تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكذلك قوله : (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور )) من توهم أن مقتضى هذه الآية أن يكون الله في داخل السموات فهو جاهل ضال بالاتفاق , وإن كنا إذا قلنا : إن الشمس والقمر في السماء يقتضي ذلك فإن حرف ( في ) متعلق بما قبله وبما بعده - فهو بحسب المضاف إليه ولهذا يفرق بين كون الشيء في المكان وكون الجسم في الحيز وكون العرض في الجسم وكون الوجه في المرآة وكون الكلام في الورق فإن لكل نوع من هذه الأنواع خاصة يتميز بها عن غيره وإن كان حرف ( في ) مستعملا في ذلك فلو قال قائل : العرش في السماء أو في الأرض ؟ لقيل في السماء ولو قيل : الجنة في السماء أم في الأرض ؟ لقيل الجنة في السماء ; ولا يلزم من ذلك أن يكون العرش داخل السموات بل ولا الجنة فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة وسقفها عرش الرحمن } فهذه الجنة سقفها الذي هو العرش فوق الأفلاك . مع أن الجنة في السماء يراد به العلو سواء كانت فوق الأفلاك أو تحتها قال تعالى : (( فليمدد بسبب إلى السماء )) وقال تعالى : (( وأنزلنا من السماء ماء طهورا )) ولما كان قد استقر في نفوس المخاطبين أن الله هو العلي الأعلى ; وأنه فوق كل شيء كان المفهوم من قوله : إنه في السماء أنه في العلو وأنه فوق كل شيء . وكذلك الجارية لما قال لها : ( أين الله ؟ ) قالت : في السماء . إنما أرادت العلو مع عدم تخصيصه بالأجسام المخلوقة وحلوله فيها وإذا قيل : العلو فإنه يتناول ما فوق المخلوقات كلها فما فوقها كلها هو في السماء ولا يقتضي هذا أن يكون هناك ظرف وجودي يحيط به إذ ليس فوق العالم شيء موجود إلا الله كما لو قيل : العرش في السماء فإنه لا يقتضي أن يكون العرش في شيء آخر موجود مخلوق وإن قدر أن السماء المراد بها الأفلاك : كان المراد إنه عليها كما قال : (( ولأصلبنكم في جذوع النخل ))وكما قال : (( فسيروا في الأرض )) وكما قال : (( فسيحوا في الأرض )) ويقال : فلان في الجبل وفي السطح وإن كان على أعلى شيء فيه .". حفظ
الشيخ : والحاصل أن قوله تعالى : (( أأمنتم من في السماء )) لهذا ثلاث تصورات : تصور باطل لا يليق بالله ، ولا يجوز أن يتوهم متوهم من ذلك ، ومن توهمه فهو ضال خاطئ ، وهو .؟ التصور هذا ما هو .؟ أن نجعل :
" في " للظرفية ، وأن السماء محيطة بالله ، وهو داخلها ، هذا شيء ممتنع ولا يجوز ، ولا يريد الله تعالى بقوله تعالى : (( أأمنتم من في السماء )) هذا المعنى ، ما أراده أبدا .
التصور الثاني : أن نجعل السماء بمعنى العلو ، وتكون " في " للظرفية على ما هي عليه ، و (( في السماء )) أي في جهة العلو ، وهذا المعنى صحيح ، وله شواهد تدل على أن السماء يراد بها العلو : منها قوله تعالى : (( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً )) وقد علم أن هذا الماء الطهور لا ينزل من السماء نفسها ، وإنما ينزل من السّحاب المسخر بين السماء والأرض ...
نقول السماء يراد بها العلو مثل قوله تعالى : (( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً )) أي من العلو .
التصور الثالث : أن نجعل في بمعنى على ، ونقول : (( من في السماء )) يعني من على السماء ، والله تبارك وتعالى على السماء ولا يلزم أن تكون محيطة به ، ولكننا نحتاج إلى مثال استعملت فيه : " في " بمعنى على .؟ والجواب : فيه مثال ، مثل إذا قلت : فلان في السطح يعني عليه ، فلان في الجبل يعني عليه ، ومن القرآن أحسن : (( سيروا في الأرض )) (( ولأصلبنكم في جذوع النخل )) يعني على الأرض ، (( سيروا في الأرض )) في بمعنى على .
نأخذ القاعدة الخامسة الآن : ... .
" في " للظرفية ، وأن السماء محيطة بالله ، وهو داخلها ، هذا شيء ممتنع ولا يجوز ، ولا يريد الله تعالى بقوله تعالى : (( أأمنتم من في السماء )) هذا المعنى ، ما أراده أبدا .
التصور الثاني : أن نجعل السماء بمعنى العلو ، وتكون " في " للظرفية على ما هي عليه ، و (( في السماء )) أي في جهة العلو ، وهذا المعنى صحيح ، وله شواهد تدل على أن السماء يراد بها العلو : منها قوله تعالى : (( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً )) وقد علم أن هذا الماء الطهور لا ينزل من السماء نفسها ، وإنما ينزل من السّحاب المسخر بين السماء والأرض ...
نقول السماء يراد بها العلو مثل قوله تعالى : (( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً )) أي من العلو .
التصور الثالث : أن نجعل في بمعنى على ، ونقول : (( من في السماء )) يعني من على السماء ، والله تبارك وتعالى على السماء ولا يلزم أن تكون محيطة به ، ولكننا نحتاج إلى مثال استعملت فيه : " في " بمعنى على .؟ والجواب : فيه مثال ، مثل إذا قلت : فلان في السطح يعني عليه ، فلان في الجبل يعني عليه ، ومن القرآن أحسن : (( سيروا في الأرض )) (( ولأصلبنكم في جذوع النخل )) يعني على الأرض ، (( سيروا في الأرض )) في بمعنى على .
نأخذ القاعدة الخامسة الآن : ... .