاتِهِ لَيْسَتْ كَصِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ ، وَنِسْبَةُ صِفَةِ الْمَخْلُوقِ إلَيْهِ كَنِسْبَةِ صِفَةِ الْخَالِقِ إلَيْهِ " قصده أن صفة الخالق تليق به وصفة المخلوق تليق به .
" وَلَيْسَ الْمَنْسُوبُ كَالْمَنْسُوبِ وَلَا الْمَنْسُوبُ إلَيْهِ كَالْمَنْسُوبِ إلَيْهِ ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ) فَشَبَّهَ الرُّؤْيَةَ بِالرُّؤْيَةِ وَلَمْ يُشَبِّهْ الْمَرْئِيَّ بِالْمَرْئِيِّ . وهذا يتبين بالقاعدة الرابعة ".
الطالب : ... .
الشيخ : المهم واضح الآن ، المؤلف رحمه الله تعالى جاب في الحقيقة صفات معان متفق عليها ـ انتبهوا يا جماعة انتبهوا للخلاصة ـ صفات معان متفق عليها ، وصفات معان مختلف فيها ، وصفات معنوية وصفات عينية أرجوا الانتباه ، الصفات المعاني المتفق عليها مثل : العلم والقدرة والسمع والبصر ، هذه كلنا متفقون على أن ظاهر النصوص فيها مراد . الصفات المعنوية متنازع فيها مثل المحبة والاستواء والرضا ، أهل السنة والجماعة يقولون أن ظاهرها مراد، ولكنه المعنى الذي يليق بالله ، ومن ينازعهم في ذلك يقولون إن ظاهرهما غير مراد ، لأنهم يعتقدون أن ظاهرها التشبيه ، فلذلك قالوا غير مراد .
نرجع إلى الصفات المعنوية والصفات العينية ، من صفاتنا ما هو معنى كالعلم ، ومن صفاتنا ما هو عين وبعض مثل اليد . فنحن نقول كما أن الصفات المعنوية المثبتة لله كالعلم لا يشبه صفاتنا المعنوية كعلمنا ، فكذلك الصفات الأخرى التي تشارك ما هو عين لنا لا تشبه ما هو عين لنا ، فيد الله لا تشبه أيدينا ، كما أن علمه لا يشبه علمنا ، واضح يا جماعة .؟ وأرجو الانتباه ، أنا في الحقيقة جوابكم ما هو طيب ، أبدا ، يعني منكم من أخذ واحدة ومنكم من أخذ نصف واحدة ، هذا ما هو شيء ، مع أني متساهل إلى أبعد الحدود ، حتى إذا جاب بعضهم كلام ... نقول خليه مقبول . في الحقيقة جوابكم رديء ، أنا أخبركم لأجل تحطوا بالكم ولا تتهاونون بالموضوع ، تدرون بالجامعة في الرياض مخليين المقرر هذا أحسن في السنة الرابعة ، ما خلوه في السنة الأولى ، لأنهم عارفين أنهم لا يفهمونه ، وقالوا خليه يصير في الثاني ، فلذلك المسألة ما هي هينة ، هذا كتاب عظيم ، يعني من أحسن ما كتب شيخ الإسلام في هذا الموضوع ، فيجب أننا نهتم به كثيرا ، ولا نخيله على الهامش ، ونقول : والله فهمنا الدرس أو بعدين نرجع للمسجلات أو إلى المكتوب ، هذا خطأ ، أنا أحذركم من ذلك ، وممكن هذه المرة أتفاهم معكم وعقب المرة ما أتساهل ، وأنا ما يهمني أن كل الفصل لا قدر الله يبقون ... لأنه مادام أديت الواجب عليّ ما أنا مهتم بغيري ، لكن أنتم يجب عليكم تهتمون بأنفسكم ، وتلاحظون هذا الدرس ، وهو درس إذا حط الإنسان باله له ، هو درس لذيذ وليس بصعب ، أما واحد يقول والله أنتم قدمتم لي تمر وزبدة ... .