تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقد كثر من أئمة النظار الاضطراب والتناقض في هذه المقامات ; فتارة يقول أحدهم القولين المتناقضين ويحكي عن الناس مقالات ما قالوها ; وتارة يبقى في الشك والتحير وقد بسطنا من الكلام في هذه المقامات وما وقع من الاشتباه والغلط والحيرة فيها لأئمة الكلام والفلسفة ما لا تتسع له هذه الجمل المختصرة وبينا أن الصواب هو أن وجود كل شيء في الخارج هو ماهيته الموجودة في الخارج ; بخلاف الماهية التي في الذهن فإنها مغايرة للموجود في الخارج ; وأن لفظ الذات والشيء والماهية والحقيقة ونحو ذلك فهذه الألفاظ كلها متواطئة فإذا قيل : إنها مشككة لتفاضل معانيها فالمشكك نوع من المتواطئ العام الذي يراعى فيه دلالة اللفظ على القدر المشترك سواء كان المعنى متفاضلا في موارده أو متماثلا . وبينا أن المعدوم شيء أيضا في العلم والذهن لا في الخارج فلا فرق بين الثبوت والوجود لكن الفرق ثابت بين الوجود العلمي والعيني مع أن ما في العلم ليس هو الحقيقة الموجودة ولكن هو العلم التابع للعالم القائم به وكذلك الأحوال التي تتماثل فيها الموجودات وتختلف : لها وجود في الأذهان وليس في الأعيان إلا الأعيان الموجودة وصفاتها القائمة بها المعينة فتتشابه بذلك وتختلف به وأما هذه الجملة المختصرة فإن المقصود بها التنبيه على جمل مختصرة جامعة من فهمها علم قدر نفعها وانفتح له باب الهدى وإمكان إغلاق باب الضلال ; ثم بسطها وشرحها له مقام آخر ; إذ لكل مقام مقال . والمقصود : هنا أن الاعتماد على مثل هذه الحجة فيما ينفى عن الرب وينزه عنه - كما يفعله كثير من المصنفين - خطأ لمن تدبر ذلك وهذا من طرق النفي الباطلة .". حفظ
الشيخ : " وَقَدْ كَثُرَ مِنْ أَئِمَّةِ النُّظَّارِ الِاضْطِرَابُ وَالتَّنَاقُضُ فِي هَذِهِ الْمَقَامَاتِ ، فَتَارَةً يَقُولُ أَحَدُهُمْ الْقَوْلَيْنِ الْمُتَنَاقِضَيْنِ وَيَحْكِي عَنْ النَّاسِ مَقَالَاتٍ مَا قَالُوهَا ، وَتَارَةً يَبْقَى فِي الشَّكِّ وَالتَّحَيُّرِ "
ومن نعمة الله تعالى على هذه الأمة أن هذه الأشياء تعرف بالضرورة ، وأن كل إنسان يعرف أن كل موجود لا بد له من وجود، وأن المعدوم ليس بشيء إلا إن قلنا هذا شيء معدوم واعتبرته شيئا بهذا المعنى . ولذلك من نظر إلى مثل هذا التعليل قال إنه شيء . ومن نظر إلى أن المعدوم غير موجود فليس بشيء . وعلى كل حال هذه كلها مثل ما قال المؤلف كلام بدون فائدة .
" وَقَدْ بَسَطْنَا مِنْ الْكَلَامِ فِي هَذِهِ الْمَقَامَاتِ وَمَا وَقَعَ مِنْ الِاشْتِبَاهِ وَالْغَلَطِ وَالْحَيْرَةِ فِيهَا لِأَئِمَّةِ الْكَلَامِ وَالْفَلْسَفَةِ مَا لَا تَتَّسِعُ لَهُ هَذِهِ الْجُمَلُ الْمُخْتَصَرَةُ ، وَبَيَّنَّا أَنَّ الصَّوَابَ هُوَ أَنَّ وُجُودَ كُلِّ شَيْءٍ فِي الْخَارِجِ هُوَ مَاهِيَّتُه الْمَوْجُودَةُ فِي الْخَارِجِ ، بِخِلَافِ الْمَاهِيَّةِ الَّتِي فِي الذِّهْنِ فَإِنَّهَا مُغَايِرَةٌ لِلْمَوْجُودِ فِي الْخَارِجِ ، وَأَنَّ لَفْظَ الذَّاتِ وَالشَّيْءِ وَالْمَاهِيَّةِ وَالْحَقِيقَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَهَذِهِ الْأَلْفَاظُ كُلُّهَا مُتَوَاطِئَةٌ ".
المؤلف رحمه الله تعالى يقول إن وجود كل شيء فِي الْخَارِجِ هُوَ مَاهِيَّتُه مثل ما قلنا ، الشيء الجسم مثلا وجوده هو نفسه ، فهو موجود بوجوده ، لكن عندنا تتصور أن هناك وجودا منفصلا فإنما تتصوره في ذهنك ، هو متصور في الذهن قد لا تكون له حقيقة في الخارج .
" فَإِذَا قِيلَ : إنَّهَا مُشَكِّكَةٌ لِتَفَاضُلِ مَعَانِيهَا فَالْمُشَكِّكُ نَوْعٌ مِنْ الْمُتَوَاطِئِ الْعَامِّ الَّذِي يُرَاعَى فِيهِ دَلَالَةُ اللَّفْظِ عَلَى الْقَدْرِ الْمُشْتَرِكِ سَوَاءٌ كَانَ الْمَعْنَى مُتَفَاضِلًا فِي مَوَارِدِهِ أَوْ مُتَمَاثِلًا "
وهذا أيضا سبق لنا الكلام عليه ، وبينا أن الكلمات تنقسم باعتبار اتحادها في المعنى واللفظ إلى أربعة أقسام :
" وَبَيَّنَّا أَنَّ الْمَعْدُومَ شَيْءٌ أَيْضًا فِي الْعِلْمِ وَالذِّهْنِ لَا فِي الْخَارِجِ فَلَا فَرْقَ بَيْنَ الثُّبُوتِ وَالْوُجُودِ لَكِنَّ الْفَرْقَ ثَابِتٌ بَيْنَ الْوُجُودِ الْعِلْمِيِّ وَالْعَيْنِيِّ مَعَ أَنَّ مَا فِي الْعِلْمِ لَيْسَ هُوَ الْحَقِيقَةَ الْمَوْجُودَةَ وَلَكِنْ هُوَ الْعِلْمُ التَّابِعُ لِلْعَالِمِ الْقَائِمِ بِهِ "
الآن يقول المؤلف : " الفرق ثابت بين الوجود العلمي والعيني " فما هو الفرق بين الوجود العلمي والعيني ؟!
العلمي ما وجد في الذهن ، والعيني ما وجد في الخارج ، فعندما أعلم أن هذا الشيء ... فهذا وجود علمي ، بمعنى أنه وجد فعلاً ، وعندما يبرز هذا الشيء ويشاهد يكون موجوداً عينيا .
فأنتم الآن ذكرتم أن الاختبار في السادس عشر من هذا الشهر ، علمنا بأنه سيكون في السادس عشر من هذا الشهر هذا وجود علم . لكن عندما يقع هذا الاختبار يكون وجوداً عينياً ، وهو في شبيه بقولنا فيما سبق الوجود الذهني والوجود الخارجي .
" وَكَذَلِكَ الْأَحْوَالُ الَّتِي تَتَمَاثَلُ فِيهَا الْمَوْجُودَاتُ وَتَخْتَلِفُ لَهَا وُجُودٌ فِي الْأَذْهَانِ وَلَيْسَ فِي الْأَعْيَانِ إلَّا الْأَعْيَانُ الْمَوْجُودَةُ وَصِفَاتُهَا الْقَائِمَةُ بِهَا الْمُعَيَّنَةُ فَتَتَشَابَهُ بِذَلِكَ وَتَخْتَلِفُ بِهِ ".
الأحوال أيضا مثل ما قال المؤلف تختلف باختلاف أصحابها ، ولكن ليس لها وجود في الخارج إلا إذا وجدت ، فوجود الله سبحانه وتعالى ووجود الإنسان مشتركان في أصل الوجود ، لكنّ حال وجود الله سبحانه وتعالى ليس كحال وجود الإنسان ، تختلف الأحوال فيها ، ومن ثم يقال : هل الوجود يقال بالاشتراك أو يقال بالتواطئ أو يسمى مشككاً ؟
المؤلف ذكر أن العلماء اختلفوا فيه ، وأن الصحيح أنها نوع من المتوطئ ، لكنها تختص بكل محلّ بما تختص به .
" وَأَمَّا هَذِهِ الْجُمْلَةُ الْمُخْتَصَرَةُ فَإِنَّ الْمَقْصُودَ بِهَا التَّنْبِيهُ عَلَى جُمَلٍ مُخْتَصَرَةٍ جَامِعَةٍ مَنْ فَهِمَهَا عَلِمَ قَدْرَ نَفْعِهَا وَانْفَتَحَ لَهُ بَابُ الْهُدَى وَإِمْكَانُ إغْلَاقِ بَابِ الضَّلَالِ " .
قوله في الطبعة : " وإمكان إغلاق باب الضلال " الصواب : وأمكنه. " وأمكنه إغْلَاقِ بَابِ الضَّلَالِ ، ثُمَّ بَسْطُهَا وَشَرْحُهَا لَهُ مَقَامٌ آخَرُ ، إذْ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ " .
والمؤلف بسط هذه الأمور في كتاب له يسمى : درء تعارض العقل والنقل ، وبعضهم يسميه : كتاب العقل والنقل . ويسمى أيضا : موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول ، له ثلاثة أسماء هذا، الكتاب وهو معروف كان بالأول على هامش كتاب منهاج السنة ، ولكنه الآن طبع طبعة منفردة بنحو ثمانية أجزاء ، وهو كتاب مهم جدا ، يقول ابن القيم في النونية :
" وله ـ يعني شيخ الإسلام ـ كتاب العقل والنقل الذي *** ما في الوجود له نظير ثاني " . فقد مدحه بهذه العبارة ، هذا يسميها : كتاب العقل والنقل ، ويسمى أيضا : درء تعارض العقل والنقل ، ويسمى : موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول .
" وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ الِاعْتِمَادَ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحُجَّةِ فِيمَا يُنْفَى عَنْ الرَّبِّ وَيُنَزَّهُ عَنْهُ - كَمَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ الْمُصَنِّفِينَ - خَطَأٌ لِمَنْ تَدَبَّرَ ذَلِكَ وَهَذَا مِنْ طُرُقِ النَّفْيِ الْبَاطِلَةِ ."
إذا الاعتماد على مجرد النفي لا يصح ، وعلى مجرد الإثبات بلا تشبيه لا يصح أيضا . لأن في الاعتماد على هذا أو هذا فيه اشتباه حصل ، وعرفتموه بما اختلف فيه أهل العلم من هذه الأمور التي يدعي بعض الناس أن إثبات هذا يستلزم التشبيه ، وبعضهم يقول هذا لا يقتضي التشبيه . ثم بعضهم يقول : إثبات هذا ليس فيه تشبيه، وبعضهم يقول : إثبات هذا فيه تشبيه .
ومن نعمة الله تعالى على هذه الأمة أن هذه الأشياء تعرف بالضرورة ، وأن كل إنسان يعرف أن كل موجود لا بد له من وجود، وأن المعدوم ليس بشيء إلا إن قلنا هذا شيء معدوم واعتبرته شيئا بهذا المعنى . ولذلك من نظر إلى مثل هذا التعليل قال إنه شيء . ومن نظر إلى أن المعدوم غير موجود فليس بشيء . وعلى كل حال هذه كلها مثل ما قال المؤلف كلام بدون فائدة .
" وَقَدْ بَسَطْنَا مِنْ الْكَلَامِ فِي هَذِهِ الْمَقَامَاتِ وَمَا وَقَعَ مِنْ الِاشْتِبَاهِ وَالْغَلَطِ وَالْحَيْرَةِ فِيهَا لِأَئِمَّةِ الْكَلَامِ وَالْفَلْسَفَةِ مَا لَا تَتَّسِعُ لَهُ هَذِهِ الْجُمَلُ الْمُخْتَصَرَةُ ، وَبَيَّنَّا أَنَّ الصَّوَابَ هُوَ أَنَّ وُجُودَ كُلِّ شَيْءٍ فِي الْخَارِجِ هُوَ مَاهِيَّتُه الْمَوْجُودَةُ فِي الْخَارِجِ ، بِخِلَافِ الْمَاهِيَّةِ الَّتِي فِي الذِّهْنِ فَإِنَّهَا مُغَايِرَةٌ لِلْمَوْجُودِ فِي الْخَارِجِ ، وَأَنَّ لَفْظَ الذَّاتِ وَالشَّيْءِ وَالْمَاهِيَّةِ وَالْحَقِيقَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَهَذِهِ الْأَلْفَاظُ كُلُّهَا مُتَوَاطِئَةٌ ".
المؤلف رحمه الله تعالى يقول إن وجود كل شيء فِي الْخَارِجِ هُوَ مَاهِيَّتُه مثل ما قلنا ، الشيء الجسم مثلا وجوده هو نفسه ، فهو موجود بوجوده ، لكن عندنا تتصور أن هناك وجودا منفصلا فإنما تتصوره في ذهنك ، هو متصور في الذهن قد لا تكون له حقيقة في الخارج .
" فَإِذَا قِيلَ : إنَّهَا مُشَكِّكَةٌ لِتَفَاضُلِ مَعَانِيهَا فَالْمُشَكِّكُ نَوْعٌ مِنْ الْمُتَوَاطِئِ الْعَامِّ الَّذِي يُرَاعَى فِيهِ دَلَالَةُ اللَّفْظِ عَلَى الْقَدْرِ الْمُشْتَرِكِ سَوَاءٌ كَانَ الْمَعْنَى مُتَفَاضِلًا فِي مَوَارِدِهِ أَوْ مُتَمَاثِلًا "
وهذا أيضا سبق لنا الكلام عليه ، وبينا أن الكلمات تنقسم باعتبار اتحادها في المعنى واللفظ إلى أربعة أقسام :
" وَبَيَّنَّا أَنَّ الْمَعْدُومَ شَيْءٌ أَيْضًا فِي الْعِلْمِ وَالذِّهْنِ لَا فِي الْخَارِجِ فَلَا فَرْقَ بَيْنَ الثُّبُوتِ وَالْوُجُودِ لَكِنَّ الْفَرْقَ ثَابِتٌ بَيْنَ الْوُجُودِ الْعِلْمِيِّ وَالْعَيْنِيِّ مَعَ أَنَّ مَا فِي الْعِلْمِ لَيْسَ هُوَ الْحَقِيقَةَ الْمَوْجُودَةَ وَلَكِنْ هُوَ الْعِلْمُ التَّابِعُ لِلْعَالِمِ الْقَائِمِ بِهِ "
الآن يقول المؤلف : " الفرق ثابت بين الوجود العلمي والعيني " فما هو الفرق بين الوجود العلمي والعيني ؟!
العلمي ما وجد في الذهن ، والعيني ما وجد في الخارج ، فعندما أعلم أن هذا الشيء ... فهذا وجود علمي ، بمعنى أنه وجد فعلاً ، وعندما يبرز هذا الشيء ويشاهد يكون موجوداً عينيا .
فأنتم الآن ذكرتم أن الاختبار في السادس عشر من هذا الشهر ، علمنا بأنه سيكون في السادس عشر من هذا الشهر هذا وجود علم . لكن عندما يقع هذا الاختبار يكون وجوداً عينياً ، وهو في شبيه بقولنا فيما سبق الوجود الذهني والوجود الخارجي .
" وَكَذَلِكَ الْأَحْوَالُ الَّتِي تَتَمَاثَلُ فِيهَا الْمَوْجُودَاتُ وَتَخْتَلِفُ لَهَا وُجُودٌ فِي الْأَذْهَانِ وَلَيْسَ فِي الْأَعْيَانِ إلَّا الْأَعْيَانُ الْمَوْجُودَةُ وَصِفَاتُهَا الْقَائِمَةُ بِهَا الْمُعَيَّنَةُ فَتَتَشَابَهُ بِذَلِكَ وَتَخْتَلِفُ بِهِ ".
الأحوال أيضا مثل ما قال المؤلف تختلف باختلاف أصحابها ، ولكن ليس لها وجود في الخارج إلا إذا وجدت ، فوجود الله سبحانه وتعالى ووجود الإنسان مشتركان في أصل الوجود ، لكنّ حال وجود الله سبحانه وتعالى ليس كحال وجود الإنسان ، تختلف الأحوال فيها ، ومن ثم يقال : هل الوجود يقال بالاشتراك أو يقال بالتواطئ أو يسمى مشككاً ؟
المؤلف ذكر أن العلماء اختلفوا فيه ، وأن الصحيح أنها نوع من المتوطئ ، لكنها تختص بكل محلّ بما تختص به .
" وَأَمَّا هَذِهِ الْجُمْلَةُ الْمُخْتَصَرَةُ فَإِنَّ الْمَقْصُودَ بِهَا التَّنْبِيهُ عَلَى جُمَلٍ مُخْتَصَرَةٍ جَامِعَةٍ مَنْ فَهِمَهَا عَلِمَ قَدْرَ نَفْعِهَا وَانْفَتَحَ لَهُ بَابُ الْهُدَى وَإِمْكَانُ إغْلَاقِ بَابِ الضَّلَالِ " .
قوله في الطبعة : " وإمكان إغلاق باب الضلال " الصواب : وأمكنه. " وأمكنه إغْلَاقِ بَابِ الضَّلَالِ ، ثُمَّ بَسْطُهَا وَشَرْحُهَا لَهُ مَقَامٌ آخَرُ ، إذْ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ " .
والمؤلف بسط هذه الأمور في كتاب له يسمى : درء تعارض العقل والنقل ، وبعضهم يسميه : كتاب العقل والنقل . ويسمى أيضا : موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول ، له ثلاثة أسماء هذا، الكتاب وهو معروف كان بالأول على هامش كتاب منهاج السنة ، ولكنه الآن طبع طبعة منفردة بنحو ثمانية أجزاء ، وهو كتاب مهم جدا ، يقول ابن القيم في النونية :
" وله ـ يعني شيخ الإسلام ـ كتاب العقل والنقل الذي *** ما في الوجود له نظير ثاني " . فقد مدحه بهذه العبارة ، هذا يسميها : كتاب العقل والنقل ، ويسمى أيضا : درء تعارض العقل والنقل ، ويسمى : موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول .
" وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ الِاعْتِمَادَ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحُجَّةِ فِيمَا يُنْفَى عَنْ الرَّبِّ وَيُنَزَّهُ عَنْهُ - كَمَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ الْمُصَنِّفِينَ - خَطَأٌ لِمَنْ تَدَبَّرَ ذَلِكَ وَهَذَا مِنْ طُرُقِ النَّفْيِ الْبَاطِلَةِ ."
إذا الاعتماد على مجرد النفي لا يصح ، وعلى مجرد الإثبات بلا تشبيه لا يصح أيضا . لأن في الاعتماد على هذا أو هذا فيه اشتباه حصل ، وعرفتموه بما اختلف فيه أهل العلم من هذه الأمور التي يدعي بعض الناس أن إثبات هذا يستلزم التشبيه ، وبعضهم يقول هذا لا يقتضي التشبيه . ثم بعضهم يقول : إثبات هذا ليس فيه تشبيه، وبعضهم يقول : إثبات هذا فيه تشبيه .