تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " الوجه الثاني : أن هؤلاء الذين يصفونه بهذه الصفات : يمكنهم أن يقولوا نحن لا نقول بالتجسيم والتحيز كما يقوله من يثبت الصفات وينفي التجسيم فيصير نزاعهم مثل نزاع مثبتة الكلام وصفات الكمال فيصير كلام من وصف الله بصفات الكمال وصفات النقص واحدا ويبقى رد النفاة على الطائفتين بطريق واحد وهذا في غاية الفساد . الثالث : أن هؤلاء ينفون صفات الكمال بمثل هذه الطريقة واتصافه بصفات الكمال واجب ثابت بالعقل والسمع فيكون ذلك دليلا على فساد هذه الطريقة .". حفظ
الشيخ : " الْوَجْهُ الثَّانِي أَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَصِفُونَهُ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَقُولُوا : نَحْنُ لَا نَقُولُ بِالتَّجْسِيمِ وَالتَّحَيُّزِ كَمَا يَقُولُهُ مَنْ يُثْبِتُ الصِّفَاتِ وَيَنْفِي التَّجْسِيمَ ، فَيَصِيرُ نِزَاعُهُمْ مِثْلَ نِزَاعِ مُثْبِتَةِ الْكَلَامِ وَصِفَاتِ الْكَمَالِ ، فَيَصِيرُ كَلَامُ مَنْ وَصَفَ اللَّهَ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ وَصِفَاتِ النَّقْصِ وَاحِدًا وَيَبْقَى رَدُّ النفاة عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِطَرِيقِ وَاحِدٍ وَهَذَا فِي غَايَةِ الْفَسَاد " .
الوجه الثاني : أن هؤلاء الذين يصفونه بهذه الصفات ، يعني بهم اليهود ، يمكن أن يقولون : نحن لا نقول بالتجسيم ، يقول رمد ولكن لا نقول إنه جسم . أليس كذلك .؟ يمكنهم في باب المجادلة أن يقولوا: نحن لا نقول بالتجسيم وبالتحيز ، ولكننا نصفه بهذه الصفات ، نقول تعب ، ونقول حزن ، ونقول إنه سبحانه وتعالى على رأيهم فقير . وأنه بخيل . ومع ذلك ما يقولون أنه جسم ، لا يسلمون بالجسم .
كما أن الذين يثبتون الصفات لله تعالى هل يلزمون التجسيم أو لا ؟! عندما نقول لله يد ووجه وعين وقدرة وسمع هل يلزمنا القول بالتجسيم ؟!
الطالب : لا .
الشيخ : فعلى هذا نقول لهؤلاء المنكرين الذين استدلوا على بطلان ما قال اليهود بأن لو ثبت ما قالوه لكان جسماً . يمكن لليهود أن يقولوا : نحن نثبت ذلك بدون تشبيه ، مثل ما قال أهل السنة والجماعة : نحن نثبت لله قدرة وسمعاً وبصراً واستواء ... إلى آخره ولا يلزمنا أن نقول أنه جسم . هذا واحد .
" الوجه الثَّالِثُ : أَنَّ هَؤُلَاءِ يَنْفُونَ صِفَاتِ الْكَمَالِ بِمِثْلِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ وَاتِّصَافُهُ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ وَاجِبٌ ثَابِتٌ بِالْعَقْلِ وَالسَّمْعِ فَيَكُونُ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى فَسَادِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ " .
" أن هؤلاء " الضمير يعود على الذين ردوا ما قال اليهود بنفي التجسيم ، يعني بهم الأشاعرة المثبتين لبعض الصفات ، هؤلاء المثبتين لبعض الصفات نفوا صفات الكمال بمثل هذه الطريقة ، ماذا قالوا ؟! قالوا : لو استواء على العرش لزم أن يكون جسماً ، والجسم ممتنع فيجب امتناع استواء الله على عرشه .
الطريقة التي يكون بهذا إثبات صفات الكمال هل ... اعتمد نفاة الصفات على نفي ما قاله اليهود على نفي التجسيم .
نقول : هذه الطريقة فاسدة ، الدليل على أنها فاسدة .؟ الوجهان الأولان واضحان .
الوجه الثالث : أنكم بطريقتكم هذه نفيتم صفات الكمال لله ، لأنهم يقولون : إثبات الوجه يستلزم التجسيم ، والجسم ممتنع فيجب إبطال أو نفي صفة الوجه ، يقولون : إثبات صفة الاستواء يستلزم التجسيم فيجب نفي الاستواء ، إثبات الرمد في عين الله يستلزم التجسيم فيجب نفي الرمد ، فهذه الطريقة التي مشوا عليها صارت تبطل صفات الكمال وصفات النقص ، وكل طريقة لا تميز بين ما يجب على الله وما يمتنع على الله ، فهل هي طريقة سليمة أو طريقة باطلة.؟ باطلة ، ولهذا يقول المؤلف : " أَنَّ هَؤُلَاءِ يَنْفُونَ صِفَاتِ الْكَمَالِ بِمِثْلِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ وَاتِّصَافُهُ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ وَاجِبٌ ثَابِتٌ بِالْعَقْلِ وَالسَّمْعِ فَيَكُونُ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى فَسَادِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ " أظنه واضح إن شاء الله . طيب من يبين لي الوجه الثالث هذا .؟
الطالب : ... .
الشيخ : هذه الطريقة ليست بسليمة لماذا .؟ لأنه كما أنكرون بها صفة النقص ينكرون بها صفة الكمال ، فتقولون لو ثبت استواؤه على العرش لكان جسما والجسم ممتنع ، طيب . الأخ فاهم .؟
الطالب : ... .
الشيخ : تعرف اليهود يقولون إن الله حزن على الطوفان ، وبكى وأصابه الرمد من البكاء فعادته الملائكة ، طيب الذين نفوا الصفات يردون على اليهود وش يقولون .؟
الطالب : ... .
الشيخ : أو متحيز وذلك ممتنع على الله ، هل ردهم على اليهود بهذه الطريقة صحيح أو لا .؟
الطالب : غير صحيح .
الشيخ : وش الدليل على بطلانه .؟ الدليل وجهان سابقان ، الوجه الثالث وش هو .؟
الطالب : ... استوى على العرش .
الشيخ : لكان جسما ، والجسم ممتنع ، طيب استدلالهم على نفي الاستواء بهذه الطريقة صحيح أو غير صحيح .؟
الطالب : غير صحيح .
الشيخ : غير صحيح ، ليش .؟ لأننا نقول : يمكن أن يكون مستو على العرش وليس بجسم ، لأنه قد سبق أن الشيء قد يوصف بالصفات وليس بجسم ، وقلنا أنكم تقولون : يوم شديد ويوم طويل ، وكله ليس بجسم .
الذي جنبه ، لو قلنا إنه يعتمد في نفي الصفات على نفي الجسمية لزم نفي صفات الكمال على هذا الأساس ، لأنهم هم يقولون : إن الله تعالى لا يستوي على العرش وليس له وجه ولا عين ولا يد ، لأن إثبات ذلك يستلزم التجسيم ، الكلام في الجسم ، نقول : هذه الطريقة فاسدة لأنها تتضمن نفي صفات الكمال على الله سبحانه وتعالى ، وكل شيء يتضمن إبطال ما ثبت لله فهو باطل .
شوفوا يا جماعة أنا أنصحكم أن التوحيد مهم ، ولكنه لذيذ لمن رزقه الله فهما ، هو في الحقيقة لذيذ وزين لأنه يغذي العقل ، يجب عليكم أمران :
الأمر الأول : أن يكون لديكم قبل أن أحضر سابق علم بالدرس ، وفي ظني أنكم كلكم ما ... على الدرس قبل أن يبدأ الدرس ، يجب عليكم أولا أن يكون عندكم شيء من التصور ، تصور عن الدرس المقبل ، لأجل ما يصير الدرس عبارة عن شرح له ، كتوضيح وتهذيب لهذا الذي جاء .