تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ثم من هؤلاء الصفاتية من لا يقول في الصفات إنها قديمة بل يقول : الرب بصفاته قديم ومنهم من يقول : هو قديم وصفته قديمة ولا يقول : هو وصفاته قديمان . ومنهم من يقول : هو وصفاته قديمان ; ولكن يقول : ذلك لا يقتضي مشاركة الصفة له في شيء من خصائصه فإن القدم ليس من خصائص الذات المجردة بل من خصائص الذات الموصوفة بصفات وإلا فالذات المجردة لا وجود لها عندهم فضلا عن أن تختص بالقدم وقد يقولون : الذات متصفة بالقدم والصفات متصفة بالقدم وليست الصفات إلها ولا ربا كما أن النبي محدث وصفاته محدثة وليست صفاته نبيا .". حفظ
الشيخ : " ثُمَّ مِنْ هَؤُلَاءِ الصفاتية مَنْ لَا يَقُولُ فِي الصِّفَاتِ إنَّهَا قَدِيمَةٌ بَلْ يَقُولُ : الرَّبُّ بِصِفَاتِهِ قَدِيمٌ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : هُوَ قَدِيمٌ وَصِفَتُهُ قَدِيمَةٌ وَلَا يَقُولُ : هُوَ وَصِفَاتُهُ قَدِيمَانِ . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : هُوَ وَصِفَاتُهُ قَدِيمَانِ ، وَلَكِنْ يَقُولُ : ذَلِكَ لَا يَقْتَضِي مُشَارَكَةَ الصِّفَةِ لَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ خَصَائِصِهِ فَإِنَّ الْقِدَمَ لَيْسَ مِنْ خَصَائِصِ الذَّاتِ الْمُجَرَّدَةِ بَلْ مِنْ خَصَائِصِ الذَّاتِ الْمَوْصُوفَةِ بِصِفَاتِ ، وَإِلَّا فَالذَّاتُ الْمُجَرَّدَةُ لَا وُجُودَ لَهَا عِنْدَهُمْ فَضْلًا عَنْ أَنْ تَخْتَصَّ بِالْقِدَمِ . وَقَدْ يَقُولُونَ : الذَّاتُ مُتَّصِفَةٌ بِالْقِدَمِ وَالصِّفَاتُ مُتَّصِفَةٌ بِالْقِدَمِ وَلَيْسَتْ الصِّفَاتُ إلَهًا وَلَا رَبًّا كَمَا أَنَّ النَّبِيَّ مُحْدَثٌ وَصِفَاتُهُ مُحْدَثَةٌ وَلَيْسَتْ صِفَاتُهُ نَبِيًّا ".
الآن قسم المؤلف الصفاتية إلى الأقسام هذه ، هل يقول كذا أو لا ، الصفاتية الآن يعني الذين يثبتون الصفات كلها أو بعضها منهم من لا يقول في الصفات أنها قديمة ، يعني يمتنع أن يقول حياة الله قديمة وسمعه قديم وبصره قديم ، ولكن يقول الرب بصفاته قديم، إذا ما من ذات إلا ولها صفات ، ولا يمكن أن يوجد ذات مجردة عن صفة إطلاقاً ... هذا واحد .
ومنهم من يقول هو قديم وصفته قديمة ولا يقول هو وصفاته قديمان، يعني إن أخبرت بالقدم عن الله وحده وعن الصفة وحدها فهو جائز ، وإن جمعتهما في خبر واحد فهو لا يجوز ، يعني غريب ، يجوز تقول الله قديم وصفته قديمة ، ولا يجوز أن تقول الله وصفته قديمان، فتجمعهما في خبر واحد .
يقولون لأنك إذا أخبرت كل أحد عن الآخر فقد ميزت بينهما ، وإذا قرنتهما في خبر واحد فقد أشركت بينهما ، مثل ما أنك لو تقول : لولا الله وزيد أنقذني من الغرق لهلكت ، أو أنقذاني من الغرق لهلكت ، يجوز أو لا .؟
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : لكن لو تقول : لولا زيد أنقذني من الغرق يجوز ، لولا الله أنقذني من الغرق يجوز ، هم يقولون إن قلت الله قديم وصفته قديمة ما فيه بأس ، إن قلت الله وصفته قديمان فهو لا يجوز عندهم .
شف الرأي الثالث يقول " هو وصفاته قديمان لكن يقول ذلك لا يقتضي مشاركة الصفة له في شيء من خصائصه ، فإن القدم ليس من خصائص الذات المجردة بَلْ مِنْ خَصَائِصِ الذَّاتِ الْمَوْصُوفَةِ بِصِفَاتِ ، وَإِلَّا فَالذَّاتُ الْمُجَرَّدَةُ لَا وُجُودَ لَهَا عِنْدَهُمْ فَضْلًا عَنْ أَنْ تَخْتَصَّ بِالْقِدَمِ " ، هذا في الحقيقة أقرب الأقوال أن نقول هو وصفاته قديمان ، لكن ذلك لا يقتضي أن تكون الصفة مشاركة له في شيء من خصائصه ، نقول هو وصفاته قديمان لكن لا يقتضي أن تكون الصفة منفصلة عنه ، مشاركة له في شيء من خصائصه ، ما يمكن، لماذا .؟
لأن الذات المجردة عن الصفات غير ثابتة ، ما من ذات إلا ولها صفات ، فيقولون هو وصفاته قديمان لكن لا نقدر أن الصفة مستقلة عن الذات ، لأن استقلال الصفة عن الذات أمر غير ممكن .
وقد يقولون الذات متصفة بالقدم والصفات متصفة بالقدم ، وليست الصفات إلهاً ولا رباً ، يعني معناه يفصلون هذا عن هذا ، ويقولون إنه ليست الصفات إله ولا رباً مثل ما أن النبي محدث وصفاته محدثه ، رسول الله صلى الله عليه وسلم محدث ، صفاته من الطول أو القصر أو البياض أو السواد أو ما أشبه ذلك محدث ، تقول مثلاً النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول ، صح ، تقول كونه ربعة من الرجال رسول ، كونه ربعة من الرجال ليس بالقصير ولا بالطويل البائن ، يعني هذه الصفة فيه رسول أو لا .؟
الطالب : لا .
الشيخ : نعم تقول مثلا : بياض وجهه ونوره رسول .؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما تقول ، إذا نقول الله تعالى قديم ولكنه ليست صفته التي هي قديمة ليست إله ، كما أن الرسول محدث وليست صفته المحدثة رسولاً . واضح .؟
والتعبيرات هذه في الحقيقة دقيقة عليكم لأنكم ما قرأتم كلام هؤلاء ومجادلاتهم ، والواقع أننا نقول أحد أمرين :
إما أن تقول إن الله بصفاته قديم ، وأنه لا يمكن أن توجد ذات بدون صفة .
أو تقول : الله وصفته قديمان لكن ليس معنى ذلك أن الصفة متميزة عن الخالق الموصوف بحيث تكون رباً أو إلهاً .
وأما أن يفرق بين إن قلت : الله القديم وصفته قديمة فهو جائز ، وإن قلت : الله وصفته قديمان فهو ممنوع ، فهذا لا وجه له ، لأنه ليس الأمر يدور على التعبير ولكن يدور على المعنى ...
اضبطوا هذه المسألة واعرفوها بالمثال ، وأنا أعطيتكم مثال بالإرادة والرحمة ، وإن شئتم تبدلوا الإرادة بالسمع أوضح ، فإثبات السمع عند المعتزلة تشبيه ، وعند الأشاعرة ليس بتشبيه ، وإثبات الرحمة عند الأشاعرة تشبيه وعند أهل السنة ليس بتشبيه .
والحاصل أن التشبيه المنفي إن أريد به المماثلة التي هي أن يجوز كل واحد منها ما يجوز على الآخر ، ويمتنع عليه ما يمتنع ، ويجب عليه ما يجب ، إن أريد بها ذلك فهو باطل ، وش معنى باطل .؟ يعني ما يمكن احد يقوله أبدا .
وإن أريد بالمشابهة المشابهة من وجه دون آخر أو المشاركة في الاسم فهذا جائز ، ولكن لا يمكن القول به ، لأن كل من يدعي أن هذا تشبيه ينكره أو ينازعه في ذلك خصمه ، ويقول ليس بتشبيه . فتبين أن الاعتماد في إثبات الصفات على مجرد نفي التشبيه ، حكمه لا يجوز .
وترى هذه قاعدة مهمة يا جماعة ، هذه ليست مثل الكلام الذي مر علينا أمس ، الكلام الذي مر علينا أمس حاشية على قاعدة ، وفرق بين الكلام الأصيل الذي من أجله ألف الكتاب ، وبين الكلام الذي يأتي استطرادا وتتميما لها ، ولكن هذه قاعدة مهمة ويجب الفهم لها ، يجب أن نفهمها تماما ، وكون أنه نقول ما فهمنا ونريد نعيد الدرس هذا شيء غير معقول ، لأنه لو نبقى على هذا أنتم والحمد لله طلبة جامعة ، من الممكن يعني نقول لكم ... .
الآن قسم المؤلف الصفاتية إلى الأقسام هذه ، هل يقول كذا أو لا ، الصفاتية الآن يعني الذين يثبتون الصفات كلها أو بعضها منهم من لا يقول في الصفات أنها قديمة ، يعني يمتنع أن يقول حياة الله قديمة وسمعه قديم وبصره قديم ، ولكن يقول الرب بصفاته قديم، إذا ما من ذات إلا ولها صفات ، ولا يمكن أن يوجد ذات مجردة عن صفة إطلاقاً ... هذا واحد .
ومنهم من يقول هو قديم وصفته قديمة ولا يقول هو وصفاته قديمان، يعني إن أخبرت بالقدم عن الله وحده وعن الصفة وحدها فهو جائز ، وإن جمعتهما في خبر واحد فهو لا يجوز ، يعني غريب ، يجوز تقول الله قديم وصفته قديمة ، ولا يجوز أن تقول الله وصفته قديمان، فتجمعهما في خبر واحد .
يقولون لأنك إذا أخبرت كل أحد عن الآخر فقد ميزت بينهما ، وإذا قرنتهما في خبر واحد فقد أشركت بينهما ، مثل ما أنك لو تقول : لولا الله وزيد أنقذني من الغرق لهلكت ، أو أنقذاني من الغرق لهلكت ، يجوز أو لا .؟
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : لكن لو تقول : لولا زيد أنقذني من الغرق يجوز ، لولا الله أنقذني من الغرق يجوز ، هم يقولون إن قلت الله قديم وصفته قديمة ما فيه بأس ، إن قلت الله وصفته قديمان فهو لا يجوز عندهم .
شف الرأي الثالث يقول " هو وصفاته قديمان لكن يقول ذلك لا يقتضي مشاركة الصفة له في شيء من خصائصه ، فإن القدم ليس من خصائص الذات المجردة بَلْ مِنْ خَصَائِصِ الذَّاتِ الْمَوْصُوفَةِ بِصِفَاتِ ، وَإِلَّا فَالذَّاتُ الْمُجَرَّدَةُ لَا وُجُودَ لَهَا عِنْدَهُمْ فَضْلًا عَنْ أَنْ تَخْتَصَّ بِالْقِدَمِ " ، هذا في الحقيقة أقرب الأقوال أن نقول هو وصفاته قديمان ، لكن ذلك لا يقتضي أن تكون الصفة مشاركة له في شيء من خصائصه ، نقول هو وصفاته قديمان لكن لا يقتضي أن تكون الصفة منفصلة عنه ، مشاركة له في شيء من خصائصه ، ما يمكن، لماذا .؟
لأن الذات المجردة عن الصفات غير ثابتة ، ما من ذات إلا ولها صفات ، فيقولون هو وصفاته قديمان لكن لا نقدر أن الصفة مستقلة عن الذات ، لأن استقلال الصفة عن الذات أمر غير ممكن .
وقد يقولون الذات متصفة بالقدم والصفات متصفة بالقدم ، وليست الصفات إلهاً ولا رباً ، يعني معناه يفصلون هذا عن هذا ، ويقولون إنه ليست الصفات إله ولا رباً مثل ما أن النبي محدث وصفاته محدثه ، رسول الله صلى الله عليه وسلم محدث ، صفاته من الطول أو القصر أو البياض أو السواد أو ما أشبه ذلك محدث ، تقول مثلاً النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول ، صح ، تقول كونه ربعة من الرجال رسول ، كونه ربعة من الرجال ليس بالقصير ولا بالطويل البائن ، يعني هذه الصفة فيه رسول أو لا .؟
الطالب : لا .
الشيخ : نعم تقول مثلا : بياض وجهه ونوره رسول .؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما تقول ، إذا نقول الله تعالى قديم ولكنه ليست صفته التي هي قديمة ليست إله ، كما أن الرسول محدث وليست صفته المحدثة رسولاً . واضح .؟
والتعبيرات هذه في الحقيقة دقيقة عليكم لأنكم ما قرأتم كلام هؤلاء ومجادلاتهم ، والواقع أننا نقول أحد أمرين :
إما أن تقول إن الله بصفاته قديم ، وأنه لا يمكن أن توجد ذات بدون صفة .
أو تقول : الله وصفته قديمان لكن ليس معنى ذلك أن الصفة متميزة عن الخالق الموصوف بحيث تكون رباً أو إلهاً .
وأما أن يفرق بين إن قلت : الله القديم وصفته قديمة فهو جائز ، وإن قلت : الله وصفته قديمان فهو ممنوع ، فهذا لا وجه له ، لأنه ليس الأمر يدور على التعبير ولكن يدور على المعنى ...
اضبطوا هذه المسألة واعرفوها بالمثال ، وأنا أعطيتكم مثال بالإرادة والرحمة ، وإن شئتم تبدلوا الإرادة بالسمع أوضح ، فإثبات السمع عند المعتزلة تشبيه ، وعند الأشاعرة ليس بتشبيه ، وإثبات الرحمة عند الأشاعرة تشبيه وعند أهل السنة ليس بتشبيه .
والحاصل أن التشبيه المنفي إن أريد به المماثلة التي هي أن يجوز كل واحد منها ما يجوز على الآخر ، ويمتنع عليه ما يمتنع ، ويجب عليه ما يجب ، إن أريد بها ذلك فهو باطل ، وش معنى باطل .؟ يعني ما يمكن احد يقوله أبدا .
وإن أريد بالمشابهة المشابهة من وجه دون آخر أو المشاركة في الاسم فهذا جائز ، ولكن لا يمكن القول به ، لأن كل من يدعي أن هذا تشبيه ينكره أو ينازعه في ذلك خصمه ، ويقول ليس بتشبيه . فتبين أن الاعتماد في إثبات الصفات على مجرد نفي التشبيه ، حكمه لا يجوز .
وترى هذه قاعدة مهمة يا جماعة ، هذه ليست مثل الكلام الذي مر علينا أمس ، الكلام الذي مر علينا أمس حاشية على قاعدة ، وفرق بين الكلام الأصيل الذي من أجله ألف الكتاب ، وبين الكلام الذي يأتي استطرادا وتتميما لها ، ولكن هذه قاعدة مهمة ويجب الفهم لها ، يجب أن نفهمها تماما ، وكون أنه نقول ما فهمنا ونريد نعيد الدرس هذا شيء غير معقول ، لأنه لو نبقى على هذا أنتم والحمد لله طلبة جامعة ، من الممكن يعني نقول لكم ... .