تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالمفتقر إلى ما سواه في بعض ما يحتاج إليه لنفسه ليس هو موجودا بنفسه بل بنفسه وبذلك الآخر الذي أعطاه ما تحتاج إليه نفسه فلا يوجد إلا به . وهو سبحانه غني عن كل ما سواه فكل ما نافى غناه فهو منزه عنه ; وهو سبحانه قدير قوي فكل ما نافى قدرته وقوته فهو منزه عنه وهو سبحانه حي قيوم فكل ما نافى حياته وقيوميته فهو منزه عنه . وبالجملة فالسمع قد أثبت له من الأسماء الحسنى وصفات الكمال ما قد ورد فكل ما ضاد ذلك فالسمع ينفيه كما ينفي عنه المثل والكفؤ فإن إثبات الشيء نفي لضده ولما يستلزم ضده والعقل يعرف نفي ذلك كما يعرف إثبات ضده فإثبات أحد الضدين نفي للآخر ولما يستلزمه . فطرق العلم بنفي ما ينزه عنه الرب متسعة لا يحتاج فيها إلى الاقتصار على مجرد نفي التشبيه والتجسيم كما فعله أهل القصور والتقصير الذين تناقضوا في ذلك وفرقوا بين المتماثلين حتى أن كل من أثبت شيئا احتج عليه من نفاه بأنه يستلزم التشبيه وكذلك احتج القرامطة على نفي جميع الأمور حتى نفوا النفي فقالوا : لا يقال لا موجود ولا ليس بموجود ولا حي ولا ليس بحي ; لأن ذلك تشبيه بالموجود أو المعدوم فلزم نفي النقيضين : وهو أظهر الأشياء امتناعا . ثم إن هؤلاء يلزمهم من تشبيهه بالمعدومات والممتنعات والجمادات أعظم مما فروا منه من التشبيه بالأحياء الكاملين فطرق تنزيهه وتقديسه عما هو منزه عنه متسعة لا تحتاج إلى هذا . ". حفظ
الشيخ : قال المؤلف : " فالمفتقر إلى ما سواه في بعض ما يحتاج إليه لنفسه ليس هو موجودا بنفسه بل بنفسه وبذلك الآخر الذي أعطاه ما تحتاج إليه نفسه فلا يوجد إلا به . وَهُوَ سُبْحَانَهُ غَنِيٌّ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ فَكُلُّ مَا نَافَى غِنَاهُ فَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنْهُ ، وهو سبحانه قدير قوي فكل ما نافى قدرته وقوته فهو منزه عنه ".
يعني لو قال أحد : إن الله تعالى يفتقر إلى كذا . إلى الأكل إلى الشرب إلى اللباس إلى النوم مثلاً .
لقلنا : إن الله منزه عنه حتى وإن لم يرد في الشرع نفي ذلك . لأننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى غني عما سواه . وافتقاره إلى هذه الأشياء ينافي غناه ، فكل ما نافى صفات كماله فهو منزه عنه .
كذلك هو قدير قوي . لو قال لنا قائل : إن الله تعالى خلق السماوات والأرض فتعب كما قال اليهود ، قلنا هذا ممتنع . لأن التعب ينافي كمال القوة . فكلما نافى كمال الصفات فهو منزه عنه . حتى وإن لم يرد في قوله سبحانه وتعالى : (( وما مسنا من لغوب )) مثلا ، فإننا ننزهه عن اللغوب لأن ذلك ينافي كمال صفاته .
يقول المؤلف : " وَهُوَ سُبْحَانَهُ حَيٌّ قَيُّومٌ فَكُلُّ مَا نَافَى حَيَاتَهُ وقيوميته فَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنْهُ " .
إذا القاعدة فيما ينزه عنه الله ليس هذ بالجسم كما قال المعتزلة ، وليس هو تشبيه كما يقول من يقوله ويعتمدون على مجرد نفي التشبيه ، وإنما ينزه عن كل ينافي كمال صفاته .
" وَبِالْجُمْلَةِ فَالسَّمْعُ قَدْ أَثْبَتَ لَهُ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِ الْكَمَالِ مَا قَدْ وَرَدَ ، فَكُلُّ مَا ضَادَّ ذَلِكَ فَالسَّمْعُ يَنْفِيه كَمَا يَنْفِي عَنْهُ الْمِثْلَ وَالْكُفُؤَ فَإِنَّ إثْبَاتَ الشَّيْءِ نَفْيٌ لِضِدِّهِ وَلِمَا يَسْتَلْزِمُ ضِدَّهُ وَالْعَقْلُ يَعْرِفُ نَفْيَ ذَلِكَ كَمَا يَعْرِفُ إثْبَاتَ ضِدِّهِ فَإِثْبَاتُ أَحَدِ الضِّدَّيْنِ نَفْيٌ لِلْآخَرِ ولما يستلزمه " .
أظن أن هذا أيضا ليس فيه إشكال ، ليس فيه إشكال أننا إذا وصفنا الله بصفات الكمال ، فكل ما نافى صفات الكمال فالله منزه عنه ، والله تعالى قد وصف نفسه بصفات الكمال كما في الكتاب والسنة ، فكل ما نافى هذه الصفات الكاملة فإنه يجب أن ينزه الله عنه ، لماذا .؟ لأن إثبات الشيء نفي لضده ولما يستلزمه ذلك الضد .
" فَطُرُقُ الْعِلْمِ بِنَفْيِ مَا يُنَزَّهُ عَنْهُ الرَّبُّ مُتَّسِعَةٌ لَا يُحْتَاجُ فِيهَا إلَى الِاقْتِصَارِ عَلَى مُجَرَّدِ نَفْيِ التَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ كَمَا فَعَلَهُ أَهْلُ الْقُصُورِ وَالتَّقْصِيرِ " .
الفرق بين القصور والتقصير واضح ، القصور معناه أن الإنسان ليس لديه علم فهو قاصر . والتقصير عنده علم لكنه مقصر ، فهؤلاء عندهم قصور في العلم وعندهم تقصير في طلبه أيضا ، وأيهما أشد القصور أو التقصير.؟
التقصير أشد من القصور ، لأن التقصير من فعل الإنسان ، والقصور من غير فعله . قد يكون الإنسان قاصرا لا يستطيع الكمال ، وقد يكون يستطيع الكمال ولكنه مقصر في طلبه ، فهؤلاء عندهم قصور وعندهم أيضا تقصير بحيث لم يطلبوا ما يجب لله وما يمتنع عليه ، ما طلبوه من الكتاب والسنة ،من أين طلبوه ، طلبوه من عقولهم التي هي متناقضة كما مر علينا كثيرا ، فإذا هم أهل قصور وأهل تقصير .
يقول رحمه الله تعالى : " الَّذِينَ تَنَاقَضُوا فِي ذَلِكَ وَفَرَّقُوا بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ حَتَّى أَنَّ كُلَّ مَنْ أَثْبَتَ شَيْئًا احْتَجَّ عَلَيْهِ مَنْ نَفَاهُ بِأَنَّهُ يَسْتَلْزِمُ التَّشْبِيهَ ، وَكَذَلِكَ احْتَجَّ الْقَرَامِطَةُ عَلَى نَفْيِ جَمِيعِ الْأُمُورِ حَتَّى نَفَوْا النَّفْيَ ، فَقَالُوا : لَا يُقَالُ لَا مَوْجُودَ وَلَا لَيْسَ بِمَوْجُودِ وَلَا حَيَّ وَلَا لَيْسَ بِحَيِّ ، لِأَنَّ ذَلِكَ تَشْبِيهٌ بِالْمَوْجُودِ أَوْ الْمَعْدُومِ فَلَزِمَ نَفْيُ النَّقِيضَيْنِ ، وَهُوَ أَظْهَرُ الْأَشْيَاءِ امْتِنَاعًا " وهذا مر علينا في أول الكلام أو لا .؟ مر علينا ، وبعضهم قال : لا أشبهه بالموجودات فلا أثبت له صفة وجود ، وبعضهم يقول لا أشبهه بالموجودات ولا بالمعدومات ، فأقول لا موجود ولا معدوم ، وتقدم أن هذا تشبيه له بالممتنعات .
" ثُمَّ إنَّ هَؤُلَاءِ يَلْزَمُهُمْ مِنْ تَشْبِيهِهِ بِالْمَعْدُومَاتِ وَالْمُمْتَنِعَاتِ وَالْجَمَادَاتِ أَعْظَمُ مِمَّا فَرُّوا مِنْهُ مِنْ التَّشْبِيهِ بِالْأَحْيَاءِ الْكَامِلِينَ ، فَطُرُقُ تَنْزِيهِهِ وَتَقْدِيسِهِ عَمَّا هُوَ مُنَزَّهٌ عَنْهُ مُتَّسِعَةٌ لَا تَحْتَاجُ إلَى هَذَا " شف الآن المؤلف : طُرُقُ تَنْزِيهِهِ مُتَّسِعَةٌ ، تكررت في نصف صفحة تقريبا ، فالكلام في الكتاب هذا ، لو يجرد من التكرار لكان واضحا ، لكنه كما قلت لكم وأقوله أيضا ، إن هذا الكتاب فيه تكرار ، ولكن من عرف القواعد والأسس سهل عليه تصريف هذا التكرار ، لأن المؤلف رحمه الله تعالى لأجل إيضاح الأمور ينوع العبارات ، وإن كانت متكررة لأجل ترسخ في ذهن السامع .
يعني لو قال أحد : إن الله تعالى يفتقر إلى كذا . إلى الأكل إلى الشرب إلى اللباس إلى النوم مثلاً .
لقلنا : إن الله منزه عنه حتى وإن لم يرد في الشرع نفي ذلك . لأننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى غني عما سواه . وافتقاره إلى هذه الأشياء ينافي غناه ، فكل ما نافى صفات كماله فهو منزه عنه .
كذلك هو قدير قوي . لو قال لنا قائل : إن الله تعالى خلق السماوات والأرض فتعب كما قال اليهود ، قلنا هذا ممتنع . لأن التعب ينافي كمال القوة . فكلما نافى كمال الصفات فهو منزه عنه . حتى وإن لم يرد في قوله سبحانه وتعالى : (( وما مسنا من لغوب )) مثلا ، فإننا ننزهه عن اللغوب لأن ذلك ينافي كمال صفاته .
يقول المؤلف : " وَهُوَ سُبْحَانَهُ حَيٌّ قَيُّومٌ فَكُلُّ مَا نَافَى حَيَاتَهُ وقيوميته فَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنْهُ " .
إذا القاعدة فيما ينزه عنه الله ليس هذ بالجسم كما قال المعتزلة ، وليس هو تشبيه كما يقول من يقوله ويعتمدون على مجرد نفي التشبيه ، وإنما ينزه عن كل ينافي كمال صفاته .
" وَبِالْجُمْلَةِ فَالسَّمْعُ قَدْ أَثْبَتَ لَهُ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِ الْكَمَالِ مَا قَدْ وَرَدَ ، فَكُلُّ مَا ضَادَّ ذَلِكَ فَالسَّمْعُ يَنْفِيه كَمَا يَنْفِي عَنْهُ الْمِثْلَ وَالْكُفُؤَ فَإِنَّ إثْبَاتَ الشَّيْءِ نَفْيٌ لِضِدِّهِ وَلِمَا يَسْتَلْزِمُ ضِدَّهُ وَالْعَقْلُ يَعْرِفُ نَفْيَ ذَلِكَ كَمَا يَعْرِفُ إثْبَاتَ ضِدِّهِ فَإِثْبَاتُ أَحَدِ الضِّدَّيْنِ نَفْيٌ لِلْآخَرِ ولما يستلزمه " .
أظن أن هذا أيضا ليس فيه إشكال ، ليس فيه إشكال أننا إذا وصفنا الله بصفات الكمال ، فكل ما نافى صفات الكمال فالله منزه عنه ، والله تعالى قد وصف نفسه بصفات الكمال كما في الكتاب والسنة ، فكل ما نافى هذه الصفات الكاملة فإنه يجب أن ينزه الله عنه ، لماذا .؟ لأن إثبات الشيء نفي لضده ولما يستلزمه ذلك الضد .
" فَطُرُقُ الْعِلْمِ بِنَفْيِ مَا يُنَزَّهُ عَنْهُ الرَّبُّ مُتَّسِعَةٌ لَا يُحْتَاجُ فِيهَا إلَى الِاقْتِصَارِ عَلَى مُجَرَّدِ نَفْيِ التَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ كَمَا فَعَلَهُ أَهْلُ الْقُصُورِ وَالتَّقْصِيرِ " .
الفرق بين القصور والتقصير واضح ، القصور معناه أن الإنسان ليس لديه علم فهو قاصر . والتقصير عنده علم لكنه مقصر ، فهؤلاء عندهم قصور في العلم وعندهم تقصير في طلبه أيضا ، وأيهما أشد القصور أو التقصير.؟
التقصير أشد من القصور ، لأن التقصير من فعل الإنسان ، والقصور من غير فعله . قد يكون الإنسان قاصرا لا يستطيع الكمال ، وقد يكون يستطيع الكمال ولكنه مقصر في طلبه ، فهؤلاء عندهم قصور وعندهم أيضا تقصير بحيث لم يطلبوا ما يجب لله وما يمتنع عليه ، ما طلبوه من الكتاب والسنة ،من أين طلبوه ، طلبوه من عقولهم التي هي متناقضة كما مر علينا كثيرا ، فإذا هم أهل قصور وأهل تقصير .
يقول رحمه الله تعالى : " الَّذِينَ تَنَاقَضُوا فِي ذَلِكَ وَفَرَّقُوا بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ حَتَّى أَنَّ كُلَّ مَنْ أَثْبَتَ شَيْئًا احْتَجَّ عَلَيْهِ مَنْ نَفَاهُ بِأَنَّهُ يَسْتَلْزِمُ التَّشْبِيهَ ، وَكَذَلِكَ احْتَجَّ الْقَرَامِطَةُ عَلَى نَفْيِ جَمِيعِ الْأُمُورِ حَتَّى نَفَوْا النَّفْيَ ، فَقَالُوا : لَا يُقَالُ لَا مَوْجُودَ وَلَا لَيْسَ بِمَوْجُودِ وَلَا حَيَّ وَلَا لَيْسَ بِحَيِّ ، لِأَنَّ ذَلِكَ تَشْبِيهٌ بِالْمَوْجُودِ أَوْ الْمَعْدُومِ فَلَزِمَ نَفْيُ النَّقِيضَيْنِ ، وَهُوَ أَظْهَرُ الْأَشْيَاءِ امْتِنَاعًا " وهذا مر علينا في أول الكلام أو لا .؟ مر علينا ، وبعضهم قال : لا أشبهه بالموجودات فلا أثبت له صفة وجود ، وبعضهم يقول لا أشبهه بالموجودات ولا بالمعدومات ، فأقول لا موجود ولا معدوم ، وتقدم أن هذا تشبيه له بالممتنعات .
" ثُمَّ إنَّ هَؤُلَاءِ يَلْزَمُهُمْ مِنْ تَشْبِيهِهِ بِالْمَعْدُومَاتِ وَالْمُمْتَنِعَاتِ وَالْجَمَادَاتِ أَعْظَمُ مِمَّا فَرُّوا مِنْهُ مِنْ التَّشْبِيهِ بِالْأَحْيَاءِ الْكَامِلِينَ ، فَطُرُقُ تَنْزِيهِهِ وَتَقْدِيسِهِ عَمَّا هُوَ مُنَزَّهٌ عَنْهُ مُتَّسِعَةٌ لَا تَحْتَاجُ إلَى هَذَا " شف الآن المؤلف : طُرُقُ تَنْزِيهِهِ مُتَّسِعَةٌ ، تكررت في نصف صفحة تقريبا ، فالكلام في الكتاب هذا ، لو يجرد من التكرار لكان واضحا ، لكنه كما قلت لكم وأقوله أيضا ، إن هذا الكتاب فيه تكرار ، ولكن من عرف القواعد والأسس سهل عليه تصريف هذا التكرار ، لأن المؤلف رحمه الله تعالى لأجل إيضاح الأمور ينوع العبارات ، وإن كانت متكررة لأجل ترسخ في ذهن السامع .