تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " والحكم هو الفصل بين الشيئين فالحاكم يفصل بين الخصمين , والحكم فصل بين المتشابهات علما وعملا إذا ميز بين الحق والباطل والصدق والكذب والنافع والضار وذلك يتضمن فعل النافع وترك الضار فيقال : حكمت السفيه وأحكمته إذا أخذت على يديه وحكمت الدابة وأحكمتها إذا جعلت لها حكمة وهو ما أحاط بالحنك من اللجام وإحكام الشيء إتقانه . فَإِحْكَامُ الْكَلَامِ إتْقَانُهُ بِتَمْيِيزِ الصِّدْقِ مِنْ الْكَذِبِ فِي أَخْبَارِهِ وَتَمْيِيزِ الرُّشْدِ مِنْ الْغَيِّ فِي أَوَامِرِهِ ، وَالْقُرْآنُ كُلُّهُ مُحْكَمٌ بِمَعْنَى الْإِتْقَانِ فَقَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ تعالى حَكِيمًا بِقَوْلِهِ : (( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ )) فَالْحَكِيمُ بِمَعْنَى الْحَاكِمِ ؛ كَمَا جَعَلَهُ يَقُصُّ بِقَوْلِهِ : (( إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )) وَجَعَلَهُ مُفْتِيًا فِي قَوْلِهِ : (( قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ )) أَيْ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ , وَجَعَلَهُ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا فِي قَوْلِهِ : (( إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) ". حفظ
الشيخ : ... والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، قال رحمه الله تعالى :
" والحكم هو الفصل بين الشيئين فالحاكم يفصل بين الخصمين ، والحكم فصل بين المتشابهات علما وعملا إذا ميز بين الحق والباطل والصدق والكذب والنافع والضار ، وذلك يتضمن فعل النافع وترك الضار فيقال : حكمت السفيه وأحكمته إذا أخذت على يديه ، وحكمت الدابة وأحكمتها إذا جعلت لها حكمة وهو ما أحاط بالحنك من اللجام ، وإحكام الشيء إتقانه " .
المؤلف يتكلم على أن القرآن محكم ومتشابه ، وبعضه محكم وبعضه متشابه .
" فَإِحْكَامُ الْكَلَامِ إتْقَانُهُ بِتَمْيِيزِ الصِّدْقِ مِنْ الْكَذِبِ فِي أَخْبَارِهِ وَتَمْيِيزِ الرُّشْدِ مِنْ الْغَيِّ فِي أَوَامِرِهِ ، وَالْقُرْآنُ كُلُّهُ مُحْكَمٌ بِمَعْنَى الْإِتْقَانِ فَقَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ تعالى حَكِيمًا بِقَوْلِهِ : (( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ )) فَالْحَكِيمُ بِمَعْنَى الْحَاكِمِ ، كَمَا جَعَلَهُ يَقُصُّ بِقَوْلِهِ : (( إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )) وَجَعَلَهُ مُفْتِيًا فِي قَوْلِهِ : (( قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ )) أَيْ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ ، وَجَعَلَهُ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا فِي قَوْلِهِ : (( إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) ".
هذا المعنى الأول من كون القرآن محكما يعني متقناً في أخباره وفي أحكامه ، ففي أخباره يميز بين الحق والباطل والصدق والكذب ، وفي أحكامه يميز بين العدل الجور والنافع والضار . هو بهذا المعنى كله موصوف بهذه الصفة أنه محكم .