تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا يتبين بالقاعدة الرابعة وهو أن كثيرا من الناس يتوهم في بعض الصفات أو كثير منها ; أو أكثرها أو كلها أنها تماثل صفات المخلوقين ثم يريد أن ينفي ذلك الذي فهمه فيقع في أربعة أنواع من المحاذير : - أحدها كونه مثل ما فهمه من النصوص بصفات المخلوقين وظن أن مدلول النصوص هو التمثيل . - الثاني أنه إذا جعل ذلك هو مفهومها وعطله بقيت النصوص معطلة عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله . فيبقى مع جنايته على النصوص ; وظنه السيئ الذي ظنه بالله ورسوله - حيث ظن أن الذي يفهم من كلامهما هو التمثيل الباطل - قد عطل ما أودع الله ورسوله في كلامهما من إثبات الصفات لله والمعاني الإلهية اللائقة بجلال الله تعالى . - الثالث أنه ينفي تلك الصفات عن الله - عز وجل - بغير علم ; فيكون معطلا لما يستحقه الرب .". حفظ
الشيخ : يقول : " وهذا يتبين بالقاعدة الرابعة : وَهُوَ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ يَتَوَهَّمُ فِي بَعْضِ الصِّفَاتِ أَوْ كَثِيرٍ مِنْهَا ، أَوْ أَكْثَرِهَا أَوْ كُلِّهَا " المؤلف أتى بكل ما يمكن من طوائف المبتدعة ، يتوهم في بعض الصفات ، وهؤلاء الذين يثبتون أكثر الصفات ، يتوهم في كثير منها أو أكثرها ، وهؤلاء الذين يثبتون بعض الصفات وينفون أكثرها ، مثل الأشعرية ، يتوهم في كل الصفات ، وهؤلاء الذين ينكرون جميع الصفات مثل الجهمية والمعتزلة ، وش يتوهمون .؟ " أَنَّهَا تُمَاثِلُ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ ، ثُمَّ يُرِيدُ أَنْ يَنْفِيَ ذَلِكَ الَّذِي فَهِمَهُ فَيَقَعُ فِي أَرْبَعَةِ أَنْوَاعٍ مِنْ الْمَحَاذِيرِ ".
الآن فهمنا من هذه القاعدة أن بعض الناس ، أو نقول كما قال المؤلف كثير من الناس ، وكثير من الناس هو بمعنى بعض الناس ، بعض الناس يتوهم في صفات الله كلها أو بعضها ، وش يتوهم أنها .؟ تماثل صفات المخلوقين ، إذا توهم هذا ماذا يريد .؟ يريد أن ينفي ذلك عن الله ، وش ينفي .؟ ينفي التمثيل ، ولا طريق له إلى نفي التمثيل إلا بنفي هذه الصفات ، لأنه يعتقد أن الصفات تماثل صفات المخلوقين ، ويقول ـ وقوله حق ـ : إن الله لا مثل له ، هذا صحيح أن الله لا مثل له .؟
إذا كان الله لا مثل له وهذه الصفة تقتضي التمثيل ، وش الواجب نحو هذه الصفة .؟ الواجب نحو هذه الصفة أن ننفيها عن الله ما دامت تقتضي التمثيل ، والله سبحانه وتعالى ليس كمثل شيء ، إذا لاحظوا الفهم الآن ، هذا الرجل فهم ، يفهم من الصفات أنها .؟ أنها تماثل صفات المخلوقين ، إذا كان يعتقد هذا الاعتقاد ، وش الواجب عليه .؟ نفي هذه الصفات ، ولهذا فهو يريد أن ينفي هذه الصفات عن الله ، لأنها على زعمه تماثل صفات المخلوقين ، وممثالة المخلوقين يجب نفيها عن الله سبحانه وتعالى ، أفهمتم الآن .؟ استفتاء الآن هل هذا الفهم صحيح أو لا .؟
الطالب : لا.
الشيخ : فهمه أنها تماثل المخلوقات صحيح أو لا .؟ غير صحيح من أصله كما مر في القاعدة السابقة ، ولهذا قال : " وهذا يتبن بالقاعدة الرابعة ".
طيب يقول المؤلف : " فيقع فِي أَرْبَعَةِ أَنْوَاعٍ مِنْ الْمَحَاذِيرِ " أي هذا الذي فهم أن الصفات تماثل المخلوقين ، فيريد أن ينفي المماثلة عن الله يقع : " في أربعة أنواع من المحاذير "
أولا : " أَحَدُهَا كَوْنُهُ مِثْلَ مَا فَهِمَهُ مِنْ النُّصُوصِ بِصِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ وَظَنَّ أَنَّ مَدْلُولَ النُّصُوصِ هُوَ التَّمْثِيلُ " ... .
" الثَّانِي : أَنَّهُ إذَا جَعَلَ ذَلِكَ هُوَ مَفْهُومَهَا وَعَطَّلَهُ بَقِيَتْ النُّصُوصُ مُعَطَّلَةً عَمَّا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنْ إثْبَاتِ الصِّفَاتِ اللَّائِقَةِ بِاَللَّهِ " إذا ظن هذا يرتقي إلى مرحلة ثانية ، لأن رقم واحد .؟ المحذور الأول فهمه التمثيل ، وأن هذا مدلول النصوص ، المحذور الثاني أنه إذا جعل هذا هو مدلول النصوص .؟ فإنه سيعطل النصوص عن معناها ، وسيقول : (( ويبقى وجه ربك )) لا تدل على وجه الله ، فإذن يكون عطل معناها عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله .
" فَيَبْقَى مَعَ جِنَايَتِهِ عَلَى النُّصُوصِ ، وَظَنِّهِ السَّيِّئِ الَّذِي ظَنَّهُ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ - حَيْثُ ظَنَّ أَنَّ الَّذِي يُفْهَمُ مِنْ كَلَامِهِمَا هُوَ التَّمْثِيلُ الْبَاطِلُ -" وش بقي .؟ " قَدْ عَطَّلَ مَا أَوْدَعَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فِي كَلَامِهِمَا مِنْ إثْبَاتِ الصِّفَاتِ لِلَّهِ وَالْمَعَانِي الْإِلَهِيَّةِ اللَّائِقَةِ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى "
إذا هذين المحذورين جمهما المؤلف ، هذه يسمونها فبلكه ، جمعهما بالآخر ، نقول إنه جنى على النصوص ، بأي شيء جنايته عليها .؟ بأمرين :
بظنه أنها تقتضي التمثيل .
ثم بتعطيله ما دلت عليه من المعاني اللائقه بالله .
يعني هذا الأخير فذلكه للمحذورين السابقين ، ظنه السيء بالله ورسوله حيث ظن أن الذي يفهم من كلام الرسول من صفات الله .؟ التمثيل . ثم بعد ذلك عطل هذه النصوص عما تدل عليه من المعاني اللائقة بالله تبارك وتعالى ، مفهوم الآن يا جماعة .؟ هذان محذوران بينان .
طيب : " الثَّالِثُ أَنَّهُ يَنْفِي تِلْكَ الصِّفَاتِ عَنْ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - بِغَيْرِ عِلْمٍ ، فَيَكُونُ مُعَطِّلًا لِمَا يَسْتَحِقُّهُ الرَّبُّ " هذا أيضاً محذور ثالث ، حيث تكلم بغير علم ، كيف تكلم بغير علم ؟ بل بالحقيقة تكلم بجهل مركب ، لأن مبنى نفيه على أي أساس بنى نفيه .؟ على ظنه أنها تماثل صفات المخلوقين ، وهذا علم أو جهل .؟ جهل مركب في الواقع ، لأنه غيرهما عما تدل عليه .
إذا نفى هذه الصفات عن الله فقد تكلم في الله بغير علم ، وقد قال تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) هذا قال على الله ما لا يعلم حيث زعم أن كلامه يدل على تمثيل الله بخلقه ، فيكون قال على الله ما لا يعلم . وهذا واضح المحذور الثالث أو لا .؟ المحذور الثالث أنه قال على الله تعالى بغير علم ، كيف قال على الله بغير علم .؟ لأنه قال أن هذه الصفة تقتضي المماثلة ، وهل قال الله تعالى أنه مماثل للمخلوقين .؟ ما قال ، بل نفى ذلك (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فتبين بهذا المحذور الثالث ، أنه قال على الله بغير علم ، والقائل على الله بغير علم واقع فيما حرم الله عليه ، بدليل آيتين من القرآن : (( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )) وهذا قفى ما ليس له به علم . ثانيا : (( قل إنما حرم ربي الفواحش )) إلى قوله : (( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) وهذا قال على الله ما لا يعلم لأنه قال إن هذه الصفات تقتضي المماثلة ، وهي لا تقتضي المماثلة .
فاهمين الموضوع .؟ ... أنت فاهم أو ... ماذا فهمت .؟
الطالب : ... .
الشيخ : يكون نفاها بغير علم ، وإذا تكلم بها بغير علم هذا محذور .؟
الطالب : نعم .
الشيخ : وش الدليل على محضوريته .؟
الطالب : ... (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )).
الشيخ : (( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )). تمام الآن يا جماعة ، نمشي .؟