تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " والله سبحانه أخبرنا أنه عليم قدير سميع بصير غفور رحيم ; إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته . فنحن نفهم معنى ذلك ونميز بين العلم والقدرة وبين الرحمة والسمع والبصر , ونعلم أن الأسماء كلها اتفقت في دلالتها على ذات الله مع تنوع معانيها فهي متفقة متواطئة من حيث الذات متباينة من جهة الصفات وكذلك أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب . وكذلك أسماء القرآن مثل القرآن والفرقان والهدى والنور والتنزيل والشفاء وغير ذلك ومثل هذه الأسماء تنازع الناس فيها هل هي من قبيل المترادفة - لاتحاد الذات - أو من قبيل المتباينة لتعدد الصفات ؟ كما إذا قيل : السيف والصارم والمهند وقصد بالصارم معنى الصرم وفي المهند النسبة إلى الهند ; والتحقيق أنها مترادفة في الذات متباينة في الصفات . ". حفظ
الشيخ : " وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَنَا أَنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ سَمِيعٌ بَصِيرٌ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ . فَنَحْنُ نَفْهَمُ مَعْنَى ذَلِكَ وَنُمَيِّزُ بَيْنَ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَبَيْنَ الرَّحْمَةِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ ، وَنَعْلَمُ أَنَّ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا اتَّفَقَتْ فِي دَلَالَتِهَا عَلَى ذَاتِ اللَّهِ مَعَ تَنَوُّعِ مَعَانِيهَا ، فَهِيَ مُتَّفِقَةٌ مُتَوَاطِئَةٌ مِنْ حَيْثُ الذَّاتُ مُتَبَايِنَةٌ مِنْ جِهَةِ الصِّفَاتِ " هذه نقطة مهمة، ولا مرت علينا من قبل ، أسماء الله سبحانه وتعالى اتفقت واختلفت ، اتفقت في دلالتها على شيء واحد هو .؟
اتفقت في دلالتها على شيء واحد واختلفت .؟ ... اتفقت في الدلالة على ذات الله ، فالغفور هو الله ، والرحيم والسميع والبصير والعليم والقدير هو الله ، إذا فهي في الدلالة على المسمى بها متفقة ، في الدلالة على معانيها وأن لكل واحد منها معنى يختص به مختلفة ، فالغفور غير الرحيم والسميع غير البصير والعزيز غير الحكيم .
إذا يقول المؤلف : فهي متفقة متواطئة من حيث الذات . ذات الله ، أي أنها تدل على ذات واحدة ، لكن يقول : متباينة من جهة الصفات، فالصفة المفهومة من العزيز غير الصفة المفهومة من الحكيم مثلاً .
فإذا قال لك قائل : هل أسماء الله مترادفة أو متباينة ؟ وترى مترادفة ومتواطئة ومتفقة معناها واحد . إذا قال لك قائل : هل أسماء الله مترادفة أو متباينة ، وش الجواب .؟
أما من حيث دلالتها على الذات فهي مترادفة ، كلها تدل على ذات واحدة ، وأما من حيث دلالتها على المعنى فهي متباينة ، لأن لكل اسم منها معنى يختص به .
طيب : " وَكَذَلِكَ أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدَ وَالْمَاحِي وَالْحَاشِرِ وَالْعَاقِبِ " النبي صلى الله عليه وسلم له أسماء متعددة ، هذه الأسماء في دلالتها على ذات واحدة متفقة مترادفة ، وباعتبار دلالة كل واحد منها على معنى تكون متباينة . مفهوم يا جماعة الآن .؟ زين .
الطالب : معانيها .؟
الشيخ : ... مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدَ وَالْمَاحِي وَالْعَاقِبِ ، نعم محمد اسم مفعول ، محمد من التحميد ، يعني أنه يحمد لكثرة خصاله الحميدة ، أحمد اسم تفضيل من أين .؟ من حمد ، فهو أحمد يعني أكثر الناس حمدا لله ، أحمد الناس لربه ، ويجوز أن يكون أحمد من باب إضافة الصفة على أنها اسم مفعول ، يعني أكثر من يحمد من الناس ، الماحي الذي محى الله به الكفر والشرك ، الحاشر الذي يحشر الناس على قدميه ، والعاقب الذي يعقب الأنبياء قبله ، لأنه خاتمهم .
" وَكَذَلِكَ أَسْمَاءُ الْقُرْآنِ مِثْلُ الْقُرْآنِ وَالْفُرْقَانِ وَالْهُدَى وَالنُّورِ وَالتَّنْزِيلِ وَالشِّفَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ " كل هذه أسماء للقرآن الْقُرْآنِ وَالْفُرْقَانِ وَالْهُدَى ، في دلالتها على القرآن مترادفة ، وباعتبار أن الفرقان له معنى والقرآن له معنى والهدى له معنى والنور له معنى ، تكون متباينة .
وكذلك أيضا غير أسماء الله تعالى ورسوله وكتابه ، الآن عندنا السيف كم له من اسم .؟ كثيرة ، الصارم والمهند والسّيف والبتار وما أشبه ذلك ، هذه الأسماء باعتبار دلالتها على السيف .؟ مترادفة، متفقة ، وباعتبار أن لكل واحد منها معنى متباينة .
" وَمِثْلُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ تَنَازَعَ النَّاسُ فِيهَا هَلْ هِيَ مِنْ قَبِيلِ الْمُتَرَادِفَةِ - لِاتِّحَادِ الذَّاتِ - أَوْ مِنْ قَبِيلِ الْمُتَبَايِنَةِ لِتَعَدُّدِ الصِّفَاتِ ؟ كَمَا إذَا قِيلَ : السَّيْفُ وَالصَّارِمُ وَالْمُهَنَّدُ وَقُصِدَ بِالصَّارِمِ مَعْنَى الصَّرْمِ وَفِي الْمُهَنَّدِ النِّسْبَةُ إلَى الْهِنْدِ ، وَالتَّحْقِيقُ أَنَّهَا مُتَرَادِفَةٌ فِي الذَّاتِ مُتَبَايِنَةٌ فِي الصِّفَاتِ " العلماء اختلفوا هل هذه الأسماء من المترادفة أم من المتباينة .؟ منهم من يقول أنها مترادفة ، نظر إلى اتحادها في الذات، ومنهم من قال متباينة نظراً إلى اختلافها في الصفات ، ولكن كل منهما نظر إلى وجه وأغفل الوجه الآخر ، فإذا نظرنا إلى الوجهين قلنا مترادفة باعتبار دلالتها على الذات ومتباينة باعتبار دلالتها على الصفات ، وهذا كما قال المؤلف ، هذا هو التحقيق .