تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فهؤلاء إذا أطلقوا على الصفاتية اسم التشبيه والتمثيل : كان هذا بحسب اعتقادهم الذي ينازعهم فيه أولئك ثم تقول لهم أولئك : هب أن هذا المعنى قد يسمى في اصطلاح بعض الناس تشبيها فهذا المعنى لم ينفه عقل ولا سمع وإنما الواجب نفي ما نفته الأدلة الشرعية والعقلية والقرآن قد نفى مسمى المثل والكفء والند ونحو ذلك ولكن يقولون الصفة في لغة العرب ليست مثل الموصوف ولا كفؤه ولا نده فلا يدخل في النص وأما العقل : فلم ينف مسمى التشبيه في اصطلاح المعتزلة .". حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، أظن هذا الذي نتكلم فيه الآن امتداد لما سبق من أن إطلاق الاعتماد على نفي التشبيه ، يجوز أو لا .؟ لا يجوز ، وذلك لأن الناس اختلفوا في التشبيه ، حتى إن منهم من يرى أن إثبات الصفات تشبيه ، ومنهم من يرى أن وصف الله بأنه موجود تشبيه ، فالاعتماد على مجرد نفي التشبيه أمر لا يجوز، كما أن الاعتماد على إثبات بلا تشبيه أمر لا يجوز .
أرجو الانتباه يا جماعة ، هذه القاعدة ... كل ما يأتي من كلام المؤلف فرع وكلام مع المنازعين ، إنما القاعدة : أنه لا يصح في إثبات الصفات لله أن نعتمد على مجرد نفي التشبيه ، أو على مجرد الإثبات بلا تشبيه .
أما الأول : فلأنك إذا قلت هذا : نعتمد على النفي المطلق ، الذي هو نفي التشبيه ، فقد يقول قائل : إن إثبات السمع والبصر تشبيه ، وقد يقول آخر : إثبات العلو تشبيه ، وقد يقول آخر : إثبات الحياة تشبيه وإثبات العلم تشبيه ، وإثبات القدرة تشبيه ، كذلك إذا اعتمدت على إثبات بلا تشبيه ما يصح ، لأنه قد يقول قائل : نثبت أن لله تعالى أنفا لا يشبه آناف المخلوقين ، أن له بطنا لا يشبه بطون المخلوقين ، هل يجوز هذا أو ما يجوز .؟ لا يجوز ، فإذا القاعدة التي عندنا والتي يجب أن نعرفها : أنه لا يجوز أن نعتمد في إثبات الصفات أو نفيها على :
واحد : إثبات بلا تشبيه .
اثنان : مجرد نفي التشبيه ، لأن هذا لا يصح لا في الاثبات ولا في النفي .
ثم استطرد المؤلف رحمه الله تعالى وبيّن هل إثبات الصفات يقتضي تشبيها ، وهل الله تعالى بصفاته قديم .؟ أو نقول الله قديم والصفة قديمة ، أو نقول الله وصفته قديمان .؟ على خلاف في الحقيقة ما يثيره إلا مجرد الجدل ، وإلا فلسنا بحاجة إليها ، السلف الصالح أحسن منا عقيدة وأحرص منا على تحقيق العقيدة ، هل صاروا يبحثون في هذا أو لا .؟ ما يبحثون ، لكن مع هذا إذا اضطرنا إلى أن ننزل في الميدان فلا بد أن ننزل .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، هو يريد أن يبين أن الإثبات مبني على السمع . وكذلك النفي أيضا مبني على السمع .
قال : " فَهَؤُلَاءِ إذَا أَطْلَقُوا عَلَى الصفاتية اسْمَ التَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ كَانَ هَذَا بِحَسَبِ اعْتِقَادِهِمْ الَّذِي يُنَازِعُهُمْ فِيهِ أُولَئِكَ " فهؤلاء من يقصد .؟ الذين ينكرون الصفات ، فَهَؤُلَاءِ الذين أَطْلَقُوا عَلَى الصفاتية ، من هم الصفاتية .؟ الذين يثبتون الصفات ، سواء أثبتوا الجميع أو أثبتوا البعض ، هؤلاء يطلقون عَلَى الصفاتية اسْمَ التَّشْبِيهِ ، الأشاعرة يقولون لأهل السنة أنتم مشبهة لأنكم تثبتون لله تعالى الرحمة والمحبة وما أشبه ذلك .
والمعتزلة يقولون للأشاعرة أنتم مشبهة لأنكم تثبتون الإرادة والكلام والسمع والبصر .
والغلاة الذين يقولون الله لا موجود ولا معدوم ، يقولون لمن أثبت وجود الله أنت مشبه .
فلو هناك قائل يستدل على نفي التشبيه المجرد ، ولهذا يقول : " كَانَ هَذَا بِحَسَبِ اعْتِقَادِهِمْ الَّذِي يُنَازِعُهُمْ فِيهِ أُولَئِكَ ، ثُمَّ تَقُولُ لَهُمْ أُولَئِكَ : هَبْ أَنَّ هَذَا الْمَعْنَى قَدْ يُسَمَّى فِي اصْطِلَاحِ بَعْضِ النَّاسِ تَشْبِيهًا فَهَذَا الْمَعْنَى لَمْ يَنْفِهِ عَقْلٌ وَلَا سَمْعٌ ، وَإِنَّمَا الْوَاجِبُ نَفْيُ مَا نَفَتْهُ الْأَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ وَالْعَقْلِيَّةُ " مثلا أقول : أنا أثبت السمع لله سبحانه وتعالى وأهل التعطيل يقولون : إثبات السمع تشبيه ، نقول لهم : هب أن إثبات السمع يسمى في اصطلاحك تشبيهاً ، هب بمعنى قدر ، قدر أنه يسمى تشبيها ، فهل إذا سميته أنت تشبيهاً يجب عليه نفيه مع أن الأدلة أثبتته ؟ لا .
ولهذا يقول : " فهذا المعنى لم ينفه عقل ولا سمع " فإذا لم ينفه العقل ولا السمع بل أثبتته الأدلة العقلية والسمعية فالواجب إثباته . سمع أنت تشبيها أو لا تسمه .
مع أننا نحن لا نثبته على سبيل التشبيه ، إذا أننا نقول إن لله سمعاً لا يشبه أسماع المخلوقين ، وبصراً لا يشبه أبصار المخلوقين ، ونحن إذا رأينا في الشاهد أن السامعات تختلف أسماعها ، والباصرات تختلف أبصارها ، الطير في جو السماء ينظر إلى حبة في الأرض، وأنت لو ترقى فوق السطح تنظر إلى الحبة في الأرض .؟ ما تنظر إلى الحبة في الأرض واضح .
" وَالْقُرْآنُ قَدْ نَفَى مُسَمَّى الْمِثْلِ وَالْكُفْءِ وَالنِّدِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ " هذا الذي فيه المحذور أن تكون المشابهة مطلقة بحيث يكون هذا كفء لهذا ، وهذا مثلا لهذا ، وهذا ندا لهذا .
" وَلَكِنْ يَقُولُونَ الصِّفَةُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ لَيْسَتْ مِثْلَ الْمَوْصُوفِ وَلَا كُفُؤَهُ وَلَا نِدَّهُ فَلَا يَدْخُلُ فِي النَّصِّ " وش النص .؟ (( ليس كمثله شيء )) هذا نفي للمثل ، فهل الصفة مثل الموصوف .؟ نعم لا ، ليست الصفة مثل الموصوف ، إذ أن الصفة معنى في الموصوف وليست هي الموصوف، البصر هل هو العين .؟ أو لا ، لا ، ولكنه قوة في العين . والسمع ليس هو الأذن ، لكنه قوة في الأذن الظاهرة والباطنة . النطق ليس هو اللسان ولكنه قوة في اللسان والشفتين والحلق ، وهكذا فقس .
" وَأَمَّا الْعَقْلُ : فَلَمْ يَنْفِ مُسَمَّى التَّشْبِيهِ فِي اصْطِلَاحِ الْمُعْتَزِلَةِ " المعتزلة يرون أن كل من أثبت صفة فهو مشبه ، فكل إثبات صفة عندهم تشبيه ، هل العقل ينفي ذلك .؟ لا .
أرجو الانتباه يا جماعة ، هذه القاعدة ... كل ما يأتي من كلام المؤلف فرع وكلام مع المنازعين ، إنما القاعدة : أنه لا يصح في إثبات الصفات لله أن نعتمد على مجرد نفي التشبيه ، أو على مجرد الإثبات بلا تشبيه .
أما الأول : فلأنك إذا قلت هذا : نعتمد على النفي المطلق ، الذي هو نفي التشبيه ، فقد يقول قائل : إن إثبات السمع والبصر تشبيه ، وقد يقول آخر : إثبات العلو تشبيه ، وقد يقول آخر : إثبات الحياة تشبيه وإثبات العلم تشبيه ، وإثبات القدرة تشبيه ، كذلك إذا اعتمدت على إثبات بلا تشبيه ما يصح ، لأنه قد يقول قائل : نثبت أن لله تعالى أنفا لا يشبه آناف المخلوقين ، أن له بطنا لا يشبه بطون المخلوقين ، هل يجوز هذا أو ما يجوز .؟ لا يجوز ، فإذا القاعدة التي عندنا والتي يجب أن نعرفها : أنه لا يجوز أن نعتمد في إثبات الصفات أو نفيها على :
واحد : إثبات بلا تشبيه .
اثنان : مجرد نفي التشبيه ، لأن هذا لا يصح لا في الاثبات ولا في النفي .
ثم استطرد المؤلف رحمه الله تعالى وبيّن هل إثبات الصفات يقتضي تشبيها ، وهل الله تعالى بصفاته قديم .؟ أو نقول الله قديم والصفة قديمة ، أو نقول الله وصفته قديمان .؟ على خلاف في الحقيقة ما يثيره إلا مجرد الجدل ، وإلا فلسنا بحاجة إليها ، السلف الصالح أحسن منا عقيدة وأحرص منا على تحقيق العقيدة ، هل صاروا يبحثون في هذا أو لا .؟ ما يبحثون ، لكن مع هذا إذا اضطرنا إلى أن ننزل في الميدان فلا بد أن ننزل .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، هو يريد أن يبين أن الإثبات مبني على السمع . وكذلك النفي أيضا مبني على السمع .
قال : " فَهَؤُلَاءِ إذَا أَطْلَقُوا عَلَى الصفاتية اسْمَ التَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ كَانَ هَذَا بِحَسَبِ اعْتِقَادِهِمْ الَّذِي يُنَازِعُهُمْ فِيهِ أُولَئِكَ " فهؤلاء من يقصد .؟ الذين ينكرون الصفات ، فَهَؤُلَاءِ الذين أَطْلَقُوا عَلَى الصفاتية ، من هم الصفاتية .؟ الذين يثبتون الصفات ، سواء أثبتوا الجميع أو أثبتوا البعض ، هؤلاء يطلقون عَلَى الصفاتية اسْمَ التَّشْبِيهِ ، الأشاعرة يقولون لأهل السنة أنتم مشبهة لأنكم تثبتون لله تعالى الرحمة والمحبة وما أشبه ذلك .
والمعتزلة يقولون للأشاعرة أنتم مشبهة لأنكم تثبتون الإرادة والكلام والسمع والبصر .
والغلاة الذين يقولون الله لا موجود ولا معدوم ، يقولون لمن أثبت وجود الله أنت مشبه .
فلو هناك قائل يستدل على نفي التشبيه المجرد ، ولهذا يقول : " كَانَ هَذَا بِحَسَبِ اعْتِقَادِهِمْ الَّذِي يُنَازِعُهُمْ فِيهِ أُولَئِكَ ، ثُمَّ تَقُولُ لَهُمْ أُولَئِكَ : هَبْ أَنَّ هَذَا الْمَعْنَى قَدْ يُسَمَّى فِي اصْطِلَاحِ بَعْضِ النَّاسِ تَشْبِيهًا فَهَذَا الْمَعْنَى لَمْ يَنْفِهِ عَقْلٌ وَلَا سَمْعٌ ، وَإِنَّمَا الْوَاجِبُ نَفْيُ مَا نَفَتْهُ الْأَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ وَالْعَقْلِيَّةُ " مثلا أقول : أنا أثبت السمع لله سبحانه وتعالى وأهل التعطيل يقولون : إثبات السمع تشبيه ، نقول لهم : هب أن إثبات السمع يسمى في اصطلاحك تشبيهاً ، هب بمعنى قدر ، قدر أنه يسمى تشبيها ، فهل إذا سميته أنت تشبيهاً يجب عليه نفيه مع أن الأدلة أثبتته ؟ لا .
ولهذا يقول : " فهذا المعنى لم ينفه عقل ولا سمع " فإذا لم ينفه العقل ولا السمع بل أثبتته الأدلة العقلية والسمعية فالواجب إثباته . سمع أنت تشبيها أو لا تسمه .
مع أننا نحن لا نثبته على سبيل التشبيه ، إذا أننا نقول إن لله سمعاً لا يشبه أسماع المخلوقين ، وبصراً لا يشبه أبصار المخلوقين ، ونحن إذا رأينا في الشاهد أن السامعات تختلف أسماعها ، والباصرات تختلف أبصارها ، الطير في جو السماء ينظر إلى حبة في الأرض، وأنت لو ترقى فوق السطح تنظر إلى الحبة في الأرض .؟ ما تنظر إلى الحبة في الأرض واضح .
" وَالْقُرْآنُ قَدْ نَفَى مُسَمَّى الْمِثْلِ وَالْكُفْءِ وَالنِّدِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ " هذا الذي فيه المحذور أن تكون المشابهة مطلقة بحيث يكون هذا كفء لهذا ، وهذا مثلا لهذا ، وهذا ندا لهذا .
" وَلَكِنْ يَقُولُونَ الصِّفَةُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ لَيْسَتْ مِثْلَ الْمَوْصُوفِ وَلَا كُفُؤَهُ وَلَا نِدَّهُ فَلَا يَدْخُلُ فِي النَّصِّ " وش النص .؟ (( ليس كمثله شيء )) هذا نفي للمثل ، فهل الصفة مثل الموصوف .؟ نعم لا ، ليست الصفة مثل الموصوف ، إذ أن الصفة معنى في الموصوف وليست هي الموصوف، البصر هل هو العين .؟ أو لا ، لا ، ولكنه قوة في العين . والسمع ليس هو الأذن ، لكنه قوة في الأذن الظاهرة والباطنة . النطق ليس هو اللسان ولكنه قوة في اللسان والشفتين والحلق ، وهكذا فقس .
" وَأَمَّا الْعَقْلُ : فَلَمْ يَنْفِ مُسَمَّى التَّشْبِيهِ فِي اصْطِلَاحِ الْمُعْتَزِلَةِ " المعتزلة يرون أن كل من أثبت صفة فهو مشبه ، فكل إثبات صفة عندهم تشبيه ، هل العقل ينفي ذلك .؟ لا .