تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " القاعدة الخامسة أنا نعلم لما أخبرنا به من وجه دون وجه . فإن الله قال : (( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) وقال : (( أفلم يدبروا القول )) وقال : (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) وقال : (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )). فأمر بتدبر الكتاب كله ". حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال رحمه الله تعالى : " القاعدة الخامسة : أنا نعلم لما أخبرنا به من وجه دون وجه ... " إلى آخره ، هذه القاعدة مهمة ، وذلك لأننا لما أخبرنا الله به عن صفاته نعلمه من وجه دون وجه ، ونحن نضرب مثلاً لذلك :
(( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ )) خلق السموات والأرض ، نحن نعلم معنى خلق ، وأن الخلق هو الإيجاد والإبداع والاختراع وما أشبه ذلك ، لكن هل نعلم كيف خلق هذه .؟ لا ، (( مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )).
(( ثم استوى على العرش .)) استوى على العرش ، نحن نعلم معنى استوى وأنه علا واستقر ، لكن لا نعلم كيف استوى .؟ إذن نحن نعلم ما أخبرنا به من وجه دون وجه .
فمن وجه المعنى نعلمه ومن وجه الحقيقة والكيفية لا نعلمه ، وبهذا يزول الإشكال الذي يرد ، هل آيات الصفات من المتشابه أو من المحكم .؟
الجواب على هذا السؤال أن نقول : إن أردت المعنى فهي من المحكم ، وإن أردت الكيفية والحقيقة فهي من المتشابه ، فمن حيث المعنى معروف ، كما قال مالك رحمه الله : " الاستواء معلوم " ومن حيث الكيفية مجهولة .
إذا كل صفات الله عز وجل إذا قال : هل هي من المتشابه الذي لا يعلم معناه إلا الله ، فإنك تجيبه بقولك : إن أردت بذلك معناها فهي من المحكم الواضح ، وإن أردت بذلك الكيفية والحقيقة فإنها من المتشابه لأننا لا نعلم ذلك .
المؤلف يقول : " أنا نعلم لما أخبرنا به من وجه دون وجه " ما هو الوجه الذي نعلمها به المعنى ، دون وجه الحقيقة والكيفية . واضح .؟
ثم المؤلف فرّع وأطال على هذه القاعدة بما سنقرأه إن شاء الله.
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، كل المغيبات ، الأسماء والصفات والجنة أيضا ، وما فيها من النعيم والنار وما فيها من الجحيم ، كلها أيضا نعلمه من وجه دون وجه ، كل الأمور التي ما شاهدناها فإننا نعلمها من وجه دون وجه . طيب وجه أننا نعلمه وأن علمنا يمكن أن يبلغه .؟
الدليل : " فإن الله تعالى قال : (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )) " .
هذا الدليل ، والاستفهام هنا للتوبيخ، لتوبيخ من لم يتدبر القرآن ، وكون من لم يتدبر القرآن موبخاً يدل على أن القرآن يمكن الوصول إلى معناه ، إذا لو لم يمكن الوصول إلى معناه ما كان التوبيخ على ترك التدبر حالاً محمله ، يعني ليس واقعا في محله ، يعني كيف يوبخ الإنسان على عدم تدبر ما لا يمكنه فهمه .؟ هل يمكن أن يوبخ الإنسان على عدم تدبر ما لا يمكنه فهمه.؟
الجواب : لا يمكن ، إذاً فالقرآن يمكن الوصول إلى معرفة معناه ، ولذلك وبّخ الله من لم يتدبرون القرآن ، أرجوا الانتباه يا جماعة .
إذا ما هو الدليل على أننا نعلم ما أخبر به من وجه دون وجه ، الدليل .؟ (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )) وجه الدلالة .؟ توبيخ الله هؤلاء الذين لا يتدبرون القرآن ، هذا وجه الدلالة ، وهذا يدل على أنه يمكن الوصول إلى معناه ، وإلا لما كان لتوبيخهم محل .
" (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً )) وقال تعالى : (( أَفَلم يَدَبَّرُونَ الْقول )) "
المراد القول إيش .؟ ما قيل لهم وهو القرآن .
" وقال تعالى : (( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ )) " ليدبروا آياته هذا الشاهد ، وبعد التدبر ومعرفة المعنى يتذكر أولوا الألباب (( وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )) .
طيب لو كنا لا نعرف معنى القرآن هل يمكن أن نتذكر .؟ أبداً ، لو يأتي أفصح الناس في اللغة الأعجمية ويقف أمامنا ويخطب خطاباً فصيحاً ، ونحن لا نعرف لغته ، هل يؤثر فينا .؟ ما يؤثر ، إذاً القرآن لولا أنه يمكن الوصول إلى معناه ، ما قال : (( ليدبروا آياته وليتذكر )) إذ لا تذكر إلا بعد معرفة المعنى . واضح .؟ طيب .
" وقال تعالى : (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )) فأمر بتدبر القرآن كله " وين الأمر .؟ فأمر بتدبر القرآن ، ما فيه الأمر الذي هو صيغة الأمر ، الآيات التي معنا ما فيها الأمر الذي هو بصيغة الأمر ، لكن فيها ما يدل على الأمر ، وهو التوبيخ والإنكار على من لم يتدبر ، فمن لازم ذلك أنه يؤمر الإنسان بتدبره .
طيب : " بتدبر الكتاب كله " أو إلا آيات الصفات .؟ كل القرآن .؟ (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )) ما قال إلا آيات الصفات (( أَفَلَا يَدَبَّرُوا الْقول )) ما قال إلا آيات الصفات . فإذا هو شامل للقرآن كله ومنها آيات الصفات ، وحينئذ نعرف أنه يمكن الوصول إلى معاني آيات الصفات .
(( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ )) خلق السموات والأرض ، نحن نعلم معنى خلق ، وأن الخلق هو الإيجاد والإبداع والاختراع وما أشبه ذلك ، لكن هل نعلم كيف خلق هذه .؟ لا ، (( مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )).
(( ثم استوى على العرش .)) استوى على العرش ، نحن نعلم معنى استوى وأنه علا واستقر ، لكن لا نعلم كيف استوى .؟ إذن نحن نعلم ما أخبرنا به من وجه دون وجه .
فمن وجه المعنى نعلمه ومن وجه الحقيقة والكيفية لا نعلمه ، وبهذا يزول الإشكال الذي يرد ، هل آيات الصفات من المتشابه أو من المحكم .؟
الجواب على هذا السؤال أن نقول : إن أردت المعنى فهي من المحكم ، وإن أردت الكيفية والحقيقة فهي من المتشابه ، فمن حيث المعنى معروف ، كما قال مالك رحمه الله : " الاستواء معلوم " ومن حيث الكيفية مجهولة .
إذا كل صفات الله عز وجل إذا قال : هل هي من المتشابه الذي لا يعلم معناه إلا الله ، فإنك تجيبه بقولك : إن أردت بذلك معناها فهي من المحكم الواضح ، وإن أردت بذلك الكيفية والحقيقة فإنها من المتشابه لأننا لا نعلم ذلك .
المؤلف يقول : " أنا نعلم لما أخبرنا به من وجه دون وجه " ما هو الوجه الذي نعلمها به المعنى ، دون وجه الحقيقة والكيفية . واضح .؟
ثم المؤلف فرّع وأطال على هذه القاعدة بما سنقرأه إن شاء الله.
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، كل المغيبات ، الأسماء والصفات والجنة أيضا ، وما فيها من النعيم والنار وما فيها من الجحيم ، كلها أيضا نعلمه من وجه دون وجه ، كل الأمور التي ما شاهدناها فإننا نعلمها من وجه دون وجه . طيب وجه أننا نعلمه وأن علمنا يمكن أن يبلغه .؟
الدليل : " فإن الله تعالى قال : (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )) " .
هذا الدليل ، والاستفهام هنا للتوبيخ، لتوبيخ من لم يتدبر القرآن ، وكون من لم يتدبر القرآن موبخاً يدل على أن القرآن يمكن الوصول إلى معناه ، إذا لو لم يمكن الوصول إلى معناه ما كان التوبيخ على ترك التدبر حالاً محمله ، يعني ليس واقعا في محله ، يعني كيف يوبخ الإنسان على عدم تدبر ما لا يمكنه فهمه .؟ هل يمكن أن يوبخ الإنسان على عدم تدبر ما لا يمكنه فهمه.؟
الجواب : لا يمكن ، إذاً فالقرآن يمكن الوصول إلى معرفة معناه ، ولذلك وبّخ الله من لم يتدبرون القرآن ، أرجوا الانتباه يا جماعة .
إذا ما هو الدليل على أننا نعلم ما أخبر به من وجه دون وجه ، الدليل .؟ (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )) وجه الدلالة .؟ توبيخ الله هؤلاء الذين لا يتدبرون القرآن ، هذا وجه الدلالة ، وهذا يدل على أنه يمكن الوصول إلى معناه ، وإلا لما كان لتوبيخهم محل .
" (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً )) وقال تعالى : (( أَفَلم يَدَبَّرُونَ الْقول )) "
المراد القول إيش .؟ ما قيل لهم وهو القرآن .
" وقال تعالى : (( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ )) " ليدبروا آياته هذا الشاهد ، وبعد التدبر ومعرفة المعنى يتذكر أولوا الألباب (( وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )) .
طيب لو كنا لا نعرف معنى القرآن هل يمكن أن نتذكر .؟ أبداً ، لو يأتي أفصح الناس في اللغة الأعجمية ويقف أمامنا ويخطب خطاباً فصيحاً ، ونحن لا نعرف لغته ، هل يؤثر فينا .؟ ما يؤثر ، إذاً القرآن لولا أنه يمكن الوصول إلى معناه ، ما قال : (( ليدبروا آياته وليتذكر )) إذ لا تذكر إلا بعد معرفة المعنى . واضح .؟ طيب .
" وقال تعالى : (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )) فأمر بتدبر القرآن كله " وين الأمر .؟ فأمر بتدبر القرآن ، ما فيه الأمر الذي هو صيغة الأمر ، الآيات التي معنا ما فيها الأمر الذي هو بصيغة الأمر ، لكن فيها ما يدل على الأمر ، وهو التوبيخ والإنكار على من لم يتدبر ، فمن لازم ذلك أنه يؤمر الإنسان بتدبره .
طيب : " بتدبر الكتاب كله " أو إلا آيات الصفات .؟ كل القرآن .؟ (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )) ما قال إلا آيات الصفات (( أَفَلَا يَدَبَّرُوا الْقول )) ما قال إلا آيات الصفات . فإذا هو شامل للقرآن كله ومنها آيات الصفات ، وحينئذ نعرف أنه يمكن الوصول إلى معاني آيات الصفات .