تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " - الرابع : أنه يصف الرب بنقيض تلك الصفات من صفات الأموات والجمادات أو صفات المعدومات فيكون قد عطل به صفات الكمال التي يستحقها الرب ومثله بالمنقوصات والمعدومات وعطل النصوص عما دلت عليه من الصفات وجعل مدلولها هو التمثيل بالمخلوقات . فيجمع في كلام الله تعالى بين التعطيل والتمثيل فيكون ملحدا في أسماء الله وآياته .". حفظ
الشيخ : المحذور : " الرَّابِعُ : أَنَّهُ يَصِفُ الرَّبَّ بِنَقِيضِ تِلْكَ الصِّفَاتِ مِنْ صِفَاتِ الْأَمْوَاتِ وَالْجَمَادَاتِ أَوْ صِفَاتِ الْمَعْدُومَاتِ " بل نقول صفات الممتنعات أو لا .؟ ألم يمر علينا أن بعض هؤلاء الغلاة يسلبون عنه التنقيصين . يعني إذا يصفونه بالممتنعات ، فهو إذا نفى ذلك وصف الرب بنقيض تلك الصفات ، طيب هل هو يصرح بوصف الله بنقيض تلك الصفات أو هو من لازم قوله .؟ من لازم قوله ، طبعا ما يصرح ، لكن من لازم قوله .
فمثلاً إذا قال إن الله تعالى ليس عاليا بذاته ، وش يلزم .؟ يلزم أن يكون سفلاً ، إذا انتفى العلو وش نقيضه .؟
الطالب : السفل .
الشيخ : لأنه ما من شيء إلا عال أو سافل ، فإذا نفى العلو عن الله بذاته لزم أن يكون سافلا ، لكن هل هو يقول بأن الله في السفل .؟ لا ، إلا أنه يلزم على قوله .
إذا نفى عن الله سبحانه وتعالى الرحمة ، وش لزم .؟ لزم ضد الرحمة أن يكون قاسياً ظالما أو لا .؟ طيب هو ما قال : إن الله قاسي أو ظالم ، لكن إذا انتفت الرحمة لازم القسوة والظلم ، فإذا هو إذا نفى ما وصف الرب به نفسه من الكمال ، وش لزم .؟ ثبوت ضد هذه الأشياء من النقائص .
ولهذا يقول : " الرَّابِعُ : أَنَّهُ يَصِفُ الرَّبَّ بِنَقِيضِ تِلْكَ الصِّفَاتِ مِنْ صِفَاتِ الْأَمْوَاتِ وَالْجَمَادَاتِ " إذا قال : إن الله ما يفعل ، ما يمكن أن ينزل إلى السماء الدنيا ، ما يمكن يأتي للقضاء بين عباده ، لا يمكن أن يستوي على العرش ، لأن هذا يستلزم الحركة والحركة ممتنعة على الله ، وش يصير إذا .؟ يصير جمادا أو ميتا ، لأن هذا هو الذي لا يتحرك ، إذا كلامه بنفي صفات الكمال يستلزم إثبات نقيضها ، وترى نقيضها غير ضدها ، نحن عرفناكم فيما سبق الفرق بين النقيض والضد .
" أو صفات المعدومات " ونزيد نحن بعد ثالث ، ولعله موجود لكن يمكن سقط من النساخ وما أشبه ذلك ، صفات الممتنعات .
إذا قال : إن الله ليس حياً ولا ميتاً ...
أقول أنه إذا نفى ما وصف الله به نفسه من صفات الكمالات لزم أن يصفه بفرض النقائص ، فمثلا يقول : إن الله ليس بحي ولا ميت ، وليس بعالم ولا جاهل ، ولا بفاعل ولا بساكن ، وش معنى هذا .؟ وصفه بالأشياء الممتنعة التي لا يمكن في بداهة العقول أن توجد .
" فَيَكُونُ قَدْ عَطَّلَ بِهِ " أي بفعله هذا أي النفي " صِفَاتِ الْكَمَالِ الَّتِي يَسْتَحِقُّهَا الرَّبُّ ، وَمَثَّلَهُ بِالْمَنْقُوصَاتِ وَالْمَعْدُومَاتِ ، وَعَطَّلَ النُّصُوصَ عَمَّا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنْ الصِّفَاتِ ، وَجَعَلَ مَدْلُولَهَا هُوَ التَّمْثِيلَ بِالْمَخْلُوقَاتِ . فَيُجْمَعُ فِي كَلَامِ اللَّهِ تعالى بَيْنَ التعطيل والتمثيل ، فيكون ملحداً في أسماء الله وآياته ".
التعطيل والتمثيل كلاهما إلحاد ، لأن المعطل نقص وفرط ، والممثل زاد وأفرط . المعطل الذي يقول لا يوصف الله بالصفات الفلانية والصفة الفلانية ، هذا عطل نقص وفرط في دلالة النصوص . والذي يقول يوصف بهذا مع التمثيل يكون قد زاد وأفرط . كلاهما متطرف ، ولذلك الوسط أن يوصف الله بما وصف الله به نفسه بدون تمثيل .
وقوله : " ملحدا في أسماء الله وآياته " نعم ملحدا في أسماء الله لأنه عطل الأسماء عن معانيها ، فالرحمن عطله من الرحمة ، لأنه سبق أن قلنا إن بعض المعطلة يسلب معان أسماء الله تعالى عنه ، يقول معنى الرحمن إما أنه اسم علم جامد فقط ، وإلا إن الرحمن هو السميع وهو العليم إلى آخره لأنها كلها مجردة عن المعاني ، طيب أما إلحاده في آيات الله ، فقد وضح جدا لأنه عطلها عن معانيها ، وهذا إلحاد وميل بها .