تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقد يقولون : أن ما يثبتونه لا ينافي الجسم كما يقولونه في سائر الصفات والعاقل إذا تأمل وجد الأمر فيما نفوه كالأمر فيما أثبتوه لا فرق . وأصل كلام هؤلاء كلهم على أن إثبات الصفات مستلزم للتجسيم والأجسام متماثلة . والمثبتون يجيبون عن هذا تارة بمنع المقدمة الأولى وتارة بمنع المقدمة الثانية وتارة بمنع كل من المقدمتين وتارة بالاستفصال . ". حفظ
الشيخ : ترى هذه يا جماعة مسائل جزئية أرجو ما يكون فيها بحث ، لأن هذه بس أخذ ورد في الجدل ، وإلا الأصل الأصيل عندنا هي القاعدة ، لا تكلفون أنفسكم في البحث في هذا ، أنا أعرف أن أصل الكتاب هذا فيه مباحث مهمة أصعب من هذا .
فهمنا أن هذه المسائل الآن والمنازعات مع هؤلاء ، كلها في الحقيقة مبناه على ما سبق من القاعدة ، لكن بس يختلفون ، أحدهم يقول اليد فليس مشبه ، والذي يقول اليد ... وما أشبه ذلك ، فالحاصل أنكم لا تهتمون بالمسائل التي فيها مجادلات فقط لأن المهم هو القاعدة ، هذا المهم .
طيب : " وَقَدْ يَقُولُونَ : غنَّ مَا يُثْبِتُونَهُ لَا يُنَافِي الْجِسْمَ كَمَا يَقُولُونَهُ فِي سَائِرِ الصِّفَاتِ " يعني أبو يعلى ومن وافقه يقولون أن ما أثبتناه لا ينافي الجسم ، يعني وإن قدر أن الله جسم حيث إنه اتصف بهذه الصفات فلا مانع من ذلك ونقول إن الأجسام ليست متماثلة .
قال : " وَالْعَاقِلُ إذَا تَأَمَّلَ وَجَدَ الْأَمْرَ فِيمَا نَفَوْهُ كَالْأَمْرِ فِيمَا أَثْبَتُوهُ لَا فَرْقَ ، وَأَصْلُ كَلَامِ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ عَلَى أَنَّ إثْبَاتَ الصِّفَاتِ مُسْتَلْزِمٌ لِلتَّجْسِيمِ وَالْأَجْسَامُ مُتَمَاثِلَةٌ ".
هذا الأصل ، كل الكلام الذي يدور هنا من أخذ ورد يعود على هاتين النقطتين التي هي : إثبات الصفات مستلزم للتجسيم ، والأجسام متماثلة ، ونحن نجيبهم بأي شيء .؟ بمنع المقدمتين جميعا.
فنقول : قولكم إثبات الصفات يستلزم التجسيم ليس بصحيح ، إذ قد تقوم الصفة بما ليس بجسم .
وقولكم : الأجسام متماثلة ليس بصحيح لأنها متباينة كما هو معلوم ، وعلى هذا يمتنع وجود النتيجة ، وش هي النتيجة .؟ التشبيه .
أرجو الانتباه ، كل الكلام الذي سبق مبني على حجة وهي : إثبات الصفات مستلزم التجسيم ، لأن الصفات عندهم لا تقوم إلا بجسم ، والأجسام متماثلة .
نقول لهم : نحن نمنع المقدمتين ، فإن إثبات الصفات لا يستلزم التجسيم ، لأن الصفات تقوم بما ليس بجسم ، كذلك قولكم الأجسام متماثلة ليس بصحيح لأن الأجسام متباينة ، وتباينها أمر ظاهر فلا يشكل ، وعلى هذا فلا يلزم من إثبات الصفات التشبيه ، لأن لزوم التشبيه مبني عندكم على هاتين المقدمتين وقد تبين فسادهما .
" وَالْمُثْبِتُونَ " للصفات " يُجِيبُونَ عَنْ هَذَا تَارَةً بِمَنْعِ الْمُقَدِّمَةِ الْأُولَى وَتَارَةً بِمَنْعِ الْمُقَدِّمَةِ الثَّانِيَةِ وَتَارَةً بِمَنْعِ كُلٍّ مِنْ الْمُقَدِّمَتَيْنِ وَتَارَةً بالاستفصال " شفت الإجابات الآن بينها المؤلف " تَارَةً بِمَنْعِ الْمُقَدِّمَةِ الْأُولَى " وش هي الْمُقَدِّمَةِ الْأُولَى .؟ إثبات الصفات مستلزم للتجسيم ، كيف منعها .؟ إثبات الصفات لا يستلزم التجسيم ، لأن الصفات قد تقوم بما ليس بجسم ، هذا منع المقدمة الأولى .
" وَتَارَةً بِمَنْعِ الْمُقَدِّمَةِ الثَّانِيَةِ " وش الثانية .؟ الأجسام متماثلة ، فيقولون مثلا كقول القاضي أبي يعلى وشبهه : هب أن أنها تستلزم التشبيه ، لكن الأجسام غير متماثلة ، هب أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه ، وأن الصفات لا تقوم إلا بجسم ، ولكننا نقول : نمنع المقدمة الثانية ، وش هي .؟ الأجسام متماثلة ، واضح يا جماعة .؟ طيب : " وَتَارَةً بِمَنْعِ كُلٍّ مِنْ الْمُقَدِّمَتَيْنِ " جميعا وهذا الأخير هو الصحيح ، يعني نمنع المقدمتين جميعا للدليل والبرهان ، وش المقدمتين .؟ إثبات الصفات يستلزم التجسيم ، والأجسام متماثلة .
" وَتَارَةً بالاستفصال " بالاستفصال فنقول : ماذا تعني بالتماثل ؟ إن أردت بالتماثيل التماثل في الحقيقة فهذا ممنوع ، وإن أردت بالتماثل التماثل في أصل الشيء كأصل الوجود مثلاً وأصل السمع وأصل البصر وأصل الكلام وما أشبه ذلك ، فهذا جائز وليس فيه نقص .
الطالب : ... .
الشيخ : الاستفصال التفصيل ، يعني نستفصل منه ، نقول إن أردت كذا فهو صحيح ، وإن أردت كذا فهو ليس بصحيح ، فنقول لهذا الرجل مثلا : ماذا تعني بقولك الأجسام متماثلة ، هل تقصد متماثلة في الجسمية بمعنى أن كل منها جسم قائم بنفسه ، فهذا صحيح أو لا.؟ أرجو الانتباه يا جماعة ، إن أردت بكون الأجسام متماثلة أنها كلها متماثلة في مسمى الجسم ، بمعنى أنها كلها جسم قائم بنفسه ، صحيح أو لا .؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : أي نعم ، لأنك عندما تقول مثلا : هذا كتاب جسم ، وهذا مسجل جسم وهذه المنصة جسم ، وهذا الإنسان جسم ، كلها متماثلة في الجسمية ، في كونها جسما ، لكن هل هي متماثلة في الحقيقة .؟ لا ، فنستفصل منه ، إن أردت كذا فحق ولا يلزم منه أي نقص ، فإذا أراد أن الله تعالى ذات قائمة بنفسها ، هل في هذا مانع .؟ إذا قال إن الله ذات قائمة بنفسها متصفة بالصفات اللائقة بها ، فيه مانع هذا .؟ ما فيه مانع ، لكن لو قال إن لله ذات تشبه ذوات المخلوقين ، قلنا قف الآن هذا ممتنع .
الطالب : يقول : " وَالْعَاقِلُ إذَا تَأَمَّلَ وَجَدَ الْأَمْرَ فِيمَا نَفَوْهُ كَالْأَمْرِ فِيمَا أَثْبَتُوهُ لَا فَرْقَ " ... ؟
الشيخ : نعم صحيح ، الذي هو التشبيه ، أليس هم يثبتون مثلا بعض الصفات كالسمع والبصر وينفون العلو بحجة أنه يقتضي التشبيه ، نقول أنك إذا تأملت وجدت أن ما أثبتوه مثل ما نفوه تماما .
فهمنا أن هذه المسائل الآن والمنازعات مع هؤلاء ، كلها في الحقيقة مبناه على ما سبق من القاعدة ، لكن بس يختلفون ، أحدهم يقول اليد فليس مشبه ، والذي يقول اليد ... وما أشبه ذلك ، فالحاصل أنكم لا تهتمون بالمسائل التي فيها مجادلات فقط لأن المهم هو القاعدة ، هذا المهم .
طيب : " وَقَدْ يَقُولُونَ : غنَّ مَا يُثْبِتُونَهُ لَا يُنَافِي الْجِسْمَ كَمَا يَقُولُونَهُ فِي سَائِرِ الصِّفَاتِ " يعني أبو يعلى ومن وافقه يقولون أن ما أثبتناه لا ينافي الجسم ، يعني وإن قدر أن الله جسم حيث إنه اتصف بهذه الصفات فلا مانع من ذلك ونقول إن الأجسام ليست متماثلة .
قال : " وَالْعَاقِلُ إذَا تَأَمَّلَ وَجَدَ الْأَمْرَ فِيمَا نَفَوْهُ كَالْأَمْرِ فِيمَا أَثْبَتُوهُ لَا فَرْقَ ، وَأَصْلُ كَلَامِ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ عَلَى أَنَّ إثْبَاتَ الصِّفَاتِ مُسْتَلْزِمٌ لِلتَّجْسِيمِ وَالْأَجْسَامُ مُتَمَاثِلَةٌ ".
هذا الأصل ، كل الكلام الذي يدور هنا من أخذ ورد يعود على هاتين النقطتين التي هي : إثبات الصفات مستلزم للتجسيم ، والأجسام متماثلة ، ونحن نجيبهم بأي شيء .؟ بمنع المقدمتين جميعا.
فنقول : قولكم إثبات الصفات يستلزم التجسيم ليس بصحيح ، إذ قد تقوم الصفة بما ليس بجسم .
وقولكم : الأجسام متماثلة ليس بصحيح لأنها متباينة كما هو معلوم ، وعلى هذا يمتنع وجود النتيجة ، وش هي النتيجة .؟ التشبيه .
أرجو الانتباه ، كل الكلام الذي سبق مبني على حجة وهي : إثبات الصفات مستلزم التجسيم ، لأن الصفات عندهم لا تقوم إلا بجسم ، والأجسام متماثلة .
نقول لهم : نحن نمنع المقدمتين ، فإن إثبات الصفات لا يستلزم التجسيم ، لأن الصفات تقوم بما ليس بجسم ، كذلك قولكم الأجسام متماثلة ليس بصحيح لأن الأجسام متباينة ، وتباينها أمر ظاهر فلا يشكل ، وعلى هذا فلا يلزم من إثبات الصفات التشبيه ، لأن لزوم التشبيه مبني عندكم على هاتين المقدمتين وقد تبين فسادهما .
" وَالْمُثْبِتُونَ " للصفات " يُجِيبُونَ عَنْ هَذَا تَارَةً بِمَنْعِ الْمُقَدِّمَةِ الْأُولَى وَتَارَةً بِمَنْعِ الْمُقَدِّمَةِ الثَّانِيَةِ وَتَارَةً بِمَنْعِ كُلٍّ مِنْ الْمُقَدِّمَتَيْنِ وَتَارَةً بالاستفصال " شفت الإجابات الآن بينها المؤلف " تَارَةً بِمَنْعِ الْمُقَدِّمَةِ الْأُولَى " وش هي الْمُقَدِّمَةِ الْأُولَى .؟ إثبات الصفات مستلزم للتجسيم ، كيف منعها .؟ إثبات الصفات لا يستلزم التجسيم ، لأن الصفات قد تقوم بما ليس بجسم ، هذا منع المقدمة الأولى .
" وَتَارَةً بِمَنْعِ الْمُقَدِّمَةِ الثَّانِيَةِ " وش الثانية .؟ الأجسام متماثلة ، فيقولون مثلا كقول القاضي أبي يعلى وشبهه : هب أن أنها تستلزم التشبيه ، لكن الأجسام غير متماثلة ، هب أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه ، وأن الصفات لا تقوم إلا بجسم ، ولكننا نقول : نمنع المقدمة الثانية ، وش هي .؟ الأجسام متماثلة ، واضح يا جماعة .؟ طيب : " وَتَارَةً بِمَنْعِ كُلٍّ مِنْ الْمُقَدِّمَتَيْنِ " جميعا وهذا الأخير هو الصحيح ، يعني نمنع المقدمتين جميعا للدليل والبرهان ، وش المقدمتين .؟ إثبات الصفات يستلزم التجسيم ، والأجسام متماثلة .
" وَتَارَةً بالاستفصال " بالاستفصال فنقول : ماذا تعني بالتماثل ؟ إن أردت بالتماثيل التماثل في الحقيقة فهذا ممنوع ، وإن أردت بالتماثل التماثل في أصل الشيء كأصل الوجود مثلاً وأصل السمع وأصل البصر وأصل الكلام وما أشبه ذلك ، فهذا جائز وليس فيه نقص .
الطالب : ... .
الشيخ : الاستفصال التفصيل ، يعني نستفصل منه ، نقول إن أردت كذا فهو صحيح ، وإن أردت كذا فهو ليس بصحيح ، فنقول لهذا الرجل مثلا : ماذا تعني بقولك الأجسام متماثلة ، هل تقصد متماثلة في الجسمية بمعنى أن كل منها جسم قائم بنفسه ، فهذا صحيح أو لا.؟ أرجو الانتباه يا جماعة ، إن أردت بكون الأجسام متماثلة أنها كلها متماثلة في مسمى الجسم ، بمعنى أنها كلها جسم قائم بنفسه ، صحيح أو لا .؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : أي نعم ، لأنك عندما تقول مثلا : هذا كتاب جسم ، وهذا مسجل جسم وهذه المنصة جسم ، وهذا الإنسان جسم ، كلها متماثلة في الجسمية ، في كونها جسما ، لكن هل هي متماثلة في الحقيقة .؟ لا ، فنستفصل منه ، إن أردت كذا فحق ولا يلزم منه أي نقص ، فإذا أراد أن الله تعالى ذات قائمة بنفسها ، هل في هذا مانع .؟ إذا قال إن الله ذات قائمة بنفسها متصفة بالصفات اللائقة بها ، فيه مانع هذا .؟ ما فيه مانع ، لكن لو قال إن لله ذات تشبه ذوات المخلوقين ، قلنا قف الآن هذا ممتنع .
الطالب : يقول : " وَالْعَاقِلُ إذَا تَأَمَّلَ وَجَدَ الْأَمْرَ فِيمَا نَفَوْهُ كَالْأَمْرِ فِيمَا أَثْبَتُوهُ لَا فَرْقَ " ... ؟
الشيخ : نعم صحيح ، الذي هو التشبيه ، أليس هم يثبتون مثلا بعض الصفات كالسمع والبصر وينفون العلو بحجة أنه يقتضي التشبيه ، نقول أنك إذا تأملت وجدت أن ما أثبتوه مثل ما نفوه تماما .